أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي لهروشي - ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية؟الجزء الأول















المزيد.....



ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية؟الجزء الأول


علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)


الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 04:24
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


باديء ذي بدء ولتناول موضوع الجالية المسلمة بالخارج عامة والمغربية منها خاصة لابد من تقسيم هذا الموضوع إلى أسئلة تظل أجوبتها الحقيقية بدون انحياز مرتبطة فيما بينها تحت عنوان عريض مجسد في الأتي : ماهو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية ؟ ويظل القاسم المشترك بين مختلف الأجوبة المتعددة الأوجه، مرتبطا أشد الإرتباط بممارسات ، وطموح ، و أهداف الجالية المسلمة بهولندا ، وعلى رأسها المنحدرين منها من الأصول المغربية ، تجليات هذه الشريحة الإتماعية ما بين نجاحها وإخفاقها في المهجر، وهو الموضوع الذي يفرض البدء من وضع الأسئلة المحيرة التالية ، ومناقشتها بجدية بعيدا عن العاطفة ، و الإنتماء : فماهي أسباب ومعيقات عدم إندماج الجالية المغربية بهولندا مثلا؟
قد تتعددالأسباب لكن يظل مصدرها واحد ، ألا وهو الجهل ، و الأمية ، وإزدواج الشخصية مابين الإنتماء للغرب بكل ما يعرف عن الغرب من تفتح ، وحرية ، وديمقراطية ، وتحرر من المعتقدات ، وما بين الإرتباط الوثيق بالوطن الأصلي ، وما يعرف عنه من ديكتاتورية ، وقمع ، و إنغلاق عن الذات ، والخوف من المستقبل المجهول ، غير المضمون على جميع الأصعدة ، كما أن الجيل الأول من المهاجرين المغاربة الذي ولج أرضية هولندا أو غيرها من الدول الأوروبية قد لايزال يحمل بصمات ما تعرض له من إقصاء و التهميش ، وتجويع ، وصار بذلك مجرد ضحية لسياسة الملكية بوطنه الأصلي المغرب ، تلك السياسة التفقيرية التي جعلته إنسانا أميا جاهلا ، فإن ذلك هو ما دفعه بالأساس كإنسان منعزل و منغلق عن الذات ، يطارده الخوف من المجهول ، حتى بالوطن الثاني المستضيف له ، لأنه لم ينبني ، ولم يتشبع بثقافة صلبة، ومثينة ، تجعله يتعامل ، ويتقبل ، ويحاور باقي الثقافت و الشعوب ، وهو ما جعل كل إهتماماته وتفكيره ، وتكتيكه وإستراتيجيته في الحياة ، مبنيا على العمل الشاق لجمع المال بهدف العودة للوطن الأم لإنجاب الأطفال ، وتربيتهم ، وتوفير لقمة العيش لهم، ولكل باقي أفراد العائلة من خلال تكديسه للعملة الصعبة التي سيجلبها بكل الطرق المشروعة منها كالإعتماد على قوة ساعديه ، وغير المشروعة منها كالإتجار في المخدرات ، واستغلال كل الفرص المتاحة في تجاوز صارخ للقوانين الهولندية التي يجهلها من أساسها ، ولهذه الأسباب بدأت تظهر مشاكل على السطح الهولندي من النوع الدخيل على الهولندين ، مما جعلهم يسرعون لإجراء أبحاث و اتصالات ، وحوارات لفهم الظاهرة