أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ريبوار احمد - الاسلاميون يعلنون رسالة عبودية المرأة وأغتصابها















المزيد.....


الاسلاميون يعلنون رسالة عبودية المرأة وأغتصابها


ريبوار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 8 - 2001 / 12 / 16 - 19:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الاسلاميون يعلنون رسالة عبودية المرأة وأغتصابها

ريبوار احمد
ترجمة : جلال خليل

تحتل مسألة المرأة في كردستان، كمسألة أجتماعية وسياسية مهمة، صدارة المشاكل والمسائل الرئيسية الى جانب المسائل الأخرى الموجودة في هذا المجتمع. لذا فأن الحركات البرجوازية وبعد عشرات السنين من سكوتها عن عبودية المرأة، وسلب حقوقها وحرياتها وبعد أن مُورست خلال حقبة طويلة من التأريخ بحق المرأة أبشع أنواع الأعمال تخلفاً ووحشيةً وتعرضها للتعذيب والقتل والأهانة المستمرة وحرمانها من الحريات وتحويلها الى عبد خادم بموجب الأفكار الأسلامية القديمة المتفسخة والتعامل بها كسلعة تباع وتشترى تحت أسم ( النقدية : وتعني ذلك المبلغ الذي يقدمه الرجل لعائلة الفتاة مقابل تربية ورعاية العائلة لها ) أو ( المهر ) وأغتصابها رغماً عن أرادتها. أزاء كل ذلك لم تكن للأحزاب والتيارات البرجوازية سوى السعي لتشديد هذا الطوق العبودي وتطوير هذه التقاليد الوحشية، ولم يكونوا مستعدين حتى للأعتراف بكون مسألة المرأة هي أحدى المعضلات الرسمية في المجتمع.
أما اليوم نرى كافة الأحزاب والتيارات البرجوازية المختلفة قد أُجبرت على الأعتراف بهذه المعضلة كمعضلة أساسية وحتى أنهم بدأوا يطرحون من وجهة نظرهم الرجعية والرجولية طُرقاً لحلها وتسخير جزء من أعلامهم لهذا الغرض.
أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو التالي : ما هي الجهود التي بُذلت وكيف تحولت مسألة المرأة الى تلك المسألة المهمة التي يجري الحديث عنها من قبل كل الحشرات الرجعية والمعادية للمرأة بدا من الأحزاب القومية الكردية المدافعة عن التسلط الرجولي ومرورا بأولئك " الشيوعيين " الذين أتخذوا الطريقة الأسلامية وتحولوا الى مُريدين يُهنئون الجماهير ب ( عيد ) المولد النبوي والرسل ووصولا الي ذوي العمامات والذقون الطويلة في هذا البلد، بدوا يذرفون دموع التماسيح للنساء وحتى وصل الأمر بهم الى الحديث عن القناعة بمساواة المرأة مع الرجل. ولكن من زاوية السنن والأفكار الأسلامية المعادية للمرأة.
الجواب واضح لكل متابع لصراعات وتقابل الحركات الأجتماعية خلال السنوات الخمس المنصرمة، يدرك حقيقة كون الشيوعية العمالية هي التي جعلت من مسألة المرأة مسألة مهمة في المجتمع. تلك الحركة التي طرحت في خضم أحداث آذار / 1991 مسألة تحرر المرأة على صعيد أجتماعي وحولتها الى أحدى أهم المطالبات والشعارات الرئيسية للحركة المجالسية في آذار /1991 ونضال الجماهير العمالية والكادحة. ومن ثم تصاعد حملة حركة الكوردايتي والحركة الأسلامية لأغتيال النساء وتنامي السنن المتعفنة للتسلط الرجولي داخل المجتمع لقتل النساء، كانت الشيوعية العمالية الحركة الوحيدة التي تموضعت ضد هذا التوحش وحاربته فتمكنت بالنتيجة وبجهودها المتواصلة تحويل أستياء المرأة ضد الأضطهاد والتسلط الى حركة واقعية فاعلة في المجتمع وتشكيل منظمتها في المسار نفسه. أن نضال الحركة النسوية الداعية للمساواة بقيادة الشيوعية العمالية ضد الظلم والطغيان وللتصدي للرجعية الأسلامية والقومية قد تطور بأستمرار خلال السنوات القليلة الماضية وأزداد التفاف الجماهير حوله ووضع تأثيره وثقله على المجتمع وباقي الحركات الأجتماعية وعليه فقد مارس الضغط على التيارات الأسلامية والقومية وأجبرها على الحديث والتحرك ضد هذا الضغط والحؤول دون تقدم هذه الحركة. ومن هنا نرى اليوم قتلة النساء تلك الحشرات التي تروج لأبشع المواقف والممارسات المعادية للمرأة والذين كانوا في زمن ما يتهمون نضال الشيوعية العمالية ضد أغتيال النساء ويعتبرونه دفاعاً عن الفساد والفحشاء، أصبحوا اليوم وتحت تأثير هذا الضغط يتحدثون عبر وسائل أعلامهم وندواتهم عن أدانة أغتيال النساء من منظورهم الرجعي ويتحدثون عن تحرر المرأة ! وبعبارة واحدة فأن الشيوعية العمالية هي التي أستطاعت أبراز مسألة المرأة في كردستان وتحت وطأة تأثير هذه الحركة أضطرت كافة الأطراف الأخرى، ناهيك عما يقولونه بصدد مسألة المرأة، الى المثول والأعتراف بهذه المسألة.
