أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ليمود - Face














المزيد.....

Face


يوسف ليمود

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 11:08
المحور: الادب والفن
    


أكنتَ بينهم راسما أم مرسوما ؟
وهل من فرق ؟ وهل يصور الراسم غير نفسه معكوسة في أنواتٍ متناثرة ؟ وهل رأى بوذا غير عين ذاته حين رأى في عين الطائر ؟

ترِقّ الأشياء في عينيك لأن ماءك يصفو وسماءَك , فترى الجسد جسدا . بللورةً مغسولة الغبار . كان ثمنٌ , وأمامك أقساط من موت يومي تدفعها - لبللورتك - لن تنتهي إلا به . وهل تأبه ؟ أنت الذي , مثلا , راقد من أربعة أيام على شفا قبر تقيئ الورم , بلعوما ً فاسدا . ثقبا اخترمته تحويلة غير بارعة على آلة وجود غير منضبطة . شهادة بياض هو . جواز عبورك في التراب . لكن , رغم الهشاشة خرجت لجلب التبغ والعصير , بل لتري شجر الشارع حديقة إلهية , والضوء َ , وبقايا عائدين إلى مآويهم . مشيت تلفك نسمة كمرمر حول فراغ تمثال . حملتك الخفة إلى نخلة الطفولة , كانت تفرح أن تتسلقها كسنجاب لطيف بعد عراكٍ أو هروب منزلي . جريدها مائلا كان على شفا أبنيةِ مدفونين منخورة ٍ , وكانت شمسٌ , دائما أعمق اصفرارا من صفحة ذهب . رجعتَ إلى وجوهك التي اختمرت فيك . نبشتها من تربة وُلدتَ لكن ليس فيها تموت . فكرة ً وصلت إليها , بل مخاضا , تلك التي سحرها فعّال لم يزل على ألف ٍ غابرة . ما يشدك إليها ؟ ليس لأن وجهك واحدها . تحسها ذاكرة ً أبعد في سديم كيانك . تموج في حلمك المنسوج من رفات قيامة . في رقدتك , أخرجتـَها من صناديق لوثتها التعاويذ واللفائف . وهبتها أنت صناديق مفرّغة إلا من جماليات معاصرة , جمالياتك أنت , مقاييس مدارك : لهذا شريط تراب أو صفحة زَنك . لذاك هرم من مسحوق الألترامارين . لآخر في الصدر عامود نيون , أصفر | أحمر | بنفسجي , كانتشال ِ مدار ٍ من زمن . هل لضوءٍ أسود أن يوجد أو يوهب لحشد منهم ؟ وتنزلق إلى دور السارد , تزوج من تريد بمن ترى تليق . لكن لن تميت وتقتل كما الساردون بضحاياهم . هم متشبعون بموت عتيق , كجـِرار نبيذ إغريقية في قبو تحت مدينة غافلة . بالأحرى العكس , إنك تحييهم بخميرة البصيرة فتسرد بعجين البصر موت المتفرجين وأنت . بهلوان أنت إذن في خيمة المادة . سوف تنصب ألواحهم في حقل بري كحقول صلبان متموجة على صحراء مخلفات حرب , أو تكوّم خشباتهم في دائرة تستقطبها صالة عرض أو متحف لن تدور حولها أنت . ستكون مفقودا , غائبا حاضرا . وغبش النيون أو الفراغ أو المسحوق أو شاشات الضوء استفهاما تكون .. وعن العنصر المفقود .

تطبع البقعة على فوتوغرافيا مضخمة (صورة لصورة تصور وجها) . تستنسخ ملامحهم بأيدي دهّانين كي توظف الزيف في الحقيقة (زيفا لزيف يقول حقيقة) كبراعة الإله في ثنائياته العريقة . توصل أسلاك قراهم الغارقة بكهرباء عولمة طافحة . تقلم أظافرهم الوهمية استطالت في القرون وتقص . تلصق وتقص . الشعور والذقون وحبات اللؤلؤ والعقود ونظرة الأسى المصرية المصيرية . تفرد اللفائف أشرطة ً , تحوّل التعاويذ مساحات ٍ وأنت مساحة للتشكّل , أسى النظرة إلى رَخامة التصرّف في المادة , ثقل َ الوجود المطل بأعينه الواسعة أجنحة ً أولية لزغب الشكل . وصولٌ إلى صفر الزوائد . صناعة الصمت تسبقها الثرثرة , والصمت ليس سهلا .

الآن تدخل حاسوبك امرأةُ أحبتك وتزال : “أقبّل إنسانك , أشرب ماءك , أتلاشى ذراتٍ في جسدك , أتبدد في رائحتك , أكون أنت وتكونني …” . ترى وجهها واحِدهم . لم يُرسم بعد . رسمتـَه ربما الآن بسطر . سليلة تربتهم هي كما أنت المبتور .. والأعراق يختلط طميها في نهر السلالات مسحوبا في بلعوم القرون .
……………….
استهلال لنص يتماس ويتزامن مع مشروع تشكيلي عن وجوه الفيوم
Youssef Limoud
رابط لمادة سابقة عن الموضوع :
http://www.doroob.com/?p=9869



#يوسف_ليمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقعة شمس
- غنائية حب وجودية
- فراغ ما بين الشكل والحرف .. إلى احساين بنزبير
- آرت | 38 | بازل
- السويسري يورج فيدرشبيل في قافلة الأدباء المنتحرين
- جغرافيا افتراضية تتلمس تاريخ الواقع .. رؤية فنية معاصرة في خ ...
- ليس إلا ..
- رضوى عاشور مع هوجو لوتشر بثلاث مدن سويسرية + تقرير السيدة را ...
- فاسيلي كاندينسكي وسنوات مخاضه الروحي نحو التجريد في معرض
- -إيروس في الفن الحديث-
- صوتيات
- تأملات في وجه نجيب محفوظ .. الوصول قبل الرحيل
- بين توماس فريدمان وعمرو خالد .. حوار مع الفنان حمدي عطية وأف ...
- بين الطاقة الجنسية والإبداع
- حجر قابيل
- اللحظة الأخيرة
- خطاب مزموري إلى اسرائيل


المزيد.....




- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ليمود - Face