أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حكمت الحاج - مقاربة وسائطية ميديالوجية للتراث















المزيد.....



مقاربة وسائطية ميديالوجية للتراث


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 11:30
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يريد "العادل خضر" في مستهل كتابه الهامّ الصادر مؤخرا بتونس بشكل مشترك عن "منشورات كلّية الآداب/ منّوبة" و "دار سحر للنشر" تحت عنوان عامّ وشامل هو "الأدب عند العرب" أن يذكّرنا في البداية أنّ هذا العمل هو بحث في الأدب، وعن الأدب. هو في الأدب: بمقتضى التّقسيم الإداريّ للاختصاصات العلميّة، وهو عن الأدب: لأنّه يُسائل هذا المفهوم بالبحث عن حَدّه وأصله وفصله، تماما كما تُسائل الفلسفةُ ماهيتها، ويُسائل العلمُ تاريخَهُ. فلا عجب إذن أن يكون العنوان الفرعي للكتاب-الأطروحة: "سُنَنُ التّأليف الأدبي ووظائفُهُ في الأدب العربي"*.
الفرضيّة الأساسيّة الّتي انطلق منها المؤلّف للبحث في مفهوم الأدب سننا ووظائف كما استقرّ في تصوّر الأدب العربي القديم أو الثّقافة العربيّة الإسلاميّة هي فرضيّة وسائطيّة Médiologique . ويعني بالوسائطيّة (الميديولوجيا Médiologie ): " طريقة في إظهار الكيفيّات الّتي يرتبط بها نظام ثقافيّ مّا بأنظمته الإبلاغيّة ووسائطه التّقنيّة والمؤسّساتيّة الّتي بها ينقل الميراث وتقاوم الذّاكرة النّسيان وعاديات الزّمان". وقد استند المؤلّف في هذه المقاربة الوسائطيّة إلى أبحاث "ريجيس دوبريه" Régis Debray ، خصوصا في كتابه "محاضرات في علم الإعلام العام ( Cours de mediologie générale ). ويمثّل المؤلّف لهذه الفرضيّة بدور المطبعة - باعتبارها وسيطا ـ في اندثار أنظمة إبلاغيّة وظهور أنظمة أخرى. فاختراع المطبعة ساهم في اندثار السّكولاستيكيّة في أوروبا وظهور النّزعة الإنسانوية والقوميّات الخ… كما أنّ النّهضة العربيّة الحديثة هي في وجه من وجوهها من عمل المطبعة.

هذه المقاربة تستند بدورها إلى نظريّتين متكاملتين هما:
1 - نظريّة العمل ( Théorie de l action ) (نظريّة العمل السّوسيولوجيّة بالخصوص)، وملخّصها أنّ " الحديث عن الأدب بوصفه عملا مقطوعا عن فاعله معناه الحديث عن عمل بلا عون اجتماعيّ".
2 ـ التّصوّر التّواضعيّ للأدب، وهو تصوّر يقطع مع " تلك النّظريّات الّتي ترى أنّ أدبيّة القول الأدبيّ كامنة في خصائص القول النّوعيّة ".

أمّا عن أهداف البحث ومراميه فتتلخص في تجاوز التّعريف المفهوميّ للأدب إلى تعريف "ما صدقيّ" يبحث عن تجلّيات هذا المفهوم في التّاريخ والمجتمع. وقد توسّل المؤلّف لبلوغ هذا الهدف بالمباحث التّاريخيّة والسّوسيولوجيّة. ويمكن تلخيص تصوّر المؤلّف المتكامل لموضوع بحثه في الصّيغة التّالية: " كلّ تغيّر يطرأ على وسائل الإبلاغ يؤثّر في المضامين المنقولة ".

انطلاقا من المقاربة الوسائطيّة أبحر المؤلّف في عوالم الجاهليّة والإسلام الأوّل ليعيد قراءتهما مركّزا على علاقة النّبيّ ( والنبوّة) بالتّجارة، وعلاقة الوحي بالدّولة ودوره في النّقلة النّوعيّة الّتي عرفتها بُنَى الاعتقاد في الجاهليّة ومؤسّساته، وفي ظهور الإنسان الدّينيّ على أنقاض الفرد الميثيّ. ويعزو المؤلّف هذه النّقلة النّوعيّة إلى تغيّر الوسائط الّتي كان الجاهليّ يعبّر بها عن عالمه " من دائرة وسائطيّة تهيمن عليها المشافهة والوسائط الباردة (مثل الأصنام والأوثان) إلى دائرة وسائطيّة أخرى بدأت الكتابة تكتسحها وتنقلب إلى وسيلة محوريّة في بناء المعرفة ". ويمثّل لهذه النّقلة بانقلاب صورة الإله " من إله حلّ في صلابة الحجر، واتّخذ من الصّخر مستقرّا إلى إله تخفف من أثقاله وتجرّد من أحماله، فأضحى خفيفا عابرا للمسافات والعصور ومتعاليا لا مرئيّا له مطلق الحضور". هذا التّحوّل هو نتيجة العلاقة بين الوحي والكتابة والتّجارة... من منظور وسائطيّ.

