أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - والبديل رجال الدين















المزيد.....

والبديل رجال الدين


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأوطان التي يزداد فيها الفساد والإستبداد السلطوي , وتنعدم فيها حرية الرأي , وتقصف فيها الأقلام , وتصدر أحكام قضائية هي بمثابة قرارات أعتقال سياسية لمن وطنوا من أنفسهم مدافعين عن حرية الأوطان وكرامة المواطنين , لتكون مصائرهم السجون والمعتقلات بإرادة سياسية فاعلة وبجدارة في حبس الأوطان داخل دائرة مصالح سلطان القرار السياسي الكاره للأوطان , والمستبد في تفاعلات سلطاته بالمواطنين , وحينما يغلي القدر ويقترب من الإنفجار , يبرز دور توظيف نصوص الدين المحتكرة لدي علماء الدين , ليقوموا بدور التفسير التأويلي والتلفيقي للنصوص الدينية , للتخديم علي الملوك والأمراء والسلاطين , ومعهم الرؤساء اللامنتخبين في أوطانهم , إلا من ترشيحات مصلحية فقط , في مبناها الذي يعود بالمصلحة الفردية علي دوائر المقربين من الحكام , ويكون رأي الدين هو رأي رجاله , وعلماؤه , المقربين من أهل الحكم والسلطة , وإذا كان هذا هو رأي الدين , وليس رأي العالم أو الشيخ أو القسيس , وإنما تصبح المسألة مسألة إرادة السماء التي يريد أن يجريها علماء الدين أو رجاله علي ألسنتهم التي هي لاتنطق إلا بإرادة السماء !!
فماذا ستفعل أيها المواطن المسكين حينما تري أزمة صاغرة , أو مشكلة ناهضة , أو فساد مقيم , أو ظلم بين , أو سرقة لوطن , أو تزوير لإرادة أمة , أو إغتصاب لحكم , أوتفصيل قانون وتعديل دستور , أو تكميم أفواه , أو إنحدار في التعليم ,أو ضياع للصحة , أو تبعية في السياسة , أو إختزال وطنك في مؤسسة الحكم , والحزب الحاكم , أو إعتبار المعارضة السياسية خيانة وطنية , وعمالة أجنبية , وإجراء الأحكام الدينية علي الأعمال السياسية , حينما يكون الحاكم في الأوطان العربية إله , أو نصف إله , حين ذلك يسُتخدم رجال الدين ليقوموا بدور المحلل السياسي والديني معاً , فماذا تفعل أيها المواطن العربي ؟!!
وعلي أقرب مثال ماجسده شيخ الأزهر القادم إلي المشيخة الأزهرية بقرار جمهوري من رئيس الجمهورية , ورئيس الحزب الحاكم في مصر , تجسد هذا المثال فيما طالب فيه من معاقبة صحفي مصر بتوقيع عقوبة الجلد عليهم , لأنهم تجرأوا وتحدثوا عن مرض الرئيس الذي عينه في هذا المنصب الديني , وهو رئاسته لمشيخة الأزهر , وهو الذي قال بتأويلات وتفسيرات دينية من عندياته هو , رامياً من تحدث عن مرض الرئيس بأنهم مثيري الفتن ومروجي الإشاعات , ولكنه يأتي اليوم ويطالب بتوقيع عقوبة الجلد عليهم علي إعتبار أنهم من مروجي الشائعات ونشر الأخبارالغير الصادقة , وذلك فيما نشر بصحيفة المصري اليوم عدد 10 10 2007 من مواصلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ، تحريض رئيس الجمهورية ضد الصحافة المستقلة والحزبية ، مستغلا الأحداث الجارية وبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو للقصاص من مثيري الفتنة ومروجي الشائعات .
المناسبة التي استغلها طنطاوي لشن هجومه كانت أثناء إلقائه خطبة الجمعة الماضي في مسجد النور بالعباسية، وفي حضور رئيس الوزراء وعدد من الوزراء، وقال في خطبته التي لم تتجاوز الدقائق العشر :
إن الصحافة التي تلجأ لنشر الشائعات والأخبار غير الصادقة تستحق المقاطعة ، وحرم شراء القراء لها، ولم يوضح طنطاوي في حينها موقفه من الصحافة التي تنافق الحكام أو التي تنقل نفاق رجال الدين للحاكم .
ومساء أمس الأول ، شرح طنطاوي وباسهاب في حضور رئيس الجمهورية خلال الاحتفال بليلة القدر موقفه من هذه القضية ، وطالب بالجلد ثمانين جلدة للذين يقذفون غيرهم بالتهم الباطلة ، وقال طنطاوي: رغم أن جميع الشرائع السماوية وجميع القوانين الوضعية ، تأبي التفرقة بين الناس فيمن يستحق الاحترام والثواب ، وفيمن يستحق الاحتقار والعقاب، فإن الشريعة الإسلامية قد ساوت بين الجميع في عقوبة جريمة القذف التي فيها عدوان أثيم علي الأطهار الأخيار من الرجال والنساء .
