أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ريبوار احمد - العالم بعد عام من الحادي عشر من أيلول















المزيد.....


العالم بعد عام من الحادي عشر من أيلول


ريبوار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 253 - 2002 / 9 / 21 - 05:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 

قبل عام من الآن اهتز وجدان العالم لمأساة وكارثة انسانية كبيرة وعمت العالم امواج السخط والرفض لجرائم الاسلام السياسي. فما جرى في الحادي عشر من أيلول في واشنطن ونيويورك ذكّر البشرية في بداية قرن جديد بمحارق النازية. لقد ابتدع الاسلام السياسي هذه المرة في جريمة ارتكبها طريقة جديدة في الاجرام. وقد تجاوز حدود البربرية التي شاهدناها وسمعنا بها في الحروب والمجازر التي جرت أيام فتوحات عصور الخلافة والامبرطورية الاسلامية ومجازر ملالي ايران وقطاع الطرق في أفغانستان وحتى الاشقياء الجزائريين من حملة السيوف والحراب الذين كانوا يقولون "مادام الله منحنا الحراب والسيوف من الخطأ خسران رصاصة في قتل انسان".

ففي الحادي عشر من ايلول حول المتوحشون الاسلاميون القتلة مئات البشر من الأطفال والراشدين الابرياء والغافلين عما حولهم ولا يشغلهم سوى حلم السفر والوصول الى الأماكن التي كانوا يقصدونها، حولوا هؤلاء المئات من الأبرياء الى قنابل ورماد والسنة لهب ودخان لحرق الآلاف من البشر الآخرين. وفي أقل من طرفة عين فجرت تلك المئات من الناس وأحرق لهيب احتراقهم آلافا آخرين. صف من الأطفال الصغار وجمع كبير من البشر الأبرياء تحولوا الى رماد داخل أفران اللهب والنار. وبهذا عبرت الفاشية الاسلامية عن حقدها وونفذت تهديدها الوحشي للانسانية باحراقها بنار جهنم على وجه هذه الأرض. وخلقت مأساة انسانية كبيرة ودللت على مدى الحقد الذي تكنه في داخلها للبشرية وماذا بامكانها فعله فيما لو اقتدرت وتمكنت وأي عصر مظلم ودموي ومأساوي ستفرضه على المجتمع البشري.

لقد وضعت قذارة الاسلام السياسي العالم في الحادي عشر من أيلول امام مرحلة جديدة، مرحلة مظلمة ومرعبة. وتحول حرق وتدمير المجتمع البشري في المواجهة والصراع بين الارهاب الاسلامي والارهاب الدولي بقيادة أمريكا المركز الرئيسي للأسلحة الذرية وأسلحة الدمار الشامل الى تهديد واقعي يواجه العالم. وحتى أن الدعوات الصريحة لاستخدام الأسلحة النووية، بدأت تعلن على الملايين من الناس. فالحكومة الأمريكية وفي الوقت الذي كانت تسكب فيه دموع التماسيح على ضحايا كارثة الحادي عشر من أيلول، أستقبلت في سرها هذا العمل استقبالاً كبيراً وأعتبرته فرصة عظيمة يمكنها الاستفادة منها وجعلها ذريعة اشعال فتيل الحرب وممارسة التدمير والتهديد باستخدام اسلحة الدمار الشامل لأخافة البشرية وبث الرعب في قلوبها وتقليم أظافر الاسلام السياسي وتطويعه وفرض نفسها على منافسيها من الأقطاب العالمية. وبدأت من أجل تحقيق هذا الهدف بتمهيد الأجواء وصياغة المخططات وفي ظرف أسابيع قليلة أعلنت على سكان العالم برنامج حرب دموية مرعبة ستستمر لأكثر من عشر سنوات وبهذا وقع العالم عملياً في قلب حرب الارهابيين.

جبهات حرب قطبي الارهاب
مشرق العالم ومغربه
بالتزامن مع الدعوة لهذه الحرب جعلت من العالم كله ساحةً وميداناً لها. وقبل أن تصل الأمور حد استخدام الأسلحة الفتاكة، بدأت على صعيد العالم الغربي من أمريكا الى أوروبا وأستراليا وكندا بتشجيع العنصريين ضد الناس الشرقيين الأبرياء خصوصاً المنحدرين من أصول عربية والمتدينين بالأسلام. ولم تتوقف الأمور عند الاهانة والتحقير واشاعة الخوف بل أجبر الكثير على ترك أماكن عملهم وحبس انفسهم داخل منازلهم وتعرض الكثير من منازل هؤلاء الناس ومراكز تجمعهم للهجمات العنصرية وأطلقت النار على العديد من هؤلاء الأشخاص كما أغرق الكثير بدمائهم تحت ضربات السكاكين والحراب. وخلقت أجواء مرعبة ومخيفة معادية للناس الشرقيين ومعادية أيضاً لنفس سكان الغرب من خلال ايجاد وتنظيم الجماعات الفاشية. وقد تعرض الناس الشرقيين الذين يسكنون الغرب خصوصاً المتدينين بالإسلام للهجمات العنصرية ولم يتخل سكان الغرب في ظل هذه الأجواء الارهابية عن ركوب الطائرات فقط بل وحتى أنهم عانوا القلق والشك داخل منازلهم من شرب الماء وفتح الرسائل البريدية وحتى من استنشاق الهواء. وفي المقابل وبتشجيع الفاشية الاسلامية في البلدان الشرقية خصوصاً في تلك البلدان التي كانت ميداناً للاسلام السياسي، بدأت الهجمات تتوالى على الناس الغربيين والناس المتدينين بالمسيحية من سكان تلك البلدان وحتى أنهم فقدوا الطمأنينة والأمن في منازلهم.

كردستان
أشعلت أحداث الحادي عشر من ايلول الغضب لدى الاسلام السياسي وأِشباه بن لادن  في كردستان بحيث خلقوا في الثالث العشرين من أيلول مأساةً مشابهة. ففي ذلك اليوم وضمن اطار نفس أجواء صراع الارهابيين قطعت أعناق (47) انسان أسير مقيد في منطقة هورامان بالسيوف والحراب الاسلامية وقطعت أجسادهم ومثل بها. وهزت هذه الحادثة ضمائر كافة جماهير كردستان وأوصلت السخط والرفض والعداء للاسلام السياسي الى أقصى مدياته ونزلت الجماهير بالآلاف يوم الأول من تشرين الأول الى الشوارع ضد البربرية والهمجية الاسلامية ومن أجل اقتلاع الاسلام السياسي والارهاب الاسلامي من الجذور. ولم تبق في ذلك اليوم فرصة أمام الأحزاب الكردية الحاكمة للمساومة مع الجماعات الاسلامية بحيث اضطرت للوقوف المنافق الى جانب هذه الحركة الاحتجاجية العظيمة. ولكن مع خفوت ذلك الحماس عادت الاحزاب الحاكمة مجدداً الى نهجها الدائم في المساومة. ففي البداية بدأت بتقسيم الاسلام السياسي الى "أصيل وغير أصيل" وأعادت الجماعات التي ساعدت من قاموا بمأساة الثالث والعشرين من أيلول الى هيمنتها على حياة ومصير الناس وراحت تقول دون أي خجل وحياء للناس الذين هبوا يوم الأول من تشرين الأول ولعوائل الضحايا ال(47) المقطعة أجسادهم: "من أجل السلام والأمن والوقوف بوجه اراقة الدماء، نلتزم بسياسية النفس طويل الثورية ونغض النظر عن دماء أؤلئك الضحايا ال(47)". وقام الاتحاد الوطني الكردستاني في هذا السبيل بكيل التهم واستخدام لغة المهاترات السخيفة ضد الحزب الشيوعي العمالي الذي كان رمز وقائد نضال ومطالب الجماهير للقضاء على الارهاب الاسلامي واقتلاعه من الجذور. وقد أستمرت هذه السياسة بحيث تم تمكين الكثير من الجماعات الإسلامية من السيطرة على حياة الناس وبدأت الهدنة والمساومات حسب "سياسة النفس الطويل الثورية" مع جماعة (جند الاسلام). ليصل الأمر في خاتمة المطاف حد نبش قبور شيوخ الطريقة النقشبندية الأمر الذي أزعج الأحزاب الكردية الحاكمة باضعاف ما عانته من تقطيع أوصال الأشخاص ال(47) الأحياء في هورامان مما اضطرها لحرب ضروس مع (جند الاسلام).