من بين التيارات والأحزاب البرجوازية التي تحدثت عن مسألة المرأة، التيارات الأسلامية التي طرقت مرة أخرى سمع المجتمع بأكثر العقائد والأفكار تفسخاً ورجعيةً. نحاول هنا تسليط الضوء على قسم من الجوانب الرئيسية لمواقف الأسلاميين المناهضة للمرأة.

نقص عقل المرأة أم تفسخ الفكر الأسلامي
الضجيج الأكبر للأسلاميين أستهدف الرد على ذلك التصور والنداء الذي أطلقه الحزب الشيوعي العمالي العراقي وحركة المرأة الداعية للمساواة حول المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة والذي أثر بالدرجة الأولى على الأسلاميين. وقد سخروا لهذا الغرض وفي هذه الفترة بالذات، منابر المساجد والندوات ووسائل أعلامهم للرد على دعوة الشيوعيين وأنصبت محاولاتهم على الأمل بأقناع الجماهير والنساء أنفسهن بأستحالة المساواة بين الرجل والمرأة لأن جذورها ترجع الى ذات وطبيعة الجنسين. وتحدثوا في هذا الموضوع بالتحديد عبر عدة محاور رئيسية مثل : سبب حرمان المرأة من حق الطلاق، وجوب رعاية المرأة من قبل الرجل، تعدد الزوجات والأسباب التي جعلت الأسلام يُعتبر أمرأتين مقابل رجل واحد. بهذا الصدد ومن أجل الدفاع عن تصوراتهم بطرق مختلفة كانت تأكيداتهم تنصب بالدرجة الأولى على " نقص العقل " لدى المرأة.
بدءاً لابد من القول بأن السموم التي أفرزها الأسلاميون كانت تؤكد بوضوح قول الشيوعيين حول تفسخ ورجعية الأسلاميين. أن الأسلاميين ومتى ما أعانتهم عقولهم وتحت ضغط الشيوعية كانوا مرغمين الكشف عن آراءهم المتفسخة المعادية للمرأة ولأول مرة في تأريخ الأسلام تحت ستار مساواة الرجل والمرأة. وعندما كانوا يفقدون عقولهم ويرتبكون في تقييم المرحلة، كانوا يعلنون صراحة ِاستحالة المساواة بين الرجل والمرأة في الفكر الأسلامي. لأن العقل الأسلامي هو كذا، يقسم الحق والحقوق حسب طول الأنسان ووزنه وحجم عظامه، لذا فأن المرأة بأعتبارها أقصر من الرجل وأقل منه وزناً وعظامها أرفع منه يجب أن تكون حقوقها كذلك أقل من الرجل !!!. تحدث الأسلامييون صراحة عن أستحالة منح المرأة حق الطلاق، لأنها كائن عاطفي محبوب ومقدس لدى الله والأسلام، بيد أن هذا الجنس العاطفي والمحترم أي المرأة تثورُ ولا تتمالك نفسها عند الغضب ولا تدقق في قراراتها، وخلاصة القول حسب أدعاء القرآن فأنها ضعيفة و " ناقصة العقل " فأذا ما مُنحت حق الطلاق سوف تدوس كالمجنون في ليلة وضحاها على كل القيم والمعايير السائدة في هذا الجتمع وتَقلبه رأساً على عقب. قالوا أن عقل أمرأتين يعادل عقل رجل واحد وتعتبر شهادة أمرأتين بمثابة شهادة رجل واحد لأنهن ضعاف الذاكرة وقليلو التركيز، عاطفيات لا يمكنهن البوح بالحقيقة، ذو عقول ضعيفة ولا يمكنهن سردَ واقعةِ ما كما هي، لذا ربما يشهدنَ شهادة خاطئة بعيدة عن الحقيقة وغير واقعية وبجملة واحدة وكما جاء في القرآن فأن المرأة ضعيفة وناقصة العقل وعقل أمرأتين يعادل عقل رجل واحد !. في الوقت الذي ينكرُ هؤلاء الأسلاميون ذوي العقول الناقصة كون الأسلام يعتبر المرأة ناقصة العقل وهم قد عرفوا المرأة بالأنسان المجنون، يتجاهلون في الوقت ذاته بأن عصر الجاهلية وخلفاء الراشدين قد ولى وها هي المرأة أمام أعينهم أكثر منهم عِلماً وأدراكاً وليس بالقليل من تدير منهن دفة الحكم في بعض البلدان ومنهن من يعلمن آلاف الرجال من أمثالهم في الجامعات والمدارس وفي المجالات المختلفة من العلم والحياة الأجتماعية.
