أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - من أنت ؟ : مواطن عربي !!















المزيد.....

من أنت ؟ : مواطن عربي !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 10:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جملة من العذابات يعيشها المواطن العربي في كل الأوطان العربية , والتي كان من سؤ حظه أن يولد في وطن من هذه الأوطان العربية , لأن العروبة من الواضح أنها ومنذ فترة طويلة وكأنها أصبحت تمثل العار الكامل لغالبية المواطنين العرب , فالعروبة لم توحدهم , ولم تنتشلهم من الفقر , والجوع , والأمراض , والعروبة لم توفر لهم حياة الأمن , أو الأمان علي أي مستوي من المستويات , سواء كان الأمن الداخلي , أو الأمن الخارجي , وهناك مفارقة بين نوعين من المواطنين العرب لاثالث لهما , وهم المواطنين السادة , والمواطنين العبيد , فالسادة هم من علي رأس الحكم والسلطة وفي جميع مواقع المسؤلية وهذه الظاهرة ممتدة عبر التاريخ العربي الملئ بالمظالم وإنتهاك حقوق العربي في مشرق الأرض ومغربها , سواء كان بالسلطة الدينية , أو بالسلطة السياسية , أو بهما مجتمعين في آن واحد !!
والذي كان يحكم العرب كان يحكمهم بأساليب الذل والتخويف والترعيب إلا في فترات نادرة في التاريخ العربي المشؤم بأهل الحكم والسلطة الذين يعشقون الحكم ويتيهون فخراً وإعتزازاً بالسلطة ولو كانت حتي علي بئر ماء , أو دوحة نخيل , أو حتي علي الخيل والبغال والحمير بالإمارة عليهم !!
ولاحظ معي أن العرب لم يشاركوا البشرية في حضارتها ونموها الإقتصادي في العديد من الأوطان علي المستوي الدولي , وإنما كان دور العرب في المؤخرة دائماًً , ولم يكونوا في المقدمة , إلا إذا كانت في القهر والذل وإستعباد المواطنين العرب , ليس هذا فحسب بل في سرقة مقدرات الشعوب العربية , وإستخدام كافة أساليب البلطجة العنيفة بل القاتلة في أحيان عديدة , لأن المواطنين العرب عبيد لدي حكامهم , في حالة من العبودية النادرة التي تمدد الأقدام في وجه القرن الواحد والعشرين بالجهالة , وتعطي ظهرها له تخوفاً ورعباً من آثار التحضر والتمدن , وكان العالم كله في إتجاه والعروبة في إتجاه آخر , ثم نستمع للنعرات العروبية التي تطالب بوحدة العذابات والآلام العربية , تطالب بتوحيد سرقات الشعوب العربية , وبتوحيد أساليب السحل والجلد في سجون ومعتقلات الأوطان العربية , بل تطالب بتوحيد القوانين العنصرية وتوحيد أدوات التعذيب في السجون والمعتقلات العربية ؟!!
هل أنا الإنسان العربي البسيط الذي لا أمتلك حريتي , ولا أمتلك أخذ قرار يخصني في محيط ذاتي ومحيك أسرتي البسيطة يحق لي أن أفتخر بأني مواطن عربي يعيش في دولة عربية ملؤها القهر والظلم . والفساد هو العلم العالي المرفرف علي الدول العربية , أو رايات المذلة والإنكسار حتي فيما بين العرب أنفسهم بتعدد دولهم .
إنه الألم الكامل حينما تجد المواطنين العرب يتندرون علي بعضهم في نكات وسفالات العرب أنفسهم , بل هناك الواقع الحي في الدول العربية , ولننظر إلي المواطنين والعمال العرب في الدول العربية ولننظر إلي المواطنين الهنود والبنغال والفلبينيين , وغيرهم وكيفية التعامل معهم ومع العرب !!