هذه النّقلة استلزمت استبدال الأعوان الوسائطيّين القدامى بأعوان جدد لأنّ الحقيقة الّتي فرضها الإسلام اقتضت فرض أعوان وسائطيّين جدد " استولوا على وسائط الحقيقة وشبكات إبلاغها ونقلها " فأدّى ذلك إلى فرض طريقة مخصوصة في الاعتقاد مخالفة للطّرق السّابقة. ومن أهمّ الأعوان الوسائطيّين الجدد النّبيّ والصّحابة والقرّاء ومنهم سينحدر الأديب لأنّ " الحقائق الّتي صاغها أسلاف الأديب في أشكال من الخطاب متنوّعة كالسّجع والشّعر، أو القرآن، أو الخطاب المأثور قد نفّذت بوساطة الوظيفة التّعليميّة، وهي إحدى وظائف الأدب الكبرى".

ظهور الأديب إذن كان ثمرة تحوّلات تاريخيّة طويلة وبطيئة تجسّمت في نشأة الدولة الإسلاميّة وتمصير الأمصار ... وتعني هذه التّحوّلات أنّ شكلا جديدا من التّقسيم الاجتماعيّ للعمل بدأ يتركّز في المجتمع الإسلاميّ النّاشئ. وقد انجرّ عن ذلك ظهور أدوار اجتماعيّة جديدة تطلّبت أعوانا اجتماعيّين متخصّصين لأداء تلك الأدوار. وما يعنيه المؤلّف بالأديب في هذه المرحلة التّاريخيّة والاجتماعيّة هو المعنى " التّقنيّ " إن صحّت العبارة. فالأدب في هذا المستوى هو تسمية جديدة لوظيفة كانت موجودة من قبل (الوظيفة الرّمزيّة والوظيفة التّعليميّة). ومبرّر هذه التّسمية هو تغيّر في المؤسّسة الأدبيّة عماده استقلال تقنيّات الإبلاغ والنّقل عن المضامين الدّينيّة المبلغة المنقولة، أي بعبارة أخرى ظهر الأديب بالمعنى " التّقنيّ " عندما أصبحت اللّغة العربيّة اختصاصا- أي موضوعا للنّظر والعلم والتّعليم.
وفي جلسة خاصة التأمت بتونس للاحتفاء بصدور كتاب "الأدب عند العرب" للعادل خضر، تحدث د. محمد الرحموني في ورقة تقديمية مكثفة عن أهمّيّة المقاربة الّتي اعتمدها المؤلّف. فهي مقاربة جديرة بالثّناء والتّثمين بحسب د. الرحموني وذلك للأسباب التّالية:
1. تجاوزت هذه المقاربة النّزعة التّجزيئيّة الغالبة على الدّراسات الحضاريّة الرّاهنة، ويقصد د. الرحموني بالتّجزيئيّة ذاك الجنوح إلى عزل الظّواهر عن بعضها بعضا ودراستها معزولة. فقد اعتاد الباحثون أن يلتقطوا من كلّ مستوى من مستويات الفكر نقطة يسلّطون عليها الضّوء معزولة عن سائر النّقاط الأخرى، فيتناولون اللّغة وكأنّها عنصر مفصول عن الدّين، ويتناولون السّياسة بمعزل عن الفنّ الخ...
2. سعة اطّلاع المؤلّف وقدرته على الاستفادة من الفكر الغربي المعاصر ممثّلا بأهمّ أعلامه: فوكو، بورديو، دريدا، دوبريه، ريكور....
الخ ( Régis Debray, Jaques Derrida, Pierre Bourdieu, Michel Foucault, Paul Ricoeur, Norbert Elias …). ومن مظاهر هذه الاستفادة قدرته على تطويع أفكارهم ومناقشتها ودحضها أحيانا.
3. اعتماده المكثف على النّصوص إلى حدّ التّخمة، والأمر في رأي د. الرحموني علامة مصداقيّة علميّة، ذلك أنّ النّصوص وكما يقول المغربي محمد عابد الجابري هي وحدها الّتي تكبح جماح الرّغبة وتضع حدّا للاستهتار في الكتابة.
4. جرأته على الخوض في قضايا حسّاسة وهجومه عليها بكلّ ثبات ودونما تشنّج، شأن تعريف الأدب ووظيفة الأديب، وعلاقة الوحي بالأدب، وعبقريّة الرّسول محمد، الخ...
5. اعتماده " التّكذيب " و" التّبكيت " في التّعامل مع كثير من آراء الآخرين ممّا سيجعل من الكتاب منطلقا لنقاش وربّما لخصومات ستجدي نفعا دون شكّ، كما يأمل في ذلك د. محمد الرَّحموني.

لقد بيّنّ العادل خضر في أبواب هذا العمل العلمي الضخم (585 صفحة من القطع الكبير)، أنّ التّلازم بين السّنن والوظائف في عمل الأديب، أو بين التّقنيات والمؤسّسات، قد اتّخذ صورا عديدة في التّاريخ. فاقتصر على الصّور البارزة الّتي تثبت تاريخيّة هذا التّلازم، في الأدب العربيّ، وفي مدّة طويلة نسبيّا من تاريخ الثّقافة العربيّة الإسلاميّة تمتدّ من الجاهليّة الأخيرة ( تقريبا القرن الـ 6 ميلاديّ) إلى ما اصطلح على تسميته بعصر التّدوين (ما بين 120هـ و140هـ). وقد توسّل بالمقاربة الوسائطيّة (الميديولوجيا) لأنّها مقاربة لا تعنى بتاريخ الأفكار، ولا بتاريخ الأشخاص والأحداث والموجودات وإنّما تعنى بشروط الوجود التّقنيّ للموجودات الأدبيّة كالأدب والأديب، والأشياء الثّقافيّة كالمعاجم وبيوت الحكمة والمساجد.
وحاول المؤلف في هذا البحث تفسير المعطيات الثّقافيّة بمختلف ظواهرها تفسيرا وسائطيّا يراوح بين وصف الظّواهر وبيان شروط وجودها التّقنيّة والمؤسّسيّة. توزع الكتاب على أبواب ثلاثة: الباب الأوّل، خلاص العالم من السّحر، أو من الفرد الميثي إلى الإنسان الدّيني (وظيفة الأدب الرّمزيّة). الباب الثّاني: السّلالة المقدّسة، أو شجرة أنساب الأعوان الوسائطيّين الجدد ( وظيفة الأدب التّعليميّة). بينما اختص الباب الثّالث بمولد الأديب ووظائف الأدب (الوظائف التّقنيّة).

ركّز المؤلف في الباب الأوّل من هذا الكتاب على مؤسّسات الاعتقاد في الجاهليّة الأخيرة، وبيان أسباب زوالها الّتي فسّرها بتغيّر البنية الاتّصاليّة (اتّساع طرق التّجارة بمعاهدات الإيلاف) والبنية التّقنيّة (استخدام الكتابة الّتي ضاعفت من حجم المبادلات التّجاريّة) تغيّرا وفّر الشّروط الضّروريّة لظهور الإسلام كتغيّر أبنية المقدّس والفضاء الأخلاقيّ وظهور الإنسان الدّينيّ.
وبيّنّ في الباب الثّاني أنّ تغيّر مؤسّسات الاعتقاد لا وظيفة لها سوى فرض حقيقة من الحقائق. ولمّا كان لكلّ حقيقة أعوانها اقتضى تغيّرُ مؤسّسات الاعتقاد تغيّرا مماثلا في أسس الحقيقة وطرائق اشتغال الأعوان المكلّفين بترسيخها في الضّمائر ونشرها ونقلها. هذه الطّرائق هي قبل كلّ شيء وظائف. وقد نفّذت من قبل أعوان متغيّرين كلّما تغيّرت المؤسّسات الّتي تكفل الحقيقة. فرصد الباحث طرق اشتغال أعوان الحقيقة في العالم القديم كالكاهن والشّاعر والسّاحر، ثمّ طرق اشتغالها مع الرّسول في خطاب النّبوّة الّذي انتقلت فيه الحقيقة من الغيب إلى الكتاب، فطرق اشتغالها مع الصّحابة بواسطة المؤسّسة الحربيّة ومؤسّسة المجتمع الخياليّة، ثمّ مع القرّاء الّذين نقلوا حقيقة القرآن بواسطة مؤسّسة الإقراء، وصولا إلى الأديب الّذي يمثّل الوجه الأخير من سلالة اضطلعت بنقل الحقيقة بواسطة وظيفة الأدب التّعليميّة، وهي وظيفة ذات أصول دينيّة.
أمّا في الباب الثّالث فقد وجّه العادل خضر عنايته لوظائف الأدب التّقنية الجديدة كالتّمثيل والمراقبة والنّقل. وبيّنّ أنّ ظهورها وظهور الأديب والحقل الأدبيّ قد تلازم مع انفصال وظيفة الأدب التّعليميّة عن أصولها الدّينيّة، فلم يعد يستخدم الأدب في ترويج الحقيقة وإنّما أصبح مستخدما في أغراض جديدة لها صلة وثيقة بالدّولة كتمثيل السّلطان واستصفاء الخاصّة ومراقبة العقائد والضّمائر والسّلوك ونقل المعارف والعلوم الّتي تحدّد الدّولة ما ينبغي نقله وكيف ينقل.



