أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخنبوبي - الأبعاد السياسية للمهرجانات الفنية بالمغرب...ونحن على أبواب الانتخابات














المزيد.....

الأبعاد السياسية للمهرجانات الفنية بالمغرب...ونحن على أبواب الانتخابات


أحمد الخنبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 11:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ظهرت في الآونة الأخيرة في المغرب وبشكل مثير انتشار ما يسمى بالمهرجانات الفنية والموسيقية بمجموعة من المدن الكبرى والصغرى بل وحتى في القرى والمداشر، كما أننا أصبحنا نرى أن بعض المدن تحتضن أكثر من مهرجان على مدار السنة وترتكز هذه المهرجانات بالخصوص على الموسيقى والرقص، وبجزء ضئيل على المسرح والسينما.

لا يختلف اثنان في كون تقدم أي حضارة وأي شعب يتجلى من خلال اهتمام هذا الشعب بالفنون الجميلة وتعاطيه لها وكذا من خلال ميوله الفني والثقافي. إن انتقاد ظاهرة المهرجانات بصيغتها الحالية المكرسة للبهرجة الفارغة التي تنتهي بانتهاء المهرجان نفسه لا يجب أن يفهم أنه ضرب للحركة الفنية الجادة بالمغرب التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل إيصال رسالتها الفنية بصدق وأمانة كما لا يجب أن يفهم أنه تحجر و رجعية.

إن المتمعن في مسار هذه المهرجانات الفنية التي أضحت تنمو كالفطر الأسود وتلقى دعما منقطع النظير من الدولة في الوقت الذي يموت فيه أطفال الأطلس جوعا وعطشا، وكذا من مؤسسات الدولة من أجهزة وزارية ومجالس منتخبة، إضافة إلى بعض المؤسسات الهجينة كوكالات تنمية المناطق، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وغيرها من المؤسسات المفتقدة لمبادئ الديمقراطية والحداثة التي وضعت لتكون مؤسسات للوسطاء غير الشرعيين والسماسرة والمضاربين. كما أن بعض هذه المهرجانات يحظى بدعم بعض المقاولات التجارية والمؤسسات المالية الخاصة المبنية على الإثراء غير المشروع والاحتكار.
يطرح السؤال الملح نفسه بشدة الذي هو هل أصبحت هذه المهرجانات مجرد آلية مخزنية حقيرة لتبليد الشعب المغربي، وإشغال الشباب والمراهقين عن مشاكلهم الحقيقية والمتمثلة في الشغل وفي العيش الكريم، لاسيما ونحن نسمع كل يوم عن مئات الشباب المغربي تبتلعهم الحيتان في أعماق البحار والعدد نفسه يذهبون ضحية المخدرات والأقراص المهلوسة هروبا من جحيم العيش، فهذه المهرجانات على ما يبدو باتت تذكر بما كان يحدث إبان فترة حكم الحسن الثاني من احتفالات الأعياد الوطنية التي تبذر أموال المواطنين وتسلبها بالقوة من طبقات الشعب البئيسة والفقيرة.

إن ما يسمى بالمهرجانات الفنية، تعتبر تقاطعا لأهداف الدولة المتمثلة في الهاء الشعب وإبعاده عن التفكير في سبل ارتقائه، وتنظيم نفسه بنفسه، ليستمر الحال السياسي على ما هو عليه من وضعية متردية، وكذا أهداف زمرة من المنتفعين ماليا من مثل هذه التظاهرات، والذين لا يربطهم بالثقافة و الفن إلا التطفل والانتهازية لكن الخطير في القضية هو الاستغلال السياسي لهذه المهرجانات من طرف بعض أشباه السياسيين أو بالأحرى بعض الأقزام السياسيين الذين يتوخون من خلالها إثبات الذات أو نسج علاقات مصلحية محدودة, كما أن سياسيو الانتخابات باتوا يجدون في هذه المهرجانات الفرصة المواتية للقيام بحملات انتخابوية سابقة لأوانها، وكسب أصوات بعض الناخبين من الفئات الجاهلة. وهذا الاستغلال السياسي الفاضح يمكن ملامسته بالواضح من خلال المشرفين على هذه المهرجانات ومدرائها حيث لا يعدو أحدهم إلا وتلتصق به صفة رئيس جماعة أو بلدية أو جهة أو صفة مستشار أو برلماني, وبالتالي فما يمكن استخلاصه هو أن هذه التظاهرات الفنية بالمغرب تدخل- ومما لا يدع مجالا للشك-، في اللعبة الفاسدة داخل الدولة المغربية حيث يختلط السياسي بالاقتصادي بالثقافي، بل و بالديني أيضا.
أما الفن والفنان في هذه الدوامة فلا قيمة لديه ولمكانته داخل المجتمع، فهو ليس سوى الأداة المستغلة، أو الوسيلة الموصلة إلى أهداف سياسية غير بريئة، وغير سليمة، لتبقى الهيئات الرسمية و الوصية عليه من وزارات ومكاتب حقوق المؤلفين وغيرهم شغلهم الشاغل هو تنظيم الحفلات بالفنادق الراقية لا أقل ولا أكثر بتمويل من دافعي الضرائب من بؤساء الوطن بطبيعة الحال.

في حقيقة الأمر إن الشعب المغربي في أمس الحاجة إلى تأطير ثقافي وفني وتربوي وإلى مهرجانات وتظاهرات جادة ونظيفة تحترم وعيه ومصالحه وأولياته، لا مهرجانات تستبلده وتجعله قطيعا من السداج. إننا نجد أنفسنا أمام تناقض صارخ حينما تخصص ملايير الدراهم لتمويل مهرجانات في حين يسكن مواطنينا في المراحيض وفي الإسطبلات وتفتقد مدننا إلى أبسط البنيات التحتية.

إن سياسة المهرجانات في الدول الديمقراطية تكون وفق معادلة الربح والخسارة فالمهرجانات العالمية للموسيقى والسينما والمسرح تذر على الدولة أضعاف ميزانياتها الأصلية كما تكون تربة خصبة لجلب السياح, وهنا لا يجب أن تربط قيمة المهرجان بحجم الميزانية، بل بنوعيته أيضا ومضمونه وأهدافه. لكن في المغرب تنقلب المهرجانات إلى آليات منظمة لاستنزاف الموارد ووسيلة لنشر الميوعة الثقافية والمسخ الفني أو طريقة لاستقطاب السياح وبطبيعة الحال سياح الشذوذ والأمراض الجنسية.

وحتى لا نكون عدميين فقد أتت بعض المهرجانات الفنية بالمغرب بقيم مضافة في التنظيم والبرمجة والتواصل مع الجمهور، لكن هذه القيم تبقى ضعيفة ما لم تدمج في مناخ شامل بتصورات جديدة للمسار الثقافي والفني بالمغرب.



#أحمد_الخنبوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار شامل حول الحركة الأمازيغية بالمغرب
- الحس السياسي في الأغنية الامازيغية .. إزنزارن نموذجا
- حوار حول جهة سوس المغربية.. مع أحمد الخنبوبي باحث في العلوم ...
- ورقة للنقاش مقدمة للمؤتمر الوطني الأول للحزب الديموقراطي الأ ...
- الجامعة المغربية.. في حاجة إلى ميثاق شرف لنبذ العنف
- تحزيب الامازيغية.. وتاثيره على القضية
- تحزيب القضية الأمازيغية بالمغرب..وآثاره
- المغرب دولة دينية في القانون.. وعلمانية في الواقع
- الحركة الامازيغية بالمغرب ...واشكالية ازدواجية النخبة
- الحركة الأمازيغية... والانتخابات بالمغرب
- محاولة اغتيال الدغرني ... وظاهرة العنف السياسي للدولة
- الانتخابات التشريعية ل2007...واجترار السيناريو السياسي بالمغ ...
- خارطة طريق مغربية ..لبناء دولة عصرية و ديموقراطية
- الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي.. إضافة نوعية للحركة الأم ...
- حركتي تيضاف بالمغرب وكفاية بمصر ابتكارين شعبيين لتفعيلᥳ ...
- الحريات العامة بالمغرب ... على ضوء منع ندوة الامازيغية و الت ...
- وجهة نظر الحركة الامازيغية حول الأحداث الإرهابية الأليمة بال ...


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخنبوبي - الأبعاد السياسية للمهرجانات الفنية بالمغرب...ونحن على أبواب الانتخابات