إنها المذلة والكراهية للذات واليوم الذي ولد فيه الإنسان العربي الذي يحاط بجملة من العذابات اليومية المتكررة منذ صحوه من نومه وحتي ذهابه إلي مخدعه في شقة سكنية مكتظة بأفراد أسرته , أو في سكني المقابر , أو سكني ماتحت الكباري , أو في عشش الصفيح في بلاد تفيض خيراتها بالسرقات والسلب والنهب المنظم العائد لجيوب لصوص الأوطان , وخونة الشعوب , فكل شئ مزور , الأحلام بمستقبل باهر , أو غد مشرق ممنوعة , بل محرمة , والمشروع هو الكوابيس والهواجس النفسية , والخوف الكامن في القلوب من السلطة الفاسدة الحاكمة علي آمال المواطنين بالقتل , وعلي تحسين أحوال معيشتهم بالإعدام , والمسممين لهوائهم , ومائهم اللذين أصبحا سماً زعافاً , يستنشقه الشباب العاطل مع المخدرات , والجنس , وممارسة الدعارة , وأطفال الشوارع , واللقطاء من أبناء العلاقات الزوجية الخارجة عن الإطار الشرعي .
أوطاننا أصبحت للبيع , وما لم يتم بيعه منها تم رهنه , ومواطني الدول العربية لاوزن لهم ولاقيمة أمام مواطني الدول الأخري .
فلماذا نفتخر بأننا مواطنون عرب ونحن كمواطنين غير قادرين علي كنس فسادات الحكام ؟!!
حياتنا نفاق , وأساليب معيشتنا لا آدمية ومتخاصمة مع الإنسانية , نقول مالا نفعل , ونتظاهر بالتدين والسمات الأخلاقية , ومع ذلك عدد القضايا التي تقدر بالملايين في المحاكم تفضحنا وتفضح نفاقنا الأخلاقي والديني , أطفالنا مرضي , ووجوههم تفضح حكامنا , ومدارسنا مكدسة , والمدرسين لم يعودوا بعد من حملة رسالات النبوة , والأطباء في بلادنا أجدر بهم أن يشتغلوا بالجزارة , فالمريض لديهم ذبيحة لابد أن يستثمروه ويستنفذوا كل مامعه من نقود , والمستشفيات الخاصة لاتعرف الرحمة , ولاتعرف الله , فقد كفرت إلا بالعملة من الدراهم والدنانير , والقضاة يعينوا بالواسطة والرشوة والمحسوبية ومعهم ضباط الشرطة , وأعضاء السلك السياسي والديبلوماسي من المقربين للحكام ومن المحاسيب , والمحامون تجار قضايا , ومعطلين لتنفيذ الأحكام ولايهمهم إلا مايدخل في جيوبهم من مال , ضباط الشرطة جلادين وكارهين للشعوب , وعدائهم الوحيد للمواطنين في دولهم العربية , ورجال الدين يقوموا بدور المحلل للحكام , وأصحاب السلطة , وهمهم الوحيد دخول الجنة سواء بالفقر والجهل والمرض , او حتي بالتعذيب والشنق لأن الجنة عندهم مؤجلة , ودخول النار لكل من خرج من تحت عباءة تأويلاتهم وتفسيراتهم المحتكرة للدين , ورجال الأعمال تحالفوا بصفتهم أهل الثروة , مع أهل السلطة في ثنائية مرعبة تباركها خطوات رجال الدين المسيسين , ومع ذلك نقول إننا عرب أعراب معاريب !!