والآن ، ما هي أهم النتائج التي توصل إليها هذا العمل؟

بسؤالنا المؤلف عن هذا الموضوع بالتحديد أجالنا قائلا: إن أهمّ نتيجة في نظري هي وعينا الحادّ بحدود هذا البحث. فإن كانت الفترة الزّمانيّة الّتي تحرّكنا في نطاقها طويلة نسبيّا فإنّها تقنيّا تشمل قرونا أخرى هيمنت فيها ثقافة الكتاب. وقد وضعت المطبعة حدّا لهذه الثّقافة وهيّأت للانتقال من دائرة وسائطيّة كلاميّة إلى دائرة وسائطيّة أخرى خطّيّة، أو من نظام تقنيّ عملاق تنهض عليه ثقافة برمّتها إلى نظام تقنيّ آخر. ويدلّ هذا الانتقال على أنّ بحثنا يقتضي بحوثا أخرى أبسطها بيان أثر المطبعة في تغيّر تصوّر الإنسان العربي للكون، وطرائقه في القراءة والكتابة والتّفكير والإدراك والعيان…
النّتيجة الثّانية الهامّة في نظري، ودائما مع العادل خضر، هي توصّلنا إلى إظهار هذا التّرابط بين عمل الأديب، أو وظائفه الّتي اضطلع بها، وبين المؤسّسات الّتي كانت تتحكّم في عمله وفي طريقة إجراء تلك الوظائف.
تلتقي جميع هذه الأسئلة في مصبّ واحد هو تحديد موقع الأدب في شجرة المعرفة، ونوع المعرفة الّتي يتكفّل الأدب بإنتاجها وترويجها. بل تلتقي كلّ هذه الأسئلة في السّؤال الّذي طرحه سارتر: ما هو الأدب؟ Qu’est-ce que la literature ? وهو سؤال قد استبدله المؤلف في كتابه هذا بسؤال: متى يكون الأدب، وما هي شجرة أنساب الأديب، وجنيالوجيا التّقنيات والمؤسّسات الّتي جعلت شيئا اسمه الأدب، وشخصا اسمه الأديب، ممكني الوجود في الثّقافة العربيّة الإسلاميّة؟
إنّ تحديد نوع المعرفة الّتي ينتجها الأدب مسلك آخر من المسالك الّتي تمكّننا من الإجابة عن السّؤال السّارتريّ "ما هو الأدب؟" Qu’est-ce que la
littérature ? ولا يمكن أن نحدّد نوع المعرفة الأدبيّة إلاّ بمقارنتها بأنواع أخرى من المعارف كالمعرفة العلميّة أو الفلسفيّة.
وعندما نقارن الأدب بالفلسفة، فإنّ الحقيقة في الأدب ليست تمثيلا للواقع وإنّما هي موضوع للاعتقاد، والإيمان. وهذه هي المسلّمة الأساسيّة الّتي بنى عليها العادل
خضر أطروحته برمتها. فقد اعتبر أنّ الأدب ظاهرة من ظواهر الاعتقاد. ونوع المعرفة الّتي ينتجها الأديب
تنتمي إلى مجال اليقين Certum ، وهو مجال الأسطورة والأطروحة والرّأي والمذهب، أي مجال السّياسيّ والجماليّ والدّينيّ والاجتماعيّ. ولا يمكن في هذا المجال أن نطمع في معرفة ضروريّة تقوم على المبادئ الأساسيّة المستخدمة في توليد البراهين العقليّة ومراقبة صدق القضايا من كذبها، فأقصى ما يمكن الحصول عليه، كما يقول المؤلف، هي أنواع مختلفة من الاعتقاد أدناها الظّنّ والإيمان وشبه اليقين والإقناع الظّنّي، وأقصاها برد اليقين الّذي يتحقّق في أغلب الأحوال بالتّوجيه والتّلقين والإخراج والحيلة بوصفها تقنيات مختلفة ترمي إلى الحمل على الاعتقاد. والأدب بهذا المعنى هو هذه المعرفة الخاصّة الّتي تحمل النّاس على الاعتقاد في حقيقة من الحقائق. ولمّا كان الحكم كما يرى هوبز هو الحمل على الاعتقاد، فإنّ طبيعة المعرفة الّتي يمارسها الأديب هي بالضّرورة سياسيّة، إلاّ أنّه لا يمارس السّياسة بقوّة السّيف، ولا بسلطان الرّمز وإنّما بالنّقل. ومعنى ذلك أنّ طبيعة المعرفة الّتي ينشئها الأديب تدعو إلى أن نتساءل: كيف يعلّم الأديب الحقيقة بالنّقل؟ وكيف يخضع العقول للاعتقاد في بعض الحقائق؟
