أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحكيم نديم - رنين الذاكرة














المزيد.....

رنين الذاكرة


عبد الحكيم نديم

الحوار المتمدن-العدد: 478 - 2003 / 5 / 5 - 03:39
المحور: الادب والفن
    


      
                                                                   
     ـ 1 ـ

تشدني الساعات ، نحو ذكراها ، فيرتعش نخيل باحة الداّر ،
فيفصل الحاجز الحديدي بيننا ،
 صوت خريفيّ يرتطم فوق جفاف الساحل
  فيمضي كل محب عكس ما تمناه ،
لا تهتكوا سرّا ً بعهدة غابر الأيام ، فنحن تركناه !
فيميل هذا الوجه الذي لا يغيب عنّي ،
فنعرف مقاصد الرياح ،
فتململت الرّوح ، لحروف المدينة الممسوحة من سبورة الأرض ،
أغمضوا عيونكم ، فّكحلوها بشيء من رماد العظام ؟ !
فاعبروا الآن لحضور الشمس ،
فمتى عرفتَ يا رأس؟ !! طقوس الانحناء !
فأنحني قليلا ً فقط ، لأقرأ إجلالا ً نقوش أجسادٍ عارية ،
نضجتها نيران النسيان ، فخلفَ الجدران العالية الممنوعة ،
على جلاء المصير ، فتموت الضحكة ، موتتها الصفراء ،
 وأخرى تمحيها ، نوبة جنون الصمت ، وتلد القوارض الإنسيّة نفسها ، مسُوخاًً بشريّةً من عبث السجّان ، بثنايا بطانيات دّامية ، فيدخل الجسد الهزيل مرة تلو المَرة عتمة المكان !
فأصابعها البلورية ، تضجّ بالأسئلة الحرجة،
وتوحي بعضاَ من معاني رنين الذاكرة ،
فهي الأغنية الوحيدة حفظتها ، لأبدية آخر العناق ،
في ساعة التيه ، بين ضباب الحناجر!
حكاياتٌ لا تعرف أبداَ مسميات لاختلاق قصص الأبطال ،
فيخبو ضوء درب الغرباء ، ونفتق كمداَ رتوق الأبدان ،
موشومين نحن من الأمام بضربة القدر ،
فنعلق ارتدادنا ، كلما توغّلت فينا أفواج المنايا ،
على أعتاب زلة صنّاع  سراب المجد ،
فيتناسل الحزن فينا، أنحنُ السعداء بظل خط الفقر؟،
 وأعلى قليلا ً من حافّة الموت ، كلٌ يكتب الآن شتاته ،
 وسِفر حطامه الميمون ، في جُرح قصيدته ،
أو خوضه المرير، لمخاض الامتهان ،
ما هذه الخبايا تلفظها ألسنة لا تعرف النطق ،
وكرامة تتناثر، كمزهرية عاشقة ، للقاء الورود ، وكبقايا كؤوس لا تهتدي لملمس يد السكران                  
 كنت أكتبُ في دفتري الصغير ذات يوم تاريخ أول ارتواء
فكيف بالعين تفيض ؟ دمعة الرحيل ؟
وكيف تقوى الأم الممجّدة بهالات وتقديس الشرائع على نحر الكبد ،
 وتُكره بعد الحمل والفصال ؟
 أن تطلق زغرودة الولاء بنزف الشريان ، ومن عناء إلزاميّة السفر ، 
كنتُ أحب منذ الطفولة ، اقتناء دار مستقل ،
وأن لا يهددني الخفير
في رام الله بالمجون ،
 ولا يهينني بلوائحه العثمانية العتيقة
وأن لا أخُلي له المدينة و الدّار ،
بحجة نقاوة ، شعب الله المختار،
أتأبط يوماًَ ومثل سائر البشر
ذراع فتاة أحلام اليقظة في الأروقة ،
 وأقود المظاهرات ضد العنف بحق الطّير، والشجر ، والإنسان   !
ولا يرمقني العسس، ولا الكاميرات الخفية ، وأبلغ الحلم قبل موعد السوق الإجباري ، لسن التصريح في الصحف!
  وأفكّ الطلاسم ، حول ديمومة فرض الحصار ،
واقتني من حقائب سكرتيرات المكاتب المصونة ،
 بوليصة البراءة  من الإدانة بالجملة والمجان ،
وأستعير منهن  كتب أطفال الحجارة الممنوعة
وشهامة جامعية نابلسيّة
 لا تبلغها أبداً أشباه الرجال من لم تطعن  في الصميم بفقد الأمان
والصحف الممنوعة ، في مكتباتنا العامرة ، بقوارض التهميش والإهمال
 وغسل أرصفة الرّوح الظامئة ، بقُبلة المطر !

   
    ـ  2  ـ

فتحتُ نافذة ًمن وحي الخيال
فأطّلت أمنية بعيدة ،
فقالت لي أنا شهقة الوطن !
وعزائي لثرى الوجد ،
نَوْح الحمام ،
و بعد خراب الوكر ،
سطور تطفئ فيّ ،
جذوة الشَجَنْ ...


              عبد الحكيم نديم
                   شاعر وفنان تشكيلي كردي مقيم في ستوكهولم


                                    

 



#عبد_الحكيم_نديم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة
- موجز الأنباء
- رفات تناجي ملائكة السلام


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحكيم نديم - رنين الذاكرة