اخوان الصفا في بلاد الصقالبة

كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 06:46
المحور: الادب والفن
    

قال اشعر بالخجل من اشجار هذا المتنزه ..........
قلت لنخجل من انفسنا اولا وبعدها نخجل من الاشجار والبشر والحجر وطائر البط الذي يملأ المتنزه .


كل يوم في العصر ......... انا وصديقي نزاحم المسنين وموظفي المكاتب وعمال المصانع والذين يمارسون هواية المشي الذين يأتون الى هذا المتنزه للفسحة وطلب الراحة . كنا نزاحمهم دروب المتنزه .

نحن الغريبان . يسكن كل منا في شقة مستقلة وفي اول الشهر يصل لكل واحد منا راتبا عبر صندوق بريده .
الحكومة هنا تمنحنا راتبا لانها تعتقد اننا مرضى او كسالى اواننا لانصلح لشئ .
او اننا اغبياء وكفى .


ورغم ذلك كنا نتابع الاخبار اكثر من أي واحد او واحدة من رواد المتنزه .
وكانت تشغلنا كثيرا وكنا في بعض الحالات نتخاصم حولها ويمضي كل واحد منا في ممشى . فاذا هو اخذ ممشى الطائر الاخضر اختار انا ممشى النمر الباسم .

الاخرون يعملون ويتكلمون ونحن لانعمل ونتكلم

نصادف رجلا في الممشى فنبتسم له ونصطاد فرصة للحديث معه .
يقول اليوم الطقس رائع او ان طيور البط نزقة جدا او انه يشعر بالاسى لان الضفادع تُدهس بكثرة على الطريق الزراعي .
ولانعرف مانقول .
نجامله بابتسامة ونمضي ونحن نقول كم هو ساذج.
لانه يهتم بالطقس والبط والضفادع .
ونردد ابياتا للمتنبي او الشنفري او تأبط شرا .


هزني صاحبي من كتفي بقوة وقال .......
مابك .
لاشئ .......... قلت

اذن لنذهب لكي نتعشى ........ قال

قلت ............... ومانوع عشائنا

تشريب ........... قال

واي نوع من التشريب .............. قلت

قال ..........

تشريب لحم ........ تشريب دجاج ........ تشريب بقلاء بالدهن .......

قلت ........... ولماذا تشريب ......

قال ....... كل التشاريب محببة لان رسولنا احب عائشة وفضلها على كل نسائه كما فضل التشريب على بقية التصانيف من الاكل .

قلت لصاحبي ومابعد ذلك .

قال .

نأكل تشريب وننام ونشخر ونذهب الى المتنزة ونكتب رسائل للوطن ونعلق على جدران غرفنا صور الثوار ونجعل على صدر مكتبتنا ديوان الحماسة ونستلم مرتبا مجانيا كل بداية شهر وسكنا مجانيا وننتظر
حتى يقبض الله وديعته ..............

[email protected]

#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل