أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ريبوار احمد - نداء الى جماهير البصرة‍














المزيد.....

نداء الى جماهير البصرة‍


ريبوار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 635 - 2003 / 10 / 28 - 06:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


نداء من ليدر الحزب الشيوعي العمالي العراقي الى جماهير البصرة‍
ايها العمال، والنساء، و الشباب، والمثقفين، والفنانين!
يا جماهير مدينة البصرة المتحضرة!

كانت مدينتكم، لعقود خلت، احد المراكز الاساسية والكبيرة للحياة العصرية والمتمدنة ومناراً للثقافة والتقاليد التقدمية. ان معظم سكانها يتكون من العمال العاملين في قطاعات النفط، السكك الحديدية، الموانيء، الاسمدة، الصيد، المصانع الكبيرة والصغيرة. اذ يشكل هؤلاء العمال العمود الفقري للانتاج والحياة و التقاليد التقدمية و المتحضرة. لعب مثقفوها و فنانوها دوراً مؤثراً في الانفتاح على الحياة والحضارة الانسانية وبلورة اشكال من التقاليد التقدمية و القيم و الفنون المعاصرة التي كانت مصدر للبهجة والفرح لقلوب ابنائها. ان فنون البصرة التقدمية تشكل اتجاها قويا في المجتمع العراقي. كانت نساء البصرة نموذجا للنساء المتحررات والعصريات في العراق، تمكن من اطلاق ايديهن من القيود و التقاليد الرجعية والابوية و القروسطية على نطاق واسع. كانت شبيبة البصرة نموذجا لاكثر الاطياف العصرية بين شباب العراق، و كانت التقاليد والسلوك و ارتداء الموديلات العصرية من ابرز خصائصها.
الا ان نظام البعث الرجعي والوحشي قد حد ذلك المسار المتنامي من النزوع والتقاليد المعاصرة بالاسلاك الشائكة، وحاول خنقه بكل طاقته ، و قام كذلك بمعاقبة سكان البصرة لدورهم المبادر في انتفاضة 1991. يضاف الى ذلك سنوات الحصار الوحشي والجوع والفقر المدقع مما انهكت سكانها الى حد كبير. ان تلك العوامل كانت اسبابا مؤثرة في فرض التراجع الشامل على الحياة الاجتماعية.
كنت قبل ايام في زيارة لمدينة البصرة لغرض القيام ببعض الامور السياسية والحزبية و الالتقاء بمجاميع عمالية ويسارية وتقدمية فيها. صدمت للاوضاع السائدة وما رأيت. منذ سنوات والجماهير المقهورة والمكبوتة تأمل في التحرر من كابوس البعث الدموي و بلوغ افاق تتفتح فيها مسارات التقاليد المعاصرة التي ستطرق ابواب السعادة و الحياة المرفهة والكريمة. ولكن ادركت هذه المرة ايضاً بأن كابوساً اخراً هو بصدد سحق هذا التطلع والرغبة الانسانية. يحاول الاسلام السياسي، بدعم مباشر من النظام الايراني، التحول الى وريث الاوضاع السابقة التى بدءها النظام السابق و تعمقت بالحصار الاقتصادي ويديمها اليوم الاسلام السياسي.
ان هذه الاوضاع تتطلب، في الحقيقة، وقفة جدية! ذلك ان خطراً محدقاً يحيط بالبصرة، خطراً كذلك الذي حول افغانستان و ايران والجزائر الى مجازر وخرائب وميادين للمآسي. تحاول امتدادات تلك التيارات قولبة مجمل جوانب حياة وسلوك وحتى تفكير سكان هذه المدينة بقوة السيف. فهي تكبح التقدميين و تكم افواه المثقفين وتذبح الفن والاغاني والموسيقى والسعادة، و تفرض بالتيزاب والقتل حجر النساء في المنازل- السجون و الحجاب، تخنق ابسط التطلعات المعاصرة للشبيبة من الفتيان والفتيات، تهاجم بحملات ارهابية دور السينما ومجالس الشعر والغناء والاختلاط، وتدفع بذلك حياة الناس نحو احكام السيف والظلامية.
