أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخنبوبي - حركة تيضاف.. سابقة من نوعها في تاريخ القضاء الإداري المغربي














المزيد.....

حركة تيضاف.. سابقة من نوعها في تاريخ القضاء الإداري المغربي


أحمد الخنبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 04:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يعتبر القضاء الإداري الوسيلة المتبعة من طرف الدول الديموقراطية لرفع الحيف عن المواطنين فيما قد يصدر عن الإدارة أو الدولة تجاههم من شطط في استعمال السلطة .

ويتوفر القضاء الإداري على وسيلتين رئيسيتين لرفع هذا الحيف, تتمثلان أساسا في إلغاء القرارات الإدارية المتسمة بالحيف الإداري,و ثانيا فيما يسمى بالقضاء الإداري الشامل أي مطالبة الإدارة بالتعويض لصالح المتضرر ماديا أو معنويا من جراء عمل إداري.

هكذا إذن يبدو باختصار مفهوم ودور القضاء الإداري.و تجتهد الدول في وضع الأجهزة القضائية المختصة بالبث في الدعاوي الإدارية داخلها و ذلك حسب طبيعة الدولة. وحسب مستوى النضج الديموقراطي داخلها. أما في المغرب فتعتبر المحاكم الإدارية المحدثة سنة 1993, بالإضافة إلى الغرفة الإدارية بالمجلس الأعلى للقضاء أهم الأجهزة القضائية الإدارية.

وتعد الدعوة التي رفعتها حركة تيضاف أمام الغرفة الإدارية بالمجلس الأعلى للقضاء سابقة من نوعها في تاريخ القضاء الإداري بالمغرب, سواء من حيث مضمونها أو شكلها , أما من حيث الشكل فما يميز هذه الدعوة على الخصوص:

- هذه الدعوة مقدمة من حركة تيضاف التي معناها حركة للرقابة وهذا ابتكار جديد لمفهوم الرقابة الذي كان في السابق محتكرا من طرف الدول و الحكومات, إذ أصبح الآن بمقدور المواطن العادي والمجتمع المدني ممارسة هذه الرقابة على الدولة خصوصا عن طريق القضاء الإداري وهذا ما جسدته تيضاف التي ستكون بالمرصاد في المستقبل لكل قرار إداري صدر أو سيصدر من شانه المساس بهوية وحقوق الإنسان المغربي, هذه الحقوق التي أصبح مفهومها الجديد متجاوزا حقوق الإنسان كفرد مستقل , حيث أصبح هذا المفهوم ينظر إلى نوع جديد- قديم من الحقوق و هي الحقوق الجماعية.

- هذه المذكرة مرفوعة من طرف نا يفوق 427 مواطنا مغربيا وأزيد من أربعين جمعية داخل المغرب وخارجه وهذا ما يعطي لهذه الدعوى بعدا شعبيا فلم يشهد تاريخ القضاء المغربي عامة سابقة من هذا الحجم .

- العارضون في هذه الدعوى يمثلون مواطنين مغاربة من كافة الشرائح الاجتماعية متمتعين بحقوقهم المدنية والسياسية وكونهم كذلك ذوو اسر وأطفال يستفيدون مباشرة من مرفق التعليم. إضافة إلى كون جزء كبير من العارضين هم من رجال التعليم والبحث العلمي الدين لهم التصاق يومي بهذا القطاع.ويوجد ضمن العارضين كذلك أشخاص معنويون ممثلون في الجمعيات الثقافية الامازيغية التي سطرت في قوانينها الأساسية الدفاع عن اللغة والثقافة الامازيغيتين بكل الوسائل القانونية.

- هذه الدعوى ليس لها طابع سياسي هدفها ربح الأسهم السياسية, ما يوضح هذا الطرح كون أغلبية العارضين ليس لهم انتماءات سياسية و حزبية. ثم إن الذين لهم انتماءات سياسية فهي تمثل كافة الأطياف السياسية المغربة من يمينها إلى يسارها.

أما من حيث المضمون فالمتمعن في مذكرة تيضاف يجد أن هذه الدعوى أصابت عدة نقط بضربة واحدة فهي:

- دعوى موجهة بالأساس ضد وزارة التربية الوطنية, هدفها إلغاء المقرر الدراسي للسنة التاسعة أساسي في مادة التاريخ كونه يحرض على الحقد والكراهية بين المغاربة ويمس كرامة الامازيغ. وبالتالي فهذه الدعوى جاءت موازية بالأساس لأحد أهم مطالب الحركة الامازيغية ألا وهو مراجعة السياسات التعليمية بالمغرب, المعتمدة على التعريب وعلى الفكر العروبي . إذن سيكون الحكم لصالح حركة تيضاف بمثابة تعويض رمزي واعتذار رسمي للإنسان الامازيغي.

- دعوى تهم المقرر الدراسي لمادة التاريخ, هذا التاريخ الذي ما فتئت الحركة الامازيغية تنادي بتصحيحه وإعادة كتابته على أسس تعيد الكرامة للإنسان المغربي الذي صنع التاريخ الحقيقي لهذا البلد وبالتالي فستكون هذه الدعوى بداية غرس الاتجاه الصائب لتصحيح التاريخ الرسمي.

- دعوى تمس بالأساس الدرس الرابع عشر من مقرر التاريخ للسنة التاسعة أساسي الذي يتناول الحركة الوطنية والظهير البربري, هذه الحركة التي لا يليق أن تسمى الحركة الوطنية, كونها حركة جاءت على يد العملاء والأعيان, الذين كانوا يخدمون مصالح الحماية بالمغرب ويستفيدون من امتيازات خاصة بهم لا غير. فالمغاربة عهد الحماية لم يكونوا يعرفون المسمى عبد اللطيف الصبيحي وعبد الكريم حجي وأبو بكر القادري بقدر ما يعرفون موحا اوحمو الزياني واحمد الهيبة ومحمد الخطابي وغيرهم من صانعي أمجاد هذا الوطن.

- دعوى محك حقيقي للقضاء الإداري المغربي ليبث جرأته واستقلاليته وينصف أصحاب الحق.

يتضح جليا مما سبق أهمية المذكرة التي رفعتها حركة تيضاف لإلغاء احد المقررات الدراسية لوزارة التربية الوطنية. فهذه المبادرة إذن تستحق كل التنويه لشجاعتها ولأهميتها القانونية كما أنها مبادرة تحتاج لسند شعبي إضافي. وستكون لا محالة مفتاحا لمذكرات أخرى ضد وزارة الاتصال ووزارة الثقافة, وغيرها من مؤسسات الدولة التي تمارس الإقصاء والتهميش الممنهجين بشكل يومي على الإنسان المغربي و هويته الثقافية.



#أحمد_الخنبوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في صيرورة المجموعات الموسيقية الأمازيغية العصرية
- رأي حول الانتخابات التشريعية بالمغرب
- الحركة الأمازيغية بالمغرب اليوم.. والحاجة إلى نقد ذاتي
- العلاقات المغربية- الشرق الأوسطية.. في خطاب الحركة الأمازيغي ...
- المجموعة الموسيقية الأمازيغية تودرت..نمودج الغناء الرومانسي ...
- الحكم الذاتي بسوس ..الحيثيات و الأسباب
- حوار حول المنع الدي تعرضت له جمعية أفرا مع رئيسها أحمد الخنب ...
- اللغتان العربية و الفرنسية هما اللغتان المسيطرتان أصلا على ا ...
- سجال فكري.. حول القضية الامازيغية
- لا تختزلوا القضية في ..القناة الأمازيغية
- حوار حول الانتخابات بالمغرب ..مع أحمد الخنبوبي باحث في العلو ...
- لا للممارسة الاهانة..تجاه الأمازيغية
- الأبعاد السياسية للمهرجانات الفنية بالمغرب...ونحن على أبواب ...
- حوار شامل حول الحركة الأمازيغية بالمغرب
- الحس السياسي في الأغنية الامازيغية .. إزنزارن نموذجا
- حوار حول جهة سوس المغربية.. مع أحمد الخنبوبي باحث في العلوم ...
- ورقة للنقاش مقدمة للمؤتمر الوطني الأول للحزب الديموقراطي الأ ...
- الجامعة المغربية.. في حاجة إلى ميثاق شرف لنبذ العنف
- تحزيب الامازيغية.. وتاثيره على القضية
- تحزيب القضية الأمازيغية بالمغرب..وآثاره


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخنبوبي - حركة تيضاف.. سابقة من نوعها في تاريخ القضاء الإداري المغربي