تضعنا هذه الأسئلة، يقول العادل خضر مكملا كلامه، أمام علبة سوداء، مدخلها صناعة الأديب (التّأليف)، ومخرجها "مأسسة" الأفراد، وانقلاب صناعة التّأليف الأدبيّ إلى مأسسة للأفراد هو الّذي قلب التّأليف إلى عمل. ولمّا كان كلّ عمل عند أرسطو بالضّرورة عملا إيطيقيّا أضحى هذا الانقلاب انتقالا من البوئيزيس Poiesis إلى البراكسيس Praxis أو من البويطيقا إلى الإيطيقا. أمّا كيف يصبح العمل إيطيقيّا فهذا يتطلّب عرضا مفصّلا لنظريّة أرسطو في الفضائل والرّوح وبيان الفرق بين الفكر النّظريّ والفكر العمليّ وغير ذلك من المفاهيم المرتبطة بالعمل. كلّ ما حاولناه في الأطروحة هو الاستدلال على أنّ الأدب هو عمل، وأنّ المعرفة الّتي ينشئها، هي معرفة بسياسة العمل، وهذا ما ندين به لأرسطو وفلسفات العمل التّحليليّة، ولكنّنا بفضل المقاربة الميديولوجيّة وسّعنا من نطاقه عندما ربطناه بالوسائط باعتبار أنّ الوسيط يجمع في الآن نفسه بين التّقنيات (صناعة، البوئيزيس Poiesis) والمؤسّسات (البراكسيس Praxis ، الإيطيقا).
إنّ ما يروم العادل خضر القيام به في هذا العمل هو أن يقترح تعريفا وسائطيّا لمفهوم الأدب في تصوّر الثّقافة العربية الإسلامية، وفي نطاق الأدب العربيّ القديم. ولكنّه لن يكون تعريفا مفهوميّا يحدّ الأدب في ذاته وبمقوّماته الذّاتيّة الدّاخليّة الّتي يتشكّل منها، إنّما سيكون تعريفا "ماصدقيّا" يبحث عن تجلّيات هذا المفهوم في التّاريخ والمجتمع، ويحترم في تكوّن المفهوم قوانين التّاريخ والمجتمع في صلب الثّقافة العربية الإسلامية ذاتها.
وليس عمله بحثا متخصّصا في التّاريخ والسّوسيولوجيا، وإنّما توظيف للمباحث التّاريخيّة والسّوسيولوجيّة واستئناس بها لتفسير بعض المعطيات الثّقافيّة بغية بناء تصوّر متكامل لمفهوم الأدب قديما. وهو تصوّر يقوم على مسلّمة بسيطة يمكن حصرها في الصّيغة التّالية: كلّ تغيّر يطرأ على وسائل الإبلاغ يؤثّر في المضامين المنقولة. وهذه الصّيغة لا تطّرد ولا تنعكس، ذلك أنّه وإن جاز أن نقول: كلّ تغيّر يطرأ على المضامين المنقولة يؤثّر في وسائل الإبلاغ إنّما هو قول يعبّر عن خدعة من خدع الإبلاغ. ويقول العادل خضر انه لو ترجمنا عبارة المضامين المنقولة على نحو آخر لقلنا إنّها تعني في تصوّرنا البنية القضويّة التي ينهض عليها كلّ عالم من العوالم المعيشة، أو المعرفة المشتركة التي يحملها النّاس عن عالمهم المعيش. فإذا تغيّرت وتحوّلت طرقهم في إدراك عالمهم، تبدّلت بالضّرورة أساليبهم في التّعبير عن ذلك الإدراك وطرائقهم في تبليغ المعرفة الّتي يحملونها عن عالمهم المعيش. إلاّ أنّه في كلّ الأحوال لا تتغيّر الأبنية القضويّة الّتي ينهض عليها العالم المعيش إلاّ بانتقال الثّقافة برمّتها من دائرة وسائطيّة إلى أخرى. ولا يتحقّق ذلك إلاّ إذا غيّرت الثّقافة من حواملها التّقنيّة الّتي تستخدمها لحفظ أرشيفها وذاكرتها.
وسألنا المؤلف عن سرّ ذلك الاقتباس الطويل من كتاب شهير يعنى بأصول علم الهندسة، وما علاقة هذا ببحثه في ميديالوجيا الأدب العربي، فتبسط في الإجابة قائلا:
يرسم ميشال سير Michel Serres في كتابه البديع " أصول الهندسة " شجرة أنساب الأماكن في المثيولوجيا اليونانيّة. فجوبيتير إله الكهنة يؤسّس المعبد Templum عندما يرسم الحدّ الفاصل بين ما هو دنيويّ وما هو مقدّس، وهذا المعبد سيدمّره مارس إله الحرب ويخرّبه ويضع بدله المخيّم Campus ، الّذي ما أن يتحوّل إلى حديقة Hortus حتّى يحلّ فيها كيرينوس Quirinus إله الإنتاج والفلاحة الّذي يكدح في الحقل Pagus . فحصيلة المكان Locus الأخيرة هي الحقل الّذي هو الجمع النّهائيّ للمعبد والمخيّم والحديقة. وفي هذا الجمع كان المكان يغيّر اسمه ويتغيّر اسم من كان يحلّ فيه: الكاهن فالمحارب ثمّ الفلاّح. ويشترك ثلاثتهم في اقتراف الإقصاء الّذي يتّخذ مظاهر التّطهير والدّفاع والشّغل الزّراعي Culture. ويعلّق سير Serres على مظاهر الإقصاء بقوله "نقول table
