أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود الزهيري - حركة كفاية : إلي أين ؟!!















المزيد.....



حركة كفاية : إلي أين ؟!!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2042 - 2007 / 9 / 18 - 09:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في تظل تصاعد الأحداث وإذدياد تموجاتها في المجتمع المصري علي خلاف المأمول للحركة المصرية من أجل التغيير كفاية , والتي كانت منحصرة في بداياتها علي هدفين رئيسيين وهما الرفض الكامل للتمديد لمبارك الأب لفترة رئاسية جديدة , وهذا الأمر كان منحصراً في بند : لا للتمديد , وقد تم التمديد لمبارك الأب من خلال إنتخابات رئاسية شابها العديد من أمور البلطجة والتزوير والإرهاب الرسمي الذي تم توظيف قدرات وإمكانيات الدولة المصرية حصرياً لصالح حكومة الحزب الوطني رئاسة مبارك الأب .
والمطلب الثاني من مطالب كفاية لا للتوريث , وقد كانت التعديلات الدستورية التي تم تمريرها من جانب سلطة الفساد الحاكمة هي المعبر الرسمي لتوريث حكم مصر لمبارك الإبن بضمانات دستورية مسبوقة الإعداد , ولما كانت حركة كفاية علي علم بما يدور في الساحة المصرية بما تحمله من ألاعيب سياسية غير خافية علي أحد , فما كان منها إلا أن أضافت شعار آخر يكمل مطلب لا للتمديد , ومطلب لا للتوريث , فكان المطلب الثالث هو : باطل , بما تنطوي عليه هذه الكلمة البسيطة من معاني فاضحة لكافة القوانين والتشريعات وكافة القرارات المتخذة من جانب سلطة الحزب الحاكم المشكل منها الحكومة أو الحكومات المصرية المتتابعة والتي أضاعت مصر جملة وتفصيلاً .
ولما كانت حركة كفاية حركة في بدايات فعالياتها حركة شعبية فاضحة , إتبعت منذ الخطوات الأولي سياسة التجريس والتفضيح لسلطة الفساد الحاكمة , وكان لهذه السياسة آثار عظيمة في المجتمع المصري أدت إلي نتائج مبهرة في بدايات ظهور حركة كفاية علي الساحة السياسية والإجتماعية المصرية , وامتدت آثارها إلي خارج القطر المصري عابرة حدود الإقليم المصري إلي حدود قطرية أخري تعاني من نفس الفسادات الممروض بها المجتمع المصري , وفي الحقيقة المؤلمة أن حركة كفاية صارعت وحدها كم هائل من الفسادات صناعة السلطة المصرية بما تحتويه بين أجنحتها من تيارات سياسية ومهنية متعددة , وبمباركة حركة القضاة الخارجين عن النمط السياسي الحكومي في ولاءات السمع والطاعة السياسية حال كون وزير العدل يمثل منصب سياسي غير منفصل الأثر والصلة عن ولاءات الحزب الحاكم رئاسة مبارك الأب , وبالتوازي مع الرئيس الفعلي حالياً مبارك الإبن بإعتباره رئيس أمانة السياسات التي من المفترض أنها ترسم السياسة العامة للحزب الوطني الحاكم رئاسة مبارك الأب , والتي يتوجب علي الحكومة المصرية الإمتثال لتلك السياسات المرسومة بعناية ورعاية أمانة السياسات رئاسة مبارك الإبن , ومن ثم فإن القضاة المتضامنين مع أمال وطموحات المصريين بصرف النظر عن ولاءات العديد من القضاة من أهل الموالاة _ وعلي أقل تقدير المستفيدين من تعيينات أبنائهم في النيابة العامة أو الإدارية , أو السلك الديبلوماسي بالخارجية_ والتي تسعي كفاية لتحقيقها , فكان الواقع يقر ويثبت أن كوكبة زعامات القضاة وكأنهم قيادات من قيادات حركة كفاية لأن المصريين يؤمنوا دوماً بالعدل مثلهم مثل سائر البشر , ولكن مع زيادة كم ونوع المظالم الواقع عليهم , ولايجدوا منقذاً لهم سوي القضاء العادل فإنهم دائماً يرددوا : يحيا العدل !!
ولكن ثلاث سنوات مضت علي ولادة حركة كفاية ذلك الميلاد الرائع الذي نشأ قوياً فتياً نازعاً رهبة الخوف من القتل أو السجن والإعتقال أو الملاحقات الأمنية وتلفيق الإتهامات , وكان المثال المجسد لموت الخوف هو تناول وتداول شخص وأسرة مبارك الأب في التنديد بها علانية في الشوارع والميادين العامة والإنتقال بالحس الشعبي من حالة الخوف من ظلم السلطة الحاكمة إلي حالة الجرأة والشجاعة والتي أصبحت كالعدوي والتي إنتشرت وسط قطاعات عريضة من أبناء مصر وكانت لغة التظاهر والإحتجاج والإعتصامات هي اللغة المتداولة بين فئات عديدة لامجال لسردها الآن .
ومن اللافت للنظر أن كافة المعنيين بالشأن العام كانوا ينتظرون من حركة كفاية الأكثر والأكثر في العطاءات السياسية والإجتماعية التي كانت تنتظر في نهاية الأمر ظهور إحداثيات التغيير السياسي المأمول بإزاحة سلطة الحزب الوطني الحاكم رئاسة مبارك الأب علي قاعدة تغييرية هدفها التغيير الشامل , وهذا هو الحلم الرومانسي الذي يحلم به المتشوقين لرياح التغيير المنتظرة بالآمال فقط , دون المشاركة بحراك سياسي إجتماعي مؤسسي مدني , والغالبية تنتظر التغيير من غير ثمة تضحيات تذكر , وعلي أقل تقدير من غير حبس أو إعتقال !!