واستدل طنطاوي بقول المولي عز وجل : (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم) ، مضيفا : إنما خص القرآن النساء بالذكر مع أن جريمة القذف عقوبتها علي الرجال والنساء لأن قذفهن بالسوء أشنع وأقبح ، وإلا فالرجال والنساء في هذه الأحكام سواء وقد عاقبت هؤلاء الذين يقذفون غيرهم بالتهم الباطلة الكاذبة بثلاث عقوبات : الأولي عقوبة حسية تتمثل في جلدهم ثمانين جلدة والثانية عقوبة معنوية تتمثل في عدم قبول شهادتهم، ويكونون منبوذين في المجتمع , وإن شهدوا لا تقبل شهادتهم لأنهم انسلخت عنهم صفة الثقة من الناس فيهم ، والثالثة تتمثل في وصف الله تعالي لهم بقوله ( وأولئك هم الفاسقون ) .
ولكن حسبما صرح به شيخ الأزهر المعين في منصب ممن إمتدحه ودافع عنه , يجدر بنا أن نسأل سؤال من وجهة نظر ورأي الشيخ ذاته , وذلك عن حكم الأحزاب السياسية في الإسلام ؟ وهل الإسلام يقبل بالمعارضة السياسية ؟ وكيف يكون شكل المعارضة السياسية , وماهو المسموح لها , وغير المسموح ؟ ومتي تعتبر المعارضة السياسية خارجة عن إطار إرادة الله العليا , ومتي تعتبر تستحق العقوبات الشرعية , ومن الذي سيقوم بتطبيق هذه العقوبات الشرعية , وماهو مسمي من سيقوم بتنفيذها , وهل سيتم تنفيذها وفقاً لنصوص الشريعة , أم وفقاً لنصوص القانون , وماهو مسمي الحاكم في إطار هذه الدولة ؟ هل هو الملك , أو السلطان , أم الأمير , أم سيتم الإبقاء علي مسمي الرئيس , ليكون مضافاً إليه صفة المؤمن حتي تكون الدولة مؤمنة , ومن يخالف يستحق العقاب الإلهي لأنه سيكون ظل لله في أرض الله , حسب مشيئة وإرادة شيخ الجامع الأزهر ورجال الدين بصفة عامة والمنتمين حينئذ للحاكم ؟
والسؤال السهل : هل من الصعوبة بمكان إستخراج عشرات الآيات القرآنية , والأحاديث النبوية , التي يمكن وصف شيخ الأزهر بها , قياساً بنفس المسطرة التي قاس بها أحكامه علي الصحفيين , ليكون شيخ الأزهر ليس فقط , من علماء السوء , والتابعين للسلطان , والمخالفين لإرادة المؤمنين الموحدين , المحبين لله , الطائعين لرسوله , بل إن الأمر قد يصل بتفسير تلك الآيات وتأويلها ومعها المئات من الأحاديث , وأقوال العلماء والفقهاء المكدسة بها كتب التراث , ليصل الأمر إلي تكفير شيخ الأزهر , والخروج به من جنة الله , إلي حيث ناره , وإستباحة دمه وماله , علي خلفية فتاوي تنظيم الجهاد والجماعة الدينية , والجماعات الدينية الأصولية الراديكالية , والسلفية الجهادية , وهذا مانرفضه ونمجه , ولانبتغي إليه سبيلاً , لأن هذا في منظورنا خلافاً سياسياً , ماكان ينبغي أن نوظف المقدس الديني , بإستعماله للتوظيف علي الشأن السياسي , بخطأه وصوابه , لأن المقدس الديني يخرج بنا من دائرة الصواب والخطأ , إلي دائرة الحرام والحلال , ومن ثم الجنة والنار , وهذا مايخرج بنا عن دائرة السياسة التي تقدس المصالح الدنيوية , وتبتغي الإرتقاء بالإنسان في رفاهيته وأسلوب حياته ومعيشته , سعياً لتحقيق الجنة الآنية , وليس صبراً للوصول إلي الجنة المؤجلة , ولكل دينه وعقيدته , في ظل إطار وطن للجميع , والدين لله !!
ولكن النداء لشيخ الأزهر : أننا إفتقدناك مواطناً مصرياً حيث أردنا وجودك , ووجدناك رجل دين حيث لانحب أن نجدك !!
وفي النهاية لنا سؤال :
هل شيخ الأزهر حزب وطني ؟
أم إلي أي حزب سياسي ينتمي ؟
أم أنه يحرم الأحزاب السياسية ويحرم الإنتماء إليها ؟
وماهو البديل إذاً ؟!!
نحن في إنتظار الإجابة !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للأنبا بيشوي : عفواً : ماهذه إرادة الكتاب المقدس !!
- عن الغوغاء و مفهوم الدين
- إفتراض الغباء : سياسة الجهلاء
- رهبان وراهبات بورما : علامات إستفهام ؟!! 1/ 2
- رهبان وراهبات بورما : علامات إستفهام ؟!! 2/2
- سرقة حكم مصر : من سيحكم مصر ؟
- في مجتمعات ثقافة الخصيان : المرأة بين أسرين , الختان والنقاب ...
- في مجتمعات ثقافة الخصيان : المرأة بين أسرين , الختان والنقاب ...
- في مجتمعات ثقافة الخصيان : المرأة بين أسرين , الختان والنقاب ...
- في مجتمعات ثقافة الخصيان : المرأة بين أسرين , الختان والنقاب ...
- حركة كفاية : إلي أين ؟!!
- عن صحة الرئيس : ماذا تعني أقوال نظيف ؟!!
- عن صحة الرئيس يتسائلون !!
- مؤشر خطر : أسرة للبيع !!
- من أنت ؟ : مواطن عربي !!
- محمد حجازي , وأمل نسيم : بيشوي , وأحمد : أين قارب النجاة ؟!!
- والقادم أسوأ
- من جديد : والعقول مازالت متأزمة
- في مصر : هل يحيا العدل ؟
- يوليو


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - والبديل رجال الدين