|
رسالة مفتوحة للسيد وزير المالية في بلدي سورية
محمد عبدالله الاحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2017 - 2007 / 8 / 24 - 05:11
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
السيد الوزير المحترم محمد الحسين تحية عربية اعلم و يعلم كل مراقب للوضع الاقتصادي الداخلي ان الدولة تتحمل اعباء مالية كبيرة خصوصا فيما يخص الدعم الحكومي لاسعار الوقود و السلع الاساسية . كما ان حجم الهدر في الانفاق الحكومي و الفساد الاداري و المالي يلعبان الدور الاساسي في جعل سوريا كلها تنفق اكثر مما تجني الامر الذي يجعل من اي وزير مالية سوري يحارب على عدة جبهات في وقت واحد و بالكاد يصبح شخصية شعبية محبوبة و حقا يصف البعض كل وزراء المالية في العالم بانهم ليسوا محبوبين ! في سورية وهي البلد العربي الذي يقف وحده ليقول لا، خصوصا عندما تأتي الهبات الاستعمارية و العواصف و يبدأ بالنضال لاقناع غيره بصحة موقفه متحملا اعباءا هائلة قد تأخذ اشكالا بعضها تآمري يشمل خبز الناس و قوتهم اليومي في هذا البلد لا يستطيع وزير المالية ان يكون مكروها خصوصا اذا كان هذا الوزير ابن حزب البعث اي ابن الفلاحين و الشرائح الاجتماعية المقاتلة دوما على جبهة الخبز و الجبهة الخارجية التي قدمت فيها الشهداء و التضحيات. ولا يستطيع اي وزير في هذا البلد ان يكتفي بساعة واحدة في يده اليسرى هي ساعة وزارته و هموم وزارته بل عليه دائما ان يضع ساعة اخرى في يده اليمنى هي ساعة سياسية بامتياز مهمتها ان تحسب بدقة ظروف البلاد و العباد آخذة بعين الاعتبار كل شيء بما فيه ما يفعله جنود امريكا المحتلون في العراق الشقيق من شراء لموادنا التموينية و اتلافها من اجل سحق المواطن السوري الفقير ... لقد جاء خطاب السيد الرئيس بشار الاسد واضحاً و شاملاً لكي ندرك جميعاً ان الهدف النهائي لسياستنا هو الانسان السوري و كرامة و خبز الانسان السوري فاذا وجب علينا – و هذا اكيد – ان نضع هذا على رأس منهاج العمل فان اي تغيير غير محسوب لسياسة الدعم الحكومي سيكون له نتائج سيئة على الناس و ذلك لان الفرق التطبيقي الدائم للقرارات الحكومية بين رسمها على الورق و الواقع 50% و قد تزيد نسبة الغير مطبق في بعض الاحيان عن هذا لان السوق السورية فيها عوامل خاصة و متعددة تجعل من اي تغيير جذري و هام كالذي انتم مقدمون عليه يشبه القاء حجر كبير في كتلة مائية كبيرة تحتاج الى زمن استقرار لكي يعود الماء الى وضعه الطبيعي ! و خارج المثال ارجو منكم الانتباه للقضايا التالية : 1- هل تستطيون اجراء حساب شبه دقيق لارتفاع الاسعار التالي لخطوتكم هذه؟ 2- اذا قررتم توزيع (كوبونات دعم) فاشك بقدرتكم على ضبط عمليات الفساد و السرقة التي ستتم و اذا قررتم دفع فرق مالي للشرائح ذات الدخل المحدود ستظلمون شريحة كبيرة تعمل لدى القطاع الخاص و هي ايضا ذات دخل محدود و يشمل ذلك المهنيين الصغار و الكسبة فهل هذا محسوب ؟. 3- هل هناك حساب لتلاعب المحتكرين من التجار و قدرة جهاز الضبط – الفساد – على القيام بدوره . السيد الوزير : من المفهوم تماما ان طريق النمو الذي اختارته الحكومة يفترض تسعير حقيقي في السوق لكي يدفع بالقطاعات الانتاجية للسير بطريق حقيقي و لكن هذا الامر محكوم بظروف سياسية انتم من اول القادرين على ادراكها و اعتقد ان توقيت الخطوة المزمع اتخاذها خاطئ و ليس الخطوة نفسها هي الخاطئة فهذه الخطوة سوف تزيد من معاناة المواطنين (الان) حكما لان اي قرار حكومي كما ذكرت سابقا ينفذ على الارض بنسبة 50% و تبقى الخمسون الاخرى مساحة لاشياء ذكرتها و عليه فانه من الافضل تأجيل البت في هذا الموضوع عاما آخرا يتم فيه حساب مبلغ الدعم الذي ستنفقه الدولة و تحصيله من مصادر اخرى حتى و لو كانت مصادر ترقى الى مرتبة تصنيفها في بند الدفاع الوطني ، فهذا الامر هو من بنود الامن الوطني و لا يقل اهمية عن اي بند أمن وطني آخر .. كما انه من الممكن في المستقبل اخراج كامل بند الدعم الحكومي من ميزانية الدولة و خلق صندوق وطني خاص بدعم السلع الاساسية يحصر مهامه بهذا الامر و يرفع بذلك عن كاهل الوزارة هذا العبء محولا بذلك كل فكرة دعم السلع الاساسية الى برنامج يحمل صفة حكومية و اهلية ربما و بنفس الوقت و ذلك من حيث الادارة و التحصيل المالي ، لان تجارب الشعوب اثبتت ان رفع الدعم الفجائي او حتى التغيير المشابه لرفع الدعم له عواقب وخيمة على المجتمع في ظروف مثل ظروفنا. ان بندي الهدر في الانفاق الحكومي و الفساد الاداري و المالي هما الاجدى بأن تتصدى لهما وزارتكم و باقي الوزارات و هذا وحده كفيل باستمرار الدعم الحكومي زمنا مهما في المستقبل يجب ان يدوم ليس بحكم الساعة الاقتصادية بل بحكم الساعة السياسية يا سعادة الوزير فنحن اليوم و بحسب كلام السيد الرئيس نشهد زمنا استثنائيا قد يقرر مستقبل المنطقة لاجيال قادمة الامر الذي علينا ان نعد العدة فيه ربما لاقتصاد حرب تكون فيه و كما كانت دائما الشرائح الفقيرة في المجتمع هي المضحي الاول و الداعم الاول للقيادة الرشيدة . مطلوب حرب معلنة على الفساد لا توفر فاسدا سيدي الوزير و قضاء عادل يقف موقف الحكم العدل فيها و طرق شتى نحسن فيها اوضاع المواطن لا ان نجعله يخشى من قادم الايام ، هذا هو المطلوب ليس فقط سياسيا بل و اقتصاديا و اجتماعيا .. و دمتم ايها السيد الوزير .
د . محمد عبدالله الاحمد
#محمد_عبدالله_الاحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف نعيد بيريز للمشي على قدميه 2
-
كيف نعيد بيريز للمشي على قدميه ؟ حلم ارادي
-
العقل الجمعي
-
اسلامهم و اسلامي
-
هل ستكون ؟
-
برات بيت و الضحك في مرحاض مغربي
-
ثلاثية -بوتين- و -أبوهولو-
-
بابا( شو) يعني علوي ؟
-
حمحمة بوش الجديدة
-
محاولة تحليل ماجرى يوم 11-9-2000م
-
عين الكاميرا المقلوعة
-
حدوتة مصرية
-
ياشعب مصر الحبيب يا عرب
-
ساعة الحرب الممكنة يا سورية
-
الطائفية و بوالين ابو حامد
-
اذا فعلها الامريكي في الشام
-
مؤتمر الالف
-
فيتس جيرالد
-
صمت القبور
-
اين تخطئ السياسة السورية
المزيد.....
-
وزراء خارجية دول عربية و-مسار أستانا- يدعون إلى حل سياسي للأ
...
-
مصدر عسكري سوري: لا صحة لأنباء دخول الإرهابيين إلى مدينة حمص
...
-
قوات إسرائيلية إضافية إلى الحدود السورية
-
الحكومة اللبنانية تجتمع في صور لبحث تعزيز قدرات الجيش
-
الطيران الحربي الروسي والسوري يحيد أكثر من 300 إرهابي خلال ا
...
-
الخط المباشر مع بوتين في 19 ديسمبر
-
مصادر لـRT: الجيش السوري سحب قواته من مدينة حمص وهي الآن عند
...
-
هل توقف تركيا هجمات -النصرة- في سوريا؟
-
وزير الخارجية الإسرائيلي: لا نتدخل في الصراع الداخلي في سوري
...
-
ليبيا.. المنفي يعلق على اجتماع بريطاني يخص بلاده ولم يُدعَ إ
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|