أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - عن الإقتتال الفلسطيني : من منكم ليس معاوية , ومن منكم ليس يزيد ؟!!















المزيد.....

عن الإقتتال الفلسطيني : من منكم ليس معاوية , ومن منكم ليس يزيد ؟!!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 11:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشاهد العنف والإرهاب الفلسطيني / الفلسطيني , تحمل قدراً كبيراًُ من الرعب , ولكن للشعب الفلسطيني في المقام الأول , أما في البسط , فإن التأزيم يمتلك المهتمين بالشأن الفلسطيني , علي كافة المستويات , وكأن صراع ماتعارف علي تسميته , بالكذب والزور والبهتان , فهذا نفاق سياسي / إعلامي , يستخدمه البعض للتزلف إلي الطرفين المتقاتلين , وكانت المصلحة من وراء هذا التزلف سبيلاً مشروعاً للعديد من القوي التي تلعب بأوراق الكوتشينة الفلسطينية , بالمقامرة والمغامرة أحياناً , والتسلية , وإضاعة الوقت بالترفيه أحياناً أخري , وكانت الأوراق في أحيان كثيرة يقدمها الفلسطينين أنفسهم للمقامرين , وطالبي الترفيه والتسلية !!
ولكن أن يصل الأمر إلي القتل , وإراقة الدماء , فهذا أمر يحمل قدراً كبيراً من السفه والعته , بل وإن شئنا الحقيقة يكون الجنون , الذي مردوده مردوداً دينياً بالنسبة لمنظمة حماس , وسياسياً مبنياً علي المصلحة بالنسبة لحركة فتح , ومابين الدين والمصلحة يتوه الشعب الفلسطيني , والذي ينتحر بيد أبناء قومه وعشيرته , وكأن أمر الإقتتال والتحارب أمراً عادياً .
ولكن الغريب في الأمر أن التياران المتقاتلان , يذهبا إلي أن أسباب هذا الإقتتال يرجع في أسبابه إلي نظرية المؤامرة , تلك النظرية التي تحيك خيوطها أطراف خارجية لها مصلحة في إدارة الصراع الفلسطيني , وإطالة أمده , وهذا لون من ألوان السفه الغير مقبول من الفلسطينيين أنفسهم , إذ ماهو الغرض من هذا الإقتتال والتحارب , وإراقة الدم الفلسطيني رخيصاً مهدراً علي الأرض الفلسطينية بأيادي فلسطينية ؟!!
وإذا كان الجميع يعتقد بأن هناك مؤامرة فلماذا لايتم قطع الطريق في وجه أصحاب المؤامرة ؟!!
أظن أن منظمة حماس مازالت تعيش المأساة الخاصة بتولي السلطة , وقيادة المجتمع الفلسطيني الأسير بين الدولة العبرية , والتخاذلات , والخيانات العربية , ولكن الحادث في المشهد الفلسطيني أصبح يؤكد بدلالاته المعتبرة في الواقع أن الخيانات المتعددة , والتخاذلات أصبحت فلسطينية بجدارة , لأن الدم الفلسطيني المراق هو دليل الخيانة , ورمز السفالة , لأن القتل والإحتراب علي كرسي الحكم الملعون من أيام الصراعات التي توالت علي المجتمع الإسلامي ومنذ عهد عثمان بن عفان , وعلي بن أبي طالب , ومعاوية ويزيد بن معاوية , والدم يراق والقتلي تتوزع أشلاؤهم علي طرقات شوارع أدعياء الإسلام , أدعياء نظرية الحقيقة المطلقة , التي يمتلكها كل دعي للإسلام , والذي يحضرني الآن هو هذا التساؤل عن حقيقة هذا الإحتراب , عن التياران المتحاربان , وهو من منهم يقوم بدور علي , ومن منهم يقوم بدور معاوية , ومن منهم يقوم بدور الحسين , ومن هو القائم الفعلي بدور يزيد بن معاوية ؟!!
إن العرب لايستحون , وإن إستحوا لايحركوا ساكناً , وإن حركوا ساكناً كان ضد من هو من جلدتهم , فالغالبية تبحث عن القيادة , والجميع يبحثوا عن السيادة , لقد تذكرت ماقاله هيكل علي لسان حيدر عبد الشافي في أثناء مفاوضات الفلسطينيين في واشنطن مع الجانب الإسرائيلي , وأورده في كتابه سلام الأوهام : نحن وفد منقسم علي نفسه , وفي الحقيقة فنحن أربعة عشر وفداً فلسطينياً , وكل وفد فينا وفد مستقل , وكل واحد يمثل نفسه ,وله إتصالاته , وله ميادينه .
ويستطرد هيكل معقباً علي كلام عبد الشافي أثناء مشاركة الوفد الأردني في المفاوضات : لعل أكثر ما ضايق الوفد الأردني هو ماوجده من حساسيات بين أعضاء الوفد الفلسطيني مبعثها كما _ قدروا _ المنافسة الشديدة علي الأضواء فكلهم أصبحوا نجوماً : حنان عشراوي , نجمة كبيرة , وفيصل الحسيني يحاول أن يلحق بها , وصائب عريقات يجرب حظه , وشيئاً فشيئاً بدأ يستقر في يقين الوفد الأردني أن محادثات واشنطن لن تسفر عن شئ له قيمة بسبب الفوضي السائدة في الوفد الفلسطيني .
وإذا كان هو حال الفلسطينين في مفاوضات الدولة العبرية طرفاً فيها , فما بالنا والمفاوضات فيما بين الفلسطينين أنفسهم , وماذا يمكن أن نعتقد إذا كانت المفاوضات بالرصاص الحي , والدانات , والمدافع ؟!!
