أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - بدر الدين شنن - استحقاقات عودة الزمن النقابي















المزيد.....

استحقاقات عودة الزمن النقابي


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1978 - 2007 / 7 / 16 - 11:03
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


اقتربت الدورة النقابية الحالية من نهايتها ، وبدأت بأشكال شتى التوجهات لإعداد الدخول في دورة جديدة ، وسط استياء عمالي شامل من أداء التنظيم النقابي واستقالته من النضال المطلبي لحساب الالتزام السياسي السلطوي .. ووسط قناعات أن لاجدوى من تعاقب الدورات النقابية وسيلة لتغيير الأداء والعودة إلى الالتزام النقابي الطبقي . فكل الدورات النقابية ، منذ أن جرى تبعيث النقابات قبل أربعين عاماً تقريباً ، وتم بذلك تفريغ الحركة النقابية من محتواها النضالي الطبقي ، وتحويلها إلى حقل من حقول النظام الاستبدادي ، باتت هيئات مكتبية لاروح ولا إرادة عمالية فيها . ما جعل دوراتها المتكررة ، تتم حسب إيقاعات مصالح السلطة وحسب متواليات زمنية روتينية كل أربع أو خمس سنوات ، وليس حسب إيقاعات الحاجات والأزمات المعاشية والحريات النقابية للطبقة العاملة

على أن ما تحتله هيئات التنظيم النقابي من مساحة جماهيرية واسعة ، وما تعكسه بتواطؤها مع الطبقة الرأسمالية السلطوية من آثار مدمرة على حياة ملايين العمال السوريين وعلى بقية الطبقات الشعبية ، جدير بإضاءة واقعها ، في محاولة لفتح أفق مغاير لدورها البائس الراهن

يمتلك التنظيم النقابي العمالي في سوريا كل مقومات القوة والفعالية ، إن بتشكيله الهرمي ، أو وحدة ومركزية التنظيم ، أو المساحة العمالية التي تغطي كل مراكز العمل تقريباً وفي مراكز الانتاج والخدمات الأساسية الكبرى تحديداً . ولديه قاعدة نقابية تزيد عن 10 آلاف عامل نقابي ، مؤطرين ضمن أكثر من ألفي لجنة نقابية ، و194 مكتب نقابة ، و13 اتحاد عمال محافظة ، و8 اتحادات مهنية ، ويبلغ عدد المنتسبين إليه نحو مليون عامل في القطاعين العام والخاص . إلاّ أن هذا العملاق النقابي مني بفشل ذريع بأداء دوره المنوط به طبقياً ، والواقع المعيشي البالغ السوء الذي تكابده الطبقة العاملة يعكس هذا الفشل دون روتوش ولامسوغات . فهو لم يبادر ، بسبب إلتزامه " بالنقابية السياسية بديلاً للنضال المطلبي " طوال أربعين عاماً ، لمواجهة أية معضلة ذات تأثير هام على المستوى المعاشي للعمال ، وخاصة ضبط معادلة الأجور والأسعار ، بل وفي تعاظم الخلل في هذه المعادلة الذي وصل إلى حد انخفضت فيه القدرة الشرائية للرواتب والأجور أكثر من 80 % ، وتضاعف الفرق بين الدخول والحاجات ست مرات ، ذلك أن متوسط الرواتب والأجور يستقر على 8000 ليرة في الشهر ، أي 267 ليرة في اليوم بينما متوسط تكاليف الحاجات اليومية للعامل وعائلته من ثلاثة أشخاص تبلغ 1500 ليرة ، ناهيك عن أن 60 % من العاملين في الدولة تقل رواتبهم عن 6000 ليرة شهرياً ، مع افتراض أن هذا العامل غير مكلف بدفع ايجار السكن . ولم يتخذ هذا التنظيم العملاق مواقف حاسمة لمنع قضم مكتسبات الدعم الحكومي لعدد من المواد المعاشية التموينية . وعلى درجة موازية من الأهمية لم يتمكن من وضع حد للتمادي في جرائم الخصخصة للقطاع الانتاجي والخدماتي ، ما يهدد مئات آلاف العمال بالبطالة وانعكساتها الاجتماعية والسياسية ويعمق الأزمات الاجتماعية ، أو في مقاومة النهب والفساد المستشري في الشركات والمؤسسات الانتاجية والعامة . فقد اكتفى من دوره النضالي المتعدد بتقديم المذكرات وعقد اللقاءات مع الجهات الحكومية ، لكنه لم يمارس الاعتصام أو الإضراب ولو جزئياً أو رمزياً عن العمل احتجاجاً على تلك السياسات الاقتصادية المجحفة بحقوق العمال أو رداً على عدم احترام رأيه أو عدم تلبية مطالبه واقتراحاته ، إذا كان قد قدم فعلاً آراء أو اقتراحات على خلفية جدية ، وبقي أداؤه يدور ضمن إطار الالتزام بالنظام ومصالح النظام المتزايد الانحدار نحو أسوأ أشكال الاستبداد الاقتصادي أولاً .. وضمن الالتزام بأوامر " الحزب القائد " ومصالح " الحزب القائد " الحزبية الضيقة والأمنية تحديداً

ولعل نائب رئيس الاتحاد العام ، في ندوة تخصصية ، ضمن إطار تقييم الدورة النقابية المنتهية ، التي أقامها الاتحاد العام حول السياسة الاقتصادية في سوريا قد لخص وأكد ما ذهبنا إليه آنفاً بقوله " نحن جزء من النظام في سوريا .. نحن ضمن أجهزة الدولة .. لنا مواقف في مجمل القضايا .. ولكن لسنا أصحاب القرار " ( كلنا شركاء - تموز 2007 ) وقوله هذا يطرح ا ستطراداً جملة أسئلة مركبة : إذا لم تكن الحركة النقابية صاحبة القرار في مواقفها وأنشطتها فماذا يبقى منها كحركة نقابية .. وماذا يبقى من دورها النضالي الأساس لوجودها كممثلة للطبقة العاملة ؟ وبماذا يمكن تسمية تخلي " النقابيين " عن مهامهم النقابية وعن التزاماتهم العمالية ، سيما وأن هذا التخلي يتم لحساب تمايزات طبقية متوحشة تفترس مقومات معيشة وكرامة الطبقة العاملة والطبقات الشعبية الأخرى ؟ ومن هم أصحاب قرار الاتحاد العام .. وإذا كان هؤلاء يقررون ما يلحق الأذى بالطبقة العاملة معاشياً واقتصادياً واجتماعياً .. فلماذا لايرفض الاتحاد العام هكذا قرارات ويقوم بتعبئة الحركة النقابية والطبقة العاملة ضدها .. أو على الأقل يقوم بفضحها .. أو يستقيل وهذا أضعف الإيمان ؟

وهذه الأسئلة، بطبيعة الحال ، لاتتطلب الإجابة عليها ، وإنما هي لإضاءة الجريمة الكبرى التي ارتكبها كل من فكر وقام ، بالقمع والتزوير ، بتبعيث النقابات وإلحاقها بأجهزة " الحزب القائد " والأمن والدولة لتكتمل دائرة النظام الاستبدادي الشمولي . فهذا التبعيث الشمولي لم يكن يهدف كما تحقق واقعياً مكسباً حزبياً بإقصاء الآخر المعارض وغير المعارض عن الحقل النقابي فحسب ، وإنما يهدف إلى تحقيق مكاسب طبقية جشعة للرأسمالية السلطوية وشركائها بإقصاء الدور النضالي عن الحركة النقابية

وقياساً على ما " أنجزته " الدورات النقابية المنتهية من إخفاقات ، التي تراكمت خلالها مآسي وأزمات الطبقة العاملة ، يعبر الاستياء العمالي المشروع عن عدم الثقة بقدرة الدورة الجديدة القادمة ونقابييها القدامى والجدد في حماية ما تبقى من مكاسب عمالية مهددة ، ناهيك عن عجزها عن إنجاز مكاسب جديدة ، طالما أنها تأتي ضمن نفس الشروط لمقوماتها وإرادتها المسلوبة ، ولاسيما أنها تأتي في مرحلة تتسم بانتشار اقتصاد السوق والخصخصة الشاملة ورفع الدعم عما تبقى من مواد تموينية ومعاشية ، التي تتعاظم فيها المسؤولية النقابية أمام انفلات وحوش اقتصاد السوق والمافيا الاقتصادية السلطوية

