أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - الهروب من بوتقة القهر !!















المزيد.....

الهروب من بوتقة القهر !!


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1998 - 2007 / 8 / 5 - 11:28
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


يمتاز المجتمع التقليدي بأنه بدائي التفكير رغم ما يدعيه من حضارة وتقدم موهومين، تغتصب فيهما الحقوق وتنتهك الأعراض من دون إدانة او حتى صرخة إحتجاج. أن تكون إنسانا ضعيفا فهذا بحد ذاته كارثة أما إذا كنت أنثى فالكارثة أعظم، لأن من يتحكم بمصير الأنثى ذكر، لا يهم ان كان متعلما او جاهلا المهم أنه ذكر وهذه هي الطامة الكبرى. حكايتي يا شهرزاد وأنت إمرأة متهمة بالتحيز للمرأة ضد الرجل ولا أفهم لذلك سببا.
حكايتي تعني الإغتصاب بكل معانيه إغتصاب إنسانيتي، تفكيري، حقوقي، وجسدي! يحتويني هذا الإغتصاب بكل معانيه من قهروعجني في داخل بوتقة لسلب حقوقي الفكرية والمادية والجسدية. كنت وحيدة أهلي بين ستة صبيان! كل منهم وصي عليّ وتختلف وصايته حسب عقله! فمنهم من يراقبني، ومنهم من يرافقني ومنهم من يحدد لي خطواتي السلوكية والمعرفية، أما أنا فمجرد دمية في أيديهم. لا أنكر ان أبي كان رجلا مختلفا ومتفهما، يحبني ويخاف عليّ ويمنحني بعضا من ثقته وماله. لكن الموت إغتصبه مني وبقيت بين أحضان أمي التي لا حول لها ولا قوة وبين أشقائي الستة الذين هم في الحقيقة أشبه ما يكونون بعصابة لإغتصاب كل حقوقي لأنني أنثى بينهم! حين أنهيت دراستي الثانوية وكان معدلي مرتفعا لم يستطع أحد منهم الوصول إليه جلسوا جميعا الى طاولة التشريح ليقرروا عني أتجاهي الدراسي، صرخت وبكيت ورفضت من دون فائدة كنت أتمنى أن أدرس الطب او الهندسة، لكنهم حشروني في زاوية التعليم بحجة انه أفضل وأشرف مهنة وكان الإغتصاب الأول في حياتي، إغتصاب تفكيري وإرادتي بعبقرية فذة من قبل إخوتي الستة وتحت منظر دموع أمي ولسانها الصامت داخل فمها. لم يكن أمامي سوى الرضوخ. تزوج الشباب واحداً إثر الآخر وبقى حولي إثنان. كان كل واحد منهما يحب ويختار حبيبته قبل الزواج ويعيش حياته كما يريد. في حياتي الجامعية أحببت زميلا لي (حباً عذرياً) وجدت فيه ما كنت أبحث عنه من عقل متفهم لشخصيتي وكياني، حين إكتشف شقيقي حكاية حبي ركبه الغضب وانهال عليّ ضربا متناسيا تماما جلساته معنا وهو يتحدث ببساطة عن حبه لزميلته. وحين تدافع بعض أشقائي لمعرفة سبب ضربه لي انهالت أيديهم على جسدي تساعده بالضرب والشتيمة ها هي ربة الصون والعفاف تكفر وتتمرد على قوانين الأسرة لأنها أحبت زميلها! أسبوع كامل وأنا أعاني من ضربهم وجسدي تنتشر عليه الكدمات واللون الأزرق وأمي لا تملك لسانا يتحدث، بل تملك دموعاً تنهمر! إغتصاب آخر لحقي في ان أحب من أراه يتفق مع نفسي وعقلي، وشددوا الحصار علي من كل الإتجاهات ضماناً لهم أن لا التقي بهذا الحبيب ولا أتحدث معه.
إكتشفت في ما بعد أن إعتراضهم الشديد ليس من أجل الحب فقط، بل لأن من أحببت كان فقيراًً، وأعتبروه طامعاً في ما أملكه من مال تركه لي والدي.. تخرجت وفي عام التخرج ورغم فرحتي المنقوصة جاءني شقيقي الأكبر وبيده ورقة طالباً مني توقيعها لأمور تهم تركة والدي، وحين ترددت ورفضت جعلوا من والدتي مثلاً أحتذي به فكان توقيعي قريباً من توقيعها على نفس الورقة.. إكتشفنا في ما بعد أنه تنازل عما تركه والدي من أموال.. وحين واجهت أخي أجابني بكل صلافة أنه سيتوكل بأمري وأمر والدتي وليس هناك من داعٍ لأن يكتب شيئاً بإسمينا.. فنحن لا نحسن التصرف!