أفغانستان
في أفغانستان قرعت طبول الحرب لاسقاط سلطة قطاع طرق طالبان وبن لادن صنيعة الأمس الذي أوجدته أمريكا نفسها. ولم تكن أهداف أمريكا من تلك الحرب سوى تقليم أظافر الاسلام السياسي وفرض هيمنتها على العالم، ولكنها في هذه الأثناء وجدت نفسها مضطرة لافناء طالبان. وبهذا تخلصت جماهير أفغانستان من نقطة سوداء قذرة وجفت واحدة من المنابع الكبيرة للاسلام السياسي والارهاب الاسلامي. وقد استبشرت جماهير أفغانستان خيراً بسقوط طالبان وبدأت بالوقوف طوابيراً لحلق اللحى. الا أن ارهاب أمريكا لم يترك جماهير أفغانستان المحرومة دون أن يأخذ نصيبه منها في حرب اسقاط طالبان، فمن خلال القصف العشوائي للمدن وأماكن معيشة وسكن الناس قدمت الجماهير الكثير من الضحايا من الناس العزل الأبرياء وتحطمت اسس حياتهم بشكل كلي. وفي خاتمة المطاف فرضت أمريكا مجموعة من الجماعات القومية والاسلامية والعشائرية على جماهير أفغانستان لتحل محل طالبان. وبهذا أستمرت معاناة الجماهير المحرومة في أفغانستان بعد طالبان من الرجعية القومية والاسلامية والعشائرية ومن انعدام الحقوق وعدم وجود القانون وبقيت التقاليد الذكورية كابوساً جاثماً على قلوب النساء.

فلسطين
في فلسطين فسح عالم ما بعد الحادي عشر من أيلول المجال أمام ارهاب الدولة الإسرائيلية كي تمارس أشد أشكال القمع والابادة الجماعية وحشية بحق جماهير فلسطين بدعم ومساندة أمريكا وبقيادة أريل شارون الجلاد وتسحق على كافة المواثيق واتفاقات السلام. وفي الطرف المقابل سعى الاسلام السياسي للاستفادة من المسألة الفلسطينية في ركوب أمواج السخط والاحتجاج الجماهيري لسكان هذا البلد ضد إسرائيل وأمريكا التي يرونها بحق مصدر حرمانهم من الحقوق. ومن خلال تنظيم وإشاعة التقليد غير الانساني المتمثل بالانتحار وتفجير النفس كرد فعل مقابل ارهاب الدولة الاسرايلية وكزاوية من الصراع مع أمريكا، راح يجعل من السكان المدنيين الاسرايليين الأبرياء ضحاياه من أجل الحصول على مكان في السلطة السياسية ولم يترك جريمة لم يرتكبها. وقد كان له دوره القذر سواء بإحراقه جماهير فلسطين وإسرائيل بنار الصراع الإرهابي او بإيصال عملية السلام الى طريق مسدود وإجهاضها. الحادي عشر من أيلول ونتائجه جعل فلسطين الدامية حمام دم للناس الابرياء وأطلق يد قطبي الارهاب كي ينشبا مخالبهما بارواح الجماهير المضطهدة وأوصل مآسي ونكبات جماهير فلسطين الى أقصى مدياتها.