إن أمريكا و دول أوروبا المتعددة اللغات واللهجات اللسانية , والمختلفة الأديان السماوية والأرضية , بل والمتعددة في المعتقدات والمذاهب الفكرية والثقافية , والتي كان بين دولها تاريخ مرير من الحروب والصراعات الدينية والعسكرية , والتي سقط خلالها الملايين صرعي هذه النزاعات , والتي تتخالف في التاريخ وتتفاوت في الجغرافيا , وبالرغم من ذلك تجد أمريكا و أوروبا الآن هي الجنة الأنية التي يعيش فيها المواطنين الأمريكيون والأوروبيون داخل إطار أوروبا الموحدة المتسامحة صاحبة مذهب التسامح وغفران الماضي الأليم الموجع بإرهاصاته الدموية , وكذلك صاحبة التعددية الدينية اللا نهائية في ظل أجواء من التسامح والحفاظ علي الحقوق والواجبات , ومناخ لامتناهي من الحرية بجميع أطيافها !!
لاتوجد أزمة في مياه الشرب , ولا أزمة في السكر والشاي والزيت والصابون , ولا توجد أزمة في رغيف الخبز بل أنواع الخبز متعددة , والوان الأطعمة لانهائية , ولايوجد تلوث في البيئة , سواء البيئة الجوية , أو الأرضية أوالبحرية , أو البيئة النهرية , لاتوجد ضوضاء , ولا إزعاجات من مكبرات الصوت والسيارات , ولا من أفراح الجيران محتلي الميادين العامة في مسراتهم وأحزانهم .
للحيوان حقوق كما للإنسان , وللطبيعة حقوق كما للإنسان والحيوان لأنهم جميعاً يعيشون في هذه الطبيعة الخميلة الخلابة للعقول والألباب , فلاتوجد وصاية من فرد علي آخر , ولاتوجد وصاية من جماعة علي المجتمع , ولاتوجد حكومة تدعي العصمة وتحمل في نفس الوقت لواء النفاق , ولايوجد تعذيب للمواطنين في أقسام الشرطة ومراكز البوليس , لتبلغ حد الموت أحياناً , من أراد أن يختلف أو يتفق , فليكن ذلك في خدمة الإنسان الأمريكي أو الأوروبي وتحسين أحوال معيشته إلي مابعد حدود الرفاهة .
من يخطئ من المسؤلين في الحكومات يحاكم , ويقيل نفسه , أوروبا , أو أمريكا ليست عزباً خاصة بالحكام والمسؤلين , ولم يكن الحكام مرتشين , أو سلرقين للثروات والشعوب ولم يكونوا ناهبي الخيرات , ومن يفعل يحاكم وتصادر سرقاته ويعاقب علي السلب والنهب , الحاكم مثل المحكوم , وهم جميعاً أمام القانون والدستور سواء بسواء كأسنان المشط , فلافرق بين مواطن وآخر علي الإطلاق !!
لم نسمع عن معركة كلامية تنتهي بالرجم بالكفر أو السب والتلعين للمخالف في الرأي أو الفكر أو التصور , الكل يعرف ماذا عليه , والكل يعرف مالذي له !!
لم يصحو مواطن أوروبي أو أمريكي أو كندي من نومه علي صرخات أمه أو تأوهات أبيه علي مريض من الأسرة تم فقده ورحل إلي عالم الآخرة بسبب عدم مقدرته علي تكاليف علاجه من الفشل الكلوي , أو إلتهاب الكبد الوبائي المتليف بالسرطان , ولم يشكو مواطن من هذه الدول ذل الشكوي بسبب عدم مقدرته علي تكاليف علاج مرض السكري أو مرض الصدر أو القلب , أو ضيق التنفس الملازم للشعب الهوائية بسبب الربو الشعبي , وتلوث الهواء من مداخن المصانع , ومن ملوثات الجو التي تنفثها سماً مصانع الأسمنت ومكمورات الجير , أو مكمورات الفحم !!
لم يأتي يوماً عالم من علماء الأديان ليقول بتكفير هذا , أو لعن هذا , أو بإباحة دم هذا , وإستحلال ماله وعرضه وممتلكاته , وحرمانه من الجنة !!