إغتصاب قانوني لأموالي وما ورثته عن أبي.. كان الإغتصاب في حياتي شيئاً يطاردني كظلي وحين أتساءل بيني وبين نفسي عن سره أجد أن الإغتصاب لمعالم حياتي كلها كان بحجة أنني أنثى!!
عملت مدرسة في إحدى مدارس البنات، محاولة أن أخرج من همومي ومأساتي بإلانهماك في العمل، إلى أن فقدت أمي برحيلها إلى عالم قد يكون أكثر حنان واحتراما لأنوثتها.. فجعت، شعرت بأسوار الحزن واليتم تلتهمني، وهذا البيت الكبير الأنيق سجن لي وليس لي فيه سوى الذكريات والحزن، لم أستطع الخروج من حزني حتى بعد أن إلتهم الموت أمي لأكثر من عام. كان الحب في حياتي يطاردني بذكرى ذلك الزميل الذي حاربه أخوتي، فجأة زارنا إبن عمي المهاجر إلى أميركا وبعد إسبوع تقرر أن أزف إليه، تلك اللحظة كرهت فيها أخوتي وكرهت حياتي كيف لي أن أتزوج شخصاً لا أعرفه حتى لو كان إبن عمي! لكن قرار الإغتصاب لإرادتي ورفضي كان قد وقع من قبل الأشقاء الأعداء ونفذ كل شيء سريعاً تساعد أخوتي زوجاتهم اللائي وجدن في إبن عمي عريساً لا يقاوم فهو قادم من بلاد الحرية والتفهم وسيأخذني معه إلى عالم جديد تتمناه كل البنات ويحسدنني عليه. وافقت على مضض، هل وافقت حقاً؟ بالطبع لا، كنت أشعر بنفور خفي من إبن عمي الذي أصبح زوجي لأكتشف ليلة زواجي والحزن يسكنني ويعصرني أنه لا يختلف عن إخوتي في تمتعه بسلطة الإغتصاب، تعامل مع جسدي وكأنه يتعامل مع قطعة معدنية يود إصلاحها “وهو الرجل المجرب الفاهم” كان فظاً متوحشاً وكنت كورقة كتب عليها أحدهم كلاماً لم يعجبه فعصرها بيده وألقاها في سلة المهملات!
لم أكن عروساً مبتهجة وشعرت أن الإغتصاب يرافقني في حياتي الزوجية هذه المرة كان إغتصاب الجسد وكان أسوأ أنواع الإغتصاب.
هل أعد لكم كم شهرياراً في حياتي! لعل شهريارأ كان أرحم ممن حولي ولعلي يا شهرزاد لم أستطع أن أكون إلا نفسي المتعبة المغتصبة، فلم أكن إحدى الأميرات التي تزوجها لليلة واحدة وقتلها وأراحها، ولم أكن شهرزاداً تحتال عليه بآلاف الحكايات، كانت حكايتي منذ مات أبي المعنى الحقيقي لإغتصاب كينونة الإنسان في داخلي.
ولإنني الأنثى الأضعف فقد كان الإغتصاب أعمق وأقسى، وقد يستغرب الجميع من أن إبن عمي إزداد جنوناً وإغتصاباً لمعاني حياتي حين إكتشف أن أخوتي إغتصبوا حقي المادي، فبدأ بإغتصابي النفسي في نعتي بالغباء وفي محاولة تحطيم ما تبقى من شخصيتي التي كنت أعدها سوية.. الآن وأنا أسير في طريق معاملة الطلاق ولا أملك سوى راتبي إكتشفت أنني لأول مرة أحيل الإغتصاب من عدو حقيقي لشخصيتي إلى مرافق ورفيق يساعدني على أن أبدأ من جديد حين أغتصبت كل حقوقي من أولئك الذين أغتصبوني مادياً ومعنوياً ونفسياً وجسدياً! أتراني محقة الآن بعد هذه الرحلة الطويلة من العذاب..؟ لا أدري لكنني مصممة على أن أكون مغتصِبة لا ُمغتصَبة

واهرب من بوتقة القهر والأغتصاب !!!



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امراة متوحدة
- الرجل المنصف في الزمن غير المنصف !
- المراة تستحق الضرب
- الخيانه بين الحب والجسد
- حين كنت ضدي
- النساء وحدهن في محرقه الرجل العسكري
- مراهقه المراة الأربعينيه حقيقه لماذا يستنكرها المجتمع
- الحب المستحيل في النصف المجنون
- جارالقمر ! شمس ولعبه الأختباء
- حكايا حب معاصرة 5
- حكايا حب معاصره 4
- أعلنت عليكم الحرب
- الحب احتراقا
- مقابله مع الفنان عبد الستار البصري في احدث اعماله المسرحيه
- حكايا حب معاصره 3
- الرجال ربات بيوت
- حين يصرخ الناس متسائلين من يقتلنا ؟
- حكايا حب معاصرة 2
- احبك وبالعناد اقتلك
- الحب لهم وحدهم


المزيد.....




- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - الهروب من بوتقة القهر !!