تخذلني حنايا القلب

نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 05:04
المحور: الادب والفن
    

سنبلة إثر قمر
يتمزق ثوب الوطن
يفصح العري عن خربة وليدة
يزغرد البوم لاتساع الولاية.
***
أنفاق نفاق بلا توقف
شاحنات فتاوى ولا رمشة جفن
ليس للآخر رصيف
لكل نسمة اسم ولجام وقعر .
***
إصبع سحرية فوق الحواس
أقوى من الديناميت والحرية
تجذب الملايين كالذباب
تتلاشى الفروق بين عنوان وعنوان
غرفة الغاز كبئر الاقتراع وحديقة الحيوان
لم تقدم الجغرافيا الكسيحة جواباً
لم ينبس التاريخ المحنط بإشارة
كأنهما توأمان في بطن السجلات
كأنهما غارقان تحت أيام وقرون من غبار.
***
أيها الباحث الأخرق
لم يكن في البدء مفتاح
ربما بعد دهر صدئ ثم تفسخ
ربما تحكي مجاهل الجينات بعض الأثر.
***
أشكال رؤوس تحت القبعات
قطرات من قباب الظلام
عبر بلاد الظلام
إلى جذور الظلام
لن تمر الريح برفق
ستكتب الصواعق
ستقرأ الحقب أسفار الرماد.
***
بين دهشة وخيبة
عقائد في طور الانقراض
حلت كاللعنة
في أرض محروقة
توغل كوكرٍ في فراغ.
***
جيل إثر جيل
احترفوا حز الرقاب
متعهدو حرائق
مصدرو رقيق بسائر الألوان
لا مدن التشريع محصنة
ولا هياكل الشمس
أنيابهم تحرث الأجواء والبحار
إثرها دموع موشحة بالأرجوان .
***
الوالغون في حوض الأميرة
الطارئون على مورد عنوستها
بين أشلاء غد غير مأمول
غلاة الأناقة والحماقة
لن يجدوا قارباً للندم.
***
الفقير والأمير
سكة انحطاط الروح
تساير فوق مع تحت
يداه أوكتا وفم القرين نفخ.
***
الخنجر المعقوف يرسم الحركة
على إيقاع ارتداد مجسّم
صورة النزيف مرآة الداخل
والمراثي مرضعات المهازل
بشائر تنذر بشتى الأصبغة
خشبة منخورة وستارة مهلهلة
مسرح أنهكه الفجور
ضاق بتهمة الوطن.
***
رغم المنافي وقطاع الأوردة
رغم المسدسات الملهمة
رغم أعاصير القتل الظافرة حتى الأفق
رغم تواطؤ الجميع
رغم كفري بخنوعكَ ويأسي من لغتكَ
تخذلني حنايا القلب وأنوار العين
كحالم أو ناسك أو مجنون
أطلق ما شئت من الرصاص والتسميات
كأنها لي وحدي.....كأنها لي وحدي
شمعتك الواجفة أيها الوطن.

نور الدين بدران.

#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل