أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - الخيانه بين الحب والجسد














المزيد.....

الخيانه بين الحب والجسد


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1989 - 2007 / 7 / 27 - 11:26
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


تخون المرأة من أجل الحب ويخون الرجل من أجل الجسد، جملة إبتدأتها السيدة ليلى قبل أن تبدأ حكايتها التي تبدو من حكايا ألف ليلة وليلة لعصرنا هذا، قالت ليلى: كان والدي رجلاً صارماً متعصب التفكير فكل حياتنا عيب في عيب والمرأة عورة حتى في وجودها وللصبيان حق في كل شيء وللبنات الصمت والخرس، هكذا عشت حياتي، أدخلني والدي المدرسة وأخرجني منها حسب مزاجه وعقليته، رفض الكثيرين ممن تقدموا للزواج مني دون إستشارتي أو أخذ رأيي وما أن جاءه أحد أقربائه الذي يحبه ويحترمه حتى وافق فوراً على إعلان خطوبتي لإبنه

لم يكن لي أي رأي وافقت بالضرورة وتمت الخطوبة والزواج في أقل من شهر، فالعريس رجل مقتدر ولا ينقصه شيء حلمت في داخلي أن يكون رجلاً مختلفاً عن والدي، رجلاً أكثر تفتحاً وأكثر إحتراماً لشخصيتي وإحترام كينونتي. لكنني صدمت بأن عقله أكثر تحجراً وأكثر خشونة، كنت له كأي شيء يمتلكه (مسألة إمتلاك لا أكثر)... حاولت أن أكون زوجة طيعة محبة له، لكن تصرفاته أبعدت عني أي عاطفة تجاهه، كان يتصرف معي بقوانين العيب والممنوع، وكانت قوانينه طويلة وكثيرة ومتعددة، عيب أن أفتح الباب، عيب أن أرد على التلفون، قد لا تصدقون... لكنها الحقيقة، لم أكن إلا مجرد سجينة لا زوجة، كان يقول إن جمال المرأة لزوجها فقط، والغريب في الأمر أنه كان يعمل في وظيفة معظمها سيدات، طلبت منه مرة أن أزور دائرته فغضب وصرخ وإعتبر طلبي خارجاً عن المألوف، كنت دوماً أنصاع لأوامره وأسكت على مضض فأنا لا أملك إلا السكوت، بدأت أهرب من وحدتي إلى الكتب التي ملأت مكتبته، قرأت الكثير بدأت أشعر بعد قراءة كل كتاب إنني جاهلة ضعيفة، والغريب هو إنني كلما أنهيت كتاباً كلما أحسست إنني أكثر ضعفاً، أقضي يومي في تنظيف البيت والقراءة، زيارتي للناس قليلة، هكذا إستمرت حياتي وكان يخرج منذ الصباح يعود لتناول طعام الغذاء ثم ينام ثم يخرج ليعود في منتصف الليل، هكذا إستمرت حياتي طوال عشر سنوات أنجبت خلالها أربعة أولاد فإزداد إنشغالي بهم وإزداد إنشغال والدهم بحياته التي لا أعرف عنها شيئاً، لكن حبي للقراءة أصبح مرافقاً لي فتوغلت أكثر في كل أصناف القراءة وأحسست أن من حقي أن أتمرد، أن أخرج من هذا القمقم الذي وضعني فيه.
وكانت الخطوة الأولى، خرجت وحدي إلى السوق صباحاً ركبت سيارة أجرة، كنت مرتبكة متلعثمة، لكنني جازفت، تمشيت في السوق تبضعت أكلت قطعة آيس كريم أحسست كأنني فتاة صغيرة تركض في حديقة.
وعدت إلى بيتي، لم يكتشف زوجي هذا السر فاطمأنت نفسي وكانت رحلتي إلى السوق إسبوعية، أقضي وقتاً ممتعاً أشعر إنني إنسانة جديدة تملك قرار نفسها، هل تضحكون عليّ! من حقكم، ليتني توقفت عند هذه النقطة فقط، حدث أن تجمع بعض أصدقاء زوجي عندنا في البيت لأنه كان متعباً.
وطبعاً كنت في المطبخ أعد وجبة العشاء دون أن أرى أيا منهم كانت أصواتهم تصل إلى مسمعي وكل واحد منهم يتغنى بالنساء والعشق والعلاقات.
إكتشفت من بين كلامهم أن زوجي فارس الفرسان في مثل هذه العلاقات وإن حياته قمار ونساء، كنت أغلي غضباً لكنني لا أملك إلا الصمت، حين خرج الأصدقاء واجهت زوجي الذي لا أعرف عنه شيئاً بأنني عرفت كل شيء والمضحك المبكي أنه قال لي بالحرف الواحد، أنه يعشق النساء وإنني مجرد رحم أنجب له ذريته لا أكثر وإن حياته ملك له، وليس من حقي التدخل في تفاصيلها وهو لم يقصر في اي من واجباتي فماذا أريد بعد، لكنني صرخت، بكيت، رفضت هذا المنطلق. إحتجاجي أثار غضبه، لم يتخيل إنني قد أرفض تصرفاته، إبتسم بسخرية قائلاً أنت لا تفهمين الحياة، كوني كما كنت في بيت أبيك مجرد آلة للبيت والإنجاب، وإياك أن ترفعي صوتك أمامي، لكنني كنت كالقطة الشرسة، رفعت صوتي وأجبته بأني أرفض رجلاً خائناً يقضي أيامه مع نساء أخريات صفعني بقوة قائلاً: الرجل لا يحمل عيبه، أنا حر ولا تملكين أي حق في منعي، ثم تركني وذهب لينام وسهرت مع أوجاعي وضعفي.
كرهته وإبتعدت عنه لكنه لم يهتم لذلك فمسألة الجسد لديه لا تعنيه معي لأنه يمتلك العديد من العلاقات والأجساد، فكرت كثيراً لماذا يتجبر الإنسان على نفسه وعلى الآخرين إذا كان يملك مالاً وسلطة، آمنت أن هذا قدري وعليّ أن أعيش لأولادي وإنني لن أكون زوجة له إلا أمام الناس. وفي يوم حين إلتقت عيناي بعيني رجل مختلف، كان بستاني البيت، طلب مني كوب ماء وأعطيته نظر إلي بهدوء وهمس لي، لم كل هذا الحزن ياسيدتي الجميلة، لا أعرف هل كان يسكب ماءًَ بارداً على جسد يعيش في جو خانق، هربت منه إلى داخل البيت وأنا أرتجف خوفاً وأتساءل، كيف شعر بي هذا البستاني الفقير، كيف شعر أن الحزن يسكنني والوحدة تقتلني، هناك شيء يتغير في داخلي، هل أحببت هذا الرجل... مستحيل، لايمكن أنا إمرأة متزوجة لايمكن أن أقع في هذه الخطيئة، أقفلت بابي.. وغرقت في دموعي وأنا أصرخ لا لن اصبح خائنة كزوجي.



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين كنت ضدي
- النساء وحدهن في محرقه الرجل العسكري
- مراهقه المراة الأربعينيه حقيقه لماذا يستنكرها المجتمع
- الحب المستحيل في النصف المجنون
- جارالقمر ! شمس ولعبه الأختباء
- حكايا حب معاصرة 5
- حكايا حب معاصره 4
- أعلنت عليكم الحرب
- الحب احتراقا
- مقابله مع الفنان عبد الستار البصري في احدث اعماله المسرحيه
- حكايا حب معاصره 3
- الرجال ربات بيوت
- حين يصرخ الناس متسائلين من يقتلنا ؟
- حكايا حب معاصرة 2
- احبك وبالعناد اقتلك
- الحب لهم وحدهم
- حكايا حب معاصره
- عمليه انتحاريه لرجل مفخخ بالحب
- الفراق الحتمي
- لاتتزوجوا


المزيد.....




- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - الخيانه بين الحب والجسد