فكيف يكون هناك تغيير مأمول دون إحداثيات سياسية لها نتائج ضارة بالحالمين بالتغيير , وهناك في الأفق القريب إسرائيل , وعلي المدي في الأفق الأقرب الولايات المتحدة الأمريكية , والتي بدأت حركة كفاية بأخذ موقف حاد منها في تظاهراتها , والتي نادت ومع أول شرارة لتظاهرات كفاية بسقوط جورج بوش ومعه توني بلير أيام كان رئيس وزراء بريطانيا , والذي يجب التنويه عنه أنه في مظاهرة الأربعاء الأسود الحاصلة في 25 5 2005 والتي تم التعدي علي أعضاء الحركة بالضرب وإصابة العديد منهم بإصابات وجروح من جراء تعدي البلطجية المأجورين , ومن جنود الأمن المركزي المأمورين , وقد تم هتك عرض الفتيات والنساء المتظاهرات في الشارع العام دون أدني حمرة خجل أو حياء من قيادات الأمن المحرضين علي تلك الأفعال المجرمة والشائنة , وكأن متظاهري حركة كفاية في مظاهرة فلسطينية داخل الأراضي المحتلة والجنود المصريين كأنهم من قوات جيش الإحتلال يتعاملون مع المتظاهرين بغلظة وشدة مالها شبيه , وكان ينقصهم أمر مباشر بالقتل !!
وكان الأمر اللافت للنظر والمثير للإنتباه أن جورج بوش أجري مكالمة تليفونية مع مبارك الأب إثر احداث الأربعاء الأسود وكانت أن خفت الوطأة الأمنية علي حركة كفاية وتم منع التعدي بالضرب علي أعضاء الحركة في التظاهرات التي تمت بعد الأربعاء الأسود , وذلك بمجرد مكالمة تليفونية من الرئيس الأمريكي لرئيس الحزب الوطني الحاكم في مصر , مبارك الأب !!
ومع ذلك كانت تظاهرات الحركة تطالب وتنادي بسقوط حسني مبارك , وسقوط جورج بوش وتوني بليرذ في آن واحد !!
وهناك سؤال يطرح نفسه علي الأوراق أولاً ونريد أن يطرح ذاته علي الواقع , لكي تكون الرؤية مكتملة ولها أبعاد واقعية ومردودات في التفكير يمكن التأصيل لها في إحداث التغيير المأمول للمجتمع المصري سواء من خلال حركة كفاية أو مؤسسات وهيئات المجتمع المدني , أو من خلال الأحزاب السياسية شبه الميتة , أو التغيير بمساعدة خارجية ؟!!
وهذا السؤال يكمن في الكيفية التي يتم بها التغيير ؟
وهل من الممكن تجاهل دور الولايات المتحدة الأمريكية في صناعة أحداث التغيير ليس في منطقة الشرق الأوسط و تحديداً في المنطقة العربية وخاصة الدول ذات الجوار مع الدولة العبرية والتي تحافظ الولايات المتحدة الأمريكية علي تلك الدولة بإعتبارها الإمتداد الطبيعي للمصالح الأمريكية في المنطقة وقاعدة هامة ومحورية من قواعد الأمن القومي الأمريكي ؟!
فهل من الممكن أن تقف الولايات المتحدة الأمريكية موقف المشاهد للأحداث في المنطقة دون أن يكون لها دور في صناعة أي تغييرات سياسية في المنطقة ومن ضمنها الدولة المصرية , علي خلفية المصلحة الأمريكية / الإسرائيلية , من خلال صعود تيار سياسي يكون له إحتمالية إحداث تغيير إنقلابي يلتقط فيما بعد الحكم والسلطة ويكون هو المهيمن علي المقاليد السياسية / الإقتصادية , لإحداث التغييرات التي يأملها ذلك التيار في واقع وكيان الدولة المصرية المأزومة بسلطة الفساد صاحبة الريادة في الإستبداد السياسي الآني , وسلطة الإستبداد الديني المؤجل المتمثلة في الجماعات الدينية بجميع أطيافها , وعلي رأسها في القيادة الواعية المتأنية العارفة لخطوات المراحل التي تتبعها بتؤدة وتأني حتي تسقط الثمرة المرجوة في حجر الإخوان المسلمين , والتي تعدت مراحل هامة من مراحل الدعوة الإسلامية حسب المفهوم الإخواني لآليات التغيير فمرحلة الإعداد ومرحلة التكوين مازالتا يعملان آثارهما في المجتمع المصري دون عائق أو مانع برغم الضربات الأمنية المتلاحقة من سلطة الفساد , وأعتقد أن مرحلة التمكين قد إقتربت خطواتها من سلطة الحكم وإغتنام السلطة بأسباب من سلطة الفساد ذاتها دون وعي إلا من الحرص علي كرسي الحكم والسلطة ولأسباب تاريخية ليست بالبعيدة في أعماق التاريخ المصري ولكنها بدأت مع فترة حكم جمال عبد الناصر الذي كان يمثل للإخوان المسلمين أدولف هتلر صاحب المحرقة , والإخوان المسلمين بالنسبة لناصر وكأنهم اليهود الذين يستحقون المحرقة , ولاعزاء أن عبد الناصر أعدم من الإخوان كما أعدم من الشيوعيين , فكانت فترة حكمه بالرغم من إنجازات الحكم العظيمة والتي تباع الآن , إلا أن عبد الناصر قد صنع من قادة الإخوان المسلمين أبطالاً ورموزاً ليس في المجتمع المصري أو الدولة المصرية بل تعدت القطرية لتصل إلي التنظيم الدولي للإخوان المسلمين , وغاية الأمر أن عبد الناصر حول الجامع الأزهر من جامع إلي جامعة مضيفاً تاء التأنيث للجامع ليدرس العلوم والمواد الدينية بمافيها الفقه المقارن وأقسام مقارنة الأديان دون أن يكون هناك ثمة تطوير في المناهج الدينية التي تدرس بجامعة الأزهر لتخلق مجتمعاً دينياً نمطياً تربي علي الحفظ والتلقين معتبراً أن كل جديد وحديث في العلوم الحياتية من قبيل البدع والمنكرات التي يتوجب علي المسلم الحق محاربتها بل والموت من أجل محاربة تلك البدع وهذه المنكرات وكل هذا بإسم الدين الذي هو ماقاله الله وماروي عن الرسول , وكان الأزهر المتحول من جامع إلي جامعة بمثابة منتج للمفاهيم المتصادمة مع الوطن بإعتبار أن قيم الدين الذي يتم تدريسه تتصادم مع قيم المواطنة , وأن عقيدة الولاء والبراء التي يتم تدريسها بمفاهيم متعددة والتي تنفي الآخر في الدين وتحض علي قتاله وقتله , ومازال الآثر قائماً وكائناً في مساجدنا حتي الآن بالدعاء علي غير المسلمين بالهلاك والتبديد وإستحلال الأنفس والنساء والأولاد والأموال , مع التنويه علي أن خطباء المساجد هم من المعينين من جانب وزارة الأوقاف والأزهر والذين يتقاضون رواتبهم من الدولة المصرية بمسلميها وغير مسلميها !!