rase عن هذه الأماكن دون أن نتذكّر أنّ هذه العبارة تصوّر حركة الكاتب الّذي يمحو araser لوحته ، مبعدا كلّ أثر آخر قبل أن يسطّر خطوط حرث حروفه. تشير الصّفحة page البيضاء في لغاتنا، وهي مشتقّة من كلمة Pagus نفسها، إلى فضاء من شمع أو ورق برديّ نشأت فيه الكتابة على غرار ذلك. جاءت إذن هندستنا لتنفي ولتطرد إلى ما هو أبعد، متجاوزة بذلك ما فعلته سابقاتها: تطرد بمقتضى الثّالث المرفوع ". فأصول الهندسة ممثّلة في أشخاص ثلاثة: الفلاّح المنحدر من الجنديّ الّذي له صلة بالكاهن. وقد نجم ثلاثتُهم من نفس المكان: المعبد والمخيّم والحقل السّابق للصّفحة الّتي منها نبع الفضاء الهندسيّ. وقد نشأ هذا الفضاء بنفس الحركة: التّطهير والتّهيئة. فالسّلاسل الهندسيّة منحدرة من الأضحية والطّقوس والمعسكرات المحصّنة وخطوط الحرث وسطور الكتابة.
وهنا كان لابد لنا من أن نسأل العادل خضر إن كان من اليسير حقا قياس الأدب العربيّ على الهندسة الغربيّة؟ فأجاب بكل وضوح وبساطة: نعم، فكلّ المعطيات تشجّع على ذلك. ألم يتّسع فضاء النّبوّة الدّينيّ (المدينة/المعبد) حينما تأسّس بالفتوحات فضاؤها العسكريّ (الكوفة/المعسكر)، الّذي انقلب بدولة الخلافة إلى فضاء سياسيّ(بغداد/ الحقل). ورغم ما في هذه المماثلات من إسقاط فإنّنا لا نرى فرقا بيّنا بين الهندسة والأدب لأنّهما في الأصل مفهومان فضائيّان قد ظهرا عندما أصبحت ممارسة الفكر ممكنة على صفحات الورق والأطراس بالكتابة. أضف إلى ذلك أنّهما مفهومان مرتبطان بفضاء المدينة. ففي التّصوّر القديم نشأت المدينة لحفظ الموجودات. فهي تخزين للكائنات الحيّة وامتدادها في الأشياء داخل أسوارها، في فضائها المنغلق، وتخزين للعلامات والرّموز في الصّحيفة بوصفها الحلقة الأخير من نسب المكان.
غير إن المؤلف استدرك قائلا: أنّنا لم نستدع Serres وأصول الهندسة لعقد هذه المماثلات وإنّما لنصوغ فكرة قد ظلّت في هذا العمل ضمنيّة ومشتّتة وفي حاجة إلى "تغريض" إن صحّت العبارة. فإذا كانت أصول الهندسة الغربيّة منحدرة من فعل الإقصاء ألا يكون الأدب في الثّقافة العربيّة الإسلاميّة قد نشأ من فعل الاتّساع؟ ألا يكون اتّساع المكان سواء بالتّجارة أو بالفتوح أو بالمُلْك وراء نشأة مفهوم الأدب؟
يبيّن ريجيس دوبريه Debray أنّ فعل الاتّساع في الفضاء هو فعل هيمنة. فهو يقول عندما قارن بين القرن السّادس عشر والقرن العشرين: " قرنان كارثيّان، قرنان قاذفان، ردّ فعل واحد متسلسل، قدّم لأوروبا الكاثوليكيّة في القرن السّادس عشر البارود والمطبعة وأمريكا، كما قدّم لأمريكا الطّهرويّة في القرن العشرين الذّرّة والإلكترون والقمر… إنّ القوّة المادّية لحضارة معيّنة ترتفع بشكل متزامن على جميع الأصعدة: وسائل النّقل والإبادة والاتّصال… فروّاد الفضاء حاليا يشبهون بحّارة العصور الغابرة، واستكشاف الفضاء يشبه استكشاف المحيطات. بالأمس من أجل السّيطرة على العقول وسوق الأفكار، كان من الضّروريّ السّيطرة على البحر، مثل اليوم فإنّ سوق الصّور والمعلومات يتطلّب السّيطرة على الفضاء".



