حدوتة مصرية

محمد عبدالله الاحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1658 - 2006 / 8 / 30 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اذا تسنى لك ان تفهم فيلم الاستاذ يوسف شاهين حدوتة مصرية فانك ستخرج أكيدا من الاعتقاد انه يقدم قصة حياته لتفهم انه يقدم قصة مصر في مرحلة معينة . و لكن اهم المعاني الفنية ربما في هذا الفيلم و ما يشبهه من الاعمال هي خروج هذه الاعمال اخيرا من عباءة القصة الاكثر تكرارا حول المرأة المظلومة التي حولها ظلم القدر الى مومس فوجدت في شاب يقرر الذهاب (لاول مرة) لمقارعة مومس , فيسألها عن سبب انحرافها عن الدرب النظيف فتجيب باكية :
(هاعمل ايه يا بيه ابويا مات و انا عندي خمستعشر سنة و امي اتجوزت واحد ظالم الله ينتأم منو و شفت منو الويل ........ الخ )
لقد غير شاهين في فيلمه الشهير الحدوتة المصرية هذه بحدوتة (قصة) اخرى هي قصة مصر الاخرى قصة الشرفاء و المناضلين و ناكري ذواتهم و كأن الرجل كان يريد مع كل ما يريد ان يقول لنا باطلاق هذه التسمية على الفيلم هذه هي الحدوتة المصرية.
مناسبة الحديث عن كل هذا هي السياسة و ليست فن السينما السابع كما قد يتبادر للذهن فاني اصدقكم القول اني و انا اشاهد تصريحات كافور القاهرة لا اتذكر الا (هاعمل ايه يا بيه ابويا مات و انا عندي خمستعشر سنة و امي اتجوزت واحد ظالم الله ينتأم منو و شفت منو الويل) نعم انه هو بالضبط السياسي الذي يكرر على مسامعنا دائما نفس الاسطوانة مبررا مواقفه ...
فاذا تغيرت السينما ووصلت من ايدي مكرري تلك القصة التي لاحول فيها ولاقوة لتلك التي باعت نفسها فمتى يأتي للسياسة المصرية شاهينها ؟
قد يكون السؤال عن شخص لكن المعنى ليس كذلك بعد ان تعلم العرب الدرس . ان السؤال اليوم لا يحمل الا مشروعية البحث عن مجتمع بطل و ليس عن شخص بطل , فلقد سئمنا البطولات الفردية و بتنا نعشق الحلول التي تجعل مؤسسة المؤسسات هي البطل الذي يعرف ان مصلحة الشعب في الديموقراطية المقاومة , الديموقراطية التي تجمع بين الحرية و النضال من اجل مجتمع العزة و الكرامة و الشرف مجتمع الحدوتة المصرية الحقيقية , حدوتة يوسف شاهين السياسي .

#محمد_عبدالله_الاحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات