أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيليب عطية - ابرام ومائدة اللئام (2














المزيد.....

ابرام ومائدة اللئام (2


فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 1985 - 2007 / 7 / 23 - 02:28
المحور: كتابات ساخرة
    


نستنتج مما تقدم ان قصة ابراهيم وسارة ،رغم الطابع الواقعي الذي حاول الكاتب اضفاؤه عليها ،ليست سوي مزج غير مدروس لاسطورتين :احدهما اسطورة شمسية والاخري اسطورة قمرية ،وبهذا فقط يمكن ان نفهم كل خزعبلات القصة
حاول الكاتب ان يوهمنا بأن الشمس والقمر ،وهما من الآلهة الرئيسية في بانثيون الآلهة لكل الشعوب المجاورة وغير المجاورة قد تم اعلاؤهما او اخضاعهما لسلطة "ايل" او الوهيم الاله الواحد المقترض من الفينقيين والكنعانيين ،وعلي هذا تبدأ قصة ابراهيم بالخلاف الشهير مع ابيه الذي يجمع كل الحاخامات والفقهاء انه كان خلافا دينيا حول عبادة الاوثان وعبادة الاله الواحد ،فيبدأ ابراهيم رحلته الشهيرة الي الشرق حيث يضع رحاله في ارض كنعان
ورغم الطابع الواقعي الشديد في الوصف ،الا ان الطابع الاسطوري سرعان مايتجلي في حدثين فريدين :اولهما :نزول الاله لمصارعة ابراهيم ،وثانيهما:العهد او الميثاق الالهي الذي صار بموجبه ابراهيم وسلالة ابراهيم ورثة ارض الاله المبجل من النيل الي الفرات
من المعروف ان المصارعة قديما وحديثا لعبة لاظهار القوي ،وهكذا كان من الطبيعي ان يفوز الوهيم بالمباراة وتتواري الشمس كأحد صنائعه ليس الا ،لكن الشمس لابد ان تفرض وجودها علي كل ارجاء الارض ،وبالتحديد تلك الارض التي يحلم الرعاة بامتلاكها اي تلك الوديان الخصبة من النيل الي الفرات
اما الطابع القمري للست سارة فيتجلي ايضا في حدثين او ثلاثة احداث يحتار المرء في فهمهم اذا استخدم المنطق العادي الواقعي في فهم الاحداث :حكاية ابراهيم مع مع فرعون مصر ،اذ يحدث جوع في ارض كنعان ،وهو امر لايهم ايل او الوهيم ،فيتجه ابراهيم الي ارض مصر ويلتقي بفرعون ،ولاندري اي فرعون هذا الذي يهتم بمقابلة مجموعة من الرعاة في بلد اقام منذ نشأته اعقد نظام اداري في التاريخ ....حقا هناك رسوم في المعابد الفرعونية تظهر افواج البدو والرعاة القادمين الي مصر ويلهث انصار الخرافات التوراتية وهم يصيحون بنشوة:هاهي صورة سيدهم ابراهيم ،ويتناسون ان مصر في فترات كثيرة من تاريخها كانت تضع يدها علي ارض الشام وكنعان وان وفود البدو القادمين لتقديم فروض الطاعة والولاء لم تكن تنقطع عن ارض مصر ولم يكونوا بالطبع حشودا من البدو الجوعي
اما مايحدث بعد ذلك في سياق القصة فهو الاكثر مدعاة للنفور والاستغراب اذا استخدمنا المنطق العادي في فهم الاشياء.عندما يقع نظر فرعون علي سارة يذوب بها هياما ،وهنا يسأل الفرعون ابراهيم :من هذه المرأة؟ وهنا يجيب البدوي الداهية خوفا من القتل :انها اخته ،وهكذا يراها ابو الانبياء وابو الاتقياء وهي تتجه الي قصر فرعون ،لكن الوهيم يتدخل هنا فهو لايعجبه الحال المايل رغم تغاضيه عن الخداع الابراهيمي ،وسلاح الوهيم تجاه المصريين كان دائما جاهزا وموجودا وهو الطاعون وهنا يدرك الفرعون غلطته!!ويستدعي ابراهيم ليطبطب عليه ويمنحه ما يشاء من الدراهم والمعيز قبل ان يصرفه الي بلده
القصة بحذافيرها تتكرر مع ملك حبرون لكن هذه المرة يتصل الاله لاسلكيا بالملك ليخبره بالحقيقة وعندما يستدعي الملك ابراهيم ليوبخه علي كذبه ،يظهر لنا السر الدفين: ان سارة هي زوجة ابراهيم كما انها اخته غير الشقيقة ،اي ان الرجل لم يكن يكذب لكنه كان يتجمل
من المعروف علاقة القمر الوثيقة بالجنس والخصوبة عند كل شعوب العالم ومنها شعوب البحر المتوسط كالمصريين والاغريق والرومان....الخ ولكن ان كان الامر كذلك كيف يمكن ان نفسر عقم سارة حتي وقت متأخر من عمرها وهو مايخالف كل القوانين الطبيعية المعروفة
لايمكن ان نجد تفسيرا الا في طبيعة القمر نفسه ...القمر لايصير قمرا الا عندما يكتمل بدرا اما قبل ذلك فهو ليس سوي محاقا او هلالا ،وهي درجات لاترضي البدوي القح....وهنا لن تنجب سارة ابنها الاعندما تكتمل بدرا ،وهي لن تنجب شيئا فحسب :لقد انجبت "اسحق"وهو يعني بصريح العبارة :الحاكم او الامير ،والكلمة مأخوذة عن كلمة "حقا" الفرعونية بالمعني الذي ذكرناه
لكن تدلل سارة في الانجاب سيتيح لقصة اخري ان تنسج نسيجها ،وتنقلنا الي غياهب الجزيرة العربية
فالعرب ادعوا ايضا انهم من سلالة ابراهيم من ابنه المبارك "اسماعيل "من زوجته هاجر ،وكلها اسماء ذات معاني ودلالات يصلح كل منها ليكون بحثا بمفرده لكن لايوجد لختام هذا المقال خير من مقولة "فولتير"في موسوعته الفلسفية وهو يتحدث عن ابراهيم
قد يكون ابراهيم ابا لليهود والعرب فقد انجب كل منهما لصوصا ،لكن لصوصية العرب فاقت لصوصية اليهود"



#فيليب_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوح واللغو المفضوح
- سليمان وملوك الجان
- بين اوزيريس والمسيح
- سيف الله ام سيف الجريمة ؟
- ابتعدوا عن عبد الناصر
- الديانات الذكورية ،والديانات الانثوية
- الوثنية وحكاية السلطانية
- علي الله ان يثبت ذاته
- حركات الزعابيط وآخرة التنطيط
- ساركوزي وحلف الكوز.....ي
- الزمبليطة والطبقة القليطة
- الشيخ شحتوت والضرب بالنبوت
- المعمل الخلفي للديانات والافكار
- اكان حرق مكتبة ام كان حرق عقل باكمله ؟
- هل تكون اعادة رسم الخريطة هي الحل ؟
- هل كانت المرأة قديما تبيض ولاتلد !!؟
- سلامة موسي وقطعة البسبوسة
- المصالحة والتعايش في مجتمعات العراق ....ابحث عن الافعي
- عندما ينفتح الجحيم
- العراق...بين المجتمع المدني والمجتمع الهمجي


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيليب عطية - ابرام ومائدة اللئام (2