أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - قضية رأي عام














المزيد.....

قضية رأي عام


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 09:23
المحور: الادب والفن
    



أستطاعت الفنانة الكبيرة يسرا ان تشغل المشاهد العربي اين ما كان في شهر رمضان لهذا العام من خلال بطولتها لمسلسل ( قضية راي عام) والتي جسدت فيها شخصية (عبلة) وهي طبيبة ورئيسة قسم الاطفال في جامعة القاهرة ، والتي تعرضت الى خطف مسلح واغتصاب هي وزميلاتها حنان الدكتورة المتخرجة حديثاً على يد استاذتها الدكتورة عبلة ، وسميحة الممرضة ، بعد ان اضطررن للبقاء في المستشفى الى ساعة متأخرة من الليل لانقاذ حياة طفل مريض ، وقد تم الخطف والاغتصاب من قبل ثلاثة شبان من المدمنين على تعاطي المخدرات ، احدهم كان والده وزيراً ويمتلك النفوذ في السلطة والمال والاخر يمتلك المال ولا يمتلك السلطة اما الثالث فكان من طبقة فقيرة الا انه يحصل على المال بطرق ملتوية وبخاصة من زوجته التي تكبره بالسن !

كانت سلبيات الحادثة على المغتصبات كثيرة جداً الامر الذي ادى الى تدمير حياتهن بالكامل على المستوى العائلي نظراً لتقاليد مجتمعاتنا العربية التي تعتبر العرض والشرف خطوط حمراء لا يمكن باي حال من الاحوال تجاوزها ! الا ان شجاعة الدكتورة عبلة ( يسرا ) جعلت منها ان تثأر لشرفها وسمعتها على الرغم من العواقب الوخيمة التي قابلتها في حياتها العائلية ، فذهبت على الفور لتبلغ السلطات بالحادثة ضاربة عرض الحائط تلك القيم وتلك التقاليد ، مما اوصلها هذا الاجراء الى طلاقها من زوجها على اثر البلاغ الذي قدمته ! فيما اكتفت الدكتور حنان بابلاغ اهلها المحافظين والذين ينحدرون من الصعيد المصري المعروف بمواقفه المتشددة ازاء قضايا الشرف والعرض والتي غالباً ما تنتهي بقتل المرأة !!

الا ان والدها تفهم الموقف جيداً واخذ يصبر على ابنته موصياً ابنه الاكبر ان يعاملها معاملة حسنة كونها اجبرت تحت تهديد السلاح ، لكن الاخ الاكبر للدكتورة حنان حاول قتلها ومن ثم عدل عن قراره !

واما الضحية الثالثة والتي تدعى سميحة فذهبت في غيبوبة شديدة داخل المستشفى الذي نقلت اليه على اثر حادثة الاغتصاب وفقدت جنينها في بطنها ورافقها نزيف شديد الامر الذي جعل من الاطباء ان يرفعوا لها الرحم لأيقاف ذلك النزيف ، ومن ثم تصحو من غيبوبتها ، وخوفاً من الادلاء بشهادتها والتي ترددت فيها بداية الامر استطاع الوزير صاحب النفوذ ان يستأجر احد لقتلتها وهي داخل المستشفى !.

ثم استطاعت المباحث المصرية ان تتبع خيوط القضية وتمسك بالجناة الحقيقيين بعد اعترافات واضحة منهم ، وهنا يتدخل الوزير شكري جلال بعد ان تم القبض على ابنه والذي هو احد الجناة فقد استطاع الوزير بمحامية صاحب اكبر أجر في مصر ان يحتال على العديد من ثغرات القانون ليقلب القضية رأساً على عقب ، معتبراً ان الجناة الثلاثة هم الضحايا ! وذلك بعد ان فشل محامي الوزير باقناع الدكتورة عبلة في التنازل عن القضية مقابل مبلغ من المال هي تحدد رقمه ومهما كان !