الغريبة على مجتمعهم ، وفي هذا الإطار ، وتزامنا مع المشاكل التي يعاني منها المهاجرون أنفسهم في جهلهم للقوانين ، وللغة التي قد تمكنهم من التواصل مع باقي مكونات مجتمع الغربة ، والتعبير عن همومهم فقد بادرت الكنيسة محاولة منها العطف على المهاجرين وجمع شملهم ، على أساس إيجاد من يتقن اللغة منهم حتى تمكنه الكنيسة من الدفاع عن حقوق هؤلاء المهاجرين ، وبذلك أنشئت مؤسسات ولجن المساندة كتنظيمات تدافع عنهم كمهاجرين، بكونهم كفيئة اجتماعية في وضعية خاصة ، بعدما همشتهم النقابات العمالية التي كانت تراهم مجرد عمال مؤقتين ، قد يعودون لوطنهم الأصلي في أية لحظة ، وهو ما تراه تلك النقابات كحدث مؤقت لن يؤثر على استراتيجيتها ، وأهدافها النقابية ، كما أن الأحزاب و التنظيمات السياسية تعاملهم معاملة انتقائية كغير مواطنين هولنديين ، إذ لا حق لهم في المشاركة السياسية ، فيما تراهم السلطات العمومية و المحلية مجرد عمال، مصيرهم مرتبط بيد رب العمل الذي يحق له ممارسة عملية طرد هذا المهاجر ، أو الإحتفاظ به كعامل وخدم لذيه ، مما انعكس سلبا على وضعية المهاجرين الأوائل الذين تعرضوا لكل أشكال الإستغلال و الإحتقار من قبل رب العمل ، ونظرا لكونهم أميين فقد وجدوا بذلك صعوبة من حيث التمدرس و التعلم ، فيما وجدوا صعوبة من جانب أخر كعدم تمكنهم من الحصول على السكن اللائق ، أو العناية الصحية ، أو العدالة الإجتماعية، اللهم ما يتلقوناه من دعم من قبل الكنيسة ، وجمعيات ، ومنظمات المجتمع المدني ، وهو ما حرك شعور وغضب بعض الأوساط الشيوعية، والمسيحية التي ناضلت لتأسيس لجنة العمال الأجانب بأمستردام BAK ، ولجنة مساندة العمال الأجانب بروتردام ، وكان أغلب أعضاء هذه المؤسسات من ضمن رجال التعليم ، و المساعدين الاجتماعيين ، ورجال الكنائس ، والطلبة ، وبكون هذه اللجن غير قادرة على فهم و استيعاب مشاكل هذه الجالية المغربية ، والتوركية ، تزامنا مع المشاكل المتفاقمة في صفوف هذه الجالية حيث الطرد من العمل ، والبطالة مما يفتح المجال لممارسة أساليب أخرى غير شرعية كالسرقة ، والاتجار في المخدرات ، وما ينتج عن ذلك من مشاكل ، ناهيك عن الشروط التعجيزية التي وضعتها السلطات الهولندية في وجه المهاجر لحصوله على رخصة الإقامة ، وتسوية وضعيته القانونية ، فإن كل تلك العوامل إجتمعت كوقائع فرضت نفسها ، و أدت بالجميع للتفرغ للبحث عن إيجاد بديل وسط الجالية نفسها تستطيع من خلاله فرض مطالبها ، بعدما وجدت من الهولنديين من يدعمها ويساندها ، مما أدى إلى تأسيس جمعية العمل المغاربة بهولندا يوم 13 شتنبر 1975، و في هذا الصدد و للإقتراب من الموضوع بكل موضوعية تم إنجاز هذا الحوار المتواضع مع واحد ممن عاشوا مرحلة نشوء النوات الأولى لمشروع نضال الجالية المغربية بهولندا ، وهو الشخص الذي واكب الأحداث منذ بداية تبلورها ، لتصير واقعا يجمع ما بين حلاوة المرحلة ومرارتها ، لأن أي عمل نضالي لا يخلو من الجادين ، والهزليين ، ولا من المناضلين ، والانتهازين ، ولهذه الأسباب كان هذا الحوار كأخر حوار في حياة الرئيس السابق لجمعية العمال المغاربة بهولندا ، و رئيس سابق للتنسيق الأوروبي للجمعيات الديمقراطية بأوروبا ، وعضو سابق بالمنتدى الأوروبي للمهاجرين ، فقد اجري هذا الحوار المتواضع مع - محمد خوجا - الذي وافته المنية في بداية شهر رمضان المنصرم ، والغرض من هذا الحوار هو الإطلالة على مشاكل المهاجرين المغاربة بأوروبا عامة وبهولندا خاصة من خلال تجربته في هذا المجال ، لكن الصدفة حكمت بأن لا يدوم عمر المحاور حتى يشاهد حواره هذا، الذي تم وأن أرسلته عبر البريد العادي لجريدة القدس في وقته ، وتأخر عن النشر لأسباب أجهلها ، واليوم وقد مرت مدة عن وفاة - محمد خوجا- في ظروف طرحت عدة أسئلة ، حيث يروي البعض أنه مات من جراء إصابته بالسرطان ، فيما يروي البعض أنه مات مسموما كياسر عرفات ، بعدما أثار ضجة في تصريحاته للإعلام الهولندي عن مساندته لمقتل المخرج السنيمائي الهولندي- تيو فان خوخ - ودفاعه المستميت عن الإسلام وعن القاتل الهولندي من الأصل المغربي- محمد بوياري- وتبقى كل الروايات المختلفة في موته محصورة ، و مترددة على ألسنة معارفه ، وأصدقائه دون أن نعرف من هي التي على صواب ... ويبقى هذا الحوار هو الوقوف لحظة لتذكر هذا الشخص من جهة ، وللمزيد من تنوير الرأي المتتبع لشؤون الجالية والمهاجرين المغاربة من جهة ثانية ، لأنها القضية التي لا يهتم بها أحد لا من جانب سلطات ومسئولي البلد الأصلي للمهاجر، التي لا رى في هذا الأخير سوى يد عاملة بالمهجر متخصصة في جلب العملةالصعبة للمغرب ، ولا من قبل سلطات البلد المستضيف له ، وهو ما يعانيه المهاجر الغارق في بحر الغربة والاغتراب ، وما ينتج عن ذلك من مشاكل تظل عالقة في ذهن المهاجر وحده ، وقد دفع به أحيانا إل تبني أفكار إسلامية متطرفة تجعله كقنبلة موقوتة تنتظر الإنفجار في أية لحظة و في أي زمن ، بعدما يتم استغلال جهله من قبل القهاء السفهاء من الخليجيين لذين يعملون على شحن كل متمرد عن الذات و الواقع بأفكار تكفيرية تكره الجميع ، بدءا بالسؤال التالي : يكثر الحديث عن تدهور أوضاع الجالية المغربية بهولندا ، لما لحق مؤسساتها وجمعياتها من تهم متعلقة أساسا بسوء التصرف في أموال الدعم الذي تتلقاه من قبل الجهات المانحة ، ثم تخليها عن الأهداف التي أسست من أجلها ، وبذلك فهل يكمن الخلل في بداية انطلاقة هذا العمل المؤسساتي و الجمعوي للجالية المغربية ، أم أن هناك عوامل أخرى أدت إلى هذا الركود و الفشل ، لكونك رئيسا سابقا لأقوى جمعية عمالية مغربية بهولندا ؟