يقول الأسلاميون : لكون المرأة ناقصة العقل ليس بأمكانها ولا تعقل أن تدبر شؤونها وأن تنظم أمور حياتها لذا، فقد جاء في القرآن الكريم أن على الرجال أشراف ومراقبة النساء وتولي أمورهن ورعايتهن كقطيع من الحيوان وعدم السماح لهن بالخروج وحدهن ! واذا ما خالفن الأوامر فيجب بدءاً نصحهن ثم تركهن في المضاجع وعدم مقاربتهن جنسياً فأذا لم يعدن الى الصواب فجلدهن بعطف ورقة، لكن وحسب قول السيد ممثل الحركة الأسلامية يجب أن يكون الجلد بعناية وعطف لا يسبب لهن أذى جسمياً ككسر اليد أو الرجل أو تلطيخ أوجههن بالدم !!! أنه ليس كلام وحوش العصر الحجري الموجودة في المتاحف، أنه كلام أنسان القرن العشرين ! أيا للخزي عندما ترى في هذا العصر من تطور العلوم والتقدم أن يُهان نصف البشر هكذا وأن يسمح هذا المجتمع المتفسخ لهؤلاء اِطلاق هذه العبارات الدنيئة الوحشية مباشرة نحو البشر. حقاً لم تجرؤ لحد الآن لا المؤسسات الأجرامية للنظام البعثي ولا الأرهابيون والجواسيس في مؤسسات " الباراستن " و " زانياري " ( باراستن - المؤسسة الأمنية القمعية للبارتي و زانياري هي نفس المؤسسة في الأتحاد ) كجلادي الأسلام والقرآن التحدث عبر الندوات الجماهيرية وعلى شاشات التلفزيون بهذه الوقاحة عن التعذيب والجلد !. أذا كان هذا بيان الموضوع وصيغته الأعلامية فأن جانبه العملي هو كل ما اِرتكبه السائرون على طريق الأسلام وكلام الله وأقوال النبي من قتل وذبح وؤدٍ وكسر للأيدي والأرجل بحق النساء.
