أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ليمود - فراغ ما بين الشكل والحرف .. إلى احساين بنزبير














المزيد.....

فراغ ما بين الشكل والحرف .. إلى احساين بنزبير


يوسف ليمود

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 08:25
المحور: الادب والفن
    


ما في جيبنا وثقيل كحجر
الحرف الساقط من ذاكرة العالم
والذي
ما إن ندحرجه في المدى
يتوقف بعناد في منتصف المسافة تماما
بين الشيطان وبين الله
رهانه نفسه ليس أبعد
رافضا الجهات والوصول
العناد هذا ترفع ٌ عن صيغة الضد
لكن مقامه - ولو بغير قصد -
يتلو ويلوك ميراث الجاذبية والثقل


نرسم شكلا كي نمحوه
والشكل بدوره يرسمنا ويمحونا
في لفات كالطواحين
وكما الحرف لا يلتوي إلا على ذاته
لا يتحقق الشكل إلا بامّحاء صاحبه
فامحاء الفاعل يستدعي حضوره بشكل ولو ملتو ٍ
فلنغرق إذن في رصد المصير
عبر باحاتنا الداخلية وفتوحات الخيال


في أزقة الجنوب تسعى الخيبة
كأم ٍ صادف أن تضرب بطنها حساسية ُ غيبٍ كعبث
فيولد ألم
يشـّبث بنفسه بصمت شمالي
بخيبة شمالية
تحفظ اتزانها , ربما ,
لفات اسطوانة ليلية لحنجرة مثقوبة :
توم وايتس مثلا
أو مجرد شخير الصمت الأبعد الذي لا تطاله الحواس
بينما يسحق رحى الليل كل شيء عدا الذاكرة
لا يهم
فقد ازددنا صلابة
قدر ميراثنا من عكسها


غير أن ما نحفر
أو بالأحرى ما يحفر فينا
شاهد غياب
أو حضور ٍٍ لا مرئي
تدور حول ضريحه
طيوف ٌ
مغنـَطها التراب كما اجتذبنا
فلو أن لكل ٍ جناحه
فالبعض منذور لقص رياش الوهم عن طيرانه
ولْيحتمل السقوط


و
نرصد شكل العالم من فوهة الحرف
نراه
ليس طاووسا
ليس أجنحة ً
نراه ساقطا
نحدسه راجعا إلى صِفره الأوّلي
حيث محور داروين دائر عكس ما افتـُرِض


ويحدث
- ونحن في أمان واحدة من عتبات الوعي -
أن تعبرنا سنين
كسحاب ٍ اجتاح الفراغ
فجأة ً
تفلجنا الدرجة العليا من السلم بهاوية تحت نعاس رؤيتنا
فنعيد حساب القوائم والعمدان
نقشر الطلاء واللحاء كي نصل إلى طوب البناية
وفيما يشبه لعبة التوازنات
نضع على طاولة المساء
أشكالَ التمتمة فوق أحداق الكلام
ونصّاعد بها في حذر
كاتمين النفـَس تحت تهديد السقوط
بينما أعلى المبنى
يعبره السحاب كهـِر


نعرف أن الكائنات مخلوطة بعضها في بعضها
مسكوبة في خوائها
مفقودة
يحدق فيها خوفها الأخير
رقادها الأخير
لتركبَ أرجوحتي الماء والتراب
وتبقى النار وصيـّتنا والأثير
ورماد على مسطح ٍ
نتلوه ويتلونا
نرسمه ويرسمنا
نمحوه ويمحونا


ما في جيبنا وثقيل كحزن
هو الصيغة الأكثر خفة للفرح
الأكثر ُ
انسحابا تراكبا توحدا ارتجافا انطفاء ً إزهارا وشرا
فاكّين أزرار القميص عن لحم يتـّمه انعدام الشبيه
على عروق ضخـّها الحب عواطف َ امتزجت بنقيضه
سنين َ غمام ٍ
وموتا


فـ
هذه الناحية
تجذ ّر الصمت فيها كمن سكنه قبر
وصبي سكب نفسه في خلاء ٍ أودعته الشمس مقدمات ِ مصيرها
فمشى
يتحسس جيبه وحجره
علامته وقيامته
يدحرج الحجر في المسافة
فيتوقف في نقطة ٍ
هي المنتصف تماما
بين فراغ وفراغ
ويتلاشى..
كأنه لم يكن

Youssef Limoud



#يوسف_ليمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آرت | 38 | بازل
- السويسري يورج فيدرشبيل في قافلة الأدباء المنتحرين
- جغرافيا افتراضية تتلمس تاريخ الواقع .. رؤية فنية معاصرة في خ ...
- ليس إلا ..
- رضوى عاشور مع هوجو لوتشر بثلاث مدن سويسرية + تقرير السيدة را ...
- فاسيلي كاندينسكي وسنوات مخاضه الروحي نحو التجريد في معرض
- -إيروس في الفن الحديث-
- صوتيات
- تأملات في وجه نجيب محفوظ .. الوصول قبل الرحيل
- بين توماس فريدمان وعمرو خالد .. حوار مع الفنان حمدي عطية وأف ...
- بين الطاقة الجنسية والإبداع
- حجر قابيل
- اللحظة الأخيرة
- خطاب مزموري إلى اسرائيل


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ليمود - فراغ ما بين الشكل والحرف .. إلى احساين بنزبير