وكانت الفترة الساداتية التي فتحت الباب علي مصراعيه للإخوان المسلمين حتي إشتد العود وقوي الساعد وتضخمت الثروات , وإذدادت الرقعة الدعوية في كل مكان من المدينة إلي القرية والكَفر والنجع , حتي تغلغل الإخوان المسلمين في جسد المجتمع المصري وكان لهم رأي في العقل , ومكان في القلب , ودور متنامي لحاجات الجسد , وكان ذلك كله بخلفية إرادة الله العليا , ومشيئة رسوله وتنبؤاته النبوية حسبما طوع الإخوان المسلمين تلك الأفكار والمفاهيم بما تحمله من تفسيرات وتأويلات لنصوص الدين المستترة بالمصلحة التي هي حيثما كانت فثم شرع الله , وكان مقتل السادات علي خلفية تلك المصلحة !!
ولأن مبارك الأب لايهمه أمر من أمور الوطن سوي الإعداد لمرحلة التمكين الخاصة بمبارك الإبن , بعد أن إستمر علي كرسي الحكم والسلطة مايزيد عن ربع قرن من الزمان فكان المجتمع المصري واقعاً بين جماعتين , وتمكينين , جماعة الإخوان المسلمين ومرحلة التمكين الديني , وجماعة الحزب الوطني بلجنة سياساته , ومرحلة التمكين السياسي , ومابين الجماعتين والتمكينين , تسكن أزمات ومصائب وهزائم المجتمع المصري والدولة المصرية , بل وضياع أحلامه وأماله وهدم مستقبله !!
لا شك أن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة العربية المعول عليها في إحداث أي تغييرات في المنطقة العربية وذلك لصالح الشعوب والجماهير العربية أولاً . فمصر هي الدولة الرائدة في المنطقة العربية بما لديها من شعب وتاريخ وحضارة وعلم وثقافة وفن ودين , وهذا علي المستوي العربي , والجميع ينظرون إلي مصر علي أساس أنها هي المحرك الأساسي والدينامو صاحب الحركة الأولي في دفع كافة الحركات التغييرية في المنطقة العربية , ولكن أين مصر الآن ؟
مصر الأن هي الخارجة من حركة التاريخ والمخاصمة للجغرافيا العربية علي جميع المناخات السياسية والتوجهات العربية التي ماتت وخرجت من إطار التاريخ وأصبحت في حالة المخاصمة الجغرافية هي الأخري بسبب خروج مصر من التاريخ ومخاصمتها للجغرافيا .
وحالة العزلة التي تعيش فيها مصر عربياً ودولياً وإفتقاد دورها بعد أن لعبت جميع الألعاب المخططة لها من الصهيونية / الإمبريالية العالمية قد ساعت علي خروج العرب من التاريخ وتفعيل دورها ودور الدول العربية في المخاصمة الجغرافية والقبول بدور المحلل السياسي لقوي الصهيونية العالمية والإمبريالية العالمية .
وكان أن ضاعت تلك الدول بريادة مصر في صناعة الضياع العربي إقليمياً ودولياً لدرجة أصبح معها القرار العربي ليس غائباً بل مفقوداً بإرادة مصرية / عربية في جميع الأمور والقرارات التي تمس المصالح المصرية والعربية علي السواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
وكان أن تأثرت الشعوب والجماهير بحالة الضياع هذه بسبب حالة الضياع السياسي والإقتصادي وتحللت المجتمعات العربية وتاهت هويتها بين الهويات التي ترتمي في أحضانها بالرغم من أنها تلفظها وترفضها وتملي عليها شروطها اللعينة وحينما ينفذ الأمر يذداد التركيع أمام سلطة إصدار تلك القرارات التي تؤثر في السيادة الوطنية والأمن القومي المصري / العربي .
ومن هنا كان إنفصال السلطة عن الشعب ووجود حالة من حالات العداء الشديد بين حكام الدول العربية وبين الشعوب العربية التي تريد زوال تلك الحكومات وضياع عروشها المتهاوية إلا من الفساد والسرقة والسلب والنهب المنظم لتك الأوطان
وكان أن إذدادت سلطات الفساد في بطشها وفسادها وتسلطها علي الشعوب بإستخدام حزمة من القوانين السيئة التي تكرس لبقاء سلطات الفساد وإستمراريتها في الحكم والسلطة , بسبب إستشعار تلك الحكومات والأنظمة بمدي إستفحال حالة الكراهية المزمنة بين الحكام وبين الشعوب , ومصر ليست ببعيدة عن هذه الحالة بوجه عام .
ومن هنا كان لابد للقوي السياسية والأحزاب والنقابات ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني من وقفة أما طغيان السلطة الحاكمة المستبدة التي ضيعت مفهوم الوطن وإستذلت المواطنين وضيعتهم وسرقت مقدراتهم الوطنية ونهبت حقوقهم وكبلتهم بالمزيد من الإلتزامات التي تنعدم بالمواجهة أمامها الحقوق المسلوبة .
فماهو دور الأحزاب والقوي السياسية ؟
وما هو دور النقابات ؟
وماهو الدور الذي يمكن أن تقوم به مؤسسات وهيئات المجتمع المدني ؟
وماهو الدور الذي يمكن أن يناط بالأقباط ؟
وماهو الدور الذي يمكن أن تقوم به جماعة الإخوان المسلمين ؟
وماهو الدور الذي يمكن أن يناط با لكتاب والمثقفين والمفكرين والأدباء والفنانين وأساتذة الجامعات والكاريزمات السياسية والإجتماعية وغيرهم الكثير ؟
وعلي وجه خاص ماهو دور الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية ؟
أعتقد أنه من المتوجب علي كافة القوي الوطنية التي تم ذكرها أن يكون لها دور في إحداث التغيير السلمي الآمن في المجتمع المصري والخروج بالمجتمع المصري من حالة الأزمة إلي حالة الإنفراجة من الأزمة دون تكلفة من فواتير الدم وإتلاف المنشآت والهيئات والمؤسسات المملوكة في الأساس للشعب المصري والمستولي عليها من سلطة الفساد العام في مصر وإحتكارها علي أنها مملوكة لتلك السلطة الفاسدة , أو إحداث حالة من حالات الإقتتال الداخلي بين سلطة الفساد التي تريد الإبقاء علي الوضع الفاسد الراهن حفاظاً علي مكتسباتها منه في مواجهة الجماهير الغاضبةالتي سرقت أحلامها وتحطمت أمالها وعاشت حالة اليأس العام من أي إصلاح والسير في إتجاه الصالح العام للشعب والجماهير المسلوبة إرادتها والمنهوبة خيراتها والمسلوبة حقوقها .
فما الذي يمكن أن تفكر فيه تلك القوي في إحداث هذا التغيير الذي يمكن أن نسميه بالعصيان المدني السلمي الآمن ؟
هل من لقاء يمكن أن يجمع كل هذه القوي علي ورقة عمل يطرح فيه المصير الوطني المصري ويبحث مستقبل مصر وكيفية الخروج بمصر من الأزمة المعاشة علي جميع الأصعدة ؟
هل سيتخلي كل الفرقاء عن العداءات التاريخية المتوهمة والإلقاء بكل الأطروحات الإيديولوجية العفنة من أجل مصلحة الوطن المصري وأن المصلحة المصرية ستكون هي أساس الإجماع الوطني فقط ؟
هل سيتم الإتفاق مع حزب التجمع والإخوان علي ذلك ؟
وهل سيقبل الإخوان المسلمين بمايتم الإتفاق عليه من القوي الوطنية ؟
وهل اللبراليون سيتفقون مع اليسار ؟
وهل مؤسسات وهيئات المجتمع المدني صاحبة الدعم والتمويل الداخلي والخارجي ستتوافق مع إرادة القوي الوطنية وتتناسي أي تأثير خارجي أو داخلي من أجل المصلحة الوطنية المصرية ؟
وهل حركة كفاية التي تمثل الوعاء الجامع لكل القوي والتيارات السياسية والدينية ستقبل بأي طرح يتم الإتفاق عليه من خلال تجمع القوي الوطنية والسياسية والدينية خاصة وأنها من الممكن أن تكون صاحبة الطرح التغييري ؟
وهل الأقباط سيتوافقون مع الإخوان في الطروحات التي يمكن أن يتم تبادلها والإتفاق عليها بالرغم من أن الأقباط يستشعرون أنهم بين فكي الرحي والممثلين في الحزب الوطني والإخوان المسلمين ؟
ثم ماهو الذي يمكن ان يتم الإتفاق عليه مرحليا ً لمواجهة طوفان الحكومة المدججة بالأسلحة والذخائر وجنود الأمن المركزي والحراسات الخاصة وقوات الحرس الجمهوري وفرق الصاعقة والكاراتيه وكافة الأجهزة الأمنية التي تخدم علي بقاء النظام في الحكم والسلطة إلي أبد لانعلم له نهاية !!
هل يمكن الإتفاق علي إنشاء لجنة رئاسية أو مجلس حكم إنتقالي والإعلان عنه وتعريف الشعب المصري به وبالأعضاء المكونين له والغرض من تكوينه وإنشاؤه ؟
ومن ثم إعطاء السلطة الحاكمة مهلة زمنية من الوقت لإحداث التغييرات الدستورية والقانونية المطلوبة أو رحيل سلطة الفساد والسماح بالإنتقال السلمي للسلطة للمجلس الرئاسي المؤقت في خلال مهلة زمنية تجري فيها تلك التعديلات والتغييرات الدستورية والقانونية ويتم فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية , والسير علي طريق الديمقراطية والحرية ودولة المواطنة ؟
هل سيوافق الإخوان المسلمين تلك القوة الفاعلة في المجتمع المصري ؟
أم أن الإخوان لهم رؤي أخري وينتظرون أن تسقط التفاحة في حجر المرشد العام للإخوان المسلمين وحده ؟!!
أعتقد أنه لابد من الإجتماع وتوجيه الدعوة لكافة القوي السياسية والإجتماع تحت مظلة الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية صاحبة الوعاء الوطني الجامع لكل القوي السياسية والتيارات الدينية الممثلة في المجتمع المصري.
أم أن حركة الإخوان المسلمين سترفض الطروحات التي يمكن عرضها في أسلوب وطريقة التغيير التي يمكن أن يتفق عليها الإجماع الوطني الممثل لكل القوي السياسية والدينية والوطنية ؟
أعتقد أن الإخوان سيرفضوا تلك الطروحات وينتظروا سقوط التفاحة في حجر المرشد العام للإخوان المسلمين وسوف يتباحثون الأمر فيما بينهم في مكتب الإرشاد إلي أن تتأتي الفرصة لإيجاد حالة من حالات التفاوض مع سلطة الفساد مقابل السماح لجماعة الإخوان المسلمين بحرية الحركة والدعوة وتحقيق بعض المكاسب للدعوة مما يمكن لهم التوسع في الرقعة الدعوية حتي يمكن لهم الوصول إلي مرحلة التمكين التي لم يحن أجلها بعد وإلي أن يصل موعد مرحلة التمكين يكون المجتمع المصري قد إذدادت أزماته ويسلم بالأمر الواقع ومن هنا تسقط التفاحة الناضجة في أرضية الفساد والإستبداد والظلم الإجتماعي والقهر , ولكنها تسقط حسبما يظن الإخوان في حجر المرشد العام للإخوان المسلمين !!
أرجو أن تتم الدعوة لهذا الإجتماع بين القوي السياسية جميعها دون إهمال قوة من القوي أو كاريزما أو شخصية عامة لبحث ودراسة الحالة المصرية المأزومة بالفساد العام والإستبداد وسرقة الحكم والسلطة , علي أن تتم الدعوة علي خلفية العصيان المدني , ومن هنا سيعلم الشعب المصري من معه ومن عليه ومن هو الخائن ومن هو العميل ومن هو صاحب المصلحة , ومن هم الأبواق الفارغة ؟
والمنوط به توجيه الدعوة بلاشك هي الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية !!
فمن سيفعل هذا النداء ؟
ومن سيرفض ؟
ومن سيستكين ؟
ومن سيلبي النداء؟
مع الأخذ في الحسبان مدي تأثير القوي الخارجية ورائدتها الولايات المتحدة الأمريكية الباحثة عن المصلحة حيثما كانت وأينما وجدت وسواء كانت بإسم الله , أو بإسم الشيطان فالمبتغي هو المصلحة العليا للوطن الأمريكي , وهدفها الأسمي هو المواطن الأمريكي الناهم للرفاهة والمتعبد بالرفاهية لإله البراجماتية النفعية .