ولم يأتي علماء الأديان بالزعيق في وجوه مرتادي أماكن العبادة وتخويفهم وترعيبهم من جرائم السرقة والنصب والسلب والنهب , والزنا والدعارة , ومن حسن الجوار , والمعاملة بالمعروف , لأن القانون أراد أن تكون المجتمعات كذلك فكانت كذلك , ومن يخالف القانون فالعقوبة فقط هي الرادع , وأمر السماء موكولة به إرادة السماء العليا .
ولم يتحالف علماء الأديان في أوروبا أو أمريكا أو كندا أو دولة من الدول الحرة مع رجال الحكم والسلطة في عمليات النصب الدينية المبررة لخطايا الحكام والساسة في تلك الدول , ولم يقولوا أبداً بمبايعة الحاكم أو السلطان أو الملك ليكون خالداً مخلداً في الحكم لتنهي فترة حكمه من كرسي الحكم في القصر إلي مثواه الأخير في القبر , ليورث أحد أبناؤه الحكم والسلطة في حالة من حالات التردي لرجال وعلماء الدين أصحاب نظريات التلفيق والتبرير للنصوص الدينية المفسرة بالتلفيق والمأولة بالكذب لخدمة رجال الحكم والسياسة !!
وبعد ذلك تسألني من أنت ؟
حقيق بي أن أشعر بالخجل والحياء من كوني إنسان ولدت في دولة من الدول العربية المبنية أساسيات الحكم فيها علي مبادئ إحتكار الحكم , وإغتصاب السلطة , والمبنية أسس أنظمتها الإجتماعية مجازاً علي العنصرية .
حقيقة حاضرة في واقعنا , وهذه الحقيقة ماثلة في الدولة الهندية التي إنفصلت عنها الباكستان وبنجلاديش , فمازالت التجربة الهندية في الحكم والسلطة برغم تعدد الديانات وبالرغم من تعدد اللهجات المحلية , إلا أنها تمثل تجربة ناهضة علي خلاف مثيلاتها في بنجلاديش وباكستان , فالأخيرتين تنتابهما الصراعات الدينية والسياسية , ونسب الفقر مرتفعة , والديقراطية غائبة عن تلك الدولتين في حين حضورها الرائع في الدولة الهندية ذات الديانات المتعددة واللغات واللهجات المحلية التي يصعب حصرها .
ويحضرني ماقاله رئيس وزراء الدولة الهندية , حينما قال لن نتحرر التحرر الكامل ولن نصبح دولة ديمقراطية مادام هناك فقير , أوشاب بالغ عاطل !!

فلماذا الهند دولة ديقراطية ومتقدمة بالرغم من أعداد السكان المهول , وتحقق معدلات عليا في النمو , ولماذا الباكستان والبنجلادش دولتان متخلفتان وتدور رحي الصراعات بين شعوبهما , ولماذا الديمقراطية غائبة هناك ؟!!
بالرغم من أن الهند دولة متعددة الديانات الأرضية , والباكستان والبنجلاديش دولتان أصحاب ديانة سماوية !!
وهل لو ظلت الباكستان والبنجلاديش تحت مظلة الدولة الهندية هل كان مصيرهما في الإتحاد سيكون المصير الذي آلت له أحوال الدولتين ؟!!
وما هو السبب في تقدم الهند وتخلف الباكستان والبنجلاديش ؟!!
ويلاحظ أنه وبالرغم من وجود طائفتي السيخ والهندوس الرئيسيتين واللتان يتناوبان الحكم والسلطة , كان في يوم من الأيام رئيس الدولة الهندية المواطن الهندي محمد أبواالكلام آذاد , المواطن الهندي المسلم , وفي ذات الوقت العالم صاحب القنبلة الذرية الهندية , وليست القنبلة الذرية الهندوسية , أو السيخية , كما يحلو للباكستان أن تطلق علي قنبلتها الذرية بالقنبلة الذرية الإسلامية !!
