أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبد الحكيم نديم - جوانب من محنة الكرد عبر التاريخ















المزيد.....


جوانب من محنة الكرد عبر التاريخ


عبد الحكيم نديم

الحوار المتمدن-العدد: 614 - 2003 / 10 / 7 - 03:32
المحور: القضية الكردية
    


                                                                            
»  فالتعرف هذه الحقيقة  ليس هناك اجمل من الوطن«
    مثل كردي

 


  عندما تكتب بموضوعية تامة عن محنة شعب مضطهد بفعل عوامل الاحتلال،فيجب ان تعرف عن كثب معاناة تلك القومية المضطهدة من قبل بعض الدول القومية الشوفينية الذين لا يعترفون في الدنيا بوجود قومية اخرى غير جنسهم وعرقهم في حق العيش والتمتع بالحرية، فيتحتم عليك اذن أن تدرس الماضي البعيد بتأني وبموضوعية واعية وتوخي الدقة في فهم الحقائق والشواهد التاريخية حول ذلك الشعب المضطهد .
فمحنة الكرد من المحن الكبيرة ،والمنسية عن عمد طيلة قرون من الزمن الغابر من قبل الأنظمة الديكتاتورية المتنفذة بحكم المصالح الحيوية والمحتلة أصلا لتخوم اراض  كردستان المقسمة ،وبسبب تجاهل وتناسي البعض من المفكرين والباحثين والمثقفين بقصد أو دون قصد حقيقة محنة هذا الشعب المناضل، الذي تعرض للإبادة والصهر والتنكيل من دون أن يرف لبعضهم جفن أو يكلفوا انفسهم بان يصدروا بياناً أو كلمة إدانة واحدة أمام تلك المشاهد المأساوية والمجازر الدموية التي ارتكبت بحق الكرد. لأنهم طالبوا بحقهم في العيش ،والحرية لكردستانهم المحتلة من قبل الدول المشكلة على حساب حقوق الكرد وعلى اساس حفاظ المصالح الإستراتيجية لتلك الدول.
( والكرد ليسوا غرباء في المنطقة، ولم ياتوا عن طريق حملات التكريد والاستيطان كما يزعم بعض انصاف المثقفين ، فيمكننا أن نرجع اصل الكرد إلى عصور قديمة وهم بذلك أحفاد أقوام استوطنت المنطقة المسماة كردستان) وكما جاء في تعريف د. زهير عبد الملك لكردستان في كتابه الأكراد وبلادهم كردستان1، وقد عرّف الرحالة الشهير أوليا شلبي2 كردستان ايضا( بأنها تشمل ولاية ارضروم ووان وحكاري وديار بكر والجزيرة والعمادية والموصل وشهرزور واردلان تؤلف بمجموعها كردستان التي تستغرق قطعها 17 يوماً) ولا ادري هل إن المتزمتين من المثقفين عرفوا جيدا تخوم بلاد الكرد أم انهم مثل سلوكياتهم وطروحاتهم السقيمة السابقة ما زالوا يشككون لهذه الساعة في صحة تلك الحقائق والأدلة التاريخية الموثوقة، لأنها تدحض من الأعماق آرائهم وتوجهاتهم المريضة؟.
ولكن هذا لا يمنع الكثير من المنصفين و المتنورين والمثقفين العرب والقويات الأخرى من قول الحق ، وبعد ان درسوا واطلعوا عن كثب على الكثير من أساليب بعض الأنظمة القمعية و محاولاتهم في طمس خصوصية الكرد وتشويه نضالهم وكفاحهم من اجل حقوقهم المشروعة، وانبرت الكثير من الأقلام الشريفة و شخصيات وطنية معروفة  لكشف تلك الممارسات القمعية ضد الكرد فكتبوا العديد من البحوث والمقالات المنصفة حول محنة الكرد وساندوا القضية الكردية من خلال فضحهم  لتلك الأنظمة القمعية في العراق وتركيا وإيران ولقد أنصفت بحق تلك الأقلام الجريئة وبدافع إنساني نبيل الكرد و فعبروا عن ضميرهم النقيّ امثال الباحث التركي الكبير  إسماعيل بيشكجي، وأقلام أخرى عراقية وعربية شريفة ووطنية نزيهة كالمرحوم هادي العلوي والدكتور القدير د. منذر الفضل والدكتور الفاضل كاظم حبيب وشخصيات وطنية عراقية وعربية أخرى .
فكتب رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية الدكتور أسامة الغزالي حرب 3 موضوعاً شيقاً عن محنة الأكراد مخصصا لها ملفا حسبما جاءت في مجلة دراسات كردستانية عدد 5  -2001 (ان محنة الأكراد تتلخص في إن حقيقة القومية الكردية لا يماثلها إلا استحالة وجود الدولة الكردية على الأقل في إطار الظروف الإقليمية والدولية الحاضرة والمستقرة. وإذا كانت هذه الاستحالة ناتجة عن توزيع الأكراد بين دول لا يتصور تنازلها عن أجزاء من أرضها تركيا إيران العراق سوريا)، فردود الأفعال إزاء تلك الآراء الصائبة تكون شديدة من قبل بعض المتطرفين الذين يدّعون معرفة فهم الحقائق التاريخية، وانهم في الواقع لا يعرفون غير سلاح التشكيك في تزوير الحقائق وطعن مصداقية الأقوام الأخرى في كيفية استخدامهم لأسلوب التهريج الإعلامي لمحاولة ذر الرماد في عيون الشواهد التاريخية. بحجة إن الكرد وكما ذكره الكاتب نزار آغري4 في مقاله المنشور في صحيفة الحياة في 15 نيسان 2001   رداً على تلك  الأفكار المسمومة والتطلعات الشوفينية المريضة بان الكرد (ما كانوا يوما أصحاب دولة ومؤسسات وإنما كانوا وما زالوا اتباع طرق وأنصار سنن و أهل فوضى وتشويش، بات الكرد يحكمون من الجهات جميعاً من حكام ليسوا منهم ولزم عليهم النطق بلغات ليست لغاتهم وقسروا على الخضوع لقوانين مجلوبة إليهم بالقوة  وإذ رفض الكرد هذا وعصوا الأوامر قيل منهم أقوال ترسمهم أشقياء يريدون تمزيق الأردية وتفتيت الأصقاع).

قصة الكرد مع النضال من اجل الحرية:

الكرد معروف على مر العصور و التاريخ كشعب مسالم  يعيش مع الشعوب الأخرى، وانهم دوماً مع  السلم والأمن  والحياة الحرة الكريمة، فالكرد  قوم يكرهون الظلم ولا يقبلون بالعدوان والتجاوز على حقوقهم وحريتهم ، لذلك إذا عصوا أوامر الطغاة والأنظمة المستبدة في سبيل استمالتهم وصهرهم بشتى الطرق وتحت ظلال  الشعارات الشوفينية والديكتاتورية من اجل الحفاظ على أهدافهم المبطنة مثلما فعلتها من قبل بعض الأنظمة القمعية الحاكمة في بعض البلدان المجاورة لكردستان ومحاولاتهم البائسة في قمع الثورات والحركات الكردية  من خلال ابرامهم للعديد من المعاهدات والاتفاقيات السرية والعلنية من اجل لمنع  الكرد من الحصول على حقوقهم القومية  في المنطقة وبذلهم الملايين من الدولارات في تنفيذ تلك المخططات والمعاهدات الخبيثة ، وكانت آخر تلك التحركات المشبوهة الخائبة لوزراء خارجية الدول المجاورة لكردستان العراق بعد تحرير المنطقة الكردية من النظام الديكتاتوري في بغداد عام 1991 .
فالكرد كانوا دوما في طليعة المهمات الوطنية ولم يفرطوا يوما ما بذرة من تراب الوطن ولم يتآمروا على الأخوة العربية ، وكانوا دوماً مع ترسيخ وتمتين أواصر الصداقة، وأوفياء مخلصين مع من ساندوهم وآزروهم في الشدائد ، وقد برهنوا في سبيل ترسيخ تلك العلاقة منذ زمن طويل وليس الآن فما مشاركة الشيخ محمود الحفيد في دعم ثوار ثورة العشرين في منطقة الشُعيبة في العقد الثاني من القرن المنصرم لهو دليل ناصع على تلك الأخوة الصادقة، فناسف اليوم من بعض الأقلام الغير المسؤولة الذين ينالون من تلك العلاقة التاريخية محاولين هدم جسور الثقة بين الشعبين الشقيقين، من اجل مصالح وارضاء بعض الأطراف  والفئات الإقليمية، فمهما حاولت تلك الأقلام والجهات الغير المسؤولة في تعكير اجواء تلك الأخوة والصداقة فلا يمكنهم من خرق ذلك الجدار الفولاذي الأخوي المتين بين الكرد والعرب والتركمان والكلداشور، فبالرغم من محنة الكرد التاريخية  ومحاولات بعض  الأنظمة الشوفينية المحسوبين زورا على العرب في بث الفرقة بين الكرد والعرب كالنظام الديكتاتور السابق (فالأحداث في القرون الماضية القريبة شهدت على تلك العلاقة المتماسكة بين الكرد والعرب ومشاركة الكرد في جميع الأحداث التي كانت تخص الأمة العربية والإسلامية.ويحزننا كثيرا ونحن نتطرق إلى علاقة اغلب الأنظمة العربية السلبية مع الشعب الكردي والمواقف الشوفينية لبعض الحكومات العربية )5 باستثناء بعض المواقف الإيجابية والرجولية لبعض القادة العرب والذين يكن لهم الشعب الكردي كل المحبة والتقدير ويفتخر لمواقفهم الإيجابية حيال قضيتهم العادلة،فشتان بين مواقفهم ومواقف بعض أدعياء العروبة والإسلام في الوطن العربي حكومات أو أفراد ، كيف ساندوا هؤلاء ودعموا نظام البعث في العراق في إبادة الشعب الكردي وكيف دعموا النظام في شن عدوانه الظالم على إيران لمدة 8سنوات وفي غزوه لدولة الكويت الآمنة،وتدميره لاقتصاد العراق  وتبديده لخيرات العراق في بناء الترسانة الحربية المكلفة ،والتي دمرتها دول الاحتلال في غضون ايام ، وهزيمته