أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - لموت الصري وموعد الانتخابات هل دقت ساعة القطيعة مع سياسوية الدولة















المزيد.....

لموت الصري وموعد الانتخابات هل دقت ساعة القطيعة مع سياسوية الدولة


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 10:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من توابع الوفاة، احترام روح المتوفى بالقدر الذي يمنع كل صاحب ذوق عن نفسه تخيل العبث بجثة المتوفى لو كان مختليا بنفسه. عن ضمير خالص وبتقدير للترفع عن كل شكل من أشكال الانتقام الحيواني العفن.

غير أن المصادر الإعلامية الأولى التي أوردت خبر وفاة وزير الداخلية الأسبق، أوردت ضمن التفاصيل، مسؤوليته عما جرى في الفترة الثانية من حكم الحسن الثاني، وضمنها وفاة 600 شخص....

إن الأرواح المذكورة التي توفيت في حالة من القهر. فاقدة في بعض الأحيان حتى ظروف المواراة تحت التراب بكيفية متعارف عليها دينيا بين المغاربة، وفي بعض الأحيان عبر الطمر في حفر مجهولة، لتستحق أن تملك حق الحديث عن نفسها. ولديها كل الحق أن تشير بالأصبع لمن تشرف طيلة عشرين سنة (1979-1999) بالهيمنة على أقوى منصب في الدولة.

لا يمكن لوزير الداخلية في المغرب أن يدعي تحمل عبء أكبر من وزير داخلية دولة بحجم الصين أو الهند، ديمغرافيا؛ أو بحجم دولة نووية. لكن الفارق هو الجبروت الذي مارس به الوزير الراحل سلطة وزير الداخلية خلال العشرين سنة المذكورة، ويا للأسف.

قد نستند، من باب ظروف التخفيف، بل لمجرد الموضوعية، على مقولة "كما كنتم يولى عليكم". لكن الدولة ليست مجرد صورة مستنسخة من نفس العينة الشعبية الغالبة في المجتمع. فالمسؤولية درجة أعلى من مجرد السلوك الشخصي الخاص. وسلوك المسؤولية، بالإحالة مرة أخرى على ماكس ويبر، مغاير لسلوك القناعات الشخصية حتى لو تعلق الأمر بنفس الشخص. وبالتالي، فمجرد التصرف من موقع وزير الداخلية يحتاج إلى تركيز نموذجي ورفيع، لحظة اتخاذ القرار ولحظة تنفيذ القرار.

أما والحالة في بلد من نوعية بلداننا المتأخرة؛ المفككة الأوصال؛ والضعيفة المناعة؛ فبالأولى والأحرى أن يتصدر "الأعظم" بيننا منصبه، وهو مقدر في مصائر الأشخاص والممتلكات، ما تعتبره البلدان الملكية الغربية مقدسا، غير قابل للمس قبل توفير الضمانات عند االإقدام على مساءلته قضائيا (هابياس كوربيس) في انجلترا مثلا منذ قرون. وهذا التقدير العقلاني للفرد هو الذي ترك للملكة إليزابيط الثانية، حق ادعاء السلطة المعنوية الرمزية كملكة على أراضي بعيدة وكيانات سياسية قائمة الذات مثل كندا واستراليا. لأن الدولة البريطانية منذ قرون وهي النموذج في احترام المواطنة عند الأفراد واحترام الفردانية عند المواطنين. بما يتجمع يوم الاقتراع في صيغة سيادة الشعب، بكيفية لا ترد عليها الملكة بأية عقدة نفسية أو ذهنية أو مزاجية.....

وبناء عليه، تنافح النخب الأنجليزية كبرياء شعبها (أو شعوبها)، بعزة نفس مقابلة، قوامها الترفع عن المنصب، كلما أشارت الأصابع نحوها بما يفيد القدح بدل المدح. فيستقيل الوزير من منصبه. ويترك للقضاء أو للانتخابات المبكرة القول الفصل. بدل الاجترار والتلكؤ والتمطيط في عفونة الحروب الصغيرة.

+ + +


عندما استمر الراحل مقيما في الخارج، كان الضمير الشعبي يردد سيناريوهات عديدة. منها ما لم يعرف طريقه نحو التداول. مثل احتمال افتعال الخصام بين الوزير الأسبق وبين الدولة، قصد التمكن من تسريب الأذن المغربية إلى أوساط دولية رفيعة ومناقضة بل وعصية على الاختراق.

ومن تلك السيناريوهات ما كان يردد احتمال عودة الوزير إلى ممارسة المسؤولية الحكومية. زمنها ما كان يردد استئناس الدولة بآراء الوزير الأسبق الراحل في مختلف ما يستعصي من موقف.