فهل أدركت حركت كفاية الحركة المصرية من أجل التغيير واقع المجتمع المصري , وواقع القوي الخارجية حتي يمكن أن تطمح إلي التغيير المأمول في ظل تلك الوقائع الحقيقية , مع التنويه علي أن حركة كفاية تشبه إلي حد كبير في تكون موزاييك مجلس قيادة الثورة متعدد الأطياف مع الفارق التاريخي , وعدم نسيان أزمة إستقالة مجموعة من الأسماء من حركة كفاية بسبب بيان تم نشره علي موقع الحركة بسبب أزمة الحجاب المفتعله التي أشعل نارها الإخوان المسلمين وهم أنفسهم الذين أطفأوا نارها وكان الغرض والمبتغي من تلك الأزمة هو إحراج النظام المصري الذي نختلف معه جملة وتفصيلاً , وتحقيق مكاسب سياسية وإجتماعية لجماعة الإخوان المسلمين , وظهورها بمظهر المدافع عن الدين في الأوساط الدينية وأوساط المجتمع المصري , وكان عودة المستقيلين من حركة كفاية علي ماذا ؟
لا أدري لما كانت الإستقالة , ولكن لانقدر أن نقول وعلي ماذا كانت العودة ؟!!
أليس المقيلين أنفسهم هم من إنفعلوا لإنفعال الإخوان المسلمين بسبب بيان تم نشره علي موقع الحركة بسبب أزمة الحجاب وما قيل علي لسان فاروق حسني وزير الثقافة المصري , وكأنهم اشد من الإخوان المسلمين في نظرتهم للأمور الدينية بما تنطوي عليه من تفسيرات وتأويلات لأمور مختلف فيها منذ نشأة الدين ذاته ؟
وهل كان المقيلين أنفسهم من الحركة يختلفوا في نظرتهم للأمور عن نظرة الإخوان المسلمين للقضايا المصيرية ؟
إن تعدد الأطياف السياسية داخل الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية كانت تستلزم وضع إطار سياسي / إقتصادي / ثقافي / فني / حياتي شبه جامع للقضايا الوطنية , مع رسم الإطار النظري العام للتغيير السياسي المرجو والمأمول لحركة شابة ناهضة تأملتها كافة الأوساط داخلياً وخارجياً علي زعم أن هناك بارقة أمل أو إنفراجة لحل أزمات المجتمع المصري من خلال هذه الحركة , ولكن مع غياب هذا الإطار النظري العام , أرادت جميع الأطياف أن تختطف حركة كفاية بالرغم من تصور الجميع لهذه الحركة أنها ليست مملوكة لأحد , وتصور البعض لها علي أنها نبت شيطاني كما يسمي أهل الريف بعض النباتات التي لم تتدخل إرادة الزراع في زراعتها , ومن ثم فإن من يكتشف هذا النبت فهو ملكه , وآخرون رآوها كأرض طرح النهر ولم تثبت ملكيتها لأحد وأراد إختطافها لنفسه , وهكذا كانت النظرة لحركة كفاية التي أراد الجميع أن يختطفها لنفسه , أو لتياره السياسي !!
وتبدت بوادر الأزمة بعد أزمة الحجاب والمقيلين أنفسهم من الحركة , وذلك بالتزامن مع أزمة إفطارشهر رمضان في فيلا هاني عنان رجل الأعمال المصري والتي تم تقسيمها علي يومين متتاليين , يوم للقادة من حركة كفاية والصحفيين والخاصة من المحبين والمريدين , ويوم آخر للأتباع من الهمل والقش , أو الوقود الذي تشتعل به الحركة في أسلوب تمايزي عنصري سبب أزمة داخل الحركة , وكان هذا الأسلوب من ضمنيات أخطاء وقعت فيها الحركة المصرية , التي من المعروف عنها أنها حركة شعبية , أو حركة شارع كما أحب البعض الترويج لها , وليت هذا الإفطار كان إفطاراً خاصاً بصاحبه , ولكن تمت الدعوة إليه علي أنه إفطار حركة كفاية السنوي !!
وكانت زيارة جورج إسحاق منسق عام الحركة إلي تركيا لحضور أحد المؤتمرات الدولية , والذي فوجئ بوجود وفد إسرائيلي من ضمن المشاركين في المؤتمر , بما أتاح الفرصة لأعداء الحركة من الترويج لأفكار عدائية ضد منسق عام الحركة بصفته مسيحي الديانة , والترويج لأفكار التحالف مع الصهيونية , واليهود الإسرائيليين , وغير ذلك من الأفكار المعادية الأخري للحركة .
وحتي كتابة هذه السطور روج أعداء الحركة لأزمة محمد أحمد حجازي المتحول للمسيحية في حالة غريبة من الربط بين تلك الأزمة التي تخص شخص صانعها وهو محمد أحمد حجازي , ولاتخص الحركة , بإدعاء أن جورج إسحاق وآخرين وراء تلك الأزمة ومن صناعها .
بل وزيارة وفد من حركة كفاية للبنان لحضور أحد المؤتمرات الدولية , وكانت حركة كفاية هي المتحدثة بإسم الوفود العربية , ومقابلتهم لحسن نصر الله , مما سبب الحسد الكبير بين بعض من لم يتاح لهم فرصة السفر للبنان في ذلك الوقت , وكذلك ظهور عبد الحليم قنديل وجورج إسحاق , وآخرين في الفضائيات , والصحافة والإعلام دون غيرهم سبب نفس الحسد في نفوس آخرين ممن يروا في أنفسهم الأحقية في ذلك , وكان تسارع العديد من المنتمين للتيارات السياسية في خطف الحركة لصفوفهم , ولا أريد أن أذكر أسماء بالتحديد درءاً لفتح باب التناحر والجدالات العقيمة والردود السخيفة !!
