أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - كلام عن سينما ما بعد الحداثة














المزيد.....

كلام عن سينما ما بعد الحداثة


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 07:06
المحور: الادب والفن
    



بالرغم من أن هناك من يقول بأن السينما هي بأجمعها تنتمي إلى تيارات "الحداثة" تبعا لانبثاقها الزمني، فأن فريقا آخر من النقاد (ومؤرخي الظاهرة السينمائية) يرى أنها كأية ظاهرة إبداعية إنسانية إنما تنقسم على نفسها بحسب الاتجاهات والأفكار والإيديولوجيات والنظريات التي تقبع خلف صانعي الفيلم.
ومنذ منتصف ثمانينات القرن الماضي, وتصاعُد تباشير ونُذُر العولمة, وتفكك أبنية كل ما ينتمي إلى ثقافة "الحداثة"، بدأت علامات اتجاهات جديدة في مختلف مجالات التعبير الإنساني تبرز إلى الوجود, وهي إلى تنوعها وتضاعفها في أغلب الأحيان, فقد تم الاصطلاح على جميع ألوان هذا "الطيف" التعبيري، باسم: "ما بعد الحداثة".... وبطبيعة الحال, فقد كان للفن السينمائي قصب السبق على غيره من الفنون, من أجل الانتعاش ضمن المعطيات الجديدة القادمة مع عصر العولمة.
ويمكن باختصار تأشير أهم ملامح سينما "ما بعد الحداثة" من حيث أنها سينما تهتم أولا بالملفوظ الشعبي وبالثقافة الشعبية عامة, وإنها ثانيا لا تعير أهمية للبناء المنطقي ولا التسلسل الزمني للفيلم وهي كذلك لا تؤمن بالحدود أيا كانت, وخاصة الجغرافية منها، إذ يمكن الانتقال بسهولة من عالم إلى آخر ومن جغرافيا إلى أخرى.
وهذا الاتجاه السينمائي يهتم أساسا بما يمكن أن نسميه "البطل العادي" أو "الإنسان البسيط" ومن ملامح سينما ما بعد الحداثة أيضا الاهتمام بالموسيقى الشعبية وبالغناء "غير المتقن" كعنصر أساسي من عناصر الفيلم وليس كزينة تعبيرية كما هو الشأن في السينماءات الأخرى. هنالك أيضا ملمح هام هو انشغال الأفلام المنضوية تحت هذا الاتجاه بالشأن السياسي العالمي العام وإن كان بشكل سطحي في أغلب الأحيان.
وهناك ملامح على المستوى التقني والفني ليس هنا المجال لذكرها ولكن من الضرورة بمكان الإشارة إلى: "كسر المنظور" في الصورة المعروضة وتزامن أكثر من لقطة في كادر واحد, والتعامل الجديد مع الكاميرا وجعل حملها ونصبها وتثبيتها أحد العوامل الأساسية في التعبير السينمائي. ولقد يمكن للقارئ المتابع لعروض الأفلام السينمائية أو ذاك الذي يهوى اقتناء أقراص الدي في دي أو الديفكس أو الفي سي دي أن يلاحظ على بعض الأفلام حتى تلك التجارية منها كأفلام الآكشن، بروز بعض التكنيكات غير المعتادة سابقا مثل الجمع بين عدة لقطات متفرقة في كادر واحد.
وبصفة عامة يمكن القول أن اتجاهات ومدارس التجريب والتحديث الفني المؤسس على رؤى نظرية متماسكة هي التي تكون سائدة على مجمل الأفلام غير التجارية خاصة تلك التي تندرج في سينما العالم الثالث أو في تيار سينما المؤلف غير أن هذا لا يمنع أن تسود نفس التقنيات ما بعد الحداثية في أفلام منتجة في هوليود لغرض التسلية والأرباح.
ومن الأفلام التي تجدر الإشارة إليها في هذا السياق: فيلم "فام فاتال" أو "امرأة ذات جاذبية قاتلة" وهو من إخراج برايان دي بالما ومن إنتاج طارق بن عمار وهو منتج تونسي عالمي، وفيلم "الدائرة" للمخرج الإيراني جعفر بناهي, وفيلم "الساحر" للمخرج المصري الراحل رضوان الكاشف وهو من بطولة محمود عبد العزيز. ونذكر أيضا فيلم "مواطن ومخبر وحرامي" للمخرج المصري أيضا داوود عبد السيد وهناك فيلم "الستار الأحمر" للتونسية رجاء العماري وهو من بطولة الفنانة الفلسطينية هيام عباس, وأخيرا, وليس آخرا, نذكر فيلم "لما حكيت مريم" وهو من إخراج اللبناني أسد فولاذكار...
هذه الأفلام وغيرها، من التي شاهدناها عبر شاشات بعض المهرجانات السينمائية استطاعت, وخاصة العربية منها, أن تنهج سبيل سينما ما بعد حديثة، وكل مخرج وعلى شاكلته، وكل فيلم وما ارتأى أن يأخذ، بواحد أو أكثر من ملامح السينما الجديدة في العالم اليوم.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تذهَبْ أبداً
- بدم بارد
- إنصاف
- مائة وهم حول الشرق الاوسط أم مائة اكذوبة؟
- كاسيت لأغاني سليمة مراد
- مقاربة وسائطية ميديالوجية للتراث
- خنجر أكادير
- عمارة يعقوبيان بين الفيلم والرواية وحياة الواقع
- السينما باختصار هي 24 صورة في الثانية
- عن السياب ولحظته التاريخية
- حوار مع الباحث اليمني د. عبد الباقي شمسان- العرب يجهلون فنون ...
- مائة عام من السينما التونسية: مسيرة ونجاحات
- -الطريق الثالث-: اليسار الجديد والتنظير للدفاع عن سياسات الغ ...
- حاطب ليل ضجر
- حوار مع الروائي المصري وحيد الطويلة
- تَذكارٌ لبحرٍ غيرِ أبيضٍ
- شكسبير
- موت كلمة تكلم
- لا يمكن تطوير المجتمعات وتحديثها بامثلة تسلطية تقصي الانسان ...
- إِفْرِضْ مَثَلاً


المزيد.....




- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - كلام عن سينما ما بعد الحداثة