انها المأساة بعينها! انها تتنافى بشدة مع الانسان والانسانية، فلم يتعود سكان البصرة على هذه التقاليد والافكار والاساليب ابداً، ولم يتحمل سكانها المفعمين بحب الحياة هذه الرجعية ابداً. ان التأريخ يشهد بأن سكان البصرة قد عاشوا بشكل مختلف تماماً، فهم مارسوا تقاليد عصرية وكانوا اهل تقدم وتمدن وبهجة. بيد ان الاسلام السياسى يعمل على اخضاع هذه الجماهير المتمدنة بقوة السلاح واساليب بن لادن.
يا عمال و نساء و شباب ومثقفي وفناني البصرة! اناشدكم، ان تتأملوا وضعكم وتستيقضوا من الغفوة! لا تخضعوا لهذه الرجعية و ارموا بها بعيداً! اطلقوا العنان لحناجركم و اياديكم وواجهوها! تصدوا للكبت والممارسات و التقاليد المتخلفة واوقفوها عند حدها، لاتتبعوا الفتاوى والسنن المهترئة، وزجوا بكل طاقاتكم و بتقاليدكم المعاصرة والتقدمية الى الشوارع والمعامل والدوائر والجامعات والمعاهد والمدارس. من الضروري ان يلعب المثقفون والفنانون دورهم في هذا الصراع وان يسخروا اقلامهم وفنونهم لذلك. يجب ان يضع الشباب و النساء بجسارتهم حداً لهذا المد، نظموا صفوفكم في الاحياء والمعامل والدوائر والمراكز التعليمية وامسكوا زمام اموركم بايديكم ولا تسمحوا لهم بالتدخل في شؤونكم. ان قطع دابر هذا الكابوس واحياء ارادة الناس وبث حياة متمدنة في المجتمع بحاجة الى انبثاق حركة سياسية جماهيرية واسعة وشاملة. ليس بأمكان الرجعية ان تصمد امام حركة كهذه، بل ان فرائصها سترتعد.
لستم وحدكم في الميدان، ان الحزب الشيوعى العمالي العراقي هو وسيلة ورائد وطليعة جسورة لنضالكم هذا على صعيد العراق. انبثق هذا الحزب لتغيير مسار الحياة البائسة والتصدي للظلم والجور والرجعية التي تعكر صفو الناس ولاجتثاث الاستغلال والتمييز والقمع والبؤس. هلموا للانضمام اليه، اجعلوه اداة نضالكم، تمسكوا به، رسخوه في الاحياء ومراكز العمل، و اسسوا منظماته اينما كنتم، نظموا الناس حوله، اجعلوا منه وسيلة لبناء حياة سعيدة، حرة، مرفهة ومتكافئة.

 
                                           
 



#ريبوار_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشرى- من مجلس الحكم حول فتوى اعادة حكم الاعدام
- اللجوء إلى نظرية المؤامرة دليل على الإفلاس السياسي * رد على ...
- مقابلة جريدة -اكتوبر- مع ريبوار احمد ليدر الحزب الشيوعي العم ...
- الاحزاب والمنظمات العمالية والاشتراكية والانسانية ها هو الصو ...
- اختلافاتـــنا ِبمَ نختلف عن الحزب الشيوعي العراقي؟
- مواجهة الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع الإرهابيين الإسلاميي ...
- لن نقبل بإعادة ظهور الفاشية البعثية!
- تحديد الحكومة المستقبلية للعراق، حق بلا منازع لجماهير العراق
- سلطة المستقبل في العراق يجب أن تكون مباشرة- سلطة الجماهير
- بلاغ إلى قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني ا ...
- حول فضيحة الجلبي في كندا
- تحرر المجتمع العراقي مرهون بقيام الجمهورية الاشتراكية
- العالم بعد عام من الحادي عشر من أيلول
- الاسلاميون يعلنون رسالة عبودية المرأة وأغتصابها


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ريبوار احمد - نداء الى جماهير البصرة‍