جواب : أنت تعرف أن أية بداية تكون قوية ، يطغى عليها الحماس ، والشجاعة و الجرأة كما قد يلتقي فيها أشخاصا تختلف طموحاتهم ومتمنيا تهم ، وأهدافهم ، فهناك منهم من ينطلق بنية تغيير وضعية العامة من الناس ، وهناك من لا يرغب سوى في تغيير وضعيته الخاصة مستغلا ذلك التجمع أو التكتل البشري داخل إطار جمعوي أو مؤسساتي ، وفيما يخص انطلاقتي الشخصية في هذا العمل النضالي بهولندا ، فقد دخلت هذه البلاد بعدما هربت من المحسوبية ، و الزبونية ، والرشوة و الظلم والقمع الذي هيمن على المغرب وفرض على المغاربة داخل وطنهم الأصلي ، وبذلك تم إقصاء فقرائه ومساكنه وتهميشهم ليستفيد بذلك البرجوازيون في التعليم والتعلم والدراسة والتمدرس بالداخل و بالخارج فيما ظل أبناء الشعب يبحثون عن منقذ ومفر، وبما أنني واحد من أبناء الشعب ومن مواليد 1949 بمدينة القنيطرة ، وكنت أتعب لمتابعة دراستي في تخصص الرسم التقني الصناعي ، فإنه لم يكن أمامي سوى الفرار و الهروب لمغادرة المغرب عسى أن أحقق طموحاتي ، وبالفعل وقع أن دخلت هولندا سنة 1970 وبعد مدة قصيرة لم تتجاوز ثلاثة أشهر عن تواجدي بها نظمت إضرابا بشركة البناء بغرب هولندا حيث كنت اشتغل ، وبالضبط بمدينة - البورخ - احتجاجا على التعامل السيئ الذي كنا نتلقاه كعمال مغاربة من قبل الباطرونة و المشغلين الهولنديين ، حيث حرمنا من السكن اللائق ، ومن تسديد ثمن الساعات الإضافية ، ومن هزالة الأجور ، وحرمنا كذلك من تعلم اللغة الهولندية ، فكان ذلك الإضراب هو الأول من نوعه المنظم من قبل المهاجرين بهولندا ، إذ أن اليد العاملة الهولندية قد تحقق لها كل ما كانت تصبو إليه ، والمثير في ذلك الإضراب هو انضمام المدير المسؤول على نفس الشركة لإضرابنا ، وهو من أصل يهودي ، وقد شعر هو أيضا بالميز، والحيف و التمييز الذي ألحقنا جميعا كمهاجرين، وقد تطور الأمر حتى قدم هذا المدير استقالته وأسس معي شركة - بالتي- المتخصصة في صناعة قطاع الغيار التي تصدر نحو دول الخليج ، وبعد عملي معه لمدة أربعة سنوات قررت استكمال دراستي باللغة الهولندية بأكاديمية العمل الاجتماعي - اسكا - بأول أكاديمية متخصصة في العمل الاجتماعي ، وهذا له علاقة جدلية باختياري للنضال في المجال الاجتماعي مع الجالية المغربية بهولندا التي حققت الكثير من الأهداف و المكاسب ، فلم يكن في البداية نفكر في نضالنا أبدا ، أو نحس بمسألة الخوف أو التراجع عن أهدافنا النضالية ، بل كانت لا تغرينا الأموال ولا الملذات ، لأن شعارنا آنذاك هو انتزاع ما يمكن انتزاعه من الحقوق ، ومع ذلك لا يمكن التحكم في رغبات البعض وأهدافهم ممن كانوا يناضلون إلى جانبنا ، ومعنا ، حتى وإن كانت أهدافهم مصلحية ، ذاتية وشريرة ، وخلاصة القول فإن النضال ، أو أي حركة اجتماعية فهما كالإنسان ، حيث يولد جنينا ، ثم يصير طفلا ، حينها يعود شابا قويا ، ثم يصبح رجلا و بعده شيخا هرما عاجزا ، وهي الصفة التي تنطبق على عملنا الجمعوي و المؤسساتي كمهاجرين مغاربة بهولندا ، أي أن نضالنا قد وصل مرحلة الشيخوخة والعجز والعياء ، والفشل و الركود الذي أوصله إليه البعض قبل وقته من الذين يحسبون على العمل النضالي بغدرهم وخيانتهم ، وتلاعباتهم بالأموال ، وتحقيقهم لأهداف شخصية ذاتية باسم النضال ، وهذا هو الخطير في المسألة .
سؤال : صدرت كتب باللغة الهولندية من قبل أشخاص ، أو سمعت شهادات من هنا وهناك لأشخاص تحاول أن تؤرخ للعمل الجمعوي ، و لنضال الجالية المغربية بهولندا ، فهل لك أن تحدث القراء و تنير المتتبعين لهذا النضال عن الكيفية التي تم بها تنظيم المغاربة بهولندا لكونك صاحب المبادرة في هذا الصدد انطلاقا من شمال هولندا ؟
جواب : هناك عوامل عديدة دفعتني لأكون واحدا من المبادرين في تنظيم الجالية المغربية ، وذلك راجع بالأساس إلى تكوني التعليمي و التقني بالمغرب ، ثم تواجدي بالأكاديمية الهولندية التي منها معنى تنظيم الناس والعمل الاجتماعي، تعلمت ، ولكون الدولة الهولندية لا تتعامل في حوارها وتواصلها إلا مع ما هو منظم ومؤسس وهي الطريقة التي أرجعت بها العمال إلى مجرد طبقة عمالية أرستقراطية لا ينقصها شيء ، ولكن بعد قدومنا كجالية مغربية تغيرت النظرة نحونا كعمال مهاجرين ، حيث تحولنا في نظر الكثير إلى مجرد بروليتاريا كادحة ، أو طبقات غير محظوظة في وطنها الأصلي ، وبالتالي تم استيرادها ، كفئات فقيرة مستوردة من الخارج ، وهو الأمر الذي جعلهم يعاملوننا معاملة غير تلك التي يعامل بها العمال الهولنديون ، مما جعلني أفكر كواحد في تنظيم الجالية المغربية المهاجرة ، المتواجدة آنذاك بالشمال الهولندي دفاعا عن الأساسيات التالية : - حرية العمل أي أنه لا يعقل أن يظل العامل المغربي المهاجر مرتبطا حسب نفس العقد الخاص للعمل مع نفس الباطرون أو المشغل. السكن اللائق و الاندماج في الضمان الاجتماعي الهولندي ، وتقنين الهجرة ... ولكي تتحقق هذه الأحلام كان لابد من خلق إطار تنظيمي لذلك ، كما يتوجب إيجاد مغاربة يمتلكون الحد الأدنى من الفهم و التعليم لمعرفة كيفية التعامل مع الأحزاب والنقابات و الجمعيات الهولندية التي كانت متفتحة وتحاول استقطابنا وجعلنا كعمود فقري لتنظيمها ، فحصل أن خلقنا أول إطار تنظيمي وهو " فرقة عمل للعمال المهاجرين " وقد تركز الدفاع عبر هذه الفرق التي توسعت فيما بعد لتشمل كل مناطق المملكة الهولندية عن الجنسيات الأولى المهاجرة إلى هولندا وهي : المغاربة والأتراك و الإسبان و الإيطاليين ، وبما أن هولندا هي البلد الوحيد و الأول في العالم التي تعامل مواطنيها بلغة الإنصات و الاستماع ، وإجراء البحث في أية مسألة ، فإن تأسيسنا لتلك الفرق العمالية جعل الحكومة الهولندية التي تعتمد بالأساس على العمل المؤسساتي تستحوذ على مهام تلك الفرق التي أسسناها ، فتم بذلك خلق مؤسسات نصف حكومية لدعم تلك النضالات في إطار تحقيق مصالح المهاجرين والدولة معا ، لكونها دولة الحوار الثلاثي بين كل من أرباب العمل ، ونقابات العمال و الدولة ، ومن هنا طلب مني أن أتولى تمثيلية المهاجرين المغاربة بمجلس مؤسسة : - س ب ف ن ن - وتعني " مؤسسة العمال المهاجرين بشمال هولندا " كما تم نفس العمل بمختلف المدن الأخرى مما جعل الأحزاب وخاصة الشيوعية منها تحاول ممارسة وصايتها علينا ، واستغلالها لنضالاتنا من أجل خدمة مصالح أحزابها ، وهو الأمر الذي جعلنا كمهاجرين مغاربة ننسق طامحين وطامعين في حصولنا على تنظيمنا المستقل الذي يراعي مصالحنا ، ويدافع عن مشروعنا النضالي سؤال : هل هذه هي العوامل التي دفعتكم إلى تأسيس " جمعية العمال المغاربة بهولندا " وكيف تم ذلك وأنتم كمهاجرين مغاربة من المحظوظين المتعلمين تحسبون على رؤوس الأصابع لكون أغلب المهاجرين المغاربة أميون لم يساعدهم الحض في التعلم بوطنهم الأصلي ؟
جواب : لم نبدأ بتأسيس جمعية العمال المغاربة بهولندا كخطوة أولى بل أسسنا سنة 1974 جمعية العمال المغاربة بشمال هولندا واستمر عملنا مع الفرق العمالية الأولى ، ومع المؤسسات نصف الحكومية ، كما جاءت نفس المبادرة من مختلف المدن الأخرى ، حيث تأسست جمعية الهجرة المغربية بالمنطقة الوسطى للمملكة الهولندية ، ثم بالجنوب ثم فرقة عمل مغربية بالغرب ، كما أن المغربي المدعو - محمد الرباع - البرلماني السابق بحزب الخضر بهولندا كان أول مغربي مديرا لمؤسسة مساعدة المهاجرين ، فكون بذلك فرق عمل للمغاربة ، كما كانت الودادية التابعة للنظام المغربي المخزني تتحكم في حركات العمال المغاربة بالعاصمة أمستردام ، وبما أننا كنا نصبوا إلى انتزاع استقلاليتنا عن الأحزاب الهولندية ، فإن البعض من تلك الأحزاب رفقة الكنائس و بالتنسيق مع جهات مجهولة ومع تعاضدية العمال المهاجرين " ب . أ . ك " التي أسسوها لاستقطابنا و القضاء على طموحاتنا في تأسيس إطارنا حسب هويتنا ، وانتمائنا لقضايا العرب و الأمازيغ و الإسلام ، فقد أحبكت عملية خطيرة بين بعض الهولنديين وجهات مجهولة مغربية ضدنا كممثلين حقيقيين للعمال المغاربة بهولندا، فاضطرت آنذاك تلك التعاضدية لجلب مغاربة يتقاسمون معها نفس الأفكار و الآراء و المصالح المشتركة من مدينة ليون الفرنسية رغم أنهم لا يمتلكون الأوراق القانونية بهولندا ، ولا يعرفون التواصل بلغتها ، ومع ذلك أدخلوهم الكنيسة بالعاصمة أمستردام لتنظيم اعتصام للمطالبة بحقهم القانوني في الإقامة ، ومن داخل تلك اللعبة الغامضة المفبركة ، والمحبوكة من قبل جهات مجهولة تم الإعلان عن تأسيس ما سمي بجمعية العمال المغاربة بهولندا كمان وقد أطلق عليهم حينها الإعلام الهولندي لقب مغاربة الكنيسة ، وبالرغم من الدعم المادي والمعنوي المقدم لهم من جهات مختلفة فإن الجالية قد عارضتهم بشكل عنيد كما كانت تعارض ودادية النظام المخزني المغربي .
سؤال : ألم تلاحظ إذن أن هناك تنسيق في الخفاء بين الأحزاب الهولندية الاشتراكية والشيوعية مع الأحزاب الاشتراكية المغربية المتحكمة من بعيد في الجالية لضبطها حتى لا تنفلت الخيوط من بين أيديهم ، وبذلك فلحت تلك الأحزاب لفرض تواجدها وقبضتها على الجالية ، لمجابهة الودادية التابعة للنظام السلطوي المسلط على المغرب والمغاربة ، وقد تم إبعادكم وإقصائكم لأنكم لم تظهروا لونكم السياسي ، ولا انتمائكم الإيديولوجي ؟
جواب : الكل ممكن ولا أحد يعرف ماذا يجري في الخفاء في صفوف الجالية المغربية ، سوى المسؤولين عن تداول تلك الأسرار و التخطيط في النور و الظلام ، ولكن في سنة 1978 استطعنا أن نلتقي لتوحيد الجهود ، وتجاوز الخلافات ، والاختلاف ، والتشنجات وذلك لخدمة مصالح العمال المغاربة من المهاجرين ، بعدما تم الاتفاق على أرضية مشتركة ومرضية للجميع تضع على أساسها الحد لهيمنة الأحزاب و الكنائس الهولندية على الجالية المغربية من خلال ممثليها ، وهنا تم عقد المؤتمر الأول لجمعية العمال المغاربة بهولندا على الصعيد الوطني.
سؤال : أفلحتم في الأخير في تأسيس إطاركم الجمعوي و النقابي على صعيد هولندا الممثل في جمعية العمال المغاربة بهولندا تحت شعار : الجماهيرية ، والتقدمية ، و الديمقراطية و المستقلة ، فماذا حققتم للجالية المغربية بهولندا من ذلك ؟
جواب : سأتطرق وبعجالة إلى نقط مهمة تم تحقيقها وهي : 1 تقنين الهجرة بما فيها من حقوق الإقامة في وضعية قانونية 2 انتزاع قانون 1979 المسمى بقانون تشغيل وإقامة العمال المهاجرين 3 انتزاع حرية التنقل بهولندا من مشغل لأخر تجاوزا لما ينص عليه عقد العمل سابقا بين كل من العامل و المشغل 4 القضاء على الوداديات العميلة للنظام المغربي ، والحد من طغيانها وسيطرتها ، وتخويفها وترهيبها للعمال المغاربة 5 الضغط على الأحزاب و النقابات و المؤسسات الهولندية ومنعها من التعامل مع تلك الوداديات المخزنية 6 تحقيق مكتسبات داخل المعامل الهولندية 7 انتزاع حق الحصول على جواز السفر من القنصلية المغربية التي كانت قد حرمت الكثير من المغاربة من تلك الوثيقة الضرورية 8 انتزاع حق التجمع العائلي ، واعتراف التعليم الهولندي بتعليم اللغة الأصلية لأبناء المهاجرين 9 انتزاع حق عودة العمال المغاربة المهاجرين إلى بلدهم الأصلي لمن يرغب في ذلك مع تقاضيه لأجر شهري 10 انتزاع حق المشاركة في الترشيح والتصويت في الانتخابات الهولندية 11 انتزاع الحق في الإعلام حيث حصلنا على وسائل إعلامية سمعية وبصرية ومقروءة 12 انتزاع مكسب تكوين مجالس استشارية خاصة بالمهاجرين 13 تواجدنا داخل المؤسسات و الإطارات الهولندية للدفاع عن السلم والسلام ، ومناهضة العنصرية ، و إبداء الرأي في القضايا السياسية التي تهم البلاد 14 انتزاع حق الدفاع و التعريف بالقضايا العربية و الإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين ... ثم مكتسبات أخرى لا تعد ولا تحصى .
سؤال : هل انحصر نضالكم وطموحاتكم في حدود هولندا فقط لكونكم تتواجدون بها ، أم لكم علاقة مع باقي تنظيمات الجالية المغربية المتواجدة بالدول الأوروبية الأخرى ؟
جواب: لقد تم التنسيق بين باقي الإخوان المتواجدين بالدول الأخرى من أجل الخروج بإطار أوروبي خاص بالمهاجرين تحت اسم " تنسيق الجمعيات الديمقراطية بأوروبا " ك. د.ي.م.ي " يظم كل من ممثلي الجالية بفرنسا " أ.ت.م.ف " و اتحاد المغاربة بألمانيا " إ.م.أ " وجمعية العمال المهاجرين المغاربة بإسبانيا " أ. ت. إ. م. إ " و التجمع الديمقراطي ببلجيكا " ر. د. م " ومع اللجان العمالية بكل من إيطاليا و الدانمارك و السويد... وقد كان يجمع بيننا الكثير بدءا بهموم الجالية ثم شعار التقدمية ، والديمقراطية ، والجماهيرية و الاستقلالية تحت برنامج موحد في خطوطه العريضة : تحديد الوضعية القانونية و الاجتماعية للمهاجرين بأوروبا ، ثم قضية الاستشارة مع البرلمان الأوروبي ، وتنظيم مواسم الهجرة المغربية بأوروبا ، و الدفاع عن حقوق الإنسان و الديمقراطية و عودة المنفيين إلى المغرب ، ثم القضايا العربية والإسلامية والعالم ثالثية...