ما الّذي ينبغي استخلاصه من هذه المعطيات؟

بحسب ما يقول العادل خضر، فإن تحليل دوبريه Debray يلفت الانتباه إلى هذا المثلّث (وسائل النّقل والإبادة والاتّصال)، الّذي نعتبره صورة أخرى من المثلّث الوسائطيّ (وسائل الإبلاغ والدّولة والأنتلجنسيا). غير أنّ الجديد في تحليل دوبريه Debray هو طريقة اشتغال هذا المثلّث. وهو اشتغال سياسيّ مداره الأوّل الهيمنة على الفضاء. وإذا كانت هذه الهيمنة قد تجلّت في الهندسة بالإقصاء، أو
بالتّطهير والتّهيئة، فإنّها قد تجلّت في الأدب بالاتّساع. ويقتضي هذا الاتّساع تغيّر العلاقات بين أضلاع المثلّث. فأدنى تحوير يطرأ على ضلع من أضلاع هذا المثلّث يؤثّر على نحو جذريّ في الضّلعين الآخرين. فكلّ ثورة في تقنيات الإبلاغ كالانتقال من النّقل الشّفويّ الحيّ إلى النّقل الكتابي، أو من ثقافة التّدوين إلى ثقافة الطّباعة، أو من تقنية الطّباعة إلى تقنية الصّورة المبثوثة على الشّاشة تتبعها ثورة في تاريخ أنتلجنسيا مّا وتحوير عميق في طرائق اشتغال الدّولة. ويعني ثبات هذه العلاقات بين أضلاع المثلّث الوسائطيّ ثبات العلاقة مع الفضاء.