إن حركة كافية كانت ومازالت محملة بأعباء ومشاكل وأزمات المجتمع المصري علي مدار عقود طويلة تراكمت فيها الهزائم والنكبات والنكسات علي كاهل المواطن المصري , وكأنها وحدها علي الساحة تصارع جهاز أمني من أعتي الأجهزة الأمنية التي لاتتورع عن إرتكاب ثمة جرائم تحافظ في النهاية علي سلطوية النظام الحاكم , وكان دور الأحزاب السياسية وكأنه غائب عن طرفي المعادلة السياسية التي كفاية طرف فيها , وكأن هناك تحذير من سلطة الحكم في مصر ينبئ عن تفاهم بين تلك الأحزاب وبين سلطة الفساد , عن الإبتعاد عن المشاركة في فعاليات الحركة المصرية من أجل التغيير , وكأن الأحزاب لها دور بالتفاهم حيناً وبالتواطؤ أحاياناً علي ضرب حركة كفاية بإظهارها الدور السلبي في فعاليات الحركة , وهذا من جانب , ومن جانب آخر يأتي دور جماعة الإخوان المسلمين الذين لم يأتوا لتظاهرات كفاية وفعالياتها إلا من باب السمع والطاعة لقيادة مكتب الإرشاد , وحينما يشارك الإخوان تتم المشاركة بأعداد رمزية فقط , بل وفي مظاهرة التضامن مع الصحفيين أمام مجلس الشعب المصري , ترك الإخوان المسلمين المظاهرة وذهبوا لصلاة الظهر بنقابة الصحفيين تحت هفهفة التكييف المرطب للجو في شهر من شهور الصيف الشديدة الحرارة , وكأن هذا هو دأبهم , في السمع والطاعة !!
إن هناك العديد من الإنتقادات وجهت للحركة المصرية من أجل التغيير كفاية ومنها ماجاء في الموسوعة العالمية ويكيبيديا عن الحركة موجزها في يخلص في :
تركز الانتقادات الموجهة إلى الحركة من أنها لا تطرح بديلا عن النظام الحالي و الأشخاص الحاليين متقلدي السلطة و تكتفي بالمطالبة بإزاحتهم مما حدا البعض إلى اعتبار رموزها من فوضويين و اعتبار الحركة قوى هدم و هي دعاوى أذكتها وسائل الإعلام الحكومي و المحسوبين على النظام ، مستغلين عدم وضوح المفاهيم السياسية لدى شريحة عريضة من الشعب الذيين امتنعوا عن الانخراط في السياسة لفترة طويلة نسبيا .
إلا أن الحركة منذ بدايتها عمدت إلى توضيح أنها ليست حزبا سياسيا و ليس لديها برنامج للإصلاح و إدارة الدولة أو تأسيس نظام جديد، و أنها ترى دورها منحصرا في هز الركود السياسي، و انتزاع الحريات المدنية التي طال قمعها، و إيصال صوت الأغلبية الصامتة التي رأت أنها رافضة للأوضاع التي آلت إليها الحياة الساسية و الاجتماعية في مصر، و فضح رموز الفساد و المجاهرة بأن مصر لا بد و أن فيها من أبنائها من يصلح لتولي المناصب العامة .
وتري الموسوعة أن : الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) هي تجمع فضفاض من مختلف القوى السياسية المصرية تهدف إلى تأسيس شرعية جديدة في مصر، بعد تنحية نظام حسني مبارك عن السلطة.
منذ بدايتها ركزت الحركة على رفضها للتجديد للرئيس حسني مبارك لفترة رئاسة خامسة و رفضها ما رأته من مناورات سياسية و تشريعية و إعلامية هدفها التمهيد لتولي ابنه جمال مبارك الرئاسة من بعده، فرفعت شعاري لا للتمديد لا للتوريث .
وبجانب ذلك تذهب الموسوعة العالمية ويكيبيديا إلي أن تاريخ كفاية يرجع إلي : بعد التغيير الوزاري المصري في يوليو 2004، صاغ ثلاثمائة من المثقفين المصريين والشخصيات العامة التي تمثل الطيف السياسي المصري بأكمله وثيقة تأسيسية تطالب بتغيير سياسي حقيقي في مصر ، وبإنهاء الظلم الاقتصادي والفساد في البلاد، وبإنهاء تبعية السياسة الخارجية المصرية .
في غضون شهور قليلة ، نمت الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) من تجمع مثقفين إلى أن انتزعت حق التظاهر السلمي ضد نظام حسني مبارك ، وازداد الموقعون على بيان كفاية بأسمائهم الحقيقية ووظائفهم ليبلغ الآلاف .
ووصل عدد الموقعين على البيان التأسيسي للحركة - الرافض لنظام مبارك - قرابة 17 الف موقع بالاسماء الصريحة فيما يعد عريضة وطنية تضغط على الرئيس مبارك لأجل انهاء حكم وصفه الموقعون بالديكتاتوري المستبد و اعادة توزيع الثروة بما يلائم الحياة المصرية
وقد برزت حركة كفاية في محطات اساسية ساهمت بتغيير شكل المعارضة المصرية ككل فالاحزاب القديمة التي هاجمت الحركة في البداية بدأت تعتمد بشكل أكثر جذرية على الشارع عوضا عن المكاتب المغلقة و كذلك حركة الاخوان المسلمين التي تحركت اخيرا تحت ضغط قواعدها الشبابية لتساير التطور السريع الذي دشنته كفاية .
و اختارت الحركة المصرية من أجل التغيير " كفاية " اسلوب التظاهر في أغلب محطاتها المعارضة للنظام المصري وقد رد النظام على تنامي الحركة - وصلت ل22 محافظة من اصل 26 محافظة في مصر ككل - بحملات اعتقال وسحل وصفته الحركة بالوحشي ، وقد حازت الحركة على دعم اعلامي مكثف من الصحف المعارضة التي ساهمت الحركة في رفع سقف الحرية التي تكتلت من خلاله حيث تناول العديد من الصحفيين وبصورة شبة يومية شخصيات كان من المحظور تماما قبل بزوغ حركة كفاية الاشارة اليها مثل اسرة الرئيس المصري و خاصة زوجته وولده جمال المرشح لخلافة مبارك على عرش مصر كما تقول الحركة
أسست كفاية على النظام الشبكي المرن وراعت في تنظيمها المبادرة الفردية و العمل في مجموعات عمل صغيره مما اضفى على الحركة مرونة كبيرة في الوقت نفسه اتهمت بفقد السيطرة على تيار الاحداث داخلها فتحولت من متابعة احداث لصانعة احداث في بعض المواقف
وقد ادى انشار كفاية " الحركة المصرية من أجل التغيير " لظهور حركات نوعية وفئوية خاصة مثل " شباب من أجل التغيير " ، " عمال من أجل التغيير " ، صحفيون من أجل التغيير " ، " طلاب من أجل التغيير "
كما انتشرت المطالب المهنية والحرياتية في ربوع مصر فخرجت من عباءة الحركة العديد من الكوادر و الافكار التي استخدمتها الاحزاب والاخوان المسلمون في نشاطات موازية .
