أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الزهيري - هويدا طه : من يستحق العقوبة ؟!!














المزيد.....

هويدا طه : من يستحق العقوبة ؟!!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 13:43
المحور: حقوق الانسان
    


حينما تناهي إلي سمعي الحكم بحبس الرائعة هويدا طه , إنتابني شعور بالسعادة , وتاقت نفسي أن أكون في نفس المكان الذي وصلت إليه الرائعة هويدا طه , تلك الرائعة التي فضحت وعرت نظام سلطة الفساد في مصر , وكشفت بعض من مجاهل أسرار التعذيب , وإنتهاك آدمية الإنسان المصري , من خلال الفيلم الوثائقي الذي عرضته قناة الجزيرة الفضائية علي جزئين !!
ولكن هناك تساؤل يساور نفسي , وهذا التساؤل هو: هل شاهد مبارك الأب , ووزير داخليته , هذا الفيلم الوثائقي الخاص بجرائم التعذيب وإنتهاك حرمة وآدمية المواطن المصري ؟!!
وماهي مشاعر وأحاسيس من شاهد الفيلم من ضباط ومساعدي التعذيب , حال مشاهدتهم لهذا الفيلم الوثائقي ؟!!
بل الأمر ينتقل بصورته المقززة والمحملة بمشاهد التعذيب , والألم , والأسي إلي سلطات التحقيق والمحاكمة بنفس المشاعر , تلك المشاعر الذي تظهر مدي الضعف الإنساني , والهوان البشري امام سلطة متجبرة تمتلك من أساليب وأدوات التعذيب , لمواطنين أبرياء , أو أشقياء , أو حتي محكوم عليهم بعقوبة الإعدام , وهم لايمتلكون حولاً ولاطولاً , أمام جلاد شقي لايرحم , وينتهك حرمة القانون , ويكسر قواعده , دون مراعاة لأدني الحقوق الإنسانية التي قد كفلت بالدستور والقانون , والمعاهدات , والمواثيق , والأعراف الدولية , التي وقعت عليه حكومة مصر , واصبحت جزءاً متمماً ومكملاً للقانون المصري , ويتوجب العمل بها داخل القطر المصري , فالمواطن المجرم والمقدم للمحاكمة الأصل فيه البراءة , ويتم التحقيق معه ويحال للنيابة العامة , والنيابة العامة تحيل المتهم للمحاكمة أمام المحكمة , والتي تقضي بدورها بقضاء البراءة , أو قضاء الإدانة , دون التعرض للمتهم بأدني أمر من أمور الإساءة والإذدراء , فما بالنا بالتعذيب , بل والقتل في بعض الأحيان من جراء التعذيب !!

فعلي مسؤلية من ترتكب جرائم التعذيب والقتل في السجون والمعتقلات , ولمصلحة من يتم التعذيب , وترتكب جرائم القتل , وهل هناك قوي خفية داخل أروقة السلطة المصرية تحبذ علي التعذيب والقتل , وإنتهاك الحرمات , وهتك الأعراض , دون أن يكون هناك أدني علم من سلطة الحكم , ممثلة في مبارك الأب , ووزير داخليته , وأجهزة الأمن ؟!!
ثم لماذا يتم تعذيب المواطنين ؟!!
وهل فضح جرائم التعذيب والقتل والإعتقالات بدون أدني سبب يذكر أو إرتكاب مخالفة قانونية تهدد كيان المجتمع واستقراره , تعتبر مجرمة , ويعاقب عليها القانون , ويصبح صاحب الفعل العظيم في فضح تلك الجرائم , وتوجيه نظر الأجهزة الأمنية , إلي الخطأ , أو الخلل الحاصل في الأجهزة الأمنية التي من المفترض أن يقتصر دورها في تحرير المحاضر والمخالفات , وإحالة المتهمين , إلي النيابة العامة فقط , والنيابة العامة هي المنوط بها توجيه الإتهام , وتفريد مواده , وطلب معاقبة المتهم , امام المحكمة , وذلك دون ادني إهانة للمتهم , ثم في النهاية يقتصر دورها علي تنفيذ القانون فقط ؟!!
وهل القانون المصري , أدان هويدا طه , لأنها مجرمة , وارتكبت من الجرم , مايهدد المجتمع المصري , ويزعزع أركان إستقراره ؟!!
وهل هويدا طه , كان لديها قصداً جنائياً مخبوءاً داخلها , وكان هذا القصد خبيثاً , ينبئ عن كراهيتها لمصر , وللشعب المصري , ومن ثم قامت بإرتكاب هذا الجرم الشنيع في حق مصر , والمصريين , وذلك لأن المصريين قد أبرموا عقداً إجتماعياً مع سلطة الحكم , وتم النص في هذا العقد , علي أحقية سلطة الحكم , في تعذيب , وإهانة , وهتك عرض المصريين , بل ويتعدي الأمر , إلي أحقية سلطة الحكم في قتل المصرين بوسائل التعذيب القديمة , والحديثة , كلٌ حسب مركزه الإجتماعي , والسياسي , وموقفه المعلن من سلطة الفساد الحاكمة ؟!!
هل المصريين إرتضوا ذلك , ووافقوا عليه , ومن ثم , فإن هويدا طه , قد خرجت عن إجماع المصريين , في رضائهم التام , وموافقتهم الصريحة علي ماتفعله بهم سلطة الفساد , من وجهة نظر هويدا طه , والإصلاحيين , الوطنيين في وجهة نظر الشعب المصري , وكان لزاماً معاقبة هويدا طه و بالحبس طبقاً لنصوص مواد قانون العقوبات المصري في مادته 80 (د) فقرة 1 ، و178 مكرر (ثانيا) فقرة 1 من قانون العقوبات .
وهذا هو نص منطوق المادة 80 د فقرة 1 :
يعاقب بالحبس مدة لاتقل عن ستة أشهر ولاتزيد علي خمس سنوات , وبغرامة لاتقل عن 100 جنيه ولاتجاوز 500 أو بإحدي هاتين العقوبتين , كل مصري أذاع عمداً في الخارج , أخباراً أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة حول الأوضاع الداخلية للبلاد وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة المالية بالدولة أو هيبتها وإعتبارها أو باشر بأية طريقة كانت نشاطاً من شأنه الإضرار بالمصالح القومية للبلاد .