العراق
وفي العراق كانت أحد نتاج تلك الأوضاع تشديد سياسة الحصار الاقتصادي والابقاء على حرمان الاطفال وجماهير العراق من أبسط مستلزمات حياتها اليومية وابقاء المجتمع في الفقر والمجاعة وانعدام الدواء والتخبط وانتظار المصير المجهول. وفي الخطوة التالية وفي اطار "الحرب ضد الإرهاب" بدأت الطائرات الامريكية بالتحليق في الاجواء العراقية لتنظيم حرب دموية وحرب ابادة جماعية. هدف أمريكا الظاهر من تلك الحرب "تغيير النظام" ولكن كما تقول هي فان المقصود هو انهاء حكم صدام حسين وليس تغيير النظام البعثي. لقد مارس صدام حسين ونظامه لثلاثة عقود من الزمن اكثر الجرائم دموية بحق جماهير العراق ولم يدخر وسعاً في همجيته وبربريته، ولهذا يطالب الحزب الشيوعي العمالي العراقي وجماهير العراق بإسقاط هذا النظام وافناء سلطة صدام حسين ولن يتخلوا لدقيقة واحدة عن النضال من أجل هذا الهدف، الا ان ما تدعو له أمريكا وتهيء أرضيته هو قبل أن يكون حرباً مع النظام البعثي وقبل أن يكون من أجل انهاء دكتاتورية صدام حسين، هو حرب معادية لجماهير العراق وأهدافها وتطلعاتها الانسانية والتحررية. وتنظيم سيناريو مظلم ستكون نتائجه المباشرة جر المجتمع العراقي نحو المآسي والنكبات والمصائب والقصف والابادة والتشرد والرجعية وتدمير اسس المجتمع. أمريكا تبيد منذ أثني عشر عاماً جماهير العراق جماعياً بالحصار الاقتصادي واسلحة الابادة الجماعية بحجة أضعاف سلطة صدام حسين ودفعت المجتمع نحو الانهيار، وتريد اليوم تحت اسم انها دكتاتورية صدام حسين تدمير اسس مجتمع من أكثر من عشرين مليون انسان واغراقه بالدماء. وحتى انها تهدد علناً باستخدام السلاح النووي بهذه الحجة السخيفة.

وسوف لن تكون نتائج هذه الحرب غير تدمير المجتمع وتحطيم اسس الحياة وتنظيم الابادة الجماعية للناس، وفي ظل غياب البديل الجاهز تسعى لخلق أوضاع سياسية مضطربة  ترمي بالمجتمع في مستنقع الصراعات بين الجماعات القومية والدينية المسلحة. ومتى ما صاغت امريكا بديلها فان البديل القادم المستند على قصف وحرب امريكا اذا لم يكن أكثر رجعية وغطرسة من النظام البعثي فانه بالتأكيد لن يكون بأفضل منه. و من المحتمل ان لا يكون الاختلاف الا في أن كون البديل القادم نظام علاوةً على كونه نظام قمعي سيكون نظاماً طيعاً لأمريكا وأسرائيلاً أخرى. حتى أن هذه الحرب هي على العكس من الحرب التي جرت في افغانستان سوف تقوي الاسلام السياسي ومنحه مجال ارتداء قناع الوقوف بوجه الابادة والتدمير. كذلك ستقوي الحركة القومية العربية ومنحها ميدان ازاء حضور وتدخل امريكا وغطرستها بحيث تجر الجماهير خلفها في زاوية من العالم العربي.

وعلى الصعيد العالمي فان الهدف من هذه الحرب هو سعي أمريكا للاستفادة من الفرصة التي جاءت بعد الحادي عشر من أيلول لفرض هيمنتها على العالم بالتنافس مع منافسيها الآخرين. ولذلك هي ترى أن عليها الاستمرار في "الحرب ضد الارهاب" ولهذا هي بحاجة لميدان ولذريعة لذلك. والعراق هو الآن أنسب الميادين وملفه بقي مفتوحاً لأثني عشر عام ولم تتمكن أمريكا من غلقه، وستكون دكتاتورية صدام حسين وتهديده للأمن القومي الأمريكي أفضل الحجج. وهذا هو الجوهر الواقعي لكل السيناريو الذي تسعى أمريكا لصياغته.

و لا ينبغي أن يكون هناك أي توهم بصدد هذا السيناريو وهو بحد ذاته ليس عاجز عن خلق فرصة لجماهير العراق بل وأنه سيكون مصدر أشد الكوارث مأساويةً. الا أن جماهير العراق لو تمكنت في ظل هذه الأوضاع وبمبادرة وقيادة قوة مثل الحزب الشيوعي العمالي من خلق فرصة لافناء النظام البعثي أو لتحقيق أي مستوى من اهدافها، والتي ينبغي أن تسعى من أجله بأقصى طاقاتها،  فان هذا سيكون مساراً مختلفاً كلياً عن المسار الذي تسعى أمريكا لتنظيمه ولن يكون جزءاً منه.