إن حركة كفاية مازالت أمامها العديد من الإمكانيات في تجميع الصفوف وحشد الإتجاهات الفكرية والثقافية حول أهداف الحركة بإعتبارها حركة مصرية هدفها إحداث التغيير للنظام القائم وإزاحته من علي سطح الحياة السياسية المصرية بالطرق السلمية ومنها أساليب تفعيلية عديدة تم تناولها وتداولها بالحديث في مرات كثيرة , ولكن علي الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية أن يكون لها إعادة النظر في الشكل الهيكلي العام للحركة من خلال الآتي :
أولاً : إعادة النظر في مرجعية اللجنة التنسيقية علي أساس أن يتم إستبدال تلك اللجنة بمنسقي المحافظات ليكون لهم الدور الأوسع في فعاليات الحركة , مع إنتخاب مجلس حكماء بديلاً عن اللجنة التنسيقية يتم تفعيل دوره من خلال طرح القضايا المصيرية التي تهم الوطن مصر علي منسقي المحافظات , والبحث عن منسق لمحافظة القاهرة بإعتبارها المحافظة المحورية ذات الصلة بصناعة الأحداث والإتصال بالفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة .
ثانياً :إعادة إنتخاب أو إنتقاء منسق عام الحركة من جديد في إطار الدعوة لمؤتمر عام وليس معني الإنتخاب كماهو معروف بصورته الديمقراطية المعاصرة , وإنما علي خلفية أن حركة كفاية حركة شعبية , وهدم الصرح الطائفي المبني علي أطلال عصور بائدة وذلك من خلال تقييم الرؤية الطائفية للمنسقين المساعدين , وعودة جورج إسحاق للعمل بدور المنسق العام وجعل دور المسيري قاصراً علي تواجده في مجلس حكماء الحركة , لأنه كان من الخطأ أن تنحي جورج إسحاق عن قيادة الحركة بوصفه منسقاً عاماً لها منذ بداياتها وحتي التوافق بين الأعضاء من المنسقين المساعدين الذين يشبهون في تشكيلهم إلي حد بعيد الحالة اللبنانية في إشارة مستترة إلي لبننة حركة كفاية وقيامها علي أساس طائفي يجمع المسلم والمسيحي وتيار الإسلام السياسي , ويجاوره في المقعد التيارالإشتراكي الثوري , التيار الناصري , وكأن التشكيل كان ينقصه بعض الطوائف السياسية والدينية بجانب تمثيل المرأة الممثلة فعلاً في هذا التشكيل واقعياً وإن لم يكن الأمر مسطوراً أو تم التوافق عليه هيكلياً !!
ثالثاً: إعادة الهيكلة من جديد وليس معني الهيكلة في هذا الشأن بالمعني الاتنظيمي للأحزاب أو الهيئات وإنما الهيكلة المبنية علي إعتبار أن حركة كفاية حركة شارع وليست حركة نخب أة كاريزما تسوق المواطنين في الإتجاه الذي تريده النخب , مع أهمية الدعوة للإنضمام لحركة كفاية لمن هم خارج التيارات السياسية والدينية بمعني أن تكون الدعوة شعبية لكل أصحاب المطالب الإقتصادية والإجتماعية من الفقراء والمهمشين والمأزومين بالفسادات اللانهائية من سلطة الحكم , وهذا يتطلب تفعيل لجنة العمل اليومي وتوسيع دائرة نشاطها وتفعيل دور الإتصالات بين المحافظات وتلقي شكاوي المأزومين عبر لجنة الإتصالات التي يتوجب تشكيلها علي أساس واقعي دائم ومستمر ومتواجد بصفه الديمومة والإستمرار بمقر الحركة ليكون هناك إتصال دائم بالمأزومين من أصحاب المطالب الإقتصادية أو الإجتماعية المغموسة بالفسادات السياسية .
وفي سبيل ذلك لابد من التفرغ الدائم لمن لهم المقدرة علي أن تتاح لهم الفرصة للقيام بهذا الدور الهام , مع الأخذ في الحسبان موضوع الدعم المالي وتوسيع دائرته ومجالاته من خلال المتخوفين علي مستقبل هذا الوطن حتي يتم إنتاج أعمال مؤثرة بالإيجاب علي مستقبل هذا الوطن المأزوم , بدلاً من إعطاء الحركة هامش الوقت , أو فائض الوقت , والجهد مما تضيع معه المجهودات سدي من خلال فوائض الوقت أو هامشيته , والتبرعات الغير منظمة من الأعضاء الميسورين من أبناءالحركة الشرفاءالمناضلين .
رابعاً :المهام الأساسية والتي يتوجب علي حركة كفاية وضعها الدائم في الإعتبارهي الإهتمام الدائب بالملفات الإجتماعية والسياسية لقضايا الفساد , وقضايا التعذيب في حالة من حالات الشفافية حتي يمكن إيقاظ الجماهير عبر فتح هذه الملفات بجانب ملفات أخري سوداء تتعلق بتصفية المعارضين السياسيين , وذلك عبر نضال قانوني يتم طرق كل أبواب المحاكم الوطنية تصعيداُ للأمور إلي المحاكم الدولية خاصة وأن هناك بعض الجرائم التي لاتتقادم وتعتبر مستمرة في فعاليتها مثالاً لها قضايا التعذيب وإنتهاك حقوق الإنسان , ومن ضمن القضايا التي يتوجب البدء فيها القضايا الخاصة بروؤس الفساد كقضايا المبيدات المسرطنة والهرمونات المسببة للسرطانات والكبد والفشل الكلوي وفضح المتسببين في هذه الصفقات الدنيئة وغير ذلك من القضايا اللامتناهية في أعدادها ويصعب حصرها لأنها بحجم سلطة الفساد .
خامساً :تفعيل العلاقة بين القوي السياسية في صورة من صور التلاقي المستمرة مع القادة السياسيين في الأحزاب والكاريزما والنقابات وجمعيات ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني وعلي وجه الخصوص منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية بصفة عامة , وتفعيل الإتصال بالمنظمات الحقوقية الدولية , ومنظمات المجتمع المدني الأوروبية والأمريكية وعدم إغفال دور تلك المنظمات بإعتبارها ممثل لديها القدرة علي الإتصال بمعظم دول العالم ولها ممثلين دوليين دول العالم .