وعلي الجانب الآخرمن أوروبا والمواجه لأسيا نجد النموذج التركي نموذج مصطفي كمال أتاتورك صاحب نظرية تركيا الحديثة والذي يلعنه العرب في دراساتهم التاريخية وندواتهم ومؤتمراتهم العلمية , حيث ينسب له جريمة هدم الخلافة الإسلامية في تركيا وتحويلها من دولة إسلامية إلي دولة علمانية , وتغيير اللغة , واستبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية , فلماذا لانسأل أنفسنا هذا السؤال المر , لماذا تقدمت تركيا وتخلفت كل الدول العربية علي الإطلاق ؟!!
بل ولماذا تريد تركيا صاحبة حكومة حزب العدالة والتنمية اللحاق بالركب الأوروبي والإنضمام للإ تحاد الأوروبي , بالرغم من التهليل للنموذج التركي الحاكم في تركيا علي إعتبار أنه يمثل لون من ألوان الحركات الدينية في العالم , والتي تبغي الوصول للحكم والسلطة , وبالرغم من وجود علاقات كاملة وإتفاقيات دفاع مشترك بين الدولة التركية والدولة العبرية , ومن وجود مشاريع إستراتيجية وإتفاقيات عسكرية بين الدولة التركية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ؟!!
أليس هذا نوع من أنواع الشيزوفرينيا والفصام في النظرة والتقييم ؟!!
ثم ولماذا نكره أمريكا ونتمني أن نحصل علي تأشيرة الدخول إليها والإقامة الدائمة فيها بإعتبارها جنة من الجنات المفقودة في أوطاننا العربية ؟!!
أليس هذا التساؤل يستحق وقفة حرة وجريئة ؟!!
لقد إنتابني الأسي ومرارة الحلق وغصة القلب حينما قرأت كلاماً نقله خالص جلبي عن المواطن الكندي علي لسان القاضية الكندية التي ترحب بالمواطنين الكنديون الجدد حيث يذكرأنه :
كانت القاضية الكندية تنطق بكلمات واضحة بطيئة تكررها باللغتين الفرنسية والانكليزية : أيها السيدات والسادة نحن نعلم الرحلة الصعبة التي قطعتم ، والأوطان الغالية التي فارقتم ، طمعاً بمصير أفضل لتستقروا في هذا البلد الرائع . أيها الناس نحن فخورون بهذا الاستقطاب لثمانين انسان ينتمون الى مايزيد عن ثلاثين جنسية ؟
تابعت : دخلتم هذه القاعة مهاجرين وتخرجون منها مواطنين مثلي لا أتميز عنكم بشيء .
الحق أقول لكم ادخلوا هذا البلد بسلام آمنين، واعتنقوا الدين الذي به تؤمنون ، وتنقلوا واعملوا في أي مكان تحبون ، وادخلوه وغادروه في اللحظة التي ترغبون ، تعلموا قول الحق والعمل به وفي ذلك لومة لائم لاتخشون .
علموا أولادكم ذلك وعلى محاربة كل ألوان التمييز العنصري والجنسي كونوا حريصين .
في النهاية ختمت القاضية خطبتها :
والآن قوموا فليسلم بعضكم على بعض فقد أصبحتم بنعمة الله إخوانا .
عندها لم يتمالك معظم من في القاعة عن إمساك دموعهم مبللة بذكريات مؤلمة من جمهوريات الخوف ودياسبورا التشرد .
كان أكثرهم بكاء عائلة فلسطينية. كانت الخطبة تذكر ببيعة الصحابة لرسول الله ص ؟!...
