أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحكيم نديم - رسالة خاصة














المزيد.....

رسالة خاصة


عبد الحكيم نديم

الحوار المتمدن-العدد: 595 - 2003 / 9 / 18 - 04:28
المحور: الادب والفن
    


   قصة قصيرة  
                         
                   تأمل قسمات وجهه من خلال مرآة الصالة الطويلة ، فتذكر حادثة الندبة الطويلة الواقعة تحت نعومة خده الأيسر والذابل من كل حيوية ، حبذا لو كانت صدمة الحياة ندبة واحدة فاندملت ونسيناها مع مرارتها ، الحياة أراها تافهة جداً في أغلب الأحيان ، لا، لأنني لا أؤمن بفلسفة الجمال في وجودي ، ووجود الكون ، دعنا من هذه السفسطة الضبابية ، فلنبقَ في الأهم ، مواقف حرجة كثيرة اعترضتني في مسيرة حياتي المتعبة ، أسئلة وراء أسئلة تجر أذيالها، يا تُرى لماذا لا يتزوج غسان رغم تلك المقدرة المادية الجيدة ، ووسامة شكله الأوروبي ، فلا ينقصه من أمور الحياة شيء ، أيعقل هذا الرجل الوسيم لا يؤمن بالحياة الزوجية ، فملايين من هذه الأسئلة المطروحة ، أسمعها من القريب والصديق ، ومن النساء وبنات وموظفات كلية الطب ، عندما ألقي محاضرتي هناك ، يوم الاثنين والخميس ، لا أدري كيف أرد عليهم ، أعرف أنهم يسألونني عن ذلك بدافع الحب ومن باب الحرص على مستقبلي ، وحتى لو فرضت أنهم يفكرون بي أكثر مما  أفكر أنا بنفسي ، أليس هذا نابع من الفراغ  ! فليقولوا ما يقولون حولي وحول عدم زواجي صحيح تلك المقولة بان :

- البطالة تعمل الفراغ والفراغ يولد تعب بلاش –

فالحب أجمل من الموت الرخيص  ، أحلى من العشق التافه ،
انتهى من قراءة رسالة صديقه الحميم شيروان بابتسامة عريضة مكررا مع نفسه آخر عبارة الرسالة.
 ـ أنا مشتاق جدا لسماع أخبارك ـ
اليوم هو نهاية الأسبوع  ، ولا أدري ماذا تعني لدينا غير البرنامج الروتيني السمج ، وصلتني منها بالأمس رسالة طويلة ، دعني أن أخبرك بآخر المفاجآت بيننا ، فأريد اخذ رأيك ومشورتك حول بعض النقاط ،فأنا قلق جدا على مستقبل حبنا العتيد ، غسان فأنت ، وما هي آخر أخبارك وهل فعلت شيئاً ملموسا ًخلال تلك الشهور، أكتب لي فأنا مشتاق جداً لسماع  أخبارك .
دمت لصديقك الأبدي ... شيروان جمال ... البصرة... المعهد الفني  ..
عدل غسان من وضعية هندامه ، وأختار ربطة عنقه الأرجوانية ، والتي حملت بين طياتها ذكريات لقاءهم الأول مع - جوان -  ومضت أعوام طويلة على تلك اللقاء الجميل والذي انتهى بعد سنين طويلة من الحب الأفلاطوني  لنتيجة محزنة مفعمة بالتراجيديا ، فتوجه نحو خزانة ملابسه القديمة فأختار قميصا ً باهت اللون ليناسب بدلته الدكناء ، لا أدري لماذا اختار من بين تلك القمصان ذلك القميص القديم ،عندما دفع باب الخزانة العلوي فسقطت صدفة صورة جوان من بين مجموعة الصور من الخزانة ، وهي جالسة على دكة خشبيّة بين أشجار المشمش الكثيفة وتقابلها ممرات فرعية تفضي إلى بوابة كلية الطب الخلفيّة , ولم يتحمل عبء سنين الذكريات وقراءة سطور الإهداء بخطها الجميل الرفيع  .
- غسان . مني عطر المحبة الأبدية ، لتبقى هذه السطور ذكرى وعذاب بيننا، فمن يعلم ماذا تخبئ الأيام لهذا الحب ربما ندخل بهذا العنفوان لعامنا الثمانين ونحن بعد نعيش طعم الحب ،
-  مع دفء قبلاتي – جوان -
أحكم الباب من وراءه جيداً وتمنى لو طال حلمه الجميل مع جوان ، وكان بطول الطريق غارقاً ببحر خيالها ، ففتح باب غرفته المطلة على بناية مكتبة الكلية القديمة بمفتاحه الخاص ، من بين رزم المفاتيح ، 
-  صباح الخير يا دكتور ، ضابط أمن الكلية ترك لك هذه الرسالة، ألم أقل لك يا دكتور في زمن الصمت ( للحيطان آذان ). 
- أشكرك يا عم طاهر فلا أريد منك غير قدح من الماء البارد -  ..


-                                                         
-                                              

 



#عبد_الحكيم_نديم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أوراق الحرب
- سلاماً للشهيد محمد باقر الحكيم. واللعنة على الإرهاب...
- الشاعر كنعان مدحت في » أربعينية الثورة وإحياء عصر الإمارات
- للحُلم امتداد آخر ...
- الحوار المتمدن ... واحة للإبداع والفكر...
- محطات
- ليالي كركوك
- من أوراق الحرب
- قصائد تنبذ العنف
- في ذكرى رحيل المفكر مسعود محمد... ذلك الجبل الكردي الشامخ
- أمسيات مملكة العدم
- رنين الذاكرة
- العودة
- موجز الأنباء
- رفات تناجي ملائكة السلام


المزيد.....




- الإعلان عن الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ...
- تتويج الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...
- -تاريخ العطش- لزهير أبو شايب.. عزلة الكائن والظمأ الكوني
- 66 فنا وحرفة تتنافس على قوائم التراث الثقافي باليونسكو
- فنان من غزة يوثق معاناة النازحين بريشته داخل الخيام
- إلغاء حفلات مالك جندلي في ذكرى الثورة السورية: تساؤلات حول د ...
- أصوات من غزة.. يوميات الحرب وتجارب النار بأقلام كتابها
- ناج من الإبادة.. فنان فلسطيني يحكي بلوحاته مكابدة الألم في غ ...


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحكيم نديم - رسالة خاصة