أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - اسماك فؤاد مرزا التي طارت !...(6)














المزيد.....

اسماك فؤاد مرزا التي طارت !...(6)


بولس ادم

الحوار المتمدن-العدد: 2025 - 2007 / 9 / 1 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


الأعمال الفنية تنبع دائماً من أناس واجهوا الخطر، و وصلوا إلى النهاية القصوى للتجربة
( ريلكه )


طبعا، لم يترجم كتاب ( جنكيز ايتماتوف) الأخير الذي ملأ صدري امتنانا له في تعلمه المستمر ودابه الخارق لحرق الحواجز السردية
التي عوقت وكممت قدرته العبقرية في تحطيم الذاكرة بقوة البطل الشاعري المتمرد ، الثوري والجميل ( جميلة) والفعال الغراميشي
( المعلم ) في..( وداعاياغولساري) .. لكان ( ايتماتوف ) انتهى مع طبخة حرب 1990 العالمية ! لكان مجده كان كالصبي (الأمل) الذي
ايقن في ضباب البحر بان خسارات رحلته الكبرى كانت مفارقة الوجود.. من قدمت له صفعة امام ( الكلب الراكض على حافة البحر )

اي ان اشياء حصلت في تلك الحكاية في البحر امام جبروت الطبيعة
لكن الضباب وحده حجب قدرة التصرف المحدودة بدورها في تغيير ذلك
المصير ! .. الضباب مهم جدا في كل الحكايا التي تتكئ على الذاكرة .. ماتعلمه ( ايتماتوف ) كما اعتقده .. هو عمله على خيال الشخصيات التي تغذي الذاكرة .. لنكتب عن خيالنا كماكان بالفعل والحقيقة والنظافة والصراحة ، لاان نبرمج ذلك في الية الستراتيجيا المقصودة في الأختيار والأسقاط لنصنع لنا تاريخا عبقريا جذابا .. يهئ للآخرين باننا مذ وقفنا على ارجلنا ولدت في تلك اللحظة شخصياتنا المتعددة المواهب الخارقة .. كل ذلك هو عمل مجنون نرتكبه لتقديم صورتنا في سيرة حياة لنا كمبدعين
لتحقيق احلامنا .. نحن دوما ميالون الى تضخيم كل شئ يخصنا!
اعتقد بانني شخصيا اريد ان اقرا بنفسي اعمالي دون نفخ رئتي في نصي ، لذا.. لدي شعور الآن بالضبط بان نصا كتبته مؤخرا ، بدا لي كالشباك المزركش الجميل لهم ولي ، وهو منطقيا شباكي .. لكنني عند تكرار قراءة نصي ذاك اكاد اشعر في لحظة معينة في الزمن الفالت بين صورتين بانني فخمت صورة استبدالية تظهرني كسخيف وابله . اشعر بان الكشف الذاكري كان ورقة دعاية لقدرتي ايا كانت قيمتها وليس قيمة ما انا مدين له ( سلة الذاكرة ) !

ليس لي ادنى اهتمام بالقرية التي ستدفع ثلاثا من المغامرين
المختلفين وعيا والمشتركين والمجموعين سوية في تلك الرحلة اقصى
جنوب ( العراق ) برابطة القرابة من جانب جدلي حول بناء منوع
في الشكل القصصي وتداعي صريح كاشف ومتزن لأبن الخامسة وهو يقف مع امه امام (اسد بابل ) .. هي تخرف وهو يتخيل ويتعامل ويعتقد
بان اسد بابل هو انسان مسكين مضطهد مغلوب على امره ( اسد بابل لم يكن الا التمثال الذي لم يكتمل ) ذلك الحلم في انسان مكتمل يساعد ( فؤاد) شخصيا كان مفقودا ! وجد نفسه في تمرد ( كامو)
وساعدته ليس رحلته مع والده كمحفز للكتابة والتراسل .. بل رحلته مع والدته !! .. هناك تماما تهئ له بان الأسد (انسان) ..