كما ورفضت عائلة الدكتورة حنان المساومة ذاتها ، وما ان بدأت تسير الامور بغير صالح الضحايا ، استطاعت الصحافة المصرية داخل المسلسل ان تتناول كل المستجدات في هذه القضية مما ادعى الى لحق الاذى الاكبر بالنساء المجنى عليهن ، خاصة وان تصبح قضية من هذا النوع بيد اقلام الصحافة والتي لا ترحم بمثل هكذا قضايا ، وتمضي الاحداث المعقدة والمتشابكة في قضية رأي عام فيما يتحدث الوزير في التلفزيون ليبرأ ساحة ابنه خوفاً على منصبه وسمعته السياسية التي بدأت تنهار تدريجياً ، حتى ترد عليه الدكتورة عبلة وايضاً من خلال مقابلة تلفزيونية اخرى لتصبح القضية بالفعل قضية رأي عام .

وتنفضح تلفيقات محامي الوزير وشهوده ومن ثم تنقلب القضية من جديد الى صالح الضحايا ، ويتم الحكم على الجناة ومن ضمنهم ابن الوزير ! وعلى الرغم من المبالغة في حكم الاعدام الذي صدر بحقهم استطاع مسلسل قضية رأي عام ان يوصل للمشاهد العربي اين ما كان معالجات انسانية للعديد من القضايا الشائكة داخل مجتماعتنا العربية والتي غالباً ما تنتهي مثيلاتها بقتل الفتاة بطريقة متوحشة غسلاً للعار ، ويا للعار المختفي دائماً داخل هذه المجتمعات .!

وكما هي دائما اكدت الممثلة الكبيرة يسرا من خلال هذا المسلسل على احقاق الحق خاصة بالنسبة للمغتصبات اللائي غالباً ما يكونن ضحايا لمثل هذه الاعمال اللاانسانية ، كذلك فقد طرح المسلسل قضايا اخرى ومهمة الا وهي نظرة المجتمعات العربية للمرأة المغتصبة وبخاصة اقرب المقربين لها مثل الزوج والابن والبنت والاخت وحتى الاصدقاء ..

لقد كان مسلسل قضية رأي عام واحدا من افضل المسلسلات التي طرحتها الدراما المصرية لشهر رمضان هذا العام ، فقد امتاز بالجرأة في طرح مثل هكذا مواضيع تكاد تكون هي الاولى من نوعها وان كان المصريون هم الاكثر انتاجاً من بين الدول العربية ويتربعون على عرش الدراما العربية ومنذ سنوات ، لكن بالمقابل ثمة قنبلة درامية فجرتها الدراما السورية من خلال مسلسل ( باب الحارة ) الذي تحدث عن فترة زمنية مهمة من تاريخ سوريا ، وكان بحق عملا اذهل المشاهد العربي على مدى شهر رمضان الذي ودعنا قبل ايام قليلة ، ويعتبر مسلسل باب الحارة هو التتويج الاثرى للدراما السورية التي حققت النجاحات المتتالية على مدى السنوات الاخيرة وبخاصة المسلسلات التاريخية التي انفردت بها وتميزت عن الدراما العربية من خلالها ..



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا ، الطريق سالكة !
- الشيخ حارث الضاري !
- تنقيرات / 1 عمار الحكيم ، إخرس !
- كيمياء الألم
- كيمياء عادل عبد المهدي
- كيمياء جوزيف بايدن
- كيمياء قناة الفرات الفضائية
- رسالة الى رئيس الوزراء المالكي لانقاذ الفنان كريم منصور
- رفقتي مع السياب
- بلاك ووتر وساحة النسور
- رمضان الذي لم يتفق عليه
- فيزياء كربلاء
- عمار الحكيم دبلوماسياً
- انتربول موفق الربيعي
- سنجار والشاحنات الاربع
- تسيّس النصرالكروي
- في الذكرى الثامنة لرحيل البياتي / الحرية والشعر
- مئذنة الشعر
- كيمياء الفرقة القذرة
- مرثية إلى علي الصغير


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - قضية رأي عام