ولا أدري !!
هل ما أذاعته المتهمة هويدا طه , كان في المفهوم البسيط العادي , يفهم منه , أو يشتم من رائحته الكذب , في نشر الأخبار , والبيانات , والتي كانت تحمل معاني الشائعات المغرضة , لأن ذلك كان أمراً ملفقاً , وما تم مشاهدته في الفيلم الوثائقي , كان محملاً بالأكاذيب والشائعات المغرضة , ولايمس كبد الحقيقة الكائنة في مصر من جرائم التعذيب , والقتل من التعذيب , وإنتهاك الحرمات , وهتك الأعراض ؟!!

وأين هي الثقة المالية للدولة وهيبتها الإعتبارية في مجتمع مأزوم , يبيع قطاعه العام , وتبدد ثرواته وخيراته بواسطة عصابة من اللصوص , سارقي الأوطان , وناهبي خيراتها وتركهم أحراراً دونما محاكمة أو حتي توجيه إتهام , والأمثلة لاتحصي , ولاتعد ؟!!
وهل يكون لدولة من الدول ثقة مالية , وهي تعيش علي أموال المنح , والمعونات ؟!!

فمن الذي يستحق العقاب؟!!
ومن الذي إرتكب الجرم ؟
هل هويدا طه هي المجرمة , ومن يتستتر علي جرائم التعذيب والقتل وهتك الأعراض وإنتهاك الحرمات هو البرئ ؟!!
وفي النهاية :
هويدا :
أنت رائعة !!
ولكننا في إنتظار أن ينقلب سحر التعذيب , علي الساحر القائم بالتعذيب !!

محمود الزهيري
[email protected]



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العمال يحتفلون بعيدهم : فماذا عن أطفالهم ؟ !!
- عن المرجعية الإسلامية في برامج الأحزاب السياسية المدنية : مل ...
- حرية العقيدة : مابين الموروث الديني والإلزام الدستوري
- هل يريد مبارك الأب إحتراق مصر ؟ !!
- عن الحل : كيف يكون الإسلام هو الحل ؟ !!
- أيكون شيخ الأزهر سباباً ؟!!: فهذا مانرفضه
- فلنقلب الصورة : ماذا لوحدث تحالف عربي إيراني ؟!!
- العبودية
- ياوطني : أصبحنا كلنا مرضي !!
- الإنسان
- علماء الدين : أين خطابكم الدعوي الواقعي ؟!!
- الدين والمفاهيم : أين الأزمة ؟
- الردة الحضارية : غياب العقل : تسيد الإستبداد : إحتكار مفهوم ...
- ويسألونك عن السجن : فقل لست بيوسف الصديق
- الحرام السياسي : بين الإخوان المسلمين والسلطة الحاكمة والمجت ...
- ماذا يشغل عقل المفكر الإسلامي ؟ : محمد عمارة نموذجاً !!
- رجال الدين الرسمي والتعديلات الدستورية : بين مفهوم الإسلام و ...
- هذا ليس بوطني , والحاكم ليس بإنسان
- إنتشار السل في مصر : هل هو مسؤلية المعارضة المصرية ؟ !!
- الأقباط : بين مطرقة السلطة الحاكمة وسندان الجماعات الدينية : ...


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الزهيري - هويدا طه : من يستحق العقوبة ؟!!