وعلى ذلك ، فإن أولى المطالب النقابية الآن هي : الافراج عن الحركة النقابية المناضلة التي طال اعتقالها ، وإنهاء هيمنة النظام الظالمة عليها .. حزبياً .. واقتصادياً .. وأمنياً . وعودة الزمن النقابي بإطلاق الحريات النقابية ، لتختار جماهير العمال قياداتها النقابية بإرادتها الحرة .. لتتمكن الطبقة العاملة من حماية حقوقها المشروعة في مواجهة ديكتاتورية السياسة والاقتصاد ، التي تزداد يوماً بعد يوم شراسة وجشعاً ولؤما . ثم تأتي تالياً بقية المطالب في سلم الأولويات في البرنامج النقابي المكافح ، وأهمها : حماية وتطوير القطاع العام . تعزيز الدعم الحكومي للمواد المعاشية وإدخال مواد أخرى ذات أهمية معاشية أساسية ، من خلال إصلاح ضريبي شامل يطاول كبار اللصوص من رجال الأعمال المتهربين من واجبات الضريبة المقدرة بمئات المليارات من الليرات السورية ، ومن خلال تأمين وتصنيع تلك المواد محلياً . الوقوف بحزم ضد وباء الخصخصة ونشر التعاونيات الانتاجية . كسر معادلة إغناء / إفقار التي تعمق التمايز الطبقي الإرادوي وإصلاح الخلل في معادلة الأجور والأسعار ضمن مخطط اقتصادي اجتماعي ، قصير وطويل الأجل يؤدي إلى رفع القدرة الشرائية الفعلية وليس الرقمية للأجور والمداخيل الشعبية . مكافحة مصادر وبؤر الفساد في مستوياتها العليا قبل الدنيا ومحاسبة اللصوص واسترداد المال العام المنهوب في الداخل والخارج وإعادة توظيفه في الصالح العام

إن تغييراً جذرياً كبيراً في واقع الحركة النقابية العمالية البائس قد آن ا ستحقاقه ، ليس من أجل ا ستعادة هيبة ودور الحركة النقابية في الشأن العمالي المطلبي فحسب ، وإنما من أجل إحياء المجتمع المدني .. وإحياء الروح الوطنية والاجتماعية .. ما يعني بمنتهى المسؤولية الوطنية ، أن تكون قضية الحركة النقابية .. قضية الحريات النقابية .. قضية النضال المطلبي العمالي ، الذي يعبر عن مصالح الطبقات الشعبية كافة ، .. في صميم مكونات برنامج النضال من أجل التغيير الوطني الديمقراطي



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقات شيطانية
- هل حقاً أن الشعب قد انتخب وأفتى .. ؟
- اسقاط جدار العزل السياسي مهمة أولى
- مأساة الديمقراطية في الشرق الأوسط
- من أجل ضحايا الاعتقال السياسي .. والحرية
- الجواب على سؤال الهزيمة
- السلطة والثروة في الصراع السياسي
- التجمع اليساري الماركسي ( تيم ) مابين التكامل والتمايز
- خوفاً من ألاّ يفوز الرئيس المرشح للرئاسة
- سوريا إلى أين في المنعطفات الإقليمية الجديدة .. ؟
- في الأول من أيار .. عيد العمال العالمي
- أبطال الحرية .. سلاماً مع الاعتذار
- قمة ملتبسة لأنظمة مهزومة
- العودة إلى الشعب
- شعب جدير بالحرية والنصر
- حس المسؤولية الضائع .. الانتخابات مجدداً
- معك ياأم الكون في يومك العالمي
- في التعذيب .. وضحايا التعذيب
- دروب الضياع والتدمير الذاتي
- التهريب في التهريب .. المازوت مثلاً


المزيد.....




- المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة ببني ملال يندد بالتجاو ...
- استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتج ...
- استقالة متحدثة من الخارجية الأميركية احتجاجا على حرب غزة
- سلم رواتب المتقاعدين في الجزائر بعد التعديل 2024 | كم هي زيا ...
- الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين
- “زيادة 2 مليون و400 ألف دينار”.. “وزارة المالية” تُعلن بُشرى ...
- أطباء مستشفى -شاريتيه- في برلين يعلنون الإضراب ليوم واحد احت ...
- طلبات إعانة البطالة بأميركا تتراجع في أسبوع على غير المتوقع ...
- Latin America – Caribbean and USA meeting convened by the WF ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - بدر الدين شنن - استحقاقات عودة الزمن النقابي