وكأن الرأي العام في بعض مكوناته لم يقتنع بطي صفحة ادريس البصري من طرف الدولة بعد إقالته. لكن، وللمرة الثالثة نردد هذا التعليق على توقيت الإقالة، لم يكن عبثا إقالة الوزير الأسبق في اليوم المضبوط (9/11/1999) للذكرى العاشرة لسقوط جدار برلين (9/11/1989). وكأن الملك الجديد أراد أن يعيد توقيت دوران عقارب الساعة المغربية على التوقيت العالمي المعمول به ما بعد الحرب الباردة داخل الساحة المغربية وفي السياسة الداخلية. أي في علاقة الدولة مع الشعب.

ويمكن القول إن الفترة الممتدة ما بين الإقالة والوفاة ظلت فترة انتقالية قوامها الشك في ما إذا حصلت إرادة التجاوز السياسي والمنهجي لعقية الفترة السابقة أم لا؟

ومن المفروض، أن يأتي الغياب الجسدي للوزير الراحل في ظرفية الإنتخابات التشريعية ليحسم حقيقة التردد. مع العلم أن هذا الغياب يأتي ليقوي، من باب استعادة التوازن لليمين، حظوظ تعيين حكومة يمينية. وفق ثلاث مواصفات:
1- تقوية إدماج الدين في المؤسسات السياسية للدولة لبعث روح متجددة في اليمين الليبرالي الذي فقد كل روح غي ظل الليبراليةالمتوحشة. فمن باب الحماقة أن يستشرف أحد رموز برلمانيي العدالة والتنمية خروج حزبه بالرتبة الأولى من صناجيق الاقتراع. والحال أن حزب الاستقلال يتفظ لنفسه بتلك الرتبة في الانتخابات المحلية وليس التشريعية.
2- تطبيق المنهجية الديمقراطية عملا باجتهاد النخبة الحديثة الممثلة في منطق الاتحاد الاشتراكي، لكن مع احتمال بقاء الاتحاد في المعارضة بسبب الضعف الملاحظ في خوضه الانتخابات الحالية.
3- إقبال الدولة على ضخ صفوف الأحزاب بالموارد البشرية من صنوف الوزراء والمنتخبين، عند كل استحقاق برلماني أو حكومي. فقد تردد كثيرا أن الوزير الفلاني أو المرشح الفلاني مبعوث من طرف الدولة لتقوية الحزب الفلاني قصد ترتيب التوازنات الحالية والمقبلة.

+ + +

أنا ممتن بصداقاتي المتنوعة لطيبوبة أولئك الأفراد، الموجودين في مختلف الهيئات السياسية. غير أن عاملين اثنين ساعدا على تجسير الهوة المترتبة عن اختلاف الإيديولوجيات. العامل الأول: التربية الأسرية التي ركزت مفهوم احترام الآخر كمبدأ ثابت. العامل الثاني: الالتقاء في مؤسسات التوافق في المجتمع والدولة.

من بين أولئك الأفراد، أفراد خرجوا إلى الشأن العام، من موقع المؤسسات المنتخبة، من بين الأحزاب الإدارية. أو أشخاص سبق لهم الاشتغال في مؤسسات الحركة الديمقراطية، ثم انتقلوا إلى الأحزاب الإدارية. من الأحزاب اليسارية. سواء الكبرى أو الأحزاب ذات الإيديولوجيا العلمانية المكتملة.

كل ذهب في مسار عبر منعطفات، كانت أخلاقيات الحركة الوطنية تجعلها محرمة حد التكفير والخيانة. لكن القطائع الايديولوجية، التي اقتضى المنطق أن تصبح سبب اختراق المنعطفات المنكرة، لم تحدث. كان لكل فرد مسوغات انعطافاته. وكانت الاجترارات الكلامية ظلالا أخرى لتلك الانعطافات، وهي نفسها خطأ شائع في الايديولوجيا السائدة نفسها: النميمة.

كما ما بين ذوي الاتجاهات الثابتة، كان ذوي الانعطافات، متنوعي الأخلاقيات. لكن، والعقل السليم يقضي بالتساوي في الاعتبار المفترض والمسبق، من حيث النية الحسنة، فالتفسير البنيوي المبين لدى ماكس ويبير، فتح فجوة الاعتراف بالحق في الاختلاف بين كل الأطراف. عبر القول بسلوك القناعات وسلوك المسؤوليات. ومن باب الحق في السلطة التقديرية لكل فرد في احتساب التلاقي المشروع بين مصلحته الخاصة والصالح العام، احترام موقف وسلوك كل لما ذهب إليه. ما دام ممتلكا شروط الأهلية القانونية. من سن وعقل وانعدام السوابق.........