موقف وسياسات الشيوعية العمالية ازاء اوضاع ما بعد الحادي عشر من أيلول
ان الشيوعية العمالية كحركة اجتماعية وكلا الحزبين الشيوعيين العماليين العراقي والايراني قد استنكرا منذ البداية كارثة الحادي عشر من ايلول بوصفها عملاً ارهابياً وحشياً ومأساة انسانية. وفي الخطوة الثانية تم تحليل الابعاد الخطرة لنتائج لذلك وأعلن منصور حكمت قائد هذه الحركة أن انهاء الارهاب هو مهمتنا نحن. ووضع العالم على بينة من مخاطر صراع قطبي الارهاب وناشده للوقوف بوجه كلا القطبين، أي ارهاب الدولة الامريكي من جهة والارهاب الاسلامي من الجهة الأخرى. ومقابل فتوى جورج بوش حين قال: (اما مع أمريكا أو مع الارهاب)، منصور حكمت قال: (كلا. هناك قطب ثالث، هناك العالم المتمدن، وقال أن البربرية ليست قدراً محتوماً ويمكن التصدي لها).

ومقابل الهجمات العنصرية على ذوي الأصول الشرقية والمتدينين بالاسلام في الغرب والدعوات الاسلامية ضد الغرب والمتدينين بالمسيحية في الشرق، فان الشيوعية العمالية وبالرغم من معاداتها الشديدة للدين، وقفت بشدة ضد هذه الهجمات ودافعت عن الحقوق السياسية والمدنية لاؤلئك الناس الذي تعرضوا للضغوط والهجمات. أعلنت أنهم ليس لهم أية صلة بهذا الصراع الارهابي وينبغي صيانة حقوقهم وكرامتهم وصيانة حقهم في ممارسة عقائدتهم.

وحين ارتفعت الدعوات للحرب في أفغانستان لاسقاط سلطة طالبان والقضاء على جماعة بن لادن، تحول العالم الى جبهتين، جبهة ترى الارهاب والغطرسة الامريكية ولكنه لايرى ارهاب وجرائم الاسلام السياسي والجبهة الثانية ترى العكس، دعا منصور حكمت لحضور القطب الثالث الى الميدان ضد كلا طرفي حرب الارهابيين. وقال نشجب وندين كلا الطرفين ولكننا لا نشجب وندين اضعافهما لبعضهما البعض. وينبغي على العالم التحرري والمتمدن حضور الميدان ضد كلا الطرفين بشعارات الحرية والعلمانية والاستفادة من صراعهما مع بعض. ومن هذا المنظار لم تشجب وتدان الهجمات الامريكية على سلطة طالبان والسعي لاسقاطها، بل تم شجب وادانة كل ممارسات أمريكا وحلفائها في قصف المدن وابادة الناس. وتحولت الشيوعية العمالية الى ممثلة للقطب الثالث وقوة فعالة ومؤثرة داخل الحركة العالمية ضد سباق اقطاب الارهاب. وحين انهارت سلطة طالبان وقفت الحركة الشيوعية العمالية ضد فرض أمريكا لتحالف الشمال على جماهير أفغانستان بديلاً لطالبان ودافعت عن الحقوق السياسية والمدنية للجماهير وقالت أن القرار بصدد السلطة السياسية في أفغانستان هو حق جماهير أفغانستان وحدها. ونظمت بهذا الخصوص تجمعاً كبيراً أمام كونفرانس (برلين) حيث أنعكس تأثيره على صعيد عالمي.

