- فصفصوا - لحم العراق .. وماذا بعد ..؟

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 11:27
المحور: كتابات ساخرة
    

( فصفصوا ) مزَقوا لحم العراق .. والأرض قتاد
لم يبق شيئ لم يباد.. !؟

ألقى ... كل مايحمل
فجَر .. كل ما يقتل ..!؟

لم يميَز بين أصيل .. ومحتل
بين شيخ .. ورضيع .. وطفل ..

لم يبق مؤسسة .. ولا طائفة
ولا كرسي .. ولا مقعد .. ولا معبد
لم يبق أستاذ في مدرسة وجامعة أو دائرة
لم يبق طفل يلعب .. وحديقة تزرع ..؟

ولا متجر .. ولا محل إلا وأقفل
ولا عرس يقام .. في فندق
ولا كتاب .. في مكتبة
ولا تمثال أو أثر في متحف
ولا عاطل.. وعامل على رصيف
الكل يهرب .. الكل يقبع .. ودمه يهرق
فكيف يأكل ويشرب .. وهو لا يعمل ؟

وضع , مأساة , أوجاع , لم تعد تحتمل
أصبح العصفور جائع .. فقد أجنحته وأضحى مقعد
يفترش الأعشاب .. ويركع !؟
هذا الذي يؤلم .. ويوجع
هذا الذي يدمع
وكيف للعراق أن يرجع
كما كان وطن الشعر والمربد.... والحب .. والخمر
وخير مأوى .. ومربع النخيل و المرتع .. ؟؟

أنت هنا ضيف ياعراقي
لا تدري متى متى تقلع ..!؟
أنت الغريب في أرضك يا للعجب
كيف انقلبت الأدوار .. والتاريخ .. واللعبة .. والمسرح
أصبحت أنت الغريب .. والغزاة تتمخطر.. تتسربل
تتمدد.. تفاوض .. تصالح .. وتتربَع ..
لم نعد نعرف أو نعلم من يورَط من .. من ينقذ من
من يهزم من , ومن ينصر من .. ؟؟ أوراق , مصالح , أهداف , متشابكة معقدة
خبيثة , بعيدة , جهنمية , تغلفها الأنانية والتوسع والجشع ..!؟


والغريب تسلل واقتحم المنزل
سطى على الحي .. والشارع
والجيش ..... ......... والطيارة.. والمدفع ,
نحن من الكتاب الواحد .. نحن من الجيران
والغزاة والطامعون .. من الجماعة والمجمع ؟؟
أـو .. نحن من الذين يبيعون ويوزعون حلوى الديمقراطية بالسم تارة
وتارة .. بالسكَر !؟
ويقولون لك جميعا : فرَق فرَق
مزَق .. مزَق .. أخرج .. واهرب .. أو.. أقتل .
لم يبق شئ لم يقلع ..
لم يبق لك سوى الخوف
وسواقي الدم في الدم تجمع
في الحفرة في البئر أو الأهوار الظمأى ...؟؟؟؟

من ساهم في ذبح العراق
من له مصلحة في ذلك ..؟
مسكين العراق
سوء حظه أن المصالح كثيرة تجمعت لهدمه
مصالح قريبة وبعيدة , داخلية خارجية
لم تشبع
تاّمرت على اقتسام جثته .. ثيابه .. مقوماته ماءه نفطه إنسانه تاريخه ..
نتفوا ريشه الجميل طيروه باعوه تحفا نادرة في مزاد علني وأحيانا سرَي
كذهب يلمع ...!؟
.......

لم يبق فيه سوى العظم والجلد
والذئاب تحيط به من كل جانب دون أن تجزع ..
قتلوا الإنسان فيه .. والحيوان والجماد والكيان والإنتماء والجذور
كل هذا مطلوب .. وأكثر
ألقي كل ماتحمل .. واهرب ...!؟؟
فجَر كل ما يقتل
وخرَب كل ما يعمَر
وخرَب كل ما يقدَم , واطفئ كل ما ينوَر ..؟

الفقراء .. وحدهم الذين يدفعون الثمن دوماَ ..

من وراءكم أيها القتلة .. أيها المغول.. ؟
من يخطَط لكم .. ويسهَل .. ويرسل ؟
ولا يرفَ له جفن .. ولا مدمع ؟
الكل يجعجع .. ودم العراق يهرق .
هذا الذي بالنفط والسرقة والجشع .. والدولارات يجمع ؟؟

لم يبق شيئ إلا جرَبوه .. حتى العراق يفرَغ
كما فرغت فلسطين .. ولبنان .. وما يأتي بعدها .
على المدى البعيد شئ مروع
سياسة التفريغ والتجويف والتعتيم والتخويف والقضم والترحيل
حروب أهلية مذهبية طائفية جربناها ولم تنفع
ما زال في الساحات وفي الأجواء والأفكار أو الأخلاق
ما يجمع .... ؟ ؟


.....
يا أخي الساكن في كهف الحزن في الصبر .. وفي المعمل
تشدَد يا أخي .. تضامن .. واصبر واعمل
بالكلمة بالموقف .. بالجرأة بالحجة بالحق .. بالمنطق
واعمل ثم أعمل .. ولا تسكت .. ولا تركع ..ولا تركع .

" سنرجع خبرني العندليب " .... سنرجع
غداة التقينا على منحنى
بأن البلابل لما تزل
هناك تعيش بأشعارنا ...."
تعيش على نخيلنا
والحمام ينادينا
الحمام ينادينا .. والسلام مطلبنا
سنرجع سنرجع سنرجع
سنرجع كما كنا وأروع .. سنرجع أروع وأروع عراق واحد واحد وشعب واحد
خبرني الحق والإنسان والعدل والتاريخ والميزان سنرجع
الحق والحرية هي الشعار ........ والمرجع ..!

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل