أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لهروشي - تأملات من عمق الذاكرة: صرخة يقظة من القلب إلى الشعوب المحكومة من قبل الطغاة















المزيد.....

تأملات من عمق الذاكرة: صرخة يقظة من القلب إلى الشعوب المحكومة من قبل الطغاة


علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)


الحوار المتمدن-العدد: 1978 - 2007 / 7 / 16 - 07:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا أيها المناضل الثوري قم فأندر، و للثورة فكبر، و لشعبك فحرر، وللخمول والاستسلام فاهجر، حتى وإن أخذك الطغاة وجيوشهم من الخدم والحشم و العبيد، ثم بالقيد غلوك، و بالسجن صلوك، ثم في الزنزانة الضيقة المحاصرة بالقضبان الحديدية سجنوك، إنك الرافض المنتقد للمحرمات الثلاثة: الله – الوطن – الملك – وحشا أن تكون من المنبطحين الخونة، أو من الصامتين الخائفين الجبناء ، حتى وإن سجنوك في زنزانة مظلمة ، ضيقة ، تكسوها الرائحة النتنة القذرة، التي تفوح من حفرة محفورة بركن من الأركان المظلمة لقبوك ، ليتسنى لك أن تستعملها وأمثالك من السجناء والمعتقلين النزلاء كمرحاض، في مساحة قبو تخيم عليه العتمة، طوله مترين، وعرضه مترا واحدا، وهو رطب رطوبة عمق البئر، فليس لك فيه حميم ولا رحيم، ولا طعام لذيذ، ولا فاكهة من فواكه الجنة، إلا من عدس وشربة، وقطعة خبز يابس محروق، لا يقبله خارج الأسوار العالية، والأسلاك الشائكة المحيطة بك، سوى الكلاب الضالة المشردة، فأنت لا تؤمن بما يؤمن المستسلمين حولك للجبن والذل والعار، وهم مشاركين أو مساندين، أو راضيين وقابلين على مؤامرة الصمت حول الخدعة، والخيانة، و الخطر الذي يحدق بما حولك، من خلال الكارثة التي ستصيب الجميع أجلا أم عاجلا، فعجل يا أيها المناضل الثوري بفضحها قبل وقوعها حيث فوات الأوان، لا تخشى السجون والقمع، إذ أنه لو تحرك الجميع للثورة ضد الحكام الطغاة، فهل لسجونهم أن تستوعب الشعب كله، أنت تبصر العدل والحق الذي لا يبصرون، لأنك لا تساوم على حساب الشعب والقضايا كما يساومون، و لست انتهازيا، ولا وصوليا، ولا أنانيا ولا عميلا، كما هم يفعلون، فأنت تعلم أن الدولة الحقيقية القوة الصلبة العنيدة، تبنى من قبل الشعب، ومن الزعماء المختارين من قبل الشعب، عبر الانتخابات النزيهة التي تتخللها المنافسة الشريفة، الناقية الطاهرة، الخالية من أية تجاوزات، أو تدخلات، وليس مثل ما يقع تحت ظلم، وجبروت هؤلاء الحكام المفروضين من قبل الإمبريالية الصهيونية، التي دعمتهم، وساندتهم، وناصرتهم، ودافعت عنهم في السراء و الضراء، وحمتهم كما تحمي الطيور صغارها، وبذلك استعبدتهم، واحتقرتهم، وجعلتهم ملوكا وسلاطين، وأمراء ورؤساء من المستغليين للدين والعقيدة، بمنطق الإرث المتبادل أبا عن جد، وبسياسة الخلافة المرفوضة، وهل تلك هي الدولة ؟ إنها الدولة ما الدولة، وما أدراك ما الدولة ! يوم تتلاعب فيها الأحزاب، و النقابات، والجمعيات، أمنة فيها بالديمقراطية المزيفة، فما هم بذلك سوى أقنان وعبيدا للحاكم الطاغية، بعدما امتص زعمائها غضب لجماهير الشعبية،وسرعان ما تشب فيها صراعات من أجل أهدف ذاتية، غالبا ما تنتهي بالانشقاقات القاتلة، لأن زعمائها كأعجاز نخل خاوية، فهل تضمن لهم أنانيتهم الاستمرارية ؟ هم من زكى الحاكم الطاغي، ورياحه القمعية العاتية، التي كسر الشعب كأشجار عالية، خربت البيوت، وشتتت الأسر النبيلة الفقيرة البريئة، حينها لا ينفع الندم الأصليون من الشعب الذين استقبلوا الدخلاء من تلك الحاشية، التي حكمت البلاد بالحديد والنار، وشردت العباد نحو الملاجئ والسجون، والشوارع، لأنها من أصول الطاغية، بغدما كذبت على الأصليين بالفتوحات الإسلامية، إنا لما طغى السيف، وبه ذبحت، وقتلت، وفتكت، وسفكت دم الأطفال، والشيوخ و العجزة، من الرجال والنساء، حتى تدفقت دمائهم كالماء في سواقي جارية، لأن خدعة تلك الفتوحات أخذتهم أخذة رابية، و لا أحد منهم، ومنا الآن يقدر على فضح عيوب، وجرائم تلك الحقبة التاريخية الخاطئة، التي لابد لها أن تظل حية في الذاكرة، وتعيها أذن واعية، ومن وعيها نرفض حكم الطاغي المبني عليها مرة واحدة، إذا تم و إن اتحدت العقول المتحررة الصافية، و بها تتوحد الصفوف لتحقيق أحلام الناس الواعدة، وذلك بتحرير الوطن من الأيادي الحالية الوسخة، فيتزعزع بذلك عرش الحاكم الطاغي، وتدك قصوره الفرعونية دكة واحدة، فيومئذ اندلعت الثورة، وتحررت على إثرها البشرية، وانكسرت أبواب السجون، وتحطمت أسوارها العالية، حينها ترى الدولة، وما أدراك ما الدولة، إنه لقول كريم لمناضل عظيم، وما هو بقول منتمي حزبي، أو نقابي ممن يقول ما لا يفعل، ولا بقول حاكم طاغي من أصحاب الخطابات الرنانة، و لا بقول منافق سياسي تبعي، حقير، فاصرخ يا أيها المناضل الثوري، بما أتيت من قوة، وحكمة وشجاعة، وغيرة في وجه الجميع بقولك:

إنا كرهنا حاكما طاغيا فاجرا مسلطا
فاستيقظ يا شعب قبل فوات الأوان
قلت لكم:
إني لكم مناضلا صنديدا عنيدا
اتحدوا وثوروا تُخفف لكم أحلامكم
يروح خمولكم إلى أجل غير مسمى
نداء الثورة لا يُؤخر لو كنتم عاقلين
تمنيت ألا يزيدكم الخوف من دعائي فرارا
كمن جعل منكم أصابعه في أذنيه، بعدما
كسر اليأس بذلك أحلامه وا ستغشى ثيابه
مستسلما..هادئا راضيا بمؤامرة الصمت
رغم النداءات الموجهة إليه كل يوم جهارا
ممن أعلنوا للشعب حقا و أسروا له إسرارا
قلت لكم:
بالنضال و العدل و المساواة والانتفاضة
تفلحون وللجهل تحطمون أسورا
مالكم ترجون للحاكم الطاغي خوفا و وقارا
وقد يوميتكم و أبنائكم واحدا بعد الأخر أطوارا
لا تنتظروا ضوء الشمس سراجا وهاجا
ولا تتكلموا على بياض القمر نورا ساطعا
حتى يزول الحاكم الطاغي مهانا مدلولا
تراكمات الهموم مكدسة بقلوبكم متراكمة
ليلا ونهارا كالسماوات السبع طباقا
إن صبركم وصمتكم يخرجكم لاجئين أفواجا
من بلدانكم الأصلية إخراجا كالطيور أسرابا
فلتجعلوا الثورة حلمكم المحقق بساطا
فهي مسلك لكل المنعرجات وللحلول سُبلا
حينها سيتكلم الطاغي مُرعبا خائفا
قائلا :
عصاني الشعب الكادح ولم أجني منه إلا خسارا
نكرني ،خانني، وخدعني مكرا وخدعا كُبارا
تلك كارثة فقد ضل الشعب الثائر هذا ضلالا
ولن يجد من غيري حاكما فاجرا جبارا
قلت له:
أنت من حرم الشعب تاركا إياه بلا شرف ولا ديارا
فاليوم انكشفت حيلتك ولن تجد منا أنصارا
سُلالتك لا تلد بهذا الوطن إلا فاجرا كفارا
فمند اليوم أيها الحاكم الطاغي:
لن يزيدك هذا الشعب العظيم إلا إذلالا



#علي_لهروشي (هاشتاغ)       Ali_Lahrouchi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب بين مطرقة القبيلة العلوية المستبدة ، وسندان الأحزاب ا ...
- أعوان القبيلة العلوية المسلطة تنهج سياسة تشويه وتفريق الأماز ...
- اللإنتخابات المزمع تنظيمها بالمغرب تحت استبداد سلطة القبيلة ...
- ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية ؟ ال ...
- ليكون الغرض من إحياء الأمازيغية هو الدفاع عن الإنسانية والهو ...
- ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية الجز ...
- ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية؟الجز ...
- ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية؟الجز ...
- جلسات الاستماع لضحايا الاعتقال السياسي بالمغرب مجرد دعايات ت ...
- البيعة قمة الاستبداد بالمغرب
- المغرب وسياسة الأبارتايد
- الصحراء الغربية بين طموحات الشعب الصحراوي وتخاذل النظام المل ...
- المغرب مجرد تجمع بشري لا علاقة له بمفهوم الدولة
- أسباب ظهور الخلايا الجهادية حاليا ، و الحركات الثورية مستقبل ...
- لبنان ليس هو الحريري ، والحريري ليس هو لبنان فمن ينقذ شعب لب ...
- نداء تاريخي للدعوة لتأسيس الجبهة الثورية الديمقراطية الأمازي ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لهروشي - تأملات من عمق الذاكرة: صرخة يقظة من القلب إلى الشعوب المحكومة من قبل الطغاة