وعندما سألنا المؤلف قائلين: وإذا عدنا إلى إشكالنا المتمثّل في ارتباط نشأة الأدب في الثّقافة العربيّة الإسلاميّة بفعل الاتّساع، بحيث يكون اتّساع المكان وراء نشأة مفهوم الأدب أفلا يكون هذا العمل تفكيرا في علاقة الفكر بالمكان من خلال الأدب؟ قال إن جوابنا سيكون حتما بالإيجاب. غير أنّه وجب التّدقيق. فإن كان المثلّث الوسائطيّ يشتغل سياسيّا بالهيمنة على الفضاء فإنّ عملنا قد قام على تبئير مضلّع واحد من هذا المثلّث، ومن خلال طريقة اشتغاله السّياسيّ نظرنا إلى المضلّعين الباقيين.
هذا الضّلع هو صورة من الإنسان الوسائطيّ تدعى الأديب. ومن خلاله حاولنا أن نحدّ مفهوم الأدب في الثّقافة العربيّة الإسلاميّة، حدّا يستند أساسا إلى " سنن التّأليف الأدبيّ ووظائفه في الأدب العربيّ " وهو موضوع هذه الأطروحة.
في هذا السّياق الجديد تمثّل الميديولوجيا منعطفا جديدا. فهي تحاول أن تحرّر الفكر من الوهم السّميوطيقيّ بالتّخلّص من هيمنة السّنن والأنساق المغلقة والأنظمة المجرّدة للاقتراب من مادّيّة العالم والتّقنيات الّتي تشيّده.
في إطار هذه التّحوّلات المتسارعة اخترنا، والكلام للعادل خضر، أن يكون هذا العمل مساهمة في برنامج البحث الّذي يقتضيه المنظور الوسائطيّ. وهو برنامج ذو فرعين: بُعد الفرع الأوّل زمانيّ، وفيه يجري الاعتناء بشبكات النّقل وأشكال التّنظيم الّتي يتأسّس بها كلّ إرث ثقافيّ، أو الأفكار المؤسِّسة. أمّا بُعد الفرع الثّاني فآنيّ، وفيه يتمّ التّساؤل عن الكيفيّة الّتي يحوّر فيها ظهور بعض الآلات اشتغال مؤسّسة من المؤسّسات أو نظريّة سائدة، أو ممارسة لها سننها المضبوطة؟ كما يجري فيه التّساؤل عن الكيفيّة الّتي يؤثّر بها موضوعُُ تقنيّ جديد في طرائق النّظر إلى الأشياء ويغيّر مجالا فنّيّا أو علميّا له تقاليده الرّاسخة؟
هذا بإجمال ما يمكن أن نقوله في شأن أطروحة الكتاب وأساسها النّظريّ. أمّا القضايا الّتي أثارها جانبيا كعلاقة الأدب بالحرب، أو علاقة الأدب بالقانون والله والنّقل أو علاقة الأدب بعمل المأسسة، أو الأدب والفضاء، أو الأدب والمنظور و اللاّشعور البصريّ، أو الأدب والتّقنية، أو الأدب واللّعب، "فتلك قضايا"، يقول العادل خضر، "اقتصرنا على إثارتها وطرحها في بعض الأحيان على نحو لا يخلو من هنات وتقصير وأخطاء، ولذلك فهي في نظري ما زالت في عداد المشاريع وفي مدار الاستئناف".
* العادل خضر: الأدب عند العرب، مقاربة: وسائطيّة، منشورات كلّية الآداب منّوبة- دار سحر للنّشر، تونس 2004.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خنجر أكادير
- عمارة يعقوبيان بين الفيلم والرواية وحياة الواقع
- السينما باختصار هي 24 صورة في الثانية
- عن السياب ولحظته التاريخية
- حوار مع الباحث اليمني د. عبد الباقي شمسان- العرب يجهلون فنون ...
- مائة عام من السينما التونسية: مسيرة ونجاحات
- -الطريق الثالث-: اليسار الجديد والتنظير للدفاع عن سياسات الغ ...
- حاطب ليل ضجر
- حوار مع الروائي المصري وحيد الطويلة
- تَذكارٌ لبحرٍ غيرِ أبيضٍ
- شكسبير
- موت كلمة تكلم
- لا يمكن تطوير المجتمعات وتحديثها بامثلة تسلطية تقصي الانسان ...
- إِفْرِضْ مَثَلاً
- تأملات في الديمقراطية وحقوق الإنسان
- القسم الثاني والأخير من الصلة بين الشعر والسحر 2-2
- الصلة بين الشعر والسحر 1-2
- حكمت الحاج.........ما معنى أن أكون موجودا، ولماذا علي أن أمو ...
- قراءة في أصل التفاوت بين الناس ل جان جاك روسو منقولا الى الع ...
- د. رجاء بن سلامة: الحجاب مهما تجدّد شكله واستعماله يتناقض مع ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حكمت الحاج - مقاربة وسائطية ميديالوجية للتراث