مع الأخذ في الإعتبار دور القادة والكاريزما داخل إطار الوطن المأزوم مصر وإشراكهم في فعاليات الحركة وأخذ أراؤهم وتوجيه الدعوات لمحبي هذا الوطن والمستعدين لرفعة شأنه والتضحية بمجهوداتهم وأوقاتهم .
سادساً : التعليق علي كافة الأحداث الداخلية ذات المنظور الوطني والتي تهتم وتتفاعل مع مصلحة الوطن مصر , والإبتعاد عن الأحداث الخارجية من ناحية التعليق عليها وعلي مجرياتها , وإن كان هناك تعليق علي تلك الأحداث فيتوجب مرعاة البعد عن الأهداف الإستراتيجية , والإبتعاد عن الإيديولوجيات في حرفية ومهارة .
سابعاً : تشكيل لجنة من كل القوي الوطنية لتبصير دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخري , من مغبة إستمرار سلطة الحزب الحاكم في مصر , أو توريث الحكم والسلطة , مما يكون له الأثر السلبي لمصالح الوطن مصر , ولمصالح وإستثمارات تلك الدول في مصر والمنطقة , مع توجيه اللوم للولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الإتحاد الأوروبي لكيلها بمكيالين بالنسبة للقضايا العربية وإنحيازها الكامل لبعض الحكام العرب في إنتهاكاتهم للحريات ولحقوق الإنسان , ومساعدتهم في مسلسلات الفساد وإغتصاب الحكم والسلطة و مما يسبب الكراهية الشديدة والعداء المستمر لتلك السياسات .
ثامناً :السعي الجاد والسريع لتجميع أخوات كفاية من محامين من أجل التغيير , وفنانين , ومعلمين , وأدباء ومهندسين من أجل التغيير , وغيرهم , وفوق كل هذا شباب من أجل التغيير الذين هم كانوا وقود الحركة الذي يشعل الأحداث ويجعلها أكثر سخونة في تعرية الفساد والمفسدين والضغط علي سلطة الفساد وفضحها في كثير من المواقف المخزية لتلك السلطة , وجعل قرار أخوات كفاية موحداً وإشراكهم في كافة الفعاليات من بداية الشروع في إتخاذ أي قرار وحتي تمام تنفيذه فهم أصحاب فضل ويجب أن لاننسي دورهم الفعال .
تاسعاً : المسارعة في وضع دستور جديد يتم طرحه علي كافة القوي الوطنية جميعها ومخاطبة كافة الجهات والهيئات والمؤسسات ومنها سلطة الحكم بما فيها الأزهر والكنيسة , وإرسال نسخ منه رئيس المحكمة الدستورية , ورئيس محكمة النقض والمجلس الأعلي للقضاء , ونادي قضاة مصر , والنوادي الأخري , وكذا نقابة المحامين , والنقابات الفرعية بأعداد كافية , ومخاطبة السفارات والقنصليات بصور مترجمة من هذا الدستور مع بيان التفرقة بين دستور حركة كفاية والدستور الحالي وبيان أوجه القصور في هذا الدستور والتي تكرس لإحتكار الحكم والسلطة وقتل الحريات وضياع الحقوق الوطنية .
عاشراً :علي إثر وضع الدستور , يتم تشكيل مجلس حكم إنتقالي مكون في هيئته من كافة شرفاء الوطن عبر جمعية وطنية يتم إنتقاء مجلس الحكم الإنتقالي منها ويراعي في تشكيله كافة القوي السياسية ومخاطبة سلطة الحكم به , علي أن يعهد للقوات المسلحة حكم الوطن مصر لمرحلة إنتقالية وعلي أقصي تقدير لمدة عامين , يتم خلالها وضع دستور جديد للوطن , وإجراء بعض التعديلات علي القوانين سيئة السمعة والتي تهدر من كرامة المواطن المصري وتضيع من عزة الوطن وكرامته أمام القوي الخارجية بما يتيح معه الأمر الكرامة الوطنية والإرتفاع بشأن الوطن مصر في جميع المناحي السياسية والإقتصادية والعلمية وجعل مصر وطناً متقدماً في كافة المجالات سعياً إلي مجتمع الرفاهية والعزة والكرامة .
مع التوعية الدائمة علي أن حق التظاهر والإستمرار علي نهجه هو الطريق الأمثل للوصول إلي الأهداف المرادة لمصر ولعزة مصر وكرامتها وطناً ومواطنين .
حادي عشر : يخلص دور حركة كفاية في تصعيد حالة العصيان السياسي لسلطة الفساد وذلك بفعاليات إستمرارية للحركة علي كافة الأصعدة وفي كافة المجالات حتي يمكن الوصول بالمجتمع المصري إلي حالة من حالات العصيان المدني السلمي الآمن مع تجنب إراقة الدماء وإتلاف مقدرات وثروات الوطن والمواطنين والعمل لهذا المطلب النبيل السامي الذي من الممكن أن يتحقق وساعتها يذكر التاريخ مصر بأن أبنائها أبطال مخلصون رفضوا لمصر أن تمارس معها الدعارة السياسية .



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن صحة الرئيس : ماذا تعني أقوال نظيف ؟!!
- عن صحة الرئيس يتسائلون !!
- مؤشر خطر : أسرة للبيع !!
- من أنت ؟ : مواطن عربي !!
- محمد حجازي , وأمل نسيم : بيشوي , وأحمد : أين قارب النجاة ؟!!
- والقادم أسوأ
- من جديد : والعقول مازالت متأزمة
- في مصر : هل يحيا العدل ؟
- يوليو
- أزمة التراث وعلماء التجهيل : من أباح اللواطة الصغري ؟!!
- قراءة في بيان علماء السعودية : عن الأزمة الفلسطينية
- بترول العراق : الطمع الأمريكي والخيانات العربية
- عن الإقتتال الفلسطيني : من منكم ليس معاوية , ومن منكم ليس يز ...
- عن المراجعات الفقهية : من سيقوم بدور الإرهابي أمراء الأمن , ...
- 8 , 4 / 4, 8 : الفارق بين أمن الرئيس وصحة الشعب
- مأساة وطن
- فتح الإسلام والتنظيمات الدينية : الإتحاد في النوع والإختلاف ...
- حقائق الدين : بين البول المقدس والنخامة ورضاع الكبير
- صور الرؤساء العرب : ترفع في مواجهة من ؟!
- تشريفة مسؤل : أين الخجل من الواقع , والحياء من الذات ؟ !!


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود الزهيري - حركة كفاية : إلي أين ؟!!