تجاوز إحباطي المحيط

نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 06:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

(إلى الصديق ياسر)
يقتل الفلسطينيون الفلسطينيين،والقاتل والمقتول يعلقان الجريمة على مشجب إسرائيل،والطفل بات يعرف أن كذبة أهله مفضوحة.
ينسف ويغتصب العراقيون العراقيين،والفاعل والمفعول به،يتبجحان بأن المسؤول عن المجزرة،هم الأمريكان أو البريطانيون أو سواهم،والعجائز يدركون أن القتل والنفاق باتا السبيل الوحيد إلى السلطة.
يقف اللبنانيون في وجه اللبنانيين،ويغدو بلدهم على كف حرب أهلية جديدة،ولا يتفق الطرفان إلا على تبرئة الذات،وإدانة الغرب أو الفرس،أو سواهما من الدائرين في فلكهما،والعالم يعلن بصريح العبارة أنه لن يكون مع من لا يكون مع نفسه.
يأكل الصوماليون الصوماليين،ويفتك السلطويون بالمعارضين من الماء إلى الجحيم.
أنياب النواة تطبق على جسد الأمة، بعض النافذين،يطالبون بالمزيد.
*****
لا تحتاج فظائع وجرائم أو حتى الأخطاء الصغيرة لإسرائيل أو أمريكا أو سواهما إلى برهان، يبدو أن ما يجري في وضح النهار على أيدي الأخوة الجنجويد هو بحاجة إلى تأكيد.
*********
الطامة الكبرى عقل لا يعرف غير الإله والشيطان،مصاب بعمى الألوان.
إما معي أو ضدي،عدو أو صديق،وأنا القابض على عنق الحقيقة التي ورثتها عن أبي الذي ورثها عن أبيه.
السوريون معصومون عن الخطأ،كذلك المصريون واللبنانيون والسعوديون،إلى آخر الأمة التي تمعن في الانتحار،عبر التخريب.
*******
بينما يدفع العالم المتحضر حتى اللحظة أثماناً باهظة من عمره وسعادته ليقول كلمته،ندفع عمرنا كله،لنمنع أنفسنا من قول حرف أو لتشييد سجن جديد.
بات الخجل مفقودا في الفعل والخطاب،حيث ابن العشيرة يرمي حفيد فولتير بالعشائرية،وينسل منها كالشعرة من العجين!!.
************
يكون الديمقراطيون في البيت الأبيض،نرميهم بكلمات كالحجارة،نصلي لفوز الجمهوريين،وحين تستجاب دعوتنا،نتابع رجم القادمين،فكل من يدخل البيت البيضاوي من الضالين.
كذلك الليكود والعمل،والديغوليين والاشتراكيين.
النقص في الآخر والكمال لنا،نحن القاتلين والمقتولين والغاصبين والمغتصبين.
**********
إلى جهنم وبئس المصير كل خطة أو قرار أو سياسة،لا تنبع ثم تتطابق مع أوهامنا المعدة للاستهلاك بالحرف والحذافير.
**********
لو عادوا من المريخ،وقد فعلوها،ولو مرغنا المريض بحجارة مقدسة،ومازلنا نفعلها،سيبقون المغضوب عليهم،ونبقى الفائزين.
لهذا ومعه ما معه من التفاصيل في جوف التفاصيل،لست متشائماً وحسب،بل تجاوز إحباطي المحيط.
كما تستغرب تشاؤمي يا صديقي،أستغرب تفاؤل المتفائلين.

نور الدين بدران

#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات