أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عفيف إسماعيل - رتقُ الهواء














المزيد.....

رتقُ الهواء


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 11:24
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


*مسامرة سودانوية
)**(مثل عصفور ينقد نقدة واحدة ويطير، هكذا كنت أريد حياتي)(
وديع سعادة
الشاعر اللبناني الأصل (وديع سعادة) المهاجر لأستراليا منذ أكثر من عقدين من الزمان، يصنف البعض نصه الغارق في الواقعية المفرطة بالعدمية، وهذا الإلتباس في ظني سببه ظاهر النص الشعري لوديع سعادة في بعده الأول وملمحه الخارجي الذي يتحرك في أغلبه بين / واقع/ حلم/واقع/ وللحلم عنده في ديوانه الشعري الأخير (رتق الهواء) تفريعاته منها: أمنيات بعيدة، آمال عصية،غد مخاتل غير محدد الملامح.

في (رتقُ الهواء) يحتشد نصه بشعرية تعدد الجهات والتداعي المحكم المحدد الأطراف وغير قابل لتهويم التجديف بين تيارات اللامعني، يتشعب بين مغاور المعني يفضي حيناً إلي حلمية جذرها واقع صلد، ثم يعود ويوغل في هذا الواقع متخفياً خلف البعد الفلسفي التأملي الكثيف ، وداخلي هذا السياق يزاوج بروح العشاق المنهك لماهية الحياة بين كل موجودات الكون، وبقلق وجودي كظيم، حيناً، وسافراً في أغلب الأحيان يعطيها لساناً تتحدث به، وتشكو، وتبكي، وتضحك، وتسأل الآخر عنها وعن غيرها وعن حقها في الحياة وفق منطق عادل غير موجود. لذلك النمل، والشجر، والنسور، والكراسي والهواء،والحجارة،والحدائق،والصرخة،الفضاء،والصوت،والحائط،والمفتاح،والنبع،
والطير، ،والفراشات، والصراصير، والبنادق،والذباب، لا تترامز بل تتحدث عن نفسها بنفسها لتعلن عن نبضها الصارخ، وضجيج الحياة فيها.

يستخدم وديع سعادة ادواته الشعرية بإتقان حاذق في ديوانه الشعري (رتقُ الهواء) الصادر في العام 2005م عن دار النهار للنشر بيروت، فهو ينصب لك المتاهة ثم يجعل طريق الخروج ممكناً بلا عثرات، يفخخ الطرقات ثم يجعل الافخاخ تنقلب علي نفسها، يوازن، ثم يخلق الإختلال،يجعل الجزئيات تتشكل و تتخلق حتي تصبح كلاً ينشد الكمال،و يطلق التمني من قممه المكبوت ثم قبل ان يصير مارداً يحاصره بدخان الواقع الخانق فلا يتنفس إلا في حيزه المحدود.
أذن:
الشاعر الفاتن( وديع سعادة) يتخفف من الجماليات المفضوحة للنص الشعر العربي الحديث، يقلل من المجازات والاستعارات وغيرها من المحسنات بكل مسميتها الحديثة القديمة، يتتبع خيط السرد الواعي بمزالقه وغواياتة المفتوحة وخطورتها.

مرجعيته في دايونه الأخير "رتقُ الهواء" التأمل الباطني للاشياء من خلال مجسات الواقع في حيزه الوجودي المكتنز بالغياب ووعورة اللحظة وعبئها علي الكائن، بعد ان تخلصت روح الشاعر المفعمة بالنزوح من كل مشاعر الحنين البدائي البكائي، بل اصبح يحن بكل رحابة لكون محتمل للانسان وما جاوره من موجودات أخري.

((يا حارس الفضاء الشاسع الجهات، كم جهةً يمكنك أن تحرس؟
ستفلت منك بالتأكيد ريشةٌ على الأقلّ
وتذهب على هواها
ستنتصر نثرةٌ عليك.
يا ريشتي الصغيرة دلّيني إلى الممرّ الضيّق السرّيّ
أريد أن أتبعك
يا مُربكةَ الفضاءِ وحارسِه، يا ريشتي التي نفذَتْ
من جهة إرباك الوهم. ))***


(رتقُ الهواء) ديواني شعري يحرض الذائقة المستجيبة علي عدم الركون للإستسهال وجاهزية التلقي الخاملة، بل الديوان في مجمله دعوة للخلخلة الذهنية، وإختبار البديهيات مرة أخري عبر التشكك والتعمق فيها أكثر، له قدرة تحريك ما هو ساكن من أسئلة، وعلي قدر عالٍ من الجمالية البنائية وتراتبية العنونة المنفصلة للنصوص في انفرادها ،أو في قراءة كل الديوان كنص واحد ممتد، ونحو الإنسجام و تنمية وانسنة الكون كله.

تفضلوا معي لتصفح (رتقُ الهواء)علي الرابط ادناه في الشبيكة العنكبوتية الإكترونية تجدون الديوان كاملاً:
http://www.geocities.com/wadih2/
ــــــــــــــــــــــــــــــ
**/***: من ديوان رتق الهواء.



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيوط بين الأشياء
- ساورا- إنداكوا
- 000الرقم:
- الخرطوم عاصمة للثقافة العربية والإرهاب
- مركز الدراسات السودانية
- الشاعر الصادق الرضي في بلاد شكسبير
- مذبحة حديقة البؤساء بالقاهرة30ديسمبر2005
- وداعاً.. شاعر -عجاج البحر-
- وحده
- الكتابة في زنزانة*
- بشرى حسن فرحان أو ملك الصمت
- الرنة المفقودة
- ميلاد
- إنه علي حق!
- نيرفانا
- محمد إبراهيم نُقد.. واسطورة الإختفاء.. أو حقاً إنه حقلاً من ...
- خذوا
- مصطفي سيد أحمد ظاهرة إبداعية كونية
- طرف الغثيان
- لوحة


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عفيف إسماعيل - رتقُ الهواء