كان الرصيد التربوي الأسري كما التثقيف الذاتي المستمر يسعف المختلفين على احترام المسافة التي تتسع بينهم في المواقف السياسية. لكن الجاذبية التي تمتعت بها أحزاب الحركة الديمقراطية، جلبت إلى صفوفها، في كثير من الأحيان، من لم يحظ لا برصيد تربوي ولا بتثقيف ذاتي يُمنع الذات ويربيها على احترام الاختلاف. فكان الحشد الجماهيري يوفر التجييش النفعي مقابل التموقف النوعي. وبذلك تصبح ديمقراطية الاقتراع بمثابة دك الجمل لما سبق حرثه. فيحتل أجهزة الأحزاب والهيئات حتالة القوم، تربية وتثقيفا. فكانت الجهات الإدارية تسعد بهذا "القلي بزيت" الديمقراطية للأحزاب التي تتبنى الاتجاه نحو الديمقراطيا بلا تثقيف ولا تربية. وكانت النكسات المتوالية داخل الأحزاب الديمقراطية تغذي "الأمر الواقع" من أشكال السلوك الاعتباطي ضمن مسلسل التفكك وصيرورة التحلل في بنية السلوك الاعتباري.

ميكيافيللية الدولة اقتضت ربح مساحات داخل مربعات الحقل الديمقراطي.وذلك عبر اتباع الخلط بين السلوك الشخصي والمسؤولية الجماعية. وبالتالي اتبعت منهجية الحرق بالملفات المسمومة ككل إدارة ميكيافيللية في كل البلدان المتبعة للهجانة الليبرالية ما بين التقديس والتدنيس حسب الحاجة.

وشيئا فشيئا، أصبحت العضوية الحزبية كما لو كانت ركنا للنفايات في زقاق مظلم. يرتاده المتخلى عنهم ليثأروا لأنفسهم من المؤسسات الاجتماعية عبر تبني كل الممنوعات واقتراف الشرور لانتزاع الاعتراف بهم، ولو كمجرمين.

ولأن المؤسسات العامة لا تمتلك "العقل العلمي الصافي" في تقدير الأمور. فهي تلعب على حافة الغموض. لالتقاط "الخارجين عن القانون" حسب المسافة التي اتجهوا بها نحو القطيعة مع المنفعة الإدارية المباشرة. وبالتالي يتغذى الحقل السياسي في مجمله بمزيد من الرداءة. فقط باجتلاب متواصل لضحايا الحروب الصغيرة إلى صف الدولة. بجرهم جرا، حتى وهم جثث خائرة لخدمة الإدارة. إن لتغذية صراعات مهترئة نتنة سامة. أو للعرض في واجهة زجاجية بعنوان: "ماركة مسجلة" في خانة المخزن. مع علامة "صنع في معمل المعارضة".

إن الدولة المغربية وقد اتبعت الأساليب النوصوفة أعلاه، قد أنتجت تموذجا من السياسوية الرديئة. التي تتنكر للمشروع المجتمعي المفترض وجوده في كل برنامج سياسي جزبي. وبذلك شجعت الأحزاب السياسية على انتهاج ميكيافيلية رديئة.
فهل تتكامل الانتخابات مع الغياب الجسدي للوزير الأسبق لتمارس الدولة القطيعة مع السياسوية الريئة!؟



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة عيد ميلادك أيتها الجميلة
- سيف الصيف
- الجسد الذي تحول إلى طائرة مروحية
- بعض قواعد البرشمان لتشكيل البرلمان
- في غفوة قرب معرض الجزائر
- تأمل وباقة ورد لمحمد بوكرين
- !!محبط أخوك لا بصل
- الانتخابات المقبلة في المغرب لن تجدد النخبة السياسية
- ما هي دلالات السعي لتحسين موقع اليسار المعارض ؟؟؟
- أعطاب أمام القطب الاقتصادي/شمال المغرب ودور النخب في تخريب ا ...
- هل يعيد مركز النظام الرأسمالي إنتاج النظام الفاشي في محيطه ا ...
- الثورة البوليفارية أو ثقب الأوزون في سماء العولمة
- الجبهة النسائية ....وإنتاج قيم المواطنة وتكافؤ الفرص
- هل يمتلك العقل السياسي المغربي مفتاح التواصل مع النواة الصلب ...
- هل تكفي الانتخابات الموريطانية والحكم الذاتي المغربي؟
- الاستحقاق المهني بين النصوص واللصوص
- المسألة الترابيةأي رأي للمجتمع في مستقبل القضية؟
- الانتخابات المقبلة هذه الماكيط، فأين الروح؟
- حول الحالة الثقافية التعددية المتشظية الجريحة
- معضلتنا في السياسة الأمنية؟ حالة المغرب


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - لموت الصري وموعد الانتخابات هل دقت ساعة القطيعة مع سياسوية الدولة