في رمشة عين بعد أن حكموا العراق لـ34عاما بالحديد والنار، ولم يستطيعوا أن يرفعوا رؤوسهم الخاوية أمام طيران الاحتلال، وكيف تم قطع ألسنتهم القذرة والطويلة أمام تقدم القوات الإمريكية الغازية،وتركهم في لحظات قصورهم العامرة والمشيّدة بأموال الشعب ،وانهيار القيادة الحكيمة أمام ذهول ودهشة العالم واذابتهم كفص ملح في وحل الهزيمة، وكيف اثبتوا للتاريخ بانهم كانوا فقط أقوياء على رؤوس الأرامل والأطفال والشيوخ. وكيف تم  فضحهم أمام العالم والتاريخ، وكيف انكشفت أسرار سجلاتهم الإجرامية بحق الشعب العراقي بكرده وعربه وأقلياته المتآخية ، وكيف كانوا يظنون بأنهم سيخلدون في الحكم والى الأبد حسب  شعارهم الفاشي ( جئنا لنبقى) والإستخفاف بمقدرة القوى المعارضة ونضال الشعب من أزاحتهم من السلطة ،وكانوا يتصورن بقاء السلطة وتابيدها فيما بينهم جيلا بعد جيل على حساب أهرام من الجماجم العراقية والعديد من المقابر الجماعية، فهذه حقيقة باني مجد العراق والعبد المؤمن الذي هلك العباد وقتل الشباب ودمر البلاد ،وكيف  خدع  الأخوة المساكين من العرب والجنسيات الأخرى باسم الدين والعروبة واستخدمهم كدروع بشرية من دون أن يعرفوا هؤلاء حقيقة النظام الذي جاؤوا ليقاتلوا من اجله، وكيف قطع بهم السبل  وحيدين تائهين في الشوارع العراقية  وتحت رحمة القنابل الأمريكية الظالمة مع اول طلعة جوية فوق بغداد ظنا منهم بانهم سيقاتلون العدوان الأمريكي جنباُ الى جنب مع القائد المنصور بالله رافع راية النصر المبين و بجنب زين الشباب المخمور عدي والكتوم  قصي، ومع مبتكر المقابر الجماعية في العراق الملعون السرمدي علي بن الكيمياوي فنحمد الله على خذلانهم ،  ولم يطلقوا حتى  رصاصة واحدة للتاريخ من مسدساتهم المطلية بالذهب الخالص من اموال العراقيين ، وكيف خدعوا أنفسهم وأعوانهم ليل نهار بالنصر المؤزر والتبجح بالإنتصارات الكاذبة، وكيف سعد العالم بمصيرهم الأسود عندما انقلب السحرفي 9نيسان  على الساحر في يوم باع النظام (العراق الحر) بشرط عدم محاكمته امام محكمة الشعب. فانتقم الله لأهل ضحايا حلبجة الشهيدة ولأرواح 182 ألف كردي مؤنفل في 1988 في هذه الدنيا قبل الآخرة . فعجبي من تلك العقول والأقلام المسكينة كيف تدافع لهذه اللحظة عن جرائم النظام المقبور  وتبررله وبشتى الوسائل جرائمه الكبيرة  وتكذّب الشعب وتنكر حقيقة المقابر الجماعية المكتشفة في طول وعرض العراق .فنحن يا احرار العالم في كل مكان أبناء شعب صامد ولا نقبل بأية وصاية أو احتلال مهما كانت هوية ذلك المحتل وظروف الأحتلال، فنحن لا نستعجل ولا نطلب في ظل الفوضى وغياب القانون برحيل تلك القوات الا بعد استكمال وبناء كافة المؤسسات الحكومية والحكومة الشرعية وعودة الحياة الطبيعية لعموم العراق وبعد ذلك يمكننا القول بإن العراق لا يتحمل اكثر من قيود وتدخلات خارجية وتبعات القوانين الجائرة. فيقينا نقول لولا هذه القوات الضخمة والمدربة لكنا نعد اليوم العدة اليائسة لأحفاد وأحفاد الكتوم قصي وآله القتله وكدنا ان ناخذ حسراتنا الساخنة معنا للقبر من دون ان نرى المصير الأسود للطاغيه واعوانه المنتجبين.

