أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - قمر البسيط_ثرثرة














المزيد.....

قمر البسيط_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


....هل تعرف اللاذقية؟
_هل تعرف نفسك؟...هل تعرف أي شيئ...من أين أتيت وإلى أين تذهب!...ماذا تريد ...! ما هي أولوياتك....!
فريدة السعيدة تفتح الباب و تدخل: هل سنذهب إلى البسيط اليوم؟
_الساعة الخامسة مناسبة؟ اتفقنا.
سائق الميكرو على باب الكراج....إلى البدروسية.
يفتح الباب لنا:معي ابن عمي وكنت أنتظر راكبا واحدا...لا بأس.
يصعد ابن عمه ويجلس إلى يمين السائق,معتادون عليها,في سيارة عيسى جلسنا سبعة معه.
طريق البسيط مليء بالذكريات المحبّبة....
شارع الجمهورية,منزل محمد الحموي بعد الإشارة, ....أحاديث الشعر والسفر...والأيام المجهولة,محمد مع زوجته في لندن,صديقي المسلّح بذكاء نادر ومعرفة ما يريده,مع نعمة الصبر الملازمة للإنجاز وتحقيق المشاريع والأهداف.
مفرق الدعتور,منزل عدنان الخطيب وخطيبته المؤبدة,البيت الذي احتوى إحدى أجمل أيام حياتي....حديقة مفرق الدعتور وهي قيد الإنشاء...1994...صارت الأشجار كبيرة وتبدو هرمة, تجول دمعة حائرة في عيوني....كل شيئ يضيع ويتلاشى في العدم,الحب, الوله...أقوى المشاعر وأكثرها عمقا....كله يضيع,دموعنا وأحلامنا وكؤوسنا وكوابيسنا.....
السيارة تتجاوز دمسرخو,بسرعة,آل الدالي وأبو الشملات....على مفرق فطيّرو ننجو من حادث وشيك_ طيش هذا السائق ليس استثناء_كرسانا والشامية...ومن ليس له بطحة ليس له دين....لم اشرب بعد في كرسانا وهذه خسارة كبرى.
نعبر مفرق وادي قنديل وأنا شارد, أنتبه في زغرّين وبعدها بللوران...البحرية شبه جافة.... تعيدني الذكريات إلى وادي قنديل والصحبة اللطيفة...حسن وفاطمة ومحمد وعيسى ونهلة و, والشجن يطول...على مفرق البسيط مباشرة ناحية البدروسية.
ندخل مسبح هاواي بعد سنين, على الطاولة المجاورة وفيق وكندة, بلا سؤال يملأ كأسا كبيرة من الريان ويناولني...نشرب ونضحك,ثم نتبادل السلام...هل ستفعلها أخيرا وتذهب إلى أميركا دفعة واحدة...! وفيق حسون من الأصدقاء القلائل....نتفاهم بسهولة وبأقل قدر من الكلام.
_لا تضيّع فرصة السفر والمعرفة المباشرة...أسلوبك في الحياة يعجبني.
أعبّ الكأس وأركض إلى البحر لأول مرة هذه السنة.
*
مع الغروب...بعد الدخول عدة مئات من الأمتار في بحر البسيط لوحدي, استلقي على ظهري وأتأمل القمر المكتمل....أدركت أن السعادة والنجاح في العالم الداخلي, ولا يفعل الآخرون أكثر من التشويش...أستلقي على ظهري مطولا وأستذكر تمارين اليوغا...حديث مريم عن رؤيتها ليوم القيامة:
سمعت صوتا لا يشبه أي شيئ تعرفه من قبل,فخرجت إلى السطح,وكان منظر السماء غريبا,مزيج من الدهشة والخوف...
اقتربت الشمس من القمر, وراح يتساقط مثل قطع الجبن على أسطح الجيران وفوق الشجر وعلى الطرقات, والنجوم تشتعل وتنطفئ مباشرة مثل الألعاب النارية....احتضنت زوجها وولديها ولم تعد تشعر بالخوف....
أحاول الغطس في الماء والوصول إلى القاع,ثم استرخي على ظهري, ألعب بحيوية ومرح... أفتقدها من زمان....أتذكّر أصدقائي في البسيط والسباحة في الليل...حسن بحري وعيسى عباس....أستلقي على ظهري وأركّز على القمر المكتمل....ثم استرخي وأنسى وجودي لفترة لا أعرف كم طالت, نسيت جسدي ووجودي الواقعي وعطالته وثقله.
هذه المرة نجحت في الخروج من ذاتي المغلقة, ولو لعدّة دقائق.
.
.
حسون....أسمع الصوت وأرى الوجه والملامح بوضوح نادر.
_لم نسبح معا من قبل,نغطس, ونرقص في الماء, نتبادل القبل ونضحك....
الزوجة على الشطّ...؟
_كعادتها.
من اين أتيت؟ اين كنت؟ انتظرتك طويلا.
.
.
القمر والنجوم والله....وعاشقان في المياه الزرقاء الحنونة.
*
أكبو في طريق العودة. شبه إغفاءة...يمرّ شريط الذكريات بصفاء مدهش. حتى سن أل 17 أحبّ زملائي ورفاقي الذكور أكثر من البنات,بمن فيهنّ من تبادلنا الرسائل العاطفية والملامسات السطحية. مرت العشرينات والثلاثينات والأربعينات ... بسرعة البرق.
ما أزال أحلم بالحبّ الكبير, الجب المجنون العاصف,يجرفني في طريقه مع حياتي السابقة وذكرياتي وقيمي وأفكاري ويأخذني على هواه. طفل يدقّ باب الخمسين ولا يكبر.
استبدلت الحليب بالعرق,الأبيض بالأبيض, ولهذا ابيضّ شعري باكرا جدا.
.
.

أنتظر وصول الفجر إلى البسيط.
نام الزملاء والندامى... ونامت فريدة السعيدة.
طلعت الشمس على البسيط, وغاب يوم آخر.
إلى اين تذهب الأيام والكلام والأحلام.....
هل تتبدد وتتلاشى بلا عودة بلا أثر.......!



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ......إلى سماء_ثرثرة
- ساحرات جبلة وطرطوس وبيروت_ثرثرة
- رأي...خبر....معلومة...._ثرثرة
- في عصر الأنترنيت,الرسائل أرواحنا الهائمة_ثرثرة
- الرسالة,باليد والأنفاس_ثرثرة
- هذا هو السبب_ثرثرة
- لا هو بيت ولا هي نافذة_ثرثرة
- النفس....الخادمة_ثرثرة
- خجل....ثم انطواء على الذات_ثرثرة
- لا قمر لا نجوم لا شعر _ثرثرة
- أعشق قمرا_ثرثرة
- أحمد جان عثمان_ثرثرة
- كلام فاتر_ثرثرة
- في البيت العتيق_ثرثرة
- شأن شخصي_ثرثرة
- ما الذ أعرفه هذا اليوم!_ثرثرة
- العراق بطل آسيا_ثرثرة
- التصور الذاتي,مشكلة الآخر_ثرثرة
- ألهو وحيدا...._ثرثرة
- مراجع الكلام وبطانته_ثرثرة


المزيد.....




- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - قمر البسيط_ثرثرة