ويستطرد خالص جلبي فيقول : هذا الكلام ليس دعاية للهجرة إليها فالناس يهرعون إليها من مشارق الأرض والمغارب بأشد من جذب المغناطيس لبرادة الحديد بين قطبين : يأس من وطن لم يبق فيه مكان للمواطنة ، وأمل بوضع القدم في أرض الميعاد ، يسبحون في تيار اطلنطي على ظهر مركب من ذهب ، لينعموا ببلد يجمع بين سحر الطبيعة والنظام وكل الضمانات ، تحتل فيه كندا الرقم واحد في العالم حسب احصائيات الأمم المتحدة على الرغم من برده الزمهرير في درجة حرارة قد تصل شتاء الى 63 تحت الصفر ، لايشعر مواطنوه بذلك البرد الذي يضرب مفاصل المواطنين العرب في شتاء الشرق الأوسط الدافيء ؛ فالحضارة كما نرى لاتعرف الجغرافيا !
ولكن بالرغم من هذا السواد والحزن والألم نأمل أن نكون من بني الإنسان , حتي نتحرر من أسر هذه الأوطان المحزونة بالفسادات , والمكلومة بإنتهاك الحريات , والمغيبة للديمقراطية , والفاعلة في نشاطات التجارة الغير مشروعة ببيع ورهن الأوطان , في حالة سوداوية مليئة بالعمالة والتبعية , حتي آخر درجة من درجات الفقر والجوع والمرض والبطالة والضياع للمواطنين العرب .
فمتي نزيح كابوس هؤلاء الحكام الخونة الملاعين من علي كراسي الحكم والسلطة حتي تتحسن أحوال المواطنين العرب , ويتقدموا خطوات في طريق الحريات والديمقراطية وصولاً لأحدث أساليب العلم والحضارة بعيداً عن الوصايات الدينية و الألاعيب السياسية القذرة , فبالعلم والديمقراطية يمكن محاربة الفساد ويمكن إعلان الحرب علي الفقر والجهل والمرض , وأظن أن الصراع سيطول , والمعاناة ستستمر مادمنا مصرين علي نعرة أننا عرب وأعراب ومعاريب , لأن رجال الدين عندنا لايرضوا بذلك فالديمقراطية التي وجهها الآخر العلمانية هي عندهم كفر , والحريات التي يسكتونها ويحاربونها بالوصاية المكذوبة لعنه , وهذا كزرع يعجب الحكام نباته في هيئته ومنظره لأنه يحقق لهم مايبتغونه من إستمرارية لوجودهم في الحكم والسلطة !!
فمن أنت ؟!!
يا أسفي الآن :
مواطن عربي !!
فأين الطريق ؟!!
محمود الزهيري






#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد حجازي , وأمل نسيم : بيشوي , وأحمد : أين قارب النجاة ؟!!
- والقادم أسوأ
- من جديد : والعقول مازالت متأزمة
- في مصر : هل يحيا العدل ؟
- يوليو
- أزمة التراث وعلماء التجهيل : من أباح اللواطة الصغري ؟!!
- قراءة في بيان علماء السعودية : عن الأزمة الفلسطينية
- بترول العراق : الطمع الأمريكي والخيانات العربية
- عن الإقتتال الفلسطيني : من منكم ليس معاوية , ومن منكم ليس يز ...
- عن المراجعات الفقهية : من سيقوم بدور الإرهابي أمراء الأمن , ...
- 8 , 4 / 4, 8 : الفارق بين أمن الرئيس وصحة الشعب
- مأساة وطن
- فتح الإسلام والتنظيمات الدينية : الإتحاد في النوع والإختلاف ...
- حقائق الدين : بين البول المقدس والنخامة ورضاع الكبير
- صور الرؤساء العرب : ترفع في مواجهة من ؟!
- تشريفة مسؤل : أين الخجل من الواقع , والحياء من الذات ؟ !!
- فتش عن العقيدة : الأزمة ماتزال قائمة !!
- معاداة العقل : لمصلحة من ؟
- والعنف قادم لامحالة : عن تأميم الدولة لصالح الحزب
- هويدا طه : من يستحق العقوبة ؟!!


المزيد.....




- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...
- الجبهة اللبنانية واحتمالات الحرب الشاملة مع الاحتلال.. وقمة ...
- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...
- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - من أنت ؟ : مواطن عربي !!