ويسألونك عن حملات الأنفال ومعسكرات الموت:

فمحنة الكرد في زمن البعث وصلت اوج قمتها عندما دمر النظام البائد اكثر من 5آلاف قرية كردية في كردستان تدميراً منضماً ،واستخدمت أنواع من القنابل الكيمياوية والمواد السامة لاستحالة عودة الحياة ثانية لتلك القرى، وتهجير أبنائها إلى المناطق الصحراوية و حصر قسم منهم في الجمعات القسرية وقصفه لمدينة حلبجة الشهيدة بالأسلحة الفتاكة وإخفائه لـ182 ألف كردي في عملياته العسكرية المسماة كفراً بالقران الكريم بـ(عمليات الأنفال السيئة الصيت) ، وبعد كل هذه الجرائم والمقابر الجماعية نجد بعض الأخوة الكرام يدسون على الجرح الكردي والعربي النازف، ويتباكون بحرقة وفي الفضائيات العربية لزمن القتل المجاني والمقابر الجماعية، وانتهاك الحُرمات لاجل الحصول على حفنة من الدنانير المغمسة بدماء ضحايا الأنفال ، فيا للعار والشنار لتلك الأقلام المريضة،  ولتبلى بالعمى العيون التي لا تعرف ولا تميز أعداء الكرد ولم تستوعب بعد الدروس القاسية من  محنة الكرد عبر تاريخه الطويل من النضال والكفاح وتستكثر عليهم الفيدرالية وما شاكلها ،ونسيت تلك الجهات المغرضة قوافل الشهداء وتضحيات البيشمركة ، ولا ادري كيف يمكن للكرد  أن يتجاوز محنته المريرة بسهولة وهو صاحب الملايين من الضحايا ويكفي أن نذكر لصاحب شرف رفيع، وصاحب قيم ومثل إسلامية وشهامة عربية أن  يغضب للحق ويلعن الصمت القاتل عندما نحيله لقراءة وثيقة واحدة من بين الآلاف من الوثائق الرسمية التي تمت ضبطها في دوائر الأمن والمخابرات التابعة للنظام البائد.

قصة إرسال الماجدات الكرديات المؤنفلات الى جمهورية مصر العربية :

