أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار - الفراغ-- قصة قصيرة














المزيد.....

الفراغ-- قصة قصيرة


صالح جبار

الحوار المتمدن-العدد: 2053 - 2007 / 9 / 29 - 06:30
المحور: الادب والفن
    


متى تقضم تفاحة ادم ... تهبط في شرنقة الرجم .. ويمضغها الفراغ , يلوك أحلامها الغافية على عتبات التمني ... من حيث تأتي تعود , حاملة حقائب اليد .. ببدنها الممتلىء , وقوامها القصير ..
مسكونة بمظاهر الفزع , ويتمطى عند أول تصادم الى غضب لايحتمل ... تخوض في اللاشيء , بوعي مبهم , تصنع لنفسها وليمة الشك لتمارس عدوانيتها المقيتة ...

تزرع الخواء, الذي تعانيه ... وتحسب أنه الامتلاء .. يتشتت في بوصلة الانفراج عهر الخطيئة .. من يوصد باب اللاشيء ...؟؟! ويجمع حبات الاكتراث في حقيبة التمنيات ...

عطر اللاوعي , يضمخ فجر الفجيعة , حين تستحيل , خانات الخلوة , الى رماد , تذروه الرياح , على امتداد , البصر الخابي , في محجر العيون الوقحة ....

من حيث تأتي لاتعود ...والصمت نافورة السكون .. يمسك عصب التداعي , حتى لاتسيح , في ذروة الانفعال ... ويفكك طلاسم الجوع القديم
ليشي بأنواع النزق المنهار , تحت وطأة الحاجة الملحة ....

وقارورة الصبر فاضت , لتنوء بثقل الخواء .... وتنفجر كل المعالم , ضاعت التضاريس , هزل بدنها ... وتشظت ولائم عدوانها ... راحت تستجدي العتبات المترامية , علها تحضى , بموطىء قدم وتعود ...
تعرت قدماها من فرط, التجشم في المسافات ... وتسرب الوجع , بين الإضلاع , لينبئ عن نفاذ الصبر ... المتكور في صفحات الهم المتراكم عند حافات الروح ... المتهاوية تحت عصف الوله ...

من يعيد اللحظة الماضية ....؟؟؟!!
خابت كل الآمال المرجوة , ولم ينفع التدافع , نحو وليمة التصالح ... !! وبقيت حائرة كأنها تقف بين قضبان سكك الحديد ... والقطارات حين تمرق لاترحم المنتظرين ...!!!

تفز في طريق ( الصد ما رد ....) تحملها نتانة التودد للماضي السحيق ... درب القهقرى وعر , تسلكه بخذلان , تجرجرها فضاءات العدم .. . تعود الى أول المشوار ... لزوج عافها .. وتترك زوجا مل عشرتها ... خالية الوفاض , ليس سوى سلة التوسلات ... تلقيها تحت قدميه ... فقد تعبت , وكابدت مشقة التأرجح , بين مدن , خاضت مع ناسها , لقمة الحرام .....







فكرت بلحظة التصادم , كانت ساعة أتقاد .. أفقدتها التوازن , شعرت بهشاشة موقفها, رغم قسوة الكلمات
, التي تطلقها .. وبصوت شق فضاء السكون المطبق ....

تزدريه بألفاظها ... لكنها تخشى صمته ... فقد كان شامخا , دون أن تهتز عروقه .... وعيناه تلسع اضطرابها المدمن في ارتجاف الفوضى العارمة , لم يكن مثل الذين صادفتهم

أساءت اختيار الوقت المناسب , ظنت أنها بفعلتها ...تكسب الجميع , تفرق الجمع , وظلت وحيدة , وسط نجيع صلا فتها .. ساحت في فراغ موحش , لم تعد تسمع , سوى صدى نحيب رجعها .. المتلاشي في أعضائها المرتجفة تحت ركام الوهن ...

تحاول الاتصال , بمن تعرفهم ... لكنهم أوصدوا أبواب التواصل , ولم يشأ احد أن يعرف , ماذا يحصل بعد ألان ... فالريح تصفر , عند أعتاب , الجرح الذي مافتئ , يهمي دوائر من وجع ...

أختبئت في بريق زيفها ...تماطل مع نفسها المشروخة , في خيالات المسكنة ... عسى أن ترضي , من تلتقي به ... وتكشف تعرضها لعطب أصاب مسارها ... وتنتظر الفرج المأزوم , في فراغ روحها الى لابد .....



#صالح_جبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة الابداع
- ثقافة الحواسم
- قراءة في المجموعة القصصية ( صلاة الليل )
- جدلية التجريب القصصي
- اللص- قصة قصيرة
- الثقافة والسلعة البائرة
- صناعة ألازمة الثقافية
- ثقافة المقاهي ومقاهي الثقافة
- الواقع المفروض
- قصةقصيرة
- قصة قصيرة --الكاظمين الغيظ
- عمتي النخلة
- الحيواني في الانسان
- القومية العربية .. حقيقة ؟ خيال ؟ أم ...؟؟؟
- النكات والتسويق السياسي
- قصة قصيرة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار - الفراغ-- قصة قصيرة