ثم قالوا بصدد تنظيم العلاقة الجنسية بين المرأة والرجل يجب أتباع الطرق الحيوانية وكما هو سائد في قطيع من الأغنام والماعز نرى أن للرجل حق الأقتران بأثنين أو ثلاث أو أربع نساء في آن واحد ! حقاً أنها ليست أهانة النساء فقط بل أهانة البشرية جمعاء. أنه تعامل حيواني يوضع تحت أختيار الرجل ولا يمكن تبريره. لذا فليس على النساء وحدهن رفض المسألة فحسب بل الرجال ذوي الثقافة والقيم الأنسانية لهذا العصر لا يمكنهم أسقاط مشاعرهم وتصرفاتهم الى مستوى مشاعر وتصرفات محمد الأسلام الذي كان يجمع بين (12 -13 ) زوجة وأعداداً من الجواري لكبح جماح رغباته الجنسية ولا يمكنهم الأبتعاد عن الشعور والتصرف الأنساني الى حد التعرض في سن الشيخوخة الى صبية في عمر تسع سنوات كعائشة وأغتصابها !!... وعندما يواجهون النقد الشيوعي الحاد في هذا المجال ويتعرضون لضغط يريدون تبرير هذا الأرتجاع ويقولون لولا هذه السنن لبقيت النساء اللواتي يُقتل أزواجهن في الحرب دون أزواج !! لأن المرأة في نظرهم ليست بالأنسان فلا يشملها الحرب والأقتتال حسب أعتقادهم ! ولا نعلم ما هي حلولهم لأولئك الرجال الذين أغتالوا زوجاتهم أو للمذابح التي تتعرض لها آلاف النساء حسب السنن والعقلية الوحشية الأسلامية ؟!... الغريب في الأمر هو أن هؤلاء السادة قد أستندوا في قوانينهم على ذلك التحليل الذي يقضي بأبقاء القتل والدمار على أعناق المجتمع البشري الى ما لانهاية، ولكي تبقى لقوانينهم أرضية البقاء يجب أن تستمر أصواتهم المشؤومة تمللأ المجتمع والدعاء من أجل بقاء وأستمرار الحروب. عدا أولئك السادة من ورثة الجهالة القريشية يصعب اليوم ظهور تيار أو تقليد يستند في سن قانونه الأساسي للمجتمع وتنظيم الحياة الأنسانية على أساس ظروف الحرب ومع أخذ أزلية الحرب بنظر الأعتبار. يقولون في معرض ردهم على نقد الشيوعيين لهذه المهزلة، أن تعدد الزوجات في الأسلام ليس أجبارياً !! ياله من مبرر هزيل وفارغ ! هل أن الأسلام عندما يمنح الرجل حق تعدد الزوجات وعندما يجعل من المرأة عبداً للرجل، علاوة علي نموذج رمز الأسلام محمد الذي تزوج ب (13 ) امرأة ناهيك عن الجواري، فهل يبقي من مخرج للأسلاميين كي ينكروا تحت وطأة الضغط بأنهم لا يروجون ولا يدافعون عن تعدد الزوجات ؟.
أن الأسلاميين حين تعرضهم للضغط أثر نقد الشيوعية، يلجأون الى تشويه محتوى هذا النقد ويبدأون بتحريك أحاسيس الجماهير ضد الشيوعية على أساس أنها تطالب بتعدد الأزواج !! ألا أن هذه الأدعاءات الفارغة أخزى من أن تتمكن تشويه النقد الشيوعي وأهدافه في المساواة، لأن الواضح من منظارنا هو أن تعدد الأزواج كتعدد الزوجات مسألة رجعية متناقضة مع الشعور الأنساني وأن نقدنا وتحليلنا لتعدد الزوجات هو نفسه لتعدد الأزواج.


الزواج الأسلامي : نمط من أنماط البغاء والأغتصاب الجنسي
أن المرأة في نظر الأسلام وسيلة لممارسة الجنس والأنجاب، لذا كلما تحدثنا نحن الشيوعييون عن حرية المرأة ومساواتها مع الرجل تعلو صيحاتهم قائلين : أن هؤلاء يريدون خلق الفساد وفناء الأخلاقيات الأنسانية. أن المحافظة على الأخلاقيات الأنسانية ومنع الفساد بنظرهم يعني عبودية وأسارة المرأة ! الأخلاقيات الأنسانية لديهم ليست سوى تلك القوانين والمعايير الأسلامية التي لا تحتوي غير الأغتصاب والبغاء ومس الشعور والكرامة الأنسانية. أن صيحاتهم الفارغة ونظرتهم للمرأة تظهر بأن الحديث عن حرية الرجال مهما كَثُر ناهيك عن الموقف حياله، لا يعني لديهم خلق الفساد وفناء الأخلاقيات الأنسانية غير أن المرأة والتي تُعاملُ كوسيلة للجنس اذا ما تحررت فذلك يعني خلق الفساد !
عندما نتحدث علي السواء عن زوال أغتصاب النساء وخرق حرية الأنسان في العلاقة الجنسية، يلوموننا بأننا ندعو الى الفوضى الجنسية وتحطيم المعايير الأنسانية ويصابون بالهستيريا الى حد الأفلاس والسقوط من الناحية الفكرية والسياسية والثقافية. عندما يلجأون الى أفتعال الروايات الأخلاقية الفارغة عن الشيوعيين، يتوهمون بقدرتهم وفق هذا الأسلوب الهزيل على تخديش الأفق والأهداف التحررية والمساواتية للشيوعية والتهرب من تحت وطأة النقد الشيوعي، الا أن هذه المحاولات لا تعني سوى أفلاسهم السياسي.
اذا أردنا الحديث عن الفوضى الواقعية، عن الفوضى الجنسية، عن المس بالمعايير الأنسانية، يجب قبل كل شيء أتخاذ الأفق الأسلامي كأفضل نموذج لهذا الموضوع. أن الطريقة الأسلامية للزواج ليست سوى طريقة رسمية للتعرض والأغتصاب الجنسي والبغاء لذا لا يمكن القبول بها كطريقة لقيام العلاقة الأنسانية بين المرأة والرجل، هذه الطريقة تتنافى كلياً مع الذات و الطبيعة الأنسانية.
أذا كان الأغتصاب يعني ممارسة الجنس مع المرأة رغماً عنها ورغم ميلها وأرادتها فأن العلاقة الجنسية بين المرأة والرجل في المجتمع الأسلامي والقوانين الأسلامية يتخذ غالباً هذا الطابع وتُغتصب آلاف النساء يومياً وفق الطريقة والقانون الأسلامي، فهناك الآلاف من الفتيات اللواتي يتم تزويجهن رغماً عنهن من قبل أولياء أمورهن ومنهن من يتم عقد قرانها وهي في المهد. وعندما يروم الرجل ممارسة الجنس مع المرأة لا يستأذنها في ذلك بل يأخذ الموافقة من اِمامٍ كان قد نال حق الدلالية مسبقاً. وشرعية حق الرجل في الممارسة الجنسية لا تستند على رغبة المرأة وميلها الجنسي بل تستند على (عقد الزواج ) الذي أصدره الامام أو القاضي فعندما يكون هذا العقد في حوزة الرجل فهو مجاز في الممارسة الجنسية مع زوجته. هناك في المجتمع الأسلامي آلاف النساء اللواتي يفتقدن الى أية رغبة جنسية مع أزواجهن ألا أنهن مرغمات بالبقاء معهم والسماح لهم بممارسة الجنس. وكمثال فهناك الكثير من النساء المرغمات على البقاء مع أزواجهن تحت ضغط السنن والتقاليد الرجعية وخوفاً من أن يصبحن أرامل وتيعرضن للأحتقار، وكُثرةٌ من النساء خوفاً من تهديد الآباء والأخوان والعائلة أو خوفاً من فقدانها لأطفالها أو لأنهن يتبعن الرجال أقتصادياً يصبحن مرغمات تحت ضغط الظروف الأقتصادية بالبقاء مع رجل لا يَمِلنَ اليه جنسياً. لذا فعموماً لا فرق بين هؤلاء وبين تلك التي تبيع جسدها يومياً كي تؤمن حياتها وحياة أطفالها. هذه الأسباب كلها تُمكِن الرجال من ممارسة الجنس مع أمرأة لا تميل لهم جنسياً وذلك هو أفضح أنواع الأغتصاب الذي يُمنحُ في القانون الأسلامي الطابع الرسمي. والأوضح من ذلك هو حرمان المرأة من حق الطلاق ويعني ذلك أن المرأة لا يمكنها الخروج من دائرة العلاقات الجنسية متى ما أرادت ذلك الا أن الرجل يمكنهُ بموجب ( العقد ) الذي في حوزته ورغماً عن أرادة المرأة وميلها الجنسي ممارسة الجنس معها الى أن تلجأ المرأة الى الأعاقات والمبررات والأصرار وتجبر بالنتيجة الأمام والقاضي بفسخ ( العقد ) والعلم عند اِلاه المسلمين عن المدة التي تستغرقها هذه العملية. ما دامت هذه الممارسة لا تستند الى ميل المرأة ولا يمكنها الخروج مباشرة وحسب ميلها من دائرة هذه العلاقة فلا يعني ذلك سوى التعرض الجنسي والأغتصاب. هذا هو قانون الأسلام بدءاً يجبرُ النساء على الدخول في علاقة جنسية ومن ثم أبقاءهن في نطاق هذه العلاقة رغماً عنهن. أذاً فهن لسن أحراراً لا في الزواج ولا في الطلاق ولسن من أصحاب القرار وهذا هو الأغتصاب بعينه.
أما المهر والنقدية وهما الشرطان الأساسيان في الزواج الأسلامي لا يعنيان شيئاً سوى قيمة جسد المرأة يعطيها الرجل لزوجته بموجب الأتفاق الدائمي المبرم بينهما وكما هي العادة في محلات البغاء الرسمية نرى المرأة وقد أصبحت وسيلة لأشباع الغرائز الجنسية للرجل يشتريها لفترة معينة، وفي الدين الأسلامي كذلك يمكن للرجل شراء جسد المرأة وما المهر والنقدية سوى قيمة هذه الصفقة، وكما يوجد الدلالون في محلات البغاء لتنظيم هذا الأتفاق وقبول الطرفين به، يلعب الأمام نفس الدور في البغاء الأسلامي وينال حق الدلالية.
ولكي يُبقي الدين الأسلامي على رونق هذه السوق أي سوق تعددية الزوجات والأغتصاب والبغاء ولكي يعتاد الأفراد على هذه الطريقة المتناقضة مع شعورهم ورغبتهم الطبيعية والأنسانية يمنع كافة العلاقات الأنسانية بين المرأة والرجل والمبنية على ميلهم ورغبتهم الجنسية ويتهمها بالفساد واللاخلاقية والفوضى ويَعدها بنار جهنم والجلد والأغتيال. يدرك الأسلاميون جيداً بأن قانونهم وطريقتهم تتنافى وتتعارض مع الذات والطبيعة والشعور الأنساني وتستند على سحق الرغبات والشعور الأنساني ولا يطاوعها الأنسان بسهولة لذا يلجأون في تطبيقها الى التخويف والأرعاب والتعذيب كهتلر وموسولو و ستالين وصدام حسين وخميني وقادة الحركة القومية الكردية. يتوعدون الناس في هذه الدنيا بالجلد والأغتيال أذا ما خالفوا قوانين الله، أما في ( الآخرة ) وبدلاً من الأمن والجلادين في هيئة كركوك والأمن العامة في بغداد ومجازر الموصل فهناك الألوية الخاصة للملائكة على أهبة الأستعداد لتعذيب وحرق الناس بنار ( جهنم ) وكييهم بالقضبان الحديدية... الخ.
حتى البسطاء من الناس دون شك يدركون بأن التيار أو الجهة التي تلجأ الى التعذيب والأرعاب والأغتيال وحرق الأنسان، هي تلك التي تدرك بأن مواقفها وسياساتها وأساليبها تتعارض مع المنافع والرغبات الأنسانية لذا تستخدم التهديد والقوة والأجبار لتطبيقه، تلك الأساليب هي الأساسية والبارزة في الطريقة والدين الأسلامي حيث يغرسون هذا الخوف الكبير في قلب الأنسان منذ صغره. والواقع لو كانت طريقة الأسلام تتناسب مع الذات والطبيعة والشعور الأنساني عندها كان الأسلامييون يتخذون طريقة توضيح الأمور بدلاً من القوة والتهديد وكما هو معمول به لدينا نحن الشيوعييون نتخذ طريقة التوضيح مع الناس لتثبيت طريقتنا الأنسانية المساواتية التحررية ولا نلجأ أبداً الى تخويف الناس وتهديدهم لأقناعهم بمبادئنا. دع الأسلامييون يكفون ولو لمدة يومان عن التهديد ونار ( جهنم ) والجَلد حينئذ نرى حتى الغالبية العظمى ممن هُددوا وزُرع الخوف في قلوبهم قد رموا الحجاب والمصلاية جانباً. اليوم وعلاوة على كل هذا التخويف والأرعاب قلما نجد المرأة و الرجل المسلم ممن لم يحيدوا في الحياة اليومية عن طريقتهم لمرات ومرات. النساء السافرات أو اللواتي يَسلكنَ نفس الطريق الذي يسلكه الرجل، يستخدمن نفس الباصات التي يستخدمها الرجل، يدرسن في الجامعات مع الرجل، يستمعن الى المطربين والمطربات ولهن مئات الأساليب التي تتعارض مع الأساليب الأسلامية. أن الطريقة الأسلامية تتعارض مع الفكر والشعور والحياة الأنسانية لذا لا تستطيع فرض نفسها حتى بالقوة والجَلد والتخويف بنار ( جهنم ) وما من منطقة تقع في قبضتهم حتى يحولونها الى أيران وأفغانستان وحلبجة التي تفتقر الى أبسط السمات المدنية للمجتمع البشري وقد تحولت الى غابة.........

أيلول /1995


تمت ترجمة هذه المقالة نقلاً عن جريدة ( بو بيشه وه ) لسان حال
منظمة كردستان للحزب الشيوعي العمالي العراقي العدد 22 في 27 / 9 / 1995.



#ريبوار_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ريبوار احمد - الاسلاميون يعلنون رسالة عبودية المرأة وأغتصابها