أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحكيم نديم - قصائد تنبذ العنف















المزيد.....

قصائد تنبذ العنف


عبد الحكيم نديم

الحوار المتمدن-العدد: 498 - 2003 / 5 / 25 - 08:14
المحور: الادب والفن
    


 

الحرية

طائر المنافي أسكره يوماً نسيم الحرية
وهو ينقر أسلاك حديقة الهرم
عندما أمطرت السماء
 وراء النافذة مدراراً ،
تناثرت أسلاكها الموصلة بالوطن
 ساعة الفجر
كخيوط واهية من العدم...

 

جواز سفر

لأول مرةٍ أمسكُ
 في يميني
بلا وجل،
جواز سفر الغرباء،
أجول العالم طليقاً
 واجتاز بقامتي المرفوعة منافذ المطار،
لأقول لهم جذلاً هاكم
فتشوا خلايا جسدي
المعذّبة كيف حطّمتها الأنفاق ...

 


مصنع 

في الوطن الحزين المحكوم
 بالصمت  والحروب 
 تصنع باسم معامل حليب الأطفال
قنابل لحصاد البشر ...

القمر

بإمكانك في الحلم
 أن ترى لوحة زيتية لغيمة تعانق المطر
ومأساة ملايين الشفاه
بلا قُبلة وهي تحكي سِفر العشاق!
هذا كل ما قالته الحسناء
في آخر ليلة الوداع...


 ذاكرة المساء
 
كل مساء لك مني يا أميّ َ الحنونة
سبعون وردة حمراء
اهديها من واحة قلبي الخضراء
كل مساء يا حبيبتي العذبة،
لك أربعون  قبلةًٍ دافئةًٍ من شفتاي
 بطعم  فاكهة الشتاء !
كلّ مساء ٍ يا طفلي الباسم 
ويا طفلتي المّدللة لكما سلامي
فأنتما شمعتان متقدتان
في القلب لا تخمدان ...

الشمس

سأذهبُ  يا صديقي هذا العصر
 للقاء الشمس
فمن يقول أنها اكثر دفئاً منا
ومن حضن فتاة شرقية سمراء ...


في السويد

علموني في المدارس
أسماء الورود ومواعيد العطل الجميلة
مكان أسماء الوزراء ولجان التفتيش،
عَلموني،
 أن أقول شكراً
لمن يفسح لي المجال في القطار
والباصات وفي المصاعد،
وان أُمسك َ الباب لمن يلِج من بعدي المكان
وأساعد الأمهات في رفع عربات الأطفال!
وأقول لمن ضحك بوجهي شكراً
أو عندما امشي يجب أن أقول
 لقدميّ شكراً
وأن أقول لوالدي وأطفالي شكراً
وقبل أن أنام
أقول للدفء والأمان شكراً،
أليس احسن من الذي
 يبصق أمام الشقة
ومن الذي ينظر للناس ببلادة
أو يضرب باب المدخل بقوة
ويحشر نفسه بلا شعور
في الحوار والكلام ...


أمواج البحار

في السويد أنت  ترى مثلي
الأشجار دائمة الخضرة والنماء
والثلج نديفه ككرات بيضاء
في ربيعها الدائم تزهر الأرض بالورود
وفي الصيف ترقص طيور النوارس
فوق أمواج البحار
انظر لهذين العاشقين بجانب الساحل
كيفَ يرسمان علامة الحب
بالأنامل على الرمال...

 

 

تفاحة


اشتهيت  يوماً أن أقضم تفاحةً
 من بساتين وطني !!
آه ِ لبساتين وطني
كيفَ زرعه الشيطان بالآفات،
 من بعد رحيل
أسراب  السنونو، وما زلنا نراوح
 في القلق الدائم والخوف
 من مستقبل بلا أمان...

 

في القطار
 

تثائبتْ أمامي جميلة
 كفرط الرُمان في القطار
القادمة من أقصى الشمال
وأنا تثائبتُ أيضا من غير كلام
قالت لي بهدوء : أ صحيح ٌ؟!
من يسهر في الشرق مع الحبيبة
لا يعرف غيرها،
وشفاههم في ارتواء...


سَمكة  احمد

رأيته  يبكي  في المدرسة
لموت سمكته الذهبية
عندما قفزت من بركة الماء
وفي الصباح الثاني من يوم الفراق
اشتكت  السمكة من حرارة الدموع
أما تدري يا أحمد  إني
اسبحُ  الآن في بحار السماء .؟


صيف ستوكهولم

في يوم منتصف
 صيف ستوكهولم
قالت لي معلمتي السويدية
إذا نمتم في الليل،
ضعوا تحت مخدتّكم الناعمة
 باقات من ورود البيلسان...
 وانثروا في الحلم سبعاً
من أوراقها البيضاء
وفي الصباح
 ترون علامة
 الحُبّ
 فأقرؤا حرفها الأول،أنا الحبيب
 وتلك القرنفلة أنشودة الغرام ...

 

لوحة زيتية

أهدتني يوم الزفاف قبلة عذبة
وأنا منحتها قلبي لوحة زيتية مرسومة
بأنامل الطبيعة الخضراء...
 

 


طفولة

قالت لي والدتي في طفولتي
لا تقطف يا ولدي وردة
 لتخنقها في صمت المزهرية
ولا تصطاد فراشة مزركشة الجناح ،
فتأمل بسمة الورود لزرقة السماء!...


الصالة المضيئة

افتعلت وإيّاها خصاماً  
في الصالة المضيئة
 بشموع  الحب
كي تصالحني بقبلة
 واحدة  من كنوز الشفاه...


كأس


عندما  انحنت بقامتها الفارعة،
لتلتقط حبّات سٍوارها المتناثرة 
نسجتها في خيالي عروسا ً
من الشرق من الشرق
مُطّعمة  بالألوان

 

وقلت لها هامساً
أنها حبات قلبي
نثرتها  مشيتكِِ الجميلة،
في هذا المساء...


عطلة

عطلة سعيدة نسمعها في الغربة
بعد قدوم العطلة
في أوان اللقاء،
وفي وطني الحبيب،
يعنّفنا المدير الجهم بالعقوبة،
وبعد الموت
 لا يغيب من العَيْن ظله اللعين
 ويبقى وريثاً شرعياً للآمر وعصاً قويّةً للسّلطان ...

 

تفتيش

لا أتذكر يوماً في بلد الثلج،
فتحت حقيبة أو قدمت
 هوية بين المدن،
وفي بوابة السفر.
في وطني افتح حقيبتي للمرة العشرين
وأتلف ملايين من خلايا الأعصاب...
 
ربيع

رأيتها تلملم بلا وعي ،
أطراف ثوبها الطويل!
 وبعدما نزلت من القطار السريع،
تذكرتُ وشم صدرها العاري،
أيكفيها هذا اللقاء العابر،
بعد انتظار السنين ؟...


 دمعة

أدمعت عيناها لغسل عار القبيلة،
وهي تخفي تحت الجلباب الأسود
صدمة الضّرب بالحذاء
وفي ندوة المساء
تحيّرت المقنعة
من ندوة رجال الشرق
 مع تجّار الغَرب لحقوق النساء
ومن شماتة الأعداء!...

سؤال؟...

سيدي هل للرجل المصون في القبيلة
أن يأتي خادمته الأجنبية  في السفر؟
أم يكتفي بالعشرة المخفيّة،
ويشرب في السّر
كل ليلة قنينة مستوردة
 من الراح المُعتّق بالماء للشفاء ....

 



#عبد_الحكيم_نديم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى رحيل المفكر مسعود محمد... ذلك الجبل الكردي الشامخ
- أمسيات مملكة العدم
- رنين الذاكرة
- العودة
- موجز الأنباء
- رفات تناجي ملائكة السلام


المزيد.....




- نقابة الفنانين السوريين تسحب الثقة من نقيبها مازن الناطور وس ...
- مصر.. مقترح برلماني بتقليص الإجازات بعد ضجة أثارها فنان معرو ...
- رُمي بالرصاص خلال بث مباشر.. مقتل نجل فنان ريغي شهير في جاما ...
- أهم تصريحات بوتين في فيلم وثائقي يبث تزامنا مع احتفالات الذك ...
- السينما بعد طوفان الأقصى.. موجة أفلام ترصد المأساة الفلسطيني ...
- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحكيم نديم - قصائد تنبذ العنف