وفيما يتعلق بفلسطين وقفت الحركة الشيوعية العمالية ضد ارهاب الدولة الاسرائيلية ودافعت عن ضرورة تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة. وأعلنت أن سياسة أمريكا في دعم ومساندة الدولة الفاشية والارهابية الاسرايلية وبشكل خاص لجلاد من مثل شارون، هو المصدر الاصلي لهذه الأوضاع المعادية للانسانية الجارية في فلسطين، في نفس الوقت اعتبرت الدولة الفاشية الاسرائيلية  بوصفها المجرم الاصلي في المجازر والارهاب القائم في فلسطين. في نفس الوقت دانت وشجبت بشدة الارهاب الاسلامي الذي تنامى كرد فعل ازاء ارهاب الدولة الاسرائيلية وخلقه معضلات كبيرة أمام حل القضية الفلسطينية وقيامة بالعديد من الجرائم المعادية للانسانية ودوره في اعطاء اسرائيل الحجج للتصعيد من غطرستها وبربريتها.

واليوم حيث تقرع طبول حرب أخرى ضد العراق. فاننا وبالتزامن مع تأكيدنا على نضالنا المستمر لاسقاط النظام الفاشي البعثي، نقف بحزم ضد سياسة أمريكا الداعية للحرب وندينها بوصفها حرباً تدفع بالمجتمع العراقي نحو الدمار والقتل والابادة ونرفع اصواتنا في مناشدة العالم للوقوف بوجهها.

في نفس الوقت وفي خظم أي تغيير يطرأ يناضل الحزي الشيوعي العمالي العراقي بوصفه البديل التحرري والانساني في سبيل دفع الأوضاع والتغيرات بصالح الجماهير. وتمثل الجمهورية الاشتراكية بديل الحزب الشيوعي العمالي مقابل النظام البعثي وسلطته البرجوازية، واذا ما كانت الظروف غير مهيأة لتأسيس الجمهورية الاشتراكية فاننا نناضل ونؤكد بحزم على أن النظام القادم ينبغي أن يكون نظاماً متمدناً غير قومي وغير ديني يصون الحقوق السياسية والمدنية للجماهير. نظام يلتزم ب: فسح المجال أمام الجماهير للتدخل في السلطة وشؤون الحكم وادارة المجتمع، اطلاق الحريات السياسية، فصل الدين عن الدولة، المساواة التامة بين المرأة والرجل، تشريع قانون عمل متقدم…والخ، كذلك انهاء الظلم القومي المفروض على جماهير كردستان على أساس قرار جماهير كردستان في استفتاء عام بين البقاء ضمن اطار العراق أو الانفصال وتأسيس دولة مستقلة. وهذه هي المحاور العامة لبرنامج العمل السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي في قلب أي تحول يطرأ ويؤكد عليها بحزم واصرار ويناضل من أجل تحقيقها وينظم نضال جماهير العمال والكادحين من أجل فرضها. في نفس الوقت هذه هي اسس موقفنا وتعاملنا مع أي تغيير في السلطة السياسية. ان الحزب الشيوعي العمالي وبالتزامن مع وقوفه بوجه سياسات أمريكا الداعية للحرب وتصعيد النضال من أجل اسقاط النظام الفاشي البعثي على الصعيدن الداخلي والخارجي، يسعى لحشد أكبر ما يمكن من القوى وكسب أكبر قدر من التضامن لفرض وتحقيق هذه المطالب.



#ريبوار_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلاميون يعلنون رسالة عبودية المرأة وأغتصابها


المزيد.....




- خامنئي يقلد مسؤول الضربات الصاروخية على إسرائيل وسامًا عسكري ...
- ضربة إسرائيلية قرب معابد بعلبك في لبنان تثير مخاوف على سلامة ...
- حزب ألماني يطالب بوضع حد أقصى لطلبات اللجوء في البلاد
- -لن يخطر على بالك!-.. -فوربس- تكشف عن رئيس دولة يتقاضى أعلى ...
- الرئيس الإسرائيلي يقترح إنشاء نظير لحلف -الناتو- في الشرق ال ...
- -لإحراج ترامب-.. صحيفة أمريكية تتحدث عن خطة جديدة لبايدن حول ...
- -اعتدال- السعودي و-تلغرام- يزيلان 129 مليون محتوى متطرف
- السعودية.. نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ يكشف عن أبرد وأحر م ...
- أصول الزعيم الراحل معمر القذافي.. سويسرا تفرض غرامة مالية عل ...
- وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره الإماراتي تطورات الأوضاع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ريبوار احمد - العالم بعد عام من الحادي عشر من أيلول