ولكن الملاحظ أن الفلسطينين من الجانبين المتحاربين , لايستحون , وليست لهم أنوف , يشمون بها رائحتهم التي أزكمت أنوف من إقترب منهم بحديث أو جاورهم في طاولة مفاوضات , ولكن ولأن العرب تعاملوا مع الفلسطينين بلغة الولد اليتيم , والمستحق للتدليل والرعاية , والإهتمام , فقد بدا أن الفلسطينين , لم يريدوا أن يستشعروا أنهم قد بلغوا سن الرشد , ويتوجب عليهم الفطام , أو هكذا يذهب العديد من المهتمين بالشان الفلسطيني المأزوم دوماً , وبالفلسطينين أنفسهم , وبخياناتهم , وبخيانات العرب .
إن مشهد أنصار حماس , وأنصار فتح يثير الرعب ويهدد الفرص التي قد تكون متاحة لتقرير مصير الشعب الفلسطيني في المستقبل , خاصة , وأن كلا الطرفين يحمل السلاح ضد الآخر , بل ويعتبر البعض من أنصار حماس أن الإستيلاء علي مقر الأمن الوقائي بمثابة فتح مكة , وأنهم تدافعوا سجداً بأسلحتهم علي أرض مقر الأمن الوقائي , وكأن فتح , وأنصارها قد إستعادوهم من أعماق التاريخ العربي , ليمثلوا أدوار الكفار , أو كأنهم هم اليهود الحقيقيين , وكان لزاماً علي منظمة حماس والأنصار لها , أن يطهروا مقر الأمن الوقائي المقدس , من دنس منظمة فتح , والذي يؤكده واقع الحال , بل وان كتائب القسام تتدخل في المسألة بإعتبارها الذراع العسكري لحماس , وتعلن أنها سوف تخلي سبيل الأسري من منظمة فتح , وقيادييها المأسورين بإرادة عسكرية / جهادية دينية , من قادة حماس المجاهدين ضد فلول منظمة فتح الكافرة , حسب التصور الديني لحماس , وإلا مامعني السجود لله شكراً علي أرض مقر الأمن الوقائي , ولماذا هتافات الله أكبر في وجه فتح ؟!!
ولماذا الزغاريد والأهازيج وتوزيع الحلوي ؟!!
هل بمناسبة القتلي والجرحي والمصابين من الطرفين ؟!
أم أن الإسلام سيكون هو الحاكم علي يد حماس وسيكون المن والسلوي طعاماً لأنصار حماس , والقمل والضفادع والدم , ستصب لعنات علي منظمة فتح ؟!
اعتقد أن حماس , وفتح يستحقان اللعنة , ولكن المتوجب عليه توجيه اللعنات هم المأزومين من فتح وحماس , أقصد الشعب الفلسطيني ذاته , لأنه لن توفر فتح الأمن , ولن تستطيع حماس أن توفر القوت , وضرورات المعيشة , ورواتب الموظفين , ولن توفر الوقود والطاقة , وسيكون رغيف الخبز عزيزاً , وكوب الحليب لرضيع أمراً مستحيلاً , ويتوه الفلسطينين في متاهة البحث عن كوب الماء الضائع , وكوب الحليب المفقود , وتضع الآمال , والذي سيصبح وجوده حقيقياً وفارض نفسه علي الجميع , هو فقط كرسي الحكم , الذي تنازع عليه معاوية , ليكون كل من فتح , وحماس , يمثلان سوياً نفس الدور الذي قام به معاوية , ويزيد إب إبنه , في حالة إستجلاب لأحداث الماضي السوداوية , ويستمر الصراع محتدماً , حتي يقول الكثير من المنافقين :
إن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها !!
وإذا كانت الفتنة نائمة والله لاعن من يوقظها , فا بالنا بمن يصنع الفتنة ؟!!
وهل من شهداء لفتح , أو شهداء لحماس في هذا الإقتتال ؟!!
معذرة كلكم معاوية , وكلكم يزيد بن معاوية !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المراجعات الفقهية : من سيقوم بدور الإرهابي أمراء الأمن , ...
- 8 , 4 / 4, 8 : الفارق بين أمن الرئيس وصحة الشعب
- مأساة وطن
- فتح الإسلام والتنظيمات الدينية : الإتحاد في النوع والإختلاف ...
- حقائق الدين : بين البول المقدس والنخامة ورضاع الكبير
- صور الرؤساء العرب : ترفع في مواجهة من ؟!
- تشريفة مسؤل : أين الخجل من الواقع , والحياء من الذات ؟ !!
- فتش عن العقيدة : الأزمة ماتزال قائمة !!
- معاداة العقل : لمصلحة من ؟
- والعنف قادم لامحالة : عن تأميم الدولة لصالح الحزب
- هويدا طه : من يستحق العقوبة ؟!!
- هل العمال يحتفلون بعيدهم : فماذا عن أطفالهم ؟ !!
- عن المرجعية الإسلامية في برامج الأحزاب السياسية المدنية : مل ...
- حرية العقيدة : مابين الموروث الديني والإلزام الدستوري
- هل يريد مبارك الأب إحتراق مصر ؟ !!
- عن الحل : كيف يكون الإسلام هو الحل ؟ !!
- أيكون شيخ الأزهر سباباً ؟!!: فهذا مانرفضه
- فلنقلب الصورة : ماذا لوحدث تحالف عربي إيراني ؟!!
- العبودية
- ياوطني : أصبحنا كلنا مرضي !!


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - عن الإقتتال الفلسطيني : من منكم ليس معاوية , ومن منكم ليس يزيد ؟!!