يابخت شنطح بشرفنطح !

فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 03:10
المحور: كتابات ساخرة
    

فاجئنا أحد القراء بخبر مثير من تلك الاخبار التي اصبحت موضة في الشهر الفضيل . يقول الخبر :اكتشاف علمي مثير يقوض مزاعم الملاحدة فقد اكتشف العلماء ان للكون بداية !!!! ويستطيع اي ملحد زنديق له دراية بعلوم الفيزياء الفلكية ان يضحك ملء شدقيه فنظرية الانفجارالعظيم big bang معروفة منذ الخمسينات من القرن العشرين ، وهو الانفجار الذي يقول العلماء انه بداية الكون المعروف منذ ثلاثة عشر مليار سنة ونتج عن طاقة بالغة التركيز يقول البعض ان قطرها لايتجاوز عدة كيلومترات ويريح البعض انفسهم بالقول انها نقطة لاتخضع لمعايير الزمان والمكان فقبل الانفجار لانستطيع القول بوجود تلك المعايير الفيزيائية ، ولم ينشأ الزمان والمكان الا عند حدوث هذا الانفجار ،بل ان بعض العلماء تمادي به الخيال وقال :حسنا ... هاهو كوننا يتمدد منذ لحظة الانفجار العظيم ونحن هنا علي الارض نستطيع ان نرصد هذا التمدد بحيث اضحي حقيقة علمية ثابتة لاتقبل النقد ،فماذا يحدث عندما يصل هذا التمدد الي منتهاه ؟ بالطبع سيبدأ الكون في الانكماش ،وسيصل هذا الانكماش بدوره الي حدوده القصوي : نقطة بالغة التركيز من الطاقة كالتي بدأ منها ، وهكذا فنحن في قبضة دورة ابدية بلا بداية ولانهاية ، وتلك نظرية تجعلنا نرفع القبعات احتراما لبوذا الذي قال بوجود الدورة الابدية التي لاتحتاج الي اله او ونش وهو تصور يختلف تماما عن تصورات الشرق الادني التي اصرت علي وجود اله هو الخالق وهو المحرك ، ولايعنينا هنا ان نستعرض آراء افلاطون الفلسفية وانما يهمنا ان نذكر آراء التوراة القطعية عن الكون لأنها هي الاراء التي مازال يتمسك بها اهل الكتاب جميعا ويصفون من يخرج عنها بالكفر والزندقة رغم ان كل الاكتشافات العلمية منذ جاليليو حتي اينشتين تدحض تلك الآراء فلماذا نخلط الحابل بالنابل ونتصور ان عقليات من القرن العشرين قبل الميلاد تتساوي بعقليات القرن العشرين بعده ، وكله في المزيكا !
يقول لنا سفر التكوين في اول فقرة من فقراته : في البدء خلق الله السموات والارض ، وكانت الارض خربة وعلي وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف علي وجه المياه
(سيقول هنا الشخص العادي : ياسلام سلم ...هذا هو القول السديد ....اما صاحب التفكير العلمي فسيقول علي الفور : ماهذا الهراء ؟ امن اجل تلك الارض المجهولة تخلق تلك البلايين من الكواكب والنجوم والمجرات ...واية ظلمة تلك التي تغطي سطح الارض الا اذا كانت الشمس والقمر لم يخلقا بعد ؟ وهنا سيقفز كاتب السفر السماوي صائحا : ان الامر كذلك فالشمس والقمر لم يخلقا الا في اليوم الثالث ،وبالطبع سيجد صاحب التفكير العلمي انه من الاجدي انهاء المناقشة قبل ان يسأل : وماهي روح الله تلك التي ترف علي وجه المياه ؟ حتي الهواء استغرق زمنا طويلا قبل ان يتشكل علي الارض )
وقفت التوراة واله التوراة كالعقبة الكؤود في وجه التقدم العلمي : حاكموا جاليليو لمجرد انه قال ان الارض تدور حول الشمس ، وهانحن امام شكل جديد من اشكال الاستعباط فكل نظرية علمية قد قال بها الانجيل والقرآن ، وكل اكتشاف علمي انما هو تأكيد لوجود الله
وقد ادخلنا الله هذا في كل شئ حتي في صنع المحشي ، عندما صعد اول انسان الي الفضاء الخارجي كان اول سؤال سألوه له : هل رأيت الله ..... وعنما هبط اول انسان علي القمرسألوه : هل رأي الملائكة وسمع القرآن ، بل وأكدوا أن آرمسترونج سمع تلاوة القرآن ولم يعرفها حتي زار الازهر
وهاهو اكتشاف جديد : للكون بداية ....اذن الله موجود ،وبارك الله شنطح بشرفنطح !

#فيليب_عطية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات