أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - دعاء امرأة منكسرة














المزيد.....

دعاء امرأة منكسرة


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 11:51
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

















بعينين دامعتين وقلب ينقبض ألما كانت تتحدث: لم أعد أتحمل هذا العذاب الذي أعيشه مع رجل لا يشعر بمعاناتي وقهري، وهو يحتضن زوجته الثانية ويمازحها أمامي وكأنني غير موجودة.
حين قرر الزواج مرة ثانية، أحسست بالإهانة والقهر، طالبته بالطلاق، فرفض، ذهبت مع أولادي لبيت أهلي، وتركته يفكر، كنت أظن أنني حين أغادر البيت قد يغير رأيه ولا يتزوج خاصة وهو يحب أولاده الثلاثة جدا، لكن صدمتي كانت كبيرة، حيث أقام حفلة عرس ودعا الجميع وغاب في شهر عسل من دون ان يكلف نفسه السؤال عني وعن أبنائنا!
وحين عاد للبلاد زارنا في بيت أهلي واحتضن الأبناء متحججا بإنشغاله عنهم لضرورات العمل.
كنت أبتسم بسخرية وأنا أقول له: أي عمل. وطالبته مجددا بالطلاق، لكنه أجابني بكل هدوء: عليك ان تفكري بهذا الأمر جديا ليس من أجلي او من أجلك، بل من أجل أطفالنا، أنهم بلا ذنب فلا داعي لأن يكونوا مطحنة لمشاكلنا. ومازال مكانك شاغرا في البيت فعودي وقتما شئت، وحين سألته والعروس، إبتسم قائلا: ماذا يضيرك، لك غرفتك ولها غرفتها. صرخت بكل الإحتجاج وأنت هل لك غرفة؟ فضحك وابتسم بخبث طبعا لا غرفتان! كوني عاقلة وعودي للبيت أنت والأولاد. ترك على الطاولة مبلغا من المال وخرج!
لكنني رفضت العودة وكان قراري هو طلب الطلاق.
لن أعود إليه مطلقا، أنه لم يحترم بيتي وهو يدخل إليه زوجة ثانية. ثم كيف يمكن لي ان أحتمل هذا العذاب، وأنا أرى نظرات الشفقة أحيانا ونظرات السخرية أحيانا أخرى من الأهل والجيران والصديقات لكن قراري لم يعجب أحداً، هاجمني الكل. أنت مجنونة. المسألة طبيعية، لا تتركيه لها، لا تنسي أنه متعلق بالأولاد، قد يعيش معها فترة ويطلقها، نكّدي عليها عيشتها وستترك البيت حتما، أقاويل كثيرة تزاحمت في رأسي ممن حولي. كنت أدخل لأنام وأنا أسبح في دموعي وحين حاصرتني الحاجة المادية، احترت في أمري فليس من السهولة ان أطلب مالا من أبي او أخي وأرفض ان يتصدق أحد علي وعلى أولادي.
لم يعد الزوج العزيز، ولم يسأل، ولم يرسل نقودا وتحت الضغوطات الكثيرة التي كنت أقاومها وأنا مصرة على الطلاق، تعرض أحد أبنائي لحادث سيارة فجاء الزوج، محتجا غاضبا، وإتهمني بالإهمال والامسؤولية، وشعرت أني أختنق وبين صراخه وطلبه العودة مع الأولاد الى المنزل وافقت بانكسار، وعدت.
وليتني لم أعد، لكن ماذا أفعل وأنا أشعر أنني وحيدة مع ذاتي وبين أهلي وأولادي مسؤولية لا أستطيع تحملها وحدي. حين عدت لمنزلي شعرت أنه لم يعد منزلي فالعروس الجديدة، قد غيرت الأثاث والديكور. وإستقبلتني ببرود.
وبدأت معاناة جديدة أعيشها في بيتي. أنا وأولادي وزوجي المحترم وزوجته. عشت في بيتي غريبة تماما ليس لي أي حق سوى متابعة أولادي، أما زوجي فلم يعد زوجي، كان يجلس مع الأولاد لفترة محددة ثم يتبع زوجته الثانية الى غرفتها، ولا نراه ا لا في صباح اليوم الثاني، يتركها نائمة، ليطلب مني تجهيز طعام إفطاره ليتوجه الى العمل!
أي قهر قد تعيشه المرأة في مثل هذه الحالة.
من يستطيع ان يدلني على حل لينقذني من عذابي، وأهرب من جحيمي، فكرت ان أتحدث معه. لكن زوجته كانت لنا بالمرصاد. وزادت كارثتي حين أعلنت أنها حامل، فإزداد اهتمامه بها وأصبحت في بيتي مجرد خادمة لأولادي.
في غفلة منها التقيت به على إنفراد تحدثت معه بصراحة وناقشته بوضوح وأنا أسأله، لماذا رفضت طلب الطلاق؟. فأجابني: من أجل ألا يضيع أولادنا.
وصرخت بغضب: وأنا. لكنه بكل هدوء أجابني ماذا ينقصك. ركبني عناد ان أناقشه حتى النهاية ألست زوجتك أنا أيضا؟
سألني ببرود: ماذا تريدين؟ هل قصرت بحق أي طلب من طلباتك أنت او الأولاد؟
يا إلهي هل يتغابى هذا الرجل أم يتصرف معي بمكر ألا يفهم ما أريد، ألا يعرف حقي؟
واجهته بصراحة أكثر، لكنك هجرتني! وهذا ليس عدلا، أم العروس قد أخذت عقلك. وبكل صفاقة صفعني قائلا: هذه المسألة لا تناقشيني بها مطلقا، لا أحد يأخذ عقلي، أنا أتصرف وفقا لعواطفي أنا أحبها وهي زوجتي، وأنت أم أولادي. أم أولادي فقط. أرجو ان تفهمي هذا!
غادرني وخرج، وتركني في قهر متزايد، ماذا أفعل لماذا كل هذه اللامبالاة، لقد كنت حبيبته وزوجته، ألهذه الدرجة كرهني. هل وجود تلك الزوجة في حياته جعله ينسى العشرة والحب والأيام الحلوة التي كانت بيننا. وهل كل رجل يتزوج من أخرى يتصرف مع الأولى كزوجي؟. ما ذنبي إذا عاش قصة حب جديدة وقرر ان يتزوج، وأنا التي أخرست كل ألسنة الاحتجاج في داخلي من أجله وأجل الأولاد.
يا إلّهي، ما أقساه، لكنني لم أيأس، تحدثت مع والدته، فعاتبته بقسوة وطلبت منه ان يكون عادلا. لكن غمامة سوداء غطت عينيه وقلبه ولم يحاول ان يعاملني كزوجة.
أحسست بانعدام الأمل، وانطويت على ذاتي لكنني حاولت مرة أخيرة مناقشة الزوجة الجديدة.
ضحكت وقالت بكل كيد: أنه يحبني، ماذا أفعل، لقد طلبت منه أكثر من مرة ان يذهب إليك لكنه رفض. ليس ذنبي صدقيني. تركتني وذهبت ولم أجد سوى ان أجلس على سجادة صلاتي وبين دموعي صرخت بكل عذاباتي، يا رب أرسل في طريقه فتاة أخرى يحبها ويتزوجها، لتعيش زوجته هذه نصف عذابي لا عذابي كله. يا رب أنك سميع مجيب!



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا؟؟
- خطأ أن نقع في الحب !!!
- الهروب من بوتقة القهر !!
- امراة متوحدة
- الرجل المنصف في الزمن غير المنصف !
- المراة تستحق الضرب
- الخيانه بين الحب والجسد
- حين كنت ضدي
- النساء وحدهن في محرقه الرجل العسكري
- مراهقه المراة الأربعينيه حقيقه لماذا يستنكرها المجتمع
- الحب المستحيل في النصف المجنون
- جارالقمر ! شمس ولعبه الأختباء
- حكايا حب معاصرة 5
- حكايا حب معاصره 4
- أعلنت عليكم الحرب
- الحب احتراقا
- مقابله مع الفنان عبد الستار البصري في احدث اعماله المسرحيه
- حكايا حب معاصره 3
- الرجال ربات بيوت
- حين يصرخ الناس متسائلين من يقتلنا ؟


المزيد.....




- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...
- نقل المنتج الهوليوودي وينشتاين إلى المستشفى لإجراء فحوصات بع ...
- البابا فرنسيس يلتقي سجينات البندقية
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوى؟
- وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية تلتقي مساعدة الرئيس الإيرا ...
- “أخر أخبار منحة المرأة الماكثة” تسجيل منحة المرأة الماكثة في ...
- -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - دعاء امرأة منكسرة