أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عفيف إسماعيل - إندماج أم إقصاء؟!














المزيد.....

إندماج أم إقصاء؟!


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 12:53
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


*مُسامرة سودانوية
"أحسد المسمار لأن هناك خشباً يضمه ويحميه"
محمد الماغوط

عندما تخلو قبعة الحاوى من الأرانب والحمائم يلجأ إلي أوراق اللعب ليمارس حيل بصرية قديمة يخبرها كعروق يديه التي يمرر بينها بسرعة ومهارة حاذقة أوارق اللعب ويفنطها بسرعة دربة كذيل الطاوؤس، ثم يعود ليبطئ ليوهم الرائي بانه جزء من اللعبة وعضواً اساسياً لا تتم إلا بمشاركته المتواطئة في استعداده البديهي للدهشة والانخداع، كذلك يفعل السياسيون منذ ان عرف ذاك "الكرت" الرابح في العملية السياسية " فرق تسد"، لذا لم يكن غريباً ان يعود حزب الاحرار الحاكم في استراليا في توهانه الغريق في البحث عن مخرج ملائم من ازماته الطاحنة في مواجهة الحملة الانتخابية لذاك" الكرت" الرابح في اللعبة السياسية هو اشعال روح التعالي والعنصرية عند الأغلبية البيضاء كما تشير الاحصاءات، ولتدق مسماراً غليظاً في العمود الفقري للمجتمع الاسترالي المبني اساساً علي التعدد والتنوع والإختلاف وتحرسه ترسانة من القوانين المتأصلة عبر ازمان طويلة لتحرسه من هواة دق مسمار الفتنة والشتات.

جاءت تصريحات وزير الهجرة الاسترالي كيفن اندرور العنصرية في حمي حصد اصوات في المعركة الانتخابية يدعو فيها لخفض نسبة توطين اللاجئين الافارقة علي وجه العموم والسودانيين علي وجه الخصوص بحجة عدم القدرة علي الاندماج في المجتمع الاسترالي!!!

قرار وزير الهجرة دعوة واضحة للعنف وضد طمأنينة الوافدين الجدد لأستراليا، وبذر للفتنة وجذور الشتات وفتح بوابة القبول لكل من تردعه القوانين عن تنفيذ افكاره المريضه في المجتمع الاسترالي كي يجد المبرر الكافى لنفث سمومه في المجتمع الذي يكبح جماح الاحقاد والعنصرية، وليس هناك ضابطاً معيارياً دقيقاَ يحدد كيفية هذا الإندماج فهو فعل يتم بطهو هادي وجيد التحضير لكل مقاديره.
يطمس قرار وزير الهجرة الاسترالي كيفن أندرو ملامح منطقة العبور من اللاجئ إلي مواطن صالح ثم اندماجه الكامل كي يساهم في رفد التعدد الثقافي الاسترالي بخيرات تميزه الاثني وما يحمل من خبرات انسانية أهمها جنوح المواطن الجديد إلي السلم بعد عمر طويل من ويلات العمر، سجون، حروب، قهر، اذلال، تشريد، وكل الافعال القهرية التي اجبرت اللاجئ للخروج اصلاً من بسطامه. يفتح هذا القرار نوافذ مشرعة للاعاصير والعواصف لإستشراء ثقافة العنف والاقصاء، ورفض الآخر المختلف وجعله مثالاً لسواءات استراليا وسوف تلازمه هذه الصفة المزرية طويلاً لم اذا يحرك ساكن الخمول الذهني والجسدي ويهب كي يكون شريكاً فاعلاً في تنظم مصيره المستقبلي من خلال عمل اجتماعي ثقافي سياسي يعي عبء اللحظة والحاضر ومسئولية تأسيس المستقبل ويساهم بفعالية في استنباط الحلول والسعي لإنجازها علي مستوي الواقع العملي.

هناك ثلاثة مستويات لمجابهة هذا القرار، وليس من بينها جلد الذات والتسليم بالنواقص لإسباب معروفة ومعلومة ولا تخفي حتي عن عين الكفيف، التي هي نتاج طبيعي للتهشيم الذي انطبع في ذوات هؤلاء المغلوب علي امرهم من زلزلة الاقتلاع من اراضيهم الطيبة وفجأة وجدوا انفسهم في تربة غريبة المناخ وعليهم بتجذير بذرتهم فيها لحماية انفسهم التي ظلت لأعوام طويلة نهباً للتهديد والرعب اليومي بالتنظيم السريع في شكل لجان تنسيق محدودة الغرض- بعيداً عن التناحرية- لمجابهة هذا القرار وفضحه أولاً.

ثانياً توسيع مواعين الحملات والحوار السياسي والثقافي والاجتماعي في هذا الأمر فهو ليس شأناً سودانياً أو افريقياً كما يبدو، بل ما تريده حكومة حزب الاحرار هو هذا الغرق الذاتي والحوصلة الاجتماعية والعرقية الضيقة ، يهم هذا الأمر مستقبل استراليا ككل ويجب مجابهته بهذا الكل المتفهم لمعني ومغزي التعدد والتنوع باستراليا.

ثالثاً تعبئة الراي العام ضد قرار الوزير برفع دعوى قانونية ضده حتي يتراجع عن قراره نهائياً ومطالبته بالاعتذار للمتضررين عسي ان يخفف ذلك من ثوارت الغضب التي تعتمل وتشتعل بالنفوس ومن ويلات الثأر الأعمي.

القادمون مثلنا من دول تُحكم بترسانة من القوانين النائمة ما ان تستفيق إلا وتحدث الكارثة والدمار يعلمون جيداً مثل هذا القرار له خطورته المستقبلية في هدم اهم ركائز المجتمع الاسترالي وهو التعدد الثقافي والاثني وعلي الديمقراطية نفسها، ويعلمون جيداً ماذا يعني مسمار جحا.
*مُسامرة سودانوية.. المقال الشعري الذي يكتبه عفيف إسماعيل لصحيفة "المهاجر" باستراليا.



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة -برانا- الثقافية
- نورس حط على القلب
- المتشظي
- عازف البيانو الأعمي في ميدان فورست او ظل بلا اثر
- الشاعر المصري حلمي سالم.. وفقهاء الظلام
- نافذةٌ لا تُغري الشمس
- وتبقي طفلة العصافير الموسمية
- بيكاسو ماقبل وبعد الجرنيكا
- الوان
- عودة
- قبعات غير مناسبة
- نصوص
- الموسيقار عاصم الطيب قرشي في مهرجان ميلا بالنرويج
- رتقُ الهواء
- خيوط بين الأشياء
- ساورا- إنداكوا
- 000الرقم:
- الخرطوم عاصمة للثقافة العربية والإرهاب
- مركز الدراسات السودانية
- الشاعر الصادق الرضي في بلاد شكسبير


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عفيف إسماعيل - إندماج أم إقصاء؟!