فهي وثيقة دامغة يندى لها الجبين، جبين أصحاب الضمائر الحية في كل مكان وبالأخص أبناء مصر العربية أبناء  الأزهر الشريف وجمال عبد الناصر وكافة المنظمات والجمعيات المعنية بحقوق الإنسان ، والجمعيات التي تعني بشؤون المرأة وحقوق النساء في العالم العربي،أنها وثيقة رسمية صادرة من دائرة المخابرات في  كركوك وهي تخاطب دائرة المخابرات العامة بشأن إرسال الفتيات الكرديات والنساء المؤنفلات بعد انتهاء عمليات الأنفال إلى جمهورية مصر العربية للعمل في الملاهي والنوادي الليلية، فأي صاحب شهامة وغيرة عربية  وضمير حي في العالم العربي والإسلامي يقبل ذلك العمل الخسيس و يستوعب هذه الجريمة الأخلاقية  ويتصور بدل تلك الفتيات والنساء بناته وأخواته وزوجته أو عماته أو بنات أخواته تم ارسالهن سبايا  إلى مصر العربية ، ولا ادري كيف يمكن للكرد أن ينسى ويتجاوز محنته  اذا كان هذا هو  حال أعدائه وأفعاله معه على مر الزمن،ومتاجرته بعرضه الغالي ، فهذه هي اذن سيرة القائد المؤمن المفعم بالإيمان باني  الجوامع والتكايا ومحرر القدس ، وكاتب المصحف الشريف بدمه الطاهر ، والمتاجر  الشهم  بأعراض حفيدات صلاح الدين الأيوبي وموزعهن الأمين على بيوت أصدقائه من الملوك ورجال الأموال وزوايا المواخير، فهذا هو القائد الذي تطوع من اجل كرسيه المتطوعين من إخواننا العرب والمسلمين ظنا منهم انه رمز العرب والمسلمين .
لوحات تراجيدية، وبكائية العصافير الكردية المذبوحة:
 
 لقد كُتبتْ العديد من المقالات والقصائد والقصص حول مأساة عوائل المؤنفلين وصرخات الأطفال والنساء والشيوخ من ضحايا الأنفال عندما كانوا يموتون بدم بارد بيد جلاديهم في معسكرات الموت في طوبزاوة وتكريت ونقرة السلمان، وكيف كان القتلة من أمثال الزنيم ملازم عجاج يطعم كلابه المفترسة بلحوم أطفال الكرد في صحراء نقرة السلمان، وليتصور المرء مدى وحشية تلك النفوس السادية المريضة عندما يتلذذون بسماع بكاء وعويل ونحيب الأمهات لأطفالهن الموتى، وشجن الطاعنين في السن وهم يلقون حتفهم في جمهورية الطاغية صدام لجرعة ماء في صيف السجن القائض، ولقد قدمنا من خلال الفعاليات الفنية نقل الجزء الكبير من تلك المأساة للعالم المتحضر حيث ثورة العلم والتكنولوجيا ورفاهية الإنسان في ظل مبادئ حقوق الإنسان،وصورة النظام المقبور تعامله الوحشي والبربري مع أبناء الشعب العراقي  بعربه كرده  واقلياته، ودفنه الجماعي لمعارضين حكمه الدموي في مقابر جماعية سرية دون محاكمة عادلة وبذريعة الحفاظ على وحدة الأراضي العربية ومبادئ الحرية والقومية الاشتراكية، مقابل تفريطه بقدسية أراضي العراق  بعد انهار من الدماء من دون أن يخسر أعوان النظام نفر من أبنائهم في تلك الحروب والكوارث التي حلت بالعراق والمنطقة من اجل مشاكل الحدود، كتنازله المهين عن نصف شط العرب في اتفاقية آذار المشؤومة عام  75وتفريطه( بمنطقة الحياد للسعودية وتضييعه ما يقرب من75 كم من ارض العراق إلى الأردن وعن ارض الرميلة الغنية بالنفط إلى دولة الكويت)6 في خيمة سفوان المذلة كصكوك استسلام والبقاء في السلطة وقمع انتفاضة الشعب في آذار 1991 تحت مظلة الحماية الأمريكية لبقاء نظامه المنهار بحجة انصياعه لكافة قرارات مجلس الأمن وقبوله بدخول لجان التفتيش بانتهاك حرمة وسيادة العراق.