منذ قرون خلت لم يتبق اي اثر لمخلوق اسمه ( اسد ) في العراق !

اي الأسود، يرحل ثلاثة من العراقيين لأصطيادها في (جزيرة الفطر الأحمر ) في ( دجلة) كما يرد في قصة ( رحلة لصيد الأسود ) .. انهم
حقا في رحلة لأصطياد الأشرار من البشر ! ثلا ثتهم .. كل له هدفه
في قهر الحواجز التي عليه ان يزيلها .. علمنا من هي اسود ( مراد ) و ( شيبوب ) في تلك القصة .. لكن المشارك الأصغر سنا كان
كاتب تلك القصة بعد سنوات كان عمره (22) سنة .. وبسابق الترصد
والى اخره .. كانت رحلة صيد الأسود تعاملا درامايكيا في النظر
الى حيوان كانسان .. انها النتيجة الأكثر صراحة الى النظام البطريركي واستبداد شامل يتبلور في الحياة حولنا.. الدوغمائية!

لن يمكنني الأستمرار دون قراءة المقطع الكامل ادناه من القصة
التي هي ( قصة قصصه ) :-

***


قرب متحف الأثار, كانت هناك نُسخة مُطابِقة للنصب الأصلي لأسد بابل الذي يصور أسدا بجثه هائلة يجثم على شخص مسجى بلا ملامح. هذا الأسد كان موضع إهتمامي أنا إبْن الخامسة, فتخلصت من كف امّي وخطوت لأقف أمامه. مشاعري وأفكاري البسيطة كانت تتعاطف مع الجسم الإنساني المأكول والمشوه.. أمي قدمت تفسيرأ محيراً للمشهد رسخ كصورة التمثال في ذهني بعد ذلك: ( أخ زنى باخته فمسخهما الله حجراً على هذه الشاكلة وغدت خطيئتهما التي لا تغتفر عبرة لكل من لا يعتبر ). صنعت أمي دون أن تدري داخل عقلي مرآة ذات أبعاد جديدة لم تكن موجودة قط. ومثلما تنسحب المعاني عن الكلمات وتتركها جثة هامدة, تتناسل الرموز وتبتعد مهرولة بعيداً عن صورها الأصلية, غادرتني قناعاتي وثقتي بعقلي تلك اللحظة. وأمست المرئيات والأحداث كُلهاّ, رموزاً في دائرة مغلقه, قيض على عقلي إكتشاف أسرارها والعثور على حلتها الخالدة. وهذا ما جعلني أشك بما كان يقوله مراد عن نفسه وعن أمه, وأطبق على وهم أنه كان يتلصلص عليها, ويحرك رأسه بشكل شبه آلي كلما انشغلت عنه الى حيث تجلس. حلمت تلك الليلة بأسد بابل له وجه مراد, وقد انسحب عن جثة أمرأة مأكولة الرأس وتوقف على مبعدة منها ينظر اليها بعيون محتقنة. هذه الرؤيا ظلت راسخة في ذهني مخضبة بضوء وردي يشبه بدء الخليقة. تختلط الصور بالرموز بالأحلام, فأجدني أتساءل: هل كنت واهماً؟ هل كنت أحلم؟

***
( يتبع)



#بولس_ادم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحم العنزة
- مواليد برج الشيطان
- لو كان العالم
- لمحة بقلم ياسين النصير .
- راسي .. كالرنين في فرج العويل
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !... ( 5 )
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !... ( 4 )
- اسماك( فؤاد مرزا ) التي طارت !... ( 3 )
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !... ( 3 )
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت ... ( 2 )
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت ! .... ( 1 )
- موجة صباحية
- سائق تاكسي في الأندرغراوند !
- اوشانا رمو
- شركة الشمس
- مخاط الشيطان
- الأمريكي في العراق
- حسين ابو سعود ..الشاعر الذي ولد وملعقة من حزن في فمه
- الطفل الآشوري
- شاعر الفودكا ليمون


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - اسماك فؤاد مرزا التي طارت !...(6)