أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يوسف ليمود - بين توماس فريدمان وعمرو خالد .. حوار مع الفنان حمدي عطية وأفلامه الفيديو ..















المزيد.....

بين توماس فريدمان وعمرو خالد .. حوار مع الفنان حمدي عطية وأفلامه الفيديو ..


يوسف ليمود

الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 05:36
المحور: مقابلات و حوارات
    


لم أجد غرابة في الأمر حين اطلعت على إنتاجه الفني الأخير في السنوات التي باعدت بين كلينا بسبب الهجرة, ولم أفاجأ بالخطوة التي خطاها والتي لا يجرؤ عليها إلا فنان من طينته, فقد تخطى ويصح أيضا القول ضحى بإمكانيات منطقة كاملة في فن النحت يعرف جغرافيتها جيدا ويمتلك القدرة على إقامة أبنيته الفنيه في ميادينها, آثر التدمير على البناء, والتدمير في الفن نوع من الخلق, أو أن عمق الوعي هو الذي فرض عليه هذا التخلي لكي يبدأ فتوحات جديدة بوسائط جديدة وبإدراك جديد لمسئوليتة كفنان. أعرفه من سنوات الدراسة بكلية الفنون في القاهرة حيث كنا معا, هو في النحت وأنا في التصوير, وأعرف ذهنيته التحليلية التي لايكاد ينجو من عنكبوتيتها شيء. وجد اخيرا في الوسائط الجديدة (قصاصات من برامج تليفزيونة, إعلانات, مواد الإنترنت) لغتَه التي تجعل من الكلام شكلا – نحتا زمنيا, يَخرج عمله, الفيديو , بؤرة تأمل في النتاج الفكري ولغة الخطاب الغربي, ونظيره في ثقافتنا الشرقية.

حمدي عطية, فنان تشكيلي مصري من مواليد 1964, درس النحت في الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرج فيها عام 1987, حصل على عدة جوائز منذ بداية مشواره أهمها جائزة بينالي فينيسيا 95 الذي مثل الجناح المصري فيه بالمشاركة, رحل الي الولايات الأمريكية وفي جامعة بنسلفانيا حصل على درجة الماجستير في النحت والميديا الجديدة في 2002. عرضت أعماله في باريس وروما وفيلادلفيا وساو باولو وباليرمو وبازل الى جانب نيويورك والقاهرة حيث تتراوح إقامته وعمله بينهما. في مارس الماضي مر على مدينة بازل بشمال سويسرا أثناء عرض أحد أفلامه في مهرجان فيلم الفيديو السنوي الذي يقام بتلك المدينة وكان اللقاء معه وهذا الحوار..

*في البداية سيكون مفيدا لو اعطيتنا فكرة عن فن الفيديو كوسيط إبداعي مازال جديدا علي ساحة التعبير في المشهد العربي التشكيلي

**صحيح أن فن الفيديو بدأ من حوالي نصف قرن, هو نصف عمر السينما تقريبا, لكن التواجد الملموس لهذا الفن على مستوى العالم بدأ يتزايد في العشرين سنة الأخيرة. لقد أتاحت الكاميرا التي انتجتها شركة سوني في منتصف الستينات للفنان التشكيلي أن يتعامل مع الصورة المتحركة كوسيلة للتعبير الفني, وعندها كان ميلاد هذا الفن الذي استفاد مُجَدًّدا بتقدم التكنولوجيا في هذا المجال خلال الخمسين سنة الماضية. ومن الناحية الفنية يتعامل هذا الفن مع الفيضان السينمائي والتلفزيوني والعاب الفيديو وبرامج المونتاج ومجالات الكمبيوتر وغيرها كمفردات لغوية من أجل استكشاف وترسيخ حساسية جديدة للتعبير الفني.
واذا ما نظرنا الي ما تم إبداعه من أعمال في مجال فن الفيديو فسوف نجد أن معظم مبدعيها من المصورين والنحاتين الذين تلاقت لغتهم التعبيرية مع مايبشر به هذا المجال. ومن ناحية اخرى أصبحت الصورة المتحركة
واحدة من العناصر المحتملة للتشكيل النحتي او العمل الفراغي. بالنسبة لي كنحات ومصور, تلاقت رؤيتي الفنية مع ماتبشر به لغة الفيديو من تفعيل للحساسية السياسية بأبعادها الإنسانية واللإجتماعية والثقافية لدى المتلقي المعاصر.

*زيادة في التعريف بهذا الفن ..ما الذي يميزه عن الفن السينمائي المعروف بالأفلام القصيرة وهي ذات لغة سينيمائية مكثفة لا تعتمد في الغالب على عنصر الحكي او الحدوتة؟

**للإجابة عن هذا السؤال يحضرني الآن مثال القصيدة النثرية ومدى تمايزها عن الكتابات النثرية الأخرى .. التمايز هنا في العلاقات البنائية للمفردات داخل سياق الجملة. كذلك موقع الصورة والصوت والكلمة في كلا السياقين: لغة فن الفيديو ولغة السينما.. هذا التمايز لا يعني التفضيل ولكنه يعني اختلاف التوظيف. والمثال الآخر الذي يحضرني هو الفرق بين المسرح التجريبي وفن البورفورمانس.

