متفائل جداً

نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

متفائل جداً بعالم ترتفع حرارته حتى ذوبان ثلوج القطبين
متفائل جداً ببشرية خمسها يدس القنابل تحت البقية الأعداء
متفائل جداً بالنظرات الحمراء بين أولي الأمر عبر المحيطات
متفائل جداً بالإيدز والبطون المنفوخة على هياكل تتأرجح فوقها جماجم آيلة إلى الجفاف
متفائل جداً برجال يتربصون ببعضهم ويخافهم أطفالهم ونساؤهم كالطاعون
متفائل جداً بانتشار القوة العسكرية الأمريكية في جسد العالم كالسرطان
متفائل جداً باحتكار الحضارة الأمريكية في جامعات ومختبرات وأروقة ومخابئ العم سام
متفائل جداً بارتفاع أسعار السلع (عدا الإنسان) وتقهقر أجور العاملين عدا القتلة المحترفين
متفائل جداً بخطابات تعيد الفوهرر والدوتشي إلى الحياة بربطة عنق أو تحت عمامة أو في جلباب أو تحت عقال
متفائل جداً بالناطق الرسمي والممثل الوحيد للحقيقة والزمان والماوراء

متفائل جداً بحرب أهلية في العراق ولبنان وفلسطين
متفائل جداً باشتعال الخليج فثمة الكثير من النفط والبشر
متفائل جداً بحريق ألفه بحر قزوين وياؤه حوض المتوسط ولاسيما شرقه اللعين
متفائل جداً بسجون تتناسل كالأرانب وتتكاثر كالأكاذيب
متفائل جداً ببشر حداثتهم تعود إلى أوائل القرن الأول من البداوة
متفائل جداً بصبيان يدفعون أوطانهم إلى الهاوية وبنات يصفقن لهم دون انقطاع
متفائل جداً بشعوب وزمر وشيع لا يأتيها الباطل من حدب ولا صوب
متفائل جداً بهجرة الأدمغة وتقاطر الهون والباحثين عن الذهب والقطعان
متفائل جداً بانحسار القصيدة والقبلة وتجريم المواعدة
متفائل بكل ما يجري في عروق هذا العالم الذي ينبئ أنه على عتبة الانقراض أو في معمعة فصاد حتى آخر قطرة فساد
متفائل جداً بغيمة كبيرة تشبه ثمرة الفطر تسد حلق هذا الفضاء
متفائل جداً كأي مسؤول سياسي كبير يكذب بالفم الملآن.

#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل