يوسف ليمود
الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 08:02
المحور:
الادب والفن
ليس لأسطورة التراب أن تبعثرنا قبل أن نتعمد في العناصر
ونتجسد في الفرح
.
أتلبّسُ العينين ترين بهما العالم
حجمهما
أكبر من اتساع رؤيتي
وسوادهما
أعمق من هاوية ميتتي
العالم ُ - منهما - ثقب أبيض
ما كان للرب أن يخلق العمى
فنولد في ضلال الاتجاهات
أو أن يفصل بين تشابكات أقدارنا بفرادة المصير
أنت بعيدة
طاغ ٍ حضورُكِ في مداي
وأنا
أتلبس أحداقك ِ كي أتلمس نفسي في مداكْ
لست ُ سوى نقطة ٍ رمادية ٍ
نقرتيها بطرف إصبعك المغموس ِ في أصباغ دوائرك
هي لوحتك إذن
وأنت تعبثين بكل الألوان
تحاولين الوصول إلى لونك أنت ِ
إلى ريشتك التي لا يشبهها طاووس
إلى رمادك المحزّم بشرائط قزح
بينما العالم ُ
ينام و يصحو على أوهام مادته
فما الروح إذن إن لم تكن أنت ِ
وما الشبق إذن إن لم يكن أنت ِ
وأنا
نقطة ٌ باهتة
بين أبيضك وأسودك
حدقة ُ الدهشة ِ
دهشتي من تجسّدك
من قدومكِ وقيامتك
من غيابكِ وتسلطك
من مدكِ وجزرك ِ
ومن قـُطبَي المغنـَطة
أتلبس حدسَك تقلّبين به ورقة الموت
تسقين الترابَ نسغـَك ِ تحت الشجرة العارية
وأنت ِ
خريفٌ ذهبي
هواء ٌحمله المجهولُ إلى دوامةِ الألم
تجاعيدُ ماءٍ على رمل النهاية
..........
..............
في زمن ٍ وكان
أن شاعرة ً في كشمير
تـَردد صدى صيحتها بين أصداغ الهيمالايا
كانت تمشي حافية ً
تتسول خبزتها الزهيدة َ من لا أحد
تبرق في سمائها رؤى القيامات
وفي أخذها كان العطاء
الرجال ُ
كانوا يهابون طيفها
امتلاءَها
غموضها المربوط َ بسُرة الأرض
كانت تصيح :
دعوا الفرح يقودنا إلى ملكوت الأطفال ..
مقدس هو التراب
وكانت تهب أولَ عابر سبيل ٍ صادفها
قـَطفة ً من فيض رغبتها المقدسة
أهي الأرواح إذن تنفصل وتتصل في المدى والزمان
أتلبس خيالك تطارده مخاوفك
وأنت الطفلة الناضجة
الآسرة ُ علامتـُها
الراقدة ُ أفعاها على بللورة روحها في البئر
تشرُدين مازلتِ بين شقوق النمل وآيات الأضرحة
تلملمين حروف الغبار محتها الأزمنة
وأنت ِ
فرسة النبي
خضراء بلون الضريح
زرقاء بلون الصعود
صفراء بلون الشرود
حمراء بلون وردة الغريزة
بيضاء بلون بهوك الداخلي
سمراء بلون الجنوب
أتلبس جلدك كي ألمسك ِ فأرتجف
قِوامَك كي أحضنك فأذوب
صوتك كي أتلوك فأصمُت
كيانك كي أكونك فأعجز
فكرتك كي أقرأك فأشرُد
خوفك كي لا أخاف منك فأنكمش
أنا الساقط مني فيك ِ
اللامس في امتلائك خوائي
وأنت ِ
الغائبة في بذرة المسافة
الغائمة في طفولة السحاب
الهائمة في عدم الأزرق
المعتمة في لونها المشع
فهل أعرفني كي أعرفك
[email protected]
#يوسف_ليمود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