* لسنوات عديدة مارست النحت بمفهومه التقليدي الحديث قبل أن ترحل وتستقر في وسط ثقافي مخالف , هل يمكن أن نقول إن تحولا قد طرأ علي كيانك الفني والفكري أم أن المسألة ليست إلا تحولا علي مستوى الوسيط الذي تتناوله؟

**لا أعتقد أن إقامتي في أمريكا بحد ذاتها هي السبب, إنه ظرف إبداعي عام يمر به جيلنا كله في السنوات العشر الأخيرة, بالنسبة لي شخصيا وقبل الإنتقال الى الحياة في مدينة نيويورك, كانت مفردات اللغة التجريدية بدسامتها وقدرتها على الغواية هي مصدر المكونات الأساسية لتجربتي الخاصة في النحت والتصوير. ولكن الأمر لم يعد كذلك الآن. كان عليّ أن أواجه موقفي الجمالي والمفاهيمي كله. لقد ضاع الشعور بالاطمئنان الى العالم والي الأبد, وضاعت معه أي رغبة في مغازلة الأبنية البلاغية, او البحث عن شاعرية الموجودات, لأنه لا يمكن أن تكون متصوفا إلا اذا اطمأن قلبك وعقلك الى العالم. وعدم الاطمئنان هذا يوفر لي أرضا خصبة لقراءة الثقافتين الغربية والعربية, من أجل الخروج بكم هائل من الأسئلة. وصياغة هذه الأسئلة هي قوام تجربتي الفنية في الوقت الحالي ..

*وما هي قراءتك لهاتين الثقافتين وكيف تنعكس على أعمالك؟

**لو القينا نظرة متأنية علي ما يقوله الساسة والمثقفون ورجال الدين وما تعج به وسائل الاعلام ودور النشر ومراكز الابحاث، نجد أن خطاب الحفاظ علي التفوق ما زال سائدا ومسيطرا داخل الثقافة الغربية رغم كل ما طرأ علي الخريطة الثقافية العالمية من تغيرات في العقود الماضية. وعلي الجانب الآخر نجد ان خطاب الرغبة في اللحاق واستعادة أمجاد الماضي هو العمود الفقري الذي يتمحور حوله مشروع النهضة العربي.
هذه هي المادة التي تتشكل منها مفردات أعمال الفيديو التي أقوم بإنجازها في هذه المرحلة.علي سبيل المثال, في أحد هذه الأفلام, قمت بعمل مقابلة منهجية بين توماس فريدمان وعمرو خالد. فريدمان هو نبي الليبرالية الجديدة التى تكرس لسياسة حرية التجارة العالمية وفقا لشروط تخدم مصالح الدول الصناعية. وهو أيضا صحفي أمريكي واسع الانتشار، مشهور عنه اهتمامه بقضايا العولمة وتركيزه علي قضايا الشرق الاوسط. وعمرو خالد هو الصدي العربي لافكار الليبرالية الجديدة بعد اضفاء الطابع الاسلامي عليها. كل ما يشغلني في هذا العمل هو تجسيد والتقاط خيوط خطاب الحفاظ علي التفوق عند فريدمان وخطاب الرغبة في اللحاق عند خالد والإشارة الي مدي تشابه مفردات كلا الخطابين.

*وعن أعمالك الفيديو الأخرى ؟

**في الحقيقة ليس لدي الكثير من أعمال الفيديو وإنما هو مشروع واحد بدأت العمل فيه من حوالي ثلاث سنوات. هو بالنسبة لي مثل كتاب لم أنته منه بعد. وكل عمل فيلمي أنجزته كان أحد فصول هذا الكتاب الذي يحمل في مضمونه العام هدفا واحدا, وهو الدخول الي سياقات الترجمة. وأقصد "بالترجمة" هنا ذلك التحول الذي يحدث لمنظومة الرؤى عندما تنتقل من ثقافة الى أخرى او من مستوى معين الى آخر داخل الثقافة الواحدة. على سبيل المثال, منظومة الرؤى الوافدة من مناخ السياسة الإقتصادية قد تم ترجمتها وتحويلها الى مناخ ديني عند عمرو خالد. ومن ناحية أخرى, هذه المنظومة نفسها تم ترجمتها وتحويلها الى مناخ النعرة القومية الأمريكية عند فريدمان.
وفي الفصول الأخرى لكتاب الترجمة, أحاول الدخول الى عالم المسيحية الراديكالية وعوالم المحافظين الجدد في المجتمع الأمريكي, ولامجال هنا للدخول في تفاصيل فنية لم تتحدد معالمها بالكامل بعد.

*كيف ترى صورة العالم العربي من الحركة التشكيلية العالمية؟ ولو أخذنا مصر مثلا ماهو دور وزارة الثقافة فيها في النهوض بالعمل الإبداعي ؟

**العالم العربي يفيض بعدد هائل من الفنانين سواء كانوا من الأجيال السابقة او من المعاصرين. وأعتقد أن جيل الشباب الآن أكثر حظا في تثبيت أقدامهم على الساحة الدولية. ولكن للأسف الشديد لايوجد ما يسمى بالحركة الفنية العربية بشكل عام او المصرية او المغربية بالمعني الإحترافي للكلمة. وعندما يحدث ذلك في المستقبل سوف يكون التواجد داخل الحركة الفنية المصرية مثلا هو في حد ذاته عبارة عن تواجد عالمي. فالغرب ليس هو العالم, هو فقط الجزء المسيطر عمليا علي ما يسمى (بالعالمي) على مستوى الإجمال, مثلا نحن نقول إن عمر الشريف (فنان عالمي) وان احمد زكي (فنان مصري/عربي) لماذا؟ لأن هناك تصور بأن السينما الغربية هي السينما العالمية! وفي الحقيقة فإن السينما اليابانية والصينية والإيرانية والهندية على سبيل المثال أصبحت سينما عالمية بغير حاجة الى النفوذ الغربي, والشيء المضحك أننا نطلق على نجيب محفوظ لقب (الفنان العالمي) منذ أن حصل على جائزة نوبل فقط وكأنه لم يكن عالميا قبل ذلك!! وإذن هي لغة السوق المسيطر وليست لغة القيمة. وعملية خلق حركة فنية في العالم العربي كمشروع ثقافي وحضاري لا تقوم به الأنظمة الحاكمة مهما كانت قدرتها النهضوية. هي نتاج وإفراز طبيعي لحركة المجتمع. في الواقع يؤلمني كثيرا عندما أرى المثقفين المصريين على سبيل المثال يطالبون وزارة الثقافة بدعم الأنشطة الإبداعية ولا يطلبون ذلك من المجتمع المدني لأن في ذلك اعتراف ضمني بأن الحكومات تملك مصادر الثقافة قبل أن تملك عملية توجيهها, وذلك غير صحيح لأن المجتمعات هي التي تخلق هذه المصادر وتملك وسائل تفعيلها. كلنا يعرف أن بوليوود لا تنتظر دعما من الحكومة الهندية, والفن الإيراني غير مدعوم من الحكومة وكلاهما عالمي بالمعنى الاحترافي.

* ولكن ماذا تقصد بالمجتمع المدني, ثم في عالمنا العربي ألا تتحكم الثقافة الباهتة المفروضة من قبل الدولة بكافة وسائل إعلامها في ذوق وحركة ذلك المجتمع المدني؟

**المقصود هنا هو قاعات الفن الخاصه والجمعيات والمراكز الفنية و نقاد ومقتنيين و تجار الفنون و الصحف المتخصصة و دور النشر المستقلة وغيرها من مقومات الحياه الثقافية. أتفق معك أن الحكومات العربية تضع يدها علي بعض هذه المقدرات ولكن ليس عليها كلها. وكما تري توجد انفراجة ملموسة الآن في مصر ولبنان وقطر والمغرب وغيرها من الدول المعنية بأهمية الثقافة .وهذه الإنفراجة لم تأت بسبب شيء جديد طرأ على آلية التوجه الثقافي عند الحكومات وحسب ولكن السبب الرئيسي في تقديري هو تراكم الأنشطة الثقافية وتفعيل دورها من خلال الأفراد والمؤسسات المدنية. وعلي أية حال انا أري أنه ليس بمقدور أية حكومة أن تقوم بصياغة ذوق المجتمع و حراكه الثقافي.

*كيف ترى إذن دور الفنان , وهل تعتقد بوجود وسيط إبداعي قادر على تمرير هذا الدور وتجسيده بشكل أفضل من وسيط آخر خصوصا في هذا الوقت من العالم؟

**دور الفنان من وجهة نظري هو أن يشارك غيره في صياغة أو إعادة صياغة الموروث الثقافي الإنساني من خلال نقد هذا الموروث المعاش وإبراز المناطق المشعة فيه وخلق أفق جديد له.
والوسائط الإبداعية على كثرتها تتشابه الى حد التماهي في التصويب نحو هذا الهدف. فلا فرق بين ألوان زيتية على القماش وبين أشعة الليزر الخارجة من جهاز الكتروني في هذا الصدد, كلها عجائن في يد من يحسن التعبير بها, والساحة الفنية العالمية المعاصرة مليئة بأطياف متعددة من الفنانين , فهناك من يتخصص في نوع فني واحد وهناك من يجمع بين إمكانات مختلفة للتعبير.



#يوسف_ليمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الطاقة الجنسية والإبداع
- حجر قابيل
- اللحظة الأخيرة
- خطاب مزموري إلى اسرائيل


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يوسف ليمود - بين توماس فريدمان وعمرو خالد .. حوار مع الفنان حمدي عطية وأفلامه الفيديو ..