عن صحة الرئيس : ماذا تعني أقوال نظيف ؟!!

محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 10:32
المحور: المجتمع المدني
    

وعن صحة مبارك الأب مازالت التكهنات تتوالي بعضها إثر بعض وكأن مرض الرئيس أمراً من الأمور التي يتوجب علي الساسة والمهتمين بالأمر إخفاؤه علي الشعب , ولكن الشارع مازال يتسائل عن مبارك الأب : أين هو ؟ وأين يعيش ؟ وهل هو يعالج في أحد المستشفيات أم أنه صحيح معافي , بل وربما ذهب البعض بالفعل إلي القول بأن مبارك الأب قد توفي منذ فترة زمنية وأن البديل الخاص به هو الذي يظهر خاصة وأن هناك دعوي مرفوعة أمام محكمة القضاء الإداري يذهب المدعي في دعواه إلي أن الذي يحكم مصر ليس هو مبارك الأب وإنما شخص آخر يشبهه في الجسم وملامح الوجه , ويطالب في دعواه بمثول مبارك أمام المحكمة الإدارية بالقاهرة وأخذ عينه من دمه وتحليلها لإثبات عما إذا كان هو من عدمه , وخاصة أن هناك بعض التجارب في المنطقة تؤكد أن بعض الحكام في منطقتنا العربية قد توفوا بالفعل وتم تكتيم الخبر عن الشعوب حتي تتم إجراءات تولية الأبناء الحكم والسلطة حسب السيناريو المعروف لدي من أعدوه وتنتهي مراسم السيناريو الملكية أو الجمهورية بكرسي العرش والسلطة !!
والشعب المصري ليس بدعاً بين الشعوب العربية المقهورة بظلم وفسادات الحكام في المنطقة العربية التي جبلت علي حب السلطة وتوريثها للأبناء كورثة شرعيون أو حسب مايؤمن الرؤساء والملوك والسلاطين العرب بالمعتقدات الملكية او السلطانية أو المعتقدات الجمهورية المختبئة في أزياء ملكية وراثية مستبدة ظالمة !!
ولكن حينما يطلع رئيس وزراء مصر فيما تنشرة المصري اليوم في عدد 6 9 2007 عن مسالة التوريث ناقلة عنه أنه : قال الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، في ختام فعاليات مؤتمر «اليورومني» في القاهرة أمس إنه لا داعي للقلق من موضوع التوريث ، لأن هناك حكومة وبرلماناً وسيناريو منظماً لانتقال السلطة ، وقال إن مصر لم تشهد في أي فترة من تاريخها انتقال دموي للسلطة ، لافتا إلي أن الانتقال يتم بسلاسة .

وأضاف أن البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية اشتمل علي إدخال تعديلات علي الدستور، ومشاركة أكبر من المرأة وتزايد دورها السياسي ، وتوقع استمرار ارتفاع معدلات النمو، خاصة أنه يعتمد علي العديد من القطاعات ، مشيرا إلي اهتمام مصر بالدخول في الأسواق العالمية والمنافسة رغم ما يمثله ذلك من صعوبة .
فهل بعد أقوال أحمد نظيف يمكن لنا أن نتهم إبراهيم عيس , أو نتهم السفير الأمريكي بأنهما كانا من ضمن من روج لشائعة مرض مبارك الأب أو حتي وفاته ؟!!
ولا أدري هل وعي أحمد نظيف مايقوله عن مسألة التوريث حينما يقول مثل هذا الكلام الذي يتأتي منه أن هناك أزمة صحية راهنة أصابت صحة مبارك الأب البالغ من العمر ثمانون عاماً , والذي يريد أن يأتي إبنه مبارك الإبن لتولي حكم مصر من بعده لمدة مساوية له أو تنقص أو تزيد , أو حسبما قرر أحمد نظيف بأن هناك سيناريو منظماًُ لإنتقال السلطة ولاخوف من مسألة التوريث !!
لماذا يتم حتي الأن التكتم علي صحة مبارك الأب وكأنها سر من الأسرار القدسية العلوية المقدسة ؟!!
ولماذا يقول رئيس وزراء مصر بل ويطمئن الشعب المصري بعد الخوف من مسألة التوريث لأن مسألة إنتقال السلطة تمر حسب سيناريو مرسوم حسبما قال ؟!!
ومن الذي رسم هذا السيناريو إذا كان موجوداً كما يقرر نظيف ؟!!
وهل شارك المصريون في رسم وتقرير مستقبل مصر بعد وفاة مبارك الأب , أو بعد تنحيه عن الحكم والسلطة لأسباب صحية , ثم يأتي نظيف بعد ماقال به ليتحدث عن برنامج الرئيس الإنتخابي وأنه اشتمل علي إدخال تعديلات علي الدستور، ومشاركة أكبر من المرأة وتزايد دورها السياسي، وتوقع استمرار إرتفاع معدلات النمو , ولا أدري أين الحياء من مثل هذه التصريحات التي يتقول بها رأس الحكومة المصرية , ثم يطالبون الشعب بالتكتم وعدم التحدث عن صحة مبارك الأب أو مرضه , وحتي لو مات سيطالبونهم بالتكتم علي خبر وفاته حتي يتم السير في السيناريو المعدد والمرسوم من جانب رسامي سلطة الفقر والتعذيب والفساد .
ولا أدري لماذا تم تقديم إبراهيم عيسي لنيابة أمن الدولة بجملة إتهامات هي من يروج لها رئيس وزراء مصر نفسه ؟!!
فهل سيقدم أحمد نظيف لنيابة أمن الدولة مثلما تم تقديم إبراهيم عيسي خاصة وأن نظيف قرر بالأخطر مما قال به إبراهيم عيسي ؟!!
وماذا لو مات مبارك الأب , وحصلت ثورة شعبية ديماجوجية في مصر من جانب الجياع والفقراء والمرضي والذين تم تعذيبهم وتم إستخدام كافة أساليب التعذيب والفساد والإستبداد والظلم في مواجهتهم , أين سيكون وزراء مصر وأعضاء لجنة سياسات الحزب الوطني وبقية المسؤلين , هل سيبقوا من ضمن سكان مصر ؟!!
من لديه إجابة فليجب !!
محمود الزهيري

#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات