أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - حين كنت ضدي














المزيد.....

حين كنت ضدي


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 11:33
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


نظرت لوجهها في المرآة وهي تعدل زينتها قبل أن تخرج الى زفة العرس.
لكنها فجأة إكتشفت ان وجهها ليس وجهها، وأن عقلها ليس عقلها، إقتربت من المرآة دققت النظر.. تربع في ذهنها سؤال طالما كانت تهرب منه.
ما الذي فعلتيه بنفسك؟
حاولت ان تهرب من السؤال لكنه لاحقها، فوجدت نفسها تهمس اني سأتزوج، ما الضير في ذلك؟ وأكمل السؤال حواره: لكنك كنت دوما ضد هكذا زيجات كنت تحاربينها بشدة. كيف تفعلين شيئا كنت تعتبرينه ضد تفكيرك ومنهجك في الحياة؟.

جلست وهي تفكر، طلبت فنجان قهوة وسيجارة ما أثار ضحك من معها، عروس وتريدين الآن سيجارة. وحين أحضروا لها ما أرادت، طلبت ان تختلي بذاتها، أقفلت الباب، ووقفت أمام النافذة تنظر الى السماء البعيدة، ومع تطاير دخان سيجارتها أحست بأن شيئا ما في داخلها يطير، همست لنفسها بإستغراب، هل أتراجع الآن، طبعا لا يمكن إني العروس، أني الآن زوجته، لا يمكن بالطبع ان أتراجع، لقد أحببته بعمق وضعيته في المرة الأولى وحين عدنا كان أرق وأروع، كيف أحارب حبي الذي تمنيته، ولماذا الآن أفكر.. لقد إتخذت قراري بكل عقلانية بالقبول بالزواج منه وأنا أعرف أني الزوجة الثانية في حياته، هي خطفته مني ولست أنا حين تزوجته.. يا إلهي ما الذي دهاني الآن؟!، لكن السؤال ضحك بسخرية منها وتابع قوله: لكنك كنت تحاربين الزواج الثاني، ما يخصك حلال وما يخص الناس حرام!
توترت أعصابها، لجأت الى حبوب مسكنة، وهي ترتجف عادت الى المرآة همست، لم أكن أتخيل يوما ما ان أمنح جسدي لرجل غيره.. منذ أحببته قررت أن يكون زوجي في يوم من الأيام، لا يهم ان كنت الأولى او الثانية او حتى الثالثة لا يهم، إنني أحبه!
صرخ السؤال ضاحكا: الحب إذن يفعل المعجزات ويغير المبادئ والأفكار وبدلا من ان تكوني في صف الضد أصبحت من أنصار المع. دارت حول نفسها وهي تحاول كتم غضبها، ما الذي تقوله (مع وضد وهذا الكلام الذي بلا معنى) لكن السؤال كان أكثر مشاكسة وهو يضحك. أنت تهربين من نفسك.. تحاربين الآن مبادئك وأفكارك، وتقدمين صورة سلبية لكل أقوالك وكتاباتك وحتى شعاراتك هل أقرأ لك؟ بعض محاضراتك، كل هذا من أجل مصلحتك، هزّت رأسها وهي تقول: لا من أجل الحب.
وكان السؤال هذه المرة واضحا وصافعا: كيف تقبلين ان تكوني الزوجة الثانية لرجل له زوجة وأولاد، وتسهمين بهدم بيت، كيف تقبلين بنصف رجل! أليس هذا كلامك الزواج للمرة الثانية معناه نصف حياة ونصف رجل!!
همست بضعف إني أحبه، حكاية حبنا منذ عشر سنوات لكن الفراق ضيع خطواتنا، عاش حياته وتزوج وبقيت في إنتظاره حتى إذا رأيته ورآني شعرنا ان حبنا أقوى من الفراق فقررنا الزواج. هذه حكايتي بإختصار.
دقّ على الباب عليها ان تستعد لزفة العرس، فتحت الباب، نظرت الى شقيقتها وإبتسمت، إنزعجت شقيقتها متساءلة، ما بك أرى ملامح دموع في عينيك، ما الذي جرى وضحكت قائلة: هل ستغيرين رأيك هذه المرة أيضا؟.
رفعت رأسها وهي تسمع صوت عريسها متساءلا: لقد تأخرنا يا عزيزتي، نظرت إليه تأبطت ذراعيه، وسارت في طريق الزفة والنسوة من حولها يزغردن..
وحين همس لها: إشتقت إليك كثيرا..
ضحكت قائلة: وأنا كذلك..
وأعادت لنفسها همسة... الآن أشعر بسعادة كبيرة حتى لو كنت ضدي!!



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء وحدهن في محرقه الرجل العسكري
- مراهقه المراة الأربعينيه حقيقه لماذا يستنكرها المجتمع
- الحب المستحيل في النصف المجنون
- جارالقمر ! شمس ولعبه الأختباء
- حكايا حب معاصرة 5
- حكايا حب معاصره 4
- أعلنت عليكم الحرب
- الحب احتراقا
- مقابله مع الفنان عبد الستار البصري في احدث اعماله المسرحيه
- حكايا حب معاصره 3
- الرجال ربات بيوت
- حين يصرخ الناس متسائلين من يقتلنا ؟
- حكايا حب معاصرة 2
- احبك وبالعناد اقتلك
- الحب لهم وحدهم
- حكايا حب معاصره
- عمليه انتحاريه لرجل مفخخ بالحب
- الفراق الحتمي
- لاتتزوجوا
- اغفاءة جسد


المزيد.....




- حياكة السجاد المزيّن بالنقوش طريقة النساء الايلاميات لحفظ ال ...
- القبض على امرأة نيوزيلندية بعد العثور على طفلة في حقيبة سفر ...
- محامية المغربي حكيمي واثقة من براءته من تهمة الاغتصاب
- فضيحة في مستشفى فرنسي: تحقيقات تطال ممرضة وشريكها بتهم اعتدا ...
- استرخاء بعد النشوة.. وهذا ما يحدث بعد ممارسة الجنس قبل النوم ...
- -امرأة لا مثيل لها-.. مجلس الشيوخ يصادق على تعيين جانين بيرو ...
- المرأة الجديدة تبحث عن باحثة نسوية
- تحقيقات موسعة في فضيحة اعتداءات جنسية على رُضع بمستشفى فرنسي ...
- ما هو رأي قائد الثورة في مشاركة النساء بمسيرة الأربعين؟
- مصرع امرأة وإصابة آخرين وقطع طريق رئيسي جراء السيول في ذمار ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - حين كنت ضدي