أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عفيف إسماعيل - الخرطوم عاصمة للثقافة العربية والإرهاب














المزيد.....

الخرطوم عاصمة للثقافة العربية والإرهاب


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 11:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


*مسامرة سودانوية
ثمة إسترابة مستبطنة دائماً في فكر دعاة الهوس الديني في السودان تجاه الفنون بصفة عامة وتجاه فن الغناء بصفة خاصة، وإعتباره دعوة مستمرة للرذيلة، والفجور، أو ان محصلته النهائية تصب في مصلحة برامج اليسار ، لذا لم يكن من المستغرب أن تختتم الفعاليات الفوقية للخرطوم عاصمة للثقافة العربية بفعل يتسق تماماً ونظرتها السلفية بواد لكل ما يُجمل الحياة السودانية ويجعلها محتملة، حين إعتقلت عناصر أمنية متطرفة تسمي أمن المجتمع مجموعة "عقد الجلاد الغنائية"، وصادرت جهاز الصوت وآلة الأُورغن وسط إجراءات امنية متعسفة اصدرتها إدارات غارقة في الفوضي، وفاقدة البوصلة والأهلية لكيفية حماية المجتمع، الذي صار جسده منهكاً من كثرة البثور الدمامل التي تحتاج إلي أزمان طويلة للمعالجة والتعافي كي تعود كما كانت قبل مجئ سلطة الجبهة القومية الإسلاموية إلي الحكم في 30يونيو 1989م .

الإخلال الحادث في المجتمع السوداني لا يحتاج لفطنة معملية لرؤيته فهو يشم ويلمس ويُري بغير حواس. فسنوات القمع والإرهاب الإذلال والتحقير الإسلاموي الممنهج تركت بصمة أشبه بوشم غريب صنعته أصابع عمياء تنتمي إلي عصور بربرية غارقة في التلذذ في ممارسة النفي الأقصاء وكافة انواع التعنيف تجاه الآخر.

بعد ان صادرت سلطة الجبهة القومية الإسلاموية منذ بيانها الأول كل الحقوق الأساسية للمواطنة، أيدي آثمة كانت في يدها ملف الثقافة، ففعلت بمؤسساتها الديمقراطية تخريباً لا يتخاطر حتي علي بال حَرقة كتب ابن رشد، ولم تكتفي بذلك إنما طالت قوائم الفصل من الخدمة والتشريد كل المثقفين العاملين في حقل الفنون الإبداع بشكل خاص بكافة اشكالة وغير المواليين للقطيع الاسلاموي، واكثر من ذلك مع كل هجمة إعتقال كانت تصادر أوادات إنتاجهم الإبداعية، وتفتح لهم الزنازين وبيوت الأشباح، وكان نصيب "مجموعة عقد الجلاد" وافراً في السنة الأولي من عمر الإنقاذ.

"عقد الجلاد" ذاك العقد البهي الذي يزين جيد الأغنية السودانية سليل سنوات طويلة من تجارب الغناء الجماعي، وتتويج لخبرات أجيال متواصلة ضاربة الجذور في العمق السوداني، آخر ها توقف بفرقة البساتين التي أشرف عليها الموسيقار الفذ الراحل إسماعيل عبد المعين. نهلت "عقد الجلاد" من الأرث النغمي الثر المتفرق بين ربوع السودان بتنوعه الفريد، وعالجتها بخبرات موسيقية علمية مستفيدة من المعارف التي استقاها أعضاؤها من خلال دراستهم بمعهد الموسيقي والمسرح سابقاً، وصارت اغنياتها عنوان للوطن داخله وفي المحافل الدولية، لما بها من مضامين تثمن وتعلي من كل القيم التي تدعو لخير البشرية والإنسان في التعايش السلمي والدعوة المستمرة للحياة وضد كافة أشكال الموات.

كان جديراً بمجموعة عقد الجلاد الغنائية تكريماً يليق بها، ماحدث يفضح ديكورية إحتفالية فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية،ويسئ لكل التاريخ الثقافي السوداني، لكن هذا ديدن الذهنية الإسلاموية كلما سمعت كلمة إبداع تحسست ترسانات قوانينها القمعية وتطلقها كل كلابها الضارية في اعقاب صناع الحياة والجمال في السودان. وما حدث يزيد الشعب السوداني حباً وإحتراماً "لعقد الجلاد"، ويباعد الهوة بين خفافيش الظلام وعبدة المسنتقع، وبين الذي يصنعنون بحناجرهم وأوتارهم أجمل الأحلام، ويرسمون ملامح المستقبل.
** مسامرة سودانوية .. عنوان المقال الشهري الذي يكتبه عفيف إسماعيل في صحيفة"المهاجر" التي تصدر عن منظمة "المهاجر الثقافية" باستراليا



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مركز الدراسات السودانية
- الشاعر الصادق الرضي في بلاد شكسبير
- مذبحة حديقة البؤساء بالقاهرة30ديسمبر2005
- وداعاً.. شاعر -عجاج البحر-
- وحده
- الكتابة في زنزانة*
- بشرى حسن فرحان أو ملك الصمت
- الرنة المفقودة
- ميلاد
- إنه علي حق!
- نيرفانا
- محمد إبراهيم نُقد.. واسطورة الإختفاء.. أو حقاً إنه حقلاً من ...
- خذوا
- مصطفي سيد أحمد ظاهرة إبداعية كونية
- طرف الغثيان
- لوحة
- ظافرون
- لكننا!
- وحدها
- حرب


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عفيف إسماعيل - الخرطوم عاصمة للثقافة العربية والإرهاب