سؤال : ألا ترى أن الشعارات التي تتبناها جمعية العمال المغاربة بهولندا، هي نفس الشعارات التي ترفعها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمغرب ، التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مند زمان ضاربا عرض الحائق حقيقة تلك الشعارات، في هذا الصدد ألا يمكن اعتباركم من أتباع ذلك الحزب بالمغرب ، ولا تعملون سوى على تمرير سياسته وخططه هنا بهولندا على حساب الجالية المهاجرة التي تجهل العمل السياسي ؟
جواب : أنا شخصيا لست تابعا ولا متحالفا لا مع أي حزب مغربي ولا حتى مع حزب هولندي ، بل يمكن أن تتسرب عناصر تبعية كما قلت لأي حزب أو حتى لأي نظام وتندس في جسم الجمعية ، وهو ما يمكن لمسه في بعض النقاشات و المحطات النضالية من خلال مواقف الفرد أو الجماعة ممثلة في تحالف مصغر داخل الجمعية ،ولكن عملنا المشترك مع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمغرب كان اختيارا ظرفيا ، لأن هذه النقابة هي التي تجاوبت مع مواقفنا ، وطريقة عملنا في أواخر التسعينات ، فالجمعية تعاملت مع عدة نقابات أوروبية تابع للأحزاب ، وكذلك مع بعض القوى السياسية و النقابية والجمعوية بالمغرب ، ومع دخولنا الرسمي للمغرب سنة 1994 كمعارضين بالمنفى تغيرت المسائل ، وظهرت تحالفات جديدة مع إطارات داخل المغرب لم تعرفها الجمعية من قبل
سؤال : إذن أنت تنفي وجود علاقة بين كل من جمعية المغاربة بهولندا وحزب الاتحاد الاشتراكي بالمغرب ، و لكن المتتبع لأنشطة جمعية العمال بهولندا يلاحظ أنها تركز على استدعائها لكوادر ذلك الحزب من المغرب للقيام بتأطير أنشطتها ، كما أن أعضاء الجمعية من المعارضين للنظام المغربي ممن اختاروا البقاء بالمنفى لوقت طويل انتهى أمرهم بالمساومة مع نفس النظام مباشرة بعدما ساوم معه نفس حزب الاتحاد الاشتراكي عندما تولى كاتبه الأول حقيبة الوزير الأول بالمغرب رغم أن دار لقمان ظلت على حالها ، فماذا يمكنك قوله في هذا الصدد ؟
جواب : نعم لقد كان هناك عمل مشترك و مكثف مع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمغرب ، وقد نظمنا لقاءات لأطرها داخل وخارج الجمعية في كل من هولندا وفرنسا ، وهذا في إطار ملفات مطلبية نقابية محددة مصحوبة بالطبع بمطالب سياسية متعلقة بحقوق الإنسان بالمغرب ، ومحاولتنا التعامل مع نقابات مغربية أخرى لكن ذلك لم يتم ، لكون تلك النقابات لم تتعرف على جمعيتنا لحساسية إلحاحنا المستمر على معالجة ملف حقوق الإنسان بالمغرب ، كما كانت جمعيتنا تنعت من قبل الكثير باليسار المتطرف بالخارج ، ومنهم من كان ينعت جمعيتنا بأنها شيوعية ، أما أعضاء الجمعية بهولندا نظرا لغربتهم واغترابهم الذي طال أمده فإنهم كانوا يجهلون ما يجري داخل الأحزاب بالمغرب من مساومات أو تحالفات ، وأقول وبكل صراحة أن أهم مبدأ من مبادئ الجمعية هو الاستقلالية التي مكنتنا من التعامل مع مختلف الألوان و التوجهات السياسية ، والمؤسسات الحكومية و غير الحكومية حول ملفات ومطالب معينة حققنا منها الكثير فيما يخص مصالح الجالية خاصة و للمغرب عامة .
سؤال : ما هي علاقة جمعية العمال المغاربة بهولندا التي تتبنى التقدمية ، والجماهيرية ، والاستقلالية والديمقراطية مع التنظيمات الإسلامية التي يقال عنها أنها أمية متخلفة لا علاقة للمسؤولين عن تسير شؤونها بدءا بالمساجد إذ لا علم ولا معرفة ولا هم متعلمين بوطنهم الأصلي المغرب ، ولا بموطن الهجرة بهولندا فلا يتقنون بذلك أية لغة فكيف لهم إذن أن ينظموا المصلين في حوالي خمس مائة مسجد بهولندا وهو ما لم تحققه جمعيتكم ؟
جواب : جمعيتنا كانت تنظم الجالية انطلاقا من تصور أخر مركز بالأساس على التوجهات الاجتماعية و الثقافية والنسائية و الشباب ، وقد طرح الحس الديني من بين هموم الجالية لانعدام المساجد وكنا متخوفين على ضياع الأجيال الصاعدة من أبناء المغاربة بالخارج ، فكانت جمعية العمال المغاربة بهولندا هي السباقة لتجنيد لجن الأباء لتكوين مؤسسات للمساجد بطريقة حرة ، وجندنا مؤسسات الأحياء و الكنائس لتحتضن تلك المساجد حