أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الخنبوبي - وجهة نظر الحركة الامازيغية حول الأحداث الإرهابية الأليمة بالدار البيضاء














المزيد.....

وجهة نظر الحركة الامازيغية حول الأحداث الإرهابية الأليمة بالدار البيضاء


أحمد الخنبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 06:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما فتئت الحركة الأمازيغية الحديثة بالمغرب تنادي و منذ نشأتها بنبذ العنف كيفما كان و إدانته, و تتبنى الطرح السلمي و النضال الديمقراطي في مطالبها الحقوقية و السياسية المشروعة .و هذا ليس بغريب على حركة مطالبة بضرورة الحفاظ على التراث الثقافي و الحضاري الامازيغي الضارب في جذور التاريخ و المتفاعل مع كافة ثقافات و شعوب العالم .

بعد وقوع التفجيرات الإرهابية الأليمة الأخيرة بمدينة الدار البيضاء التي خلفت قتلى و جرحى خرج كل محلل يعزو أسبابها إلى مسلمات مستمدة من ثلاثية الفقر و الطبقية الاجتماعية , التهميش و الإقصاء ثم التطرف الديني .

لكن في حقيقة الأمر هذه الأسباب و التحليلات تعتبر عمومية و شمولية , و برجوعنا إلى خطاب الحركة الامازيغية الذي يتبنى شعار مركزيا هو أن أي مشروع مجتمعي بالمغرب يجب أن ينبثق بالأساس من بنية و طبيعة المجتمع , لا أن يكون مشروعا مستورد يحاول أن يجد لنفسه إسقاطا , و تكييفا مع المجتمع و بنيته و مقوماته , و في هذا الصدد تنادي الحركة بإعادة الاعتبار للأعراف و القوانين الامازيغية التي أصبحت الاتجاهات القانونية تستفيد منها الآن -كاقتسام الثروة بين الزوجين, تطبيق نظام العقوبات المالية, إلغاء العقوبات السالبة للحرية ....- , كما أن الحركة تنادي بتطبيق العلمانية التي تقتضي بكل بساطة عزل الدين عن أي استغلال سياسي أيا كان مصدره, و جعل الدين ملكا للمجتمع , و مترفعا عن كل السبل السياسية داخل الدولة .

إضافة إلى ذلك فالحركة الامازيغية تتبنى مفهوم حوار الثقافات , و الحضارات , و لا تنبذ أو تقصي أي دين أو عرق أو ثقافة أو لغة عكس ما يفتريه بعض غير العارفين بأدبيات الحركة الامازيغية أو بعض الذين يصطادون دائما في الماء العكر كون الحركة الامازيغية هدفها هو طرد العرب و المسلمين من بالمغرب و هذا ما لم يصدر قط عن الحركة الامازيغية و عن أي من تنظيماتها, فهي تعتبر اللغة العربية إرثا ثقافية لكل المغاربة وجب عليهم أن يصونوه, كما تعتبر أن الإسلام هو دين الأغلبية الساحقة من الشعب المغربي الذي قبله أجداده عن طوع و رضا , من هنا فإن أدبيات الحركة ترتكز على :
- نبذ العنف.
- تبني خيار النضال الديمقراطي .
-إقامة مشروع مجتمعي مستمد من مقومات الشعب .
-إقامة دولة , و منظومة سياسية تفصل الدين عن السياسة, و تجعله لصيقا بالمجتمع و السياسة .
-تبني خيار حوار الثقافات .

إن الحركة الامازيغية بكل تلاوينها و تنظيماتها تستنكر الأحداث الارهابية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء و التي خلفت ضحايا, و ترجع الحركة أسباب ذلك إلى الإيديولوجية التكفيرية التي نبتت و ترعرعت في الشرق الأوسط , و التي كان بالإمكان للمغرب أن يكون بعيدا عنها لولا بعض التيارات السياسية المغربية الدينية وكدا اليسارية التي عملت و تحاول دائما أن تحشر المغرب في الشؤون الداخلية , وفي مشاكل الشرق الأوسط التي لا تنتهي منذ قرون و التي على ما يبدو لن تنتهي قرونا أخرى .

وهاهو المغرب الآن يجني تبعات تلك التبعية و ذلك الانفتاح المبالغ فيه على الشرق الأوسط, فإذا ساهم اليابانيون و الصينيون و الأوربيون و الأمريكيون و الهنود, في الثورة التكنولوجية التي يعرفها عالم القرن الواحد و العشرون بمبتكراتهم و اختراعاتهم و صناعاتهم, فإن الشرق الأوسطيين ساهموا في دلك بصناعة اسمها الإرهاب .

و بالتالي فقد آن الأوان للحد من هذا التسونامي الإيديولوجي الذي بدأ يتغلغل بشكل خطير في مجتمعنا قبل أن يصل إلى مستويات لا يمكن استئصاله منها .

كما ا ن أسباب الأحداث الأليمة ترجع كذلك إلى المقاربة الأمنية و الهاجس الأمني الحاضر بقوة لدى الدولة في تعاملها مع كل صغيرة و كبيرة داخل المجتمع كما حصل غداة تفجيرات 16 ماي 2003 , حيث تم اعتقال آلاف الأشخاص لمجرد الاشتباه بهم و هو ما ولد حالة من اليأس و الإحباط و الإهانة ,و هاجس الانتقام لدى كثير منهم , إضافة إلى انتشار الفقر المدقع و الهوة الشاسعة في البنية الاجتماعية و ظهور مفهوم المغرب النافع, و المغرب الغير النافع حتى داخل المدن .

هذه الأسباب مجتمعة هي التي خلفت طينة الانتحاريين اللذين فجروا أنفسهم بالدار البيضاء, و منه فإن الوقوف على مكامن الخلل هي الأصل لعلاج الإشكالية و ليس الاقتصار على مقاربة أمنية أو خطة لن يستمر مفعولها سوى أشهر معدودة في أحسن الأحوال .

لأن المغاربة في أمس الحاجة لوقف ترهيب المواطنين و تقتيلهم بدون وجه حق وهو ما يستدعي معالجة سياسية و تربوية و اجتماعية و اقتصادية لان المقاربة الامنية و حدها لا تكفي بل ستؤخر مسيرة المغاربة في التنمية و في الديمقراطية عقودا و عقود .



#أحمد_الخنبوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الخنبوبي - وجهة نظر الحركة الامازيغية حول الأحداث الإرهابية الأليمة بالدار البيضاء