أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عفيف إسماعيل - الموسيقار عاصم الطيب قرشي في مهرجان ميلا بالنرويج














المزيد.....

الموسيقار عاصم الطيب قرشي في مهرجان ميلا بالنرويج


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


((جئت على وتيرة نورس ونصبت خيمتي الجديدة فوق منحدر سماوي))
محمود درويش
في احد اصباح سوق مدينة الحصاحيصا بوسط السودان، صبي صغير يتشبث باصبع ابية ويسير بخطوات نزقة، ونظراته تدور بإندهاش في مختلف الاتجاهات كأنها تريد ان تحتوي كل التفاصيل. عندما عبر عازف آلة الكمان عبد الله عبد الفتاح المعروف علي نطاق المدينة وما جاوراها بشكله المميز وآلته التي لا تفارق كتفه، تعثرت خطوات الصبي المتشبث بأصبع أبيه حتي كاد ان يسقط ، فهتف صائحاً وهو يشيربإتجاه خطوات عازف الكمان الرشيقة:
- أبي أريد واحدة مثلها.
ضحك المربي الجليل الطيب قرشي، ومضي لشئون أخري، ولم يدر ان تلك الرغبة الصادقة المعلنة بإلحاح طفولي كانت بداية التشكل لعبقرية قادمة، واحد اختمارات الإختيارات المبكرة لأبرز عازفي تلك الآلة علي أمتداد السودان. ولم تمض سنوات حتي شهد كل من يسمع ويري الموسيقار عاصم الطيب قرشي ينحني بحنو وخشوع علي آلة الكمان ويعزف خلف فنان افريقيا الأول محمد وردي اوالفنان محمد الأمين وغيرهم من مبدعي السودان، إلا وشهد إنه احد سحرة هذه الآلة، من الذين يملكون تطويع اوتارها وانغامها لتجسد ادق تفصيلات التعابير الانسانية في حالتها المختلفة بشفافية مطلقة.
من خلال الدارسة الاكاديمية في ذاك المختبر العظيم الذي كان يسمي معهد الموسيقي والمسرح بالسودان، إمتلك كل مهارات التكنيك العلمية الممكنة لهذة الآلة وزاوج ببراعة مدهشة بين فخيين، فطرية الإحساس، والتقنية العلمية.
بنهم باحث مجتهد وطموح اعد قدراته الإبداعية جيداً وامتلك الحرفية المكملة لمهنته واوغل باحث عن أنغام افريقية بين موسيقي ما بين الانهار العذبة في السودان التي تحفظها الذاكرة الشعبية الشفاهية والمغنين التقليديين الذين توارثوها عن اسلافهم ، تحدداً خص منطقة النيل الأزرق بنصيب وافر من اجتهاداته المثمرة، ثم تجول شرقا وغرباً مدوناً التراث الشعبي لتلك الاغنيات من منبعها مباشرة، وبلهجاتها المحلية، ولم يكتف بالدورالكسول لحافظ التراث كما مارسه العديد من موسيقيو تلك المناطق المهمشة بحجج الأصالة والمحافظة علي الارث في اوعية المحنطة، بل إشتغل بما امتلكه من معارف علمية علي عصرنة تلك الأغنيات، واعادة توزيعها موسيقياً، وصار الموسيقار عاصم الطيب قرشي عطراً خاصاً ومميزاً في كل دورات مهرجان الخرطوم الدولي للموسيقي التي شارك بها، ثم بعد ذلك في كل المحافل الافريقية والعربية والاوربية، والاسترالية.

لذلك لم يكن غريباً ان يشارك بهوية المزدوجة السودانية الاسترالية في الدورة السادسة لمهرجان ميلا للتعدد الثقافي بالنيرويج في سبتمبر 2006، بفرقة موسيقية ضمت بعض اعضاء فرقته السابقة بالسودان(( سودانيز ساوند)) واخرين، وكان معه من المبدعين شهاب شرحبيل، محمد زكريا (مورتون) هيثم موسي، خالد صالح، ومختار، و كنيس دراس. ليكونوا احد مفاجأت المهرجان.

نال الموسيقار عاصم الطيب قرشي 83% من الأصوات في نتيجة الفرز النهائي لمهرجان ميلا للتعدد الثقافي بالنرويج وحجز مقعده باكراً في الدورة القادمة للمهرجان.

منذ ان استقر في بلاد الكانغرو يجوب الموسيقار عاصم الطيب مع فرقته ((النيل الأزرق)) قارة استراليا من شرقها إلي غربها ، مؤسساً بصبر نموذجاً ساطعاً لمبدعي دياسبورا الشتات . وبين كل خطوة وأخري يضع بذرة عملية لطرائق التجذر في ارض جديدة وفق شروط المكان الجديد وعكس تيار ترسيم خرائط العالم الجديد السياسية والثقافية، ولا يتقافز فوق التناقض بل يوما بعد يوم يسير وفق إيقاعه مبدعاً فاعلاً وليس مستهلكاً ومُستهلكاً كما تريد شروط سُخرة القرن الحادي والعشرين، ويطلق علي سعة الريح والمدي مع اوتاره العذبة برهافة مارد الابداع الجمالي من قمم الهوية الحاذق إلي فضاء رحابة الأفق الإنساني.



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رتقُ الهواء
- خيوط بين الأشياء
- ساورا- إنداكوا
- 000الرقم:
- الخرطوم عاصمة للثقافة العربية والإرهاب
- مركز الدراسات السودانية
- الشاعر الصادق الرضي في بلاد شكسبير
- مذبحة حديقة البؤساء بالقاهرة30ديسمبر2005
- وداعاً.. شاعر -عجاج البحر-
- وحده
- الكتابة في زنزانة*
- بشرى حسن فرحان أو ملك الصمت
- الرنة المفقودة
- ميلاد
- إنه علي حق!
- نيرفانا
- محمد إبراهيم نُقد.. واسطورة الإختفاء.. أو حقاً إنه حقلاً من ...
- خذوا
- مصطفي سيد أحمد ظاهرة إبداعية كونية
- طرف الغثيان


المزيد.....




- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عفيف إسماعيل - الموسيقار عاصم الطيب قرشي في مهرجان ميلا بالنرويج