أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح جبار - الواقع المفروض














المزيد.....

الواقع المفروض


صالح جبار

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 06:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد حرب حزيران عام 1967 اصبحت اسرائيل واقع لايمكن تجاوزه من قبل الانظمة العربية ... فلم بعد هناك من ينادي بالقاء اسرائيل في البحر .. وتلاشت لاءات الخرطوم , وظهرت خطابات سياسية عربية عقلانية جراء الهزيمة المرة والتي اثقلت هم المواطن العربي ...
كانت ردة الفعل ازاء نكسة حزيران ظاهريا قوية بعض الشيء مما ادى الى حاجة لتغيير بعض الانظمة العربية القائمة انذاك ...
لكن التغيرات لم تكن كافية , لأن الشرخ اكبر من ردود الافعال خصوصا وان الخسارة كانت مهينة , اذا ما تصورنا الخطابات العاطفية والحماسية والمثيرة للرئيس الراحل – جمال عبد الناصر—
كان الاعداد النفسي للجماهير مبني على اساس حتمية النصر وزوال اسرائيل من الوجود , لكن محصلة الحقل لم تطابق البيدر ... فحصل الذي حصل , وكانت الخسارة المدوية ... مما اثار المشاعر المتأججة ...
ولامتصاص النقمة تزايدت عمليات المنظمات الفدائية وفتحت جبهات متعددة , واعلنت حرب الاستنزاف .. لكن بلا طائل لأن النتائج الكارثية في الجانب العربي لم تكن هينة وتأثيراتها ضربت في عمق المجتمعات العربية وهزت قناعات الكثيرين ..
وفي الطرف المقابل ان ابرز ما حققته اسرائيل , لم يكن السيطرة على الضفة الغربية
والجولان وغزة وسيناء فقط , رغم اهمية هذه المكاسب ,بل استطاعت فرض وجودها في المنطقة من ( كيان ) الى ( دولة ) يحسب لها الف حساب ...
وتغيرت الخارطة السياسية ضمن المعايير الجديدة خصوصا بعد موافقة مصر على قرار الامم المتحدة (424) الذي كان اللبنة الاولى لبناء وبقاء اسرائيل من البر الى البحر , وبقيت الواقعية السياسية العربية , بين مطرقة المقاومة وسندان الاستسلام , وكثر الجدال والاتهامات والاتهامات المتبادلة , ولاجل حسم الجدل البيزنطي حدثت معارك ايلول الاسود 1970 في الاردن ..
وبرزت القطيعة بين الانظمة العريية التي استولت على مقاليد السلطة في بلدانها , بعد ان لبست لبوس الثورية المقنعة , وبين ما سمي بدول المواجهة ... وانقسم العرب الى معسكرين متناحرين , ووسط الفوضى العارمة , بقيت الفصائل الفلسطينية , والتي يغلب عليها الانتماء الفكري الماركسي , تحاول ايجاد موطأ قدم لها , لتثبت انها صاحبة القضية المركزية ...
اما في اسرائيل فرغم شهوة الانتصار وعنجهية الجيش الذي لايقهر , بقي الحلم بعيدا , ففي الحلم الصهيوني ان حدود اسرائيل من النيل الى الفرات ... والمساحة شاسعة بين الحلم والحقيقة ...
ولاجل ذلك كان لابد للطرفين من جولة اخرى تنهي الحلم الاسرائيلي , وبالمقابل ترفع معنويات الشعوب العربية المنهارة من الهزيمة والانظمة المستبدة .. فاشتعلت حرب التحريك في تشرين 1973 والتي من شروطها -

اولا - اعادة التوازن النفسي للمواطن العربي المحبط جراء سياسات الانظمة القمعية
ثانياا- سحب البساط من تحت الانظمة التي تزايد على القضية الفلسطينية
ثالثا – ايجاد انتصار محدودضد ( العدو الاسرائيلي ) يعيد بعض الذي فقد من الكرامة العربية
رابعا – ايجاد مناخ يهيأ للمصالحة مع اسرائيل , طالما هي كسبت حق البقاء والوجود في المحيط العربي
هذه شروط وعوامل الجانب العربي , في حين ركزت حسابات الجانب الاسرائيلي على ادامة الضخ على الاعتراف بحقوقها كدولة قائمة ..
مع الاخذبنظر الاعتبار ان الحلم لم يعد من الممكن تحقيقه , فالوقائع تثبت عدم امكانية ذلك ... ولابد من تغيير طريقة التفكير الاسرائيلي , والكف عن الخوض في حروب مستقبلية , خصوصا وانها حققت مبتغاها , ولاداعي للاستمرار بالمغامرات العسكرية لانها وسائل عقيمة , وبدلامنها الاتجاه لبناء دولة من طراز يتنافس جميع الجيران لكسب ودها ..
ومنذ اتفاقية كامب ديفيد ولحد الان , كانت مخططات صانع القرار الاسرائيلي تصب في هذا المنحى , رغم انها (النخبة السياسية الاسرائيلية ) لاتزال تفكر بالطرق الهجومية , ويبدو ذلك واضحا في طريقة التعامل اليومي مع الفلسطينين وحرب تموز مع حزب الله ..
الحال اثبت ان اسرائيل جزء من المنطقة , وهذا يفرض طريقة اخرى من التعامل مع الاحداث الملتهبة في الداخل والخارج ..
وعلى النخب السياسية هناك ان تفهم ان استقرار بلادهم مبني على استقرار دول المنطقة , فليس من مصلحتهم ان يستمر التوتر, والجميع يعلم ان اصابع الموساد ممتدة في كافة الدول العربية ..
وهذه الدول من الهشاشة , يجعل من السهل , اختراق الاثنيات فيها بدون كبير عناء بسبب افتقادها النظم الديمقراطية واستلاب المواطن في بلدان محيت فيها الذاكرة الجمعية لحقوق الاقليات والاكثرية بمسميات ما انزل الله بها من سلطان ..
يضاف اليها فساد الانظمة الحاكمة , ومصادرة حرية الرأي والتعبير , مما ولد شعورا بالاستياء لدى معظم الجمهور العربي ...
فكيف على اسرائيل ان تمسك العصى من الوسط ؟؟!!
هذا السؤال يحتاج الى الاجابة الدقيقة والفعلية , لتبيان مدى قدرة الدولة التي فرضت حضورها وواقعها بالقوة العسكرية .. ولكن لم تنسى التنمية البشرية لديها ...؟






#صالح_جبار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصةقصيرة
- قصة قصيرة --الكاظمين الغيظ
- عمتي النخلة
- الحيواني في الانسان
- القومية العربية .. حقيقة ؟ خيال ؟ أم ...؟؟؟
- النكات والتسويق السياسي
- قصة قصيرة


المزيد.....




- مباشر: ضربات إسرائيلية تستهدف طهران وغرب إيران
- مطرقة منتصف الليل: الضربة الأمريكية لحظة بلحظة
- لماذا اضطرت إيران إلى استخدام صاروخ خيبر ضد إسرائيل لأول مرة ...
- خبير: -إيران تُخفي النووي المخصب على الأرجح في منشآت تحت الج ...
- هل نتانياهو الفائز الأكبر من الضربة الأمريكية لإيران؟
- تضارب في تصريحات ترامب قبل الضربة لإيران وبعدها
- أبرز ردود الفعل الإيرانية بعد القصف الأميركي للمنشآت النووية ...
- أول تصريح لترامب عن إمكانية -تغيير- النظام الإيراني بعد الضر ...
- مقتل وإصابة 72 شخصاً بتفجير انتحاري بكنيسة في دمشق والداخلية ...
- مقتل 20 في تفجير انتحاري بكنيسة في دمشق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح جبار - الواقع المفروض