وهذا نص الكامل لتلك الوثيقة السرية التي تم العثور عليها في مبنى مخابرات النظام البائد في كركوك والتي نشرتها صحيفة كوردستانى نوى كوثيقة دامغة لموت ضمير أدعياء القومية والأيمان وهي موجهة من مديرية مخابرات محافظة كركوك إلى مديرية المخابرات العامة وتحت رقم المنشأ 1601 وبتاريخ 15 12 1989
سري وعلى الفور
إلى مديرية المخابرات العامة
الموضوع/ إجراءات
بعد الإيعاز المباشر من لدن القيادة السياسية وقيامنا لعمليات الأنفال الأولى والثانية والتي تم فيها حجز مجاميع مختلفة من الأشخاص ومن تلك المجاميع مجموعة من الفتيات التي تتراوح أعمارهن بين 14 –29 سنة وقد قمنا حسب أوامركم بإرسال مجموعة من تلك الفتيات إلى ملاهي والنوادي الليلية لجمهورية مصر العربية وحسب طلبكم واليكم طياً قائمة بأسماء تلك الفتيات مع عمر كل واحدة منهن للتفضل بالإطلاع مع التقدير ولقد ضمت القائمة المشؤومة أسماء 18 فتاة كردية من منطقة كرميان القريبة من كركوك . وبهذه الوثيقة العار اثبت ولسخرية القدر  النظام الدموي للعراقيين الشرفاء  وللعراقيات الشريفات بان القيادة السياسية الحكيمة كانت تحسن فن بيع الأعراض في سوق النخاسة، وانتهاك حرمات الحرائر العراقيات وأنها لاهانة كبيرة  لقدسية كافة العوائل العراقية المصونة في العراق.

 

                                                                        شاعر وفنان تشكيلي كردي

 

     الهوامش:-

1- د. زهير عبد الملك – الأكراد وبلادهم كردستان بين سؤال وجواب1999  دار آبيك السويد.
2-  الرحالة التركي أوليا شلبي القرن السابع عشر الميلادي د.زهير عبد الملك نفس المصدر.
3- مجلة دراسات كردستانية العدد 5 آذار 2001 ( محنة الأكراد ) لد.أسامة الغزالي حرب نقلاً عن افتتاحية مجلة السياسة الدولية.
4- الأكراد أحوال العيش بالقوة في طل سلطان أجنبي للأستاذ نزار آغري مجلة دراسات كردستانية نقلاً عن جريدة الحياة اللندنية في 15 نيسان 2001.
5- مستقبل الروابط التاريخية بين الشعبين الكردي والعربي للأستاذ سردار سنجاري مجلة دراسات كردستانية العدد 1 آذار 1999.
6- ا د رياض رشيد ناجي مقال غير منشور بعنوان ( سيادة العراق بين الواجب الشرعي وحماية القانون).



#عبد_الحكيم_نديم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً العلاّمة والمفكر الكردي شكور مصطفى...
- معرفة الفصول
- في ذكرى الأديب الراحل مؤنس الرزاز... صوت الأصالة والإبداع في ...
- رسالة خاصة
- من أوراق الحرب
- سلاماً للشهيد محمد باقر الحكيم. واللعنة على الإرهاب...
- الشاعر كنعان مدحت في » أربعينية الثورة وإحياء عصر الإمارات
- للحُلم امتداد آخر ...
- الحوار المتمدن ... واحة للإبداع والفكر...
- محطات
- ليالي كركوك
- من أوراق الحرب
- قصائد تنبذ العنف
- في ذكرى رحيل المفكر مسعود محمد... ذلك الجبل الكردي الشامخ
- أمسيات مملكة العدم
- رنين الذاكرة
- العودة
- موجز الأنباء
- رفات تناجي ملائكة السلام


المزيد.....




- منظمات إنسانية دولية والأمم المتحدة تحذر من عواقب اجتياح رفح ...
- منظمة الهجرة تعلل سبب مغادرة اللاجئين السوريين للبنان بوتيرة ...
- الجيش الإسرائيلي يحول عددا من مدارس غزة إلى مراكز اعتقال وتع ...
- هكذا تعتمد إسرائيل على المقاتلين الأجانب في ارتكاب جرائم حرب ...
- إعدام -قاتل البحيرة- في مصر..كيف يرى القانون جرائم رد الفعل؟ ...
- الأونروا تتحدث عن -شاحنات تنقل جثثا من إسرائيل إلى غزة-
- مسؤول بالأمم المتحدة: هجوم رفح يلوح -في الأفق القريب- 
- وثيقة داخلية: إدارة بايدن تدرس استقبال لاجئين من غزة
- قائمة جامعات أمريكية شهدت اعتقالات في ظل تزايد الاحتجاجات ال ...
- ما هي المحكمة الجنائية الدولية ولماذا تقلق نتنياهو وقادة إسر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبد الحكيم نديم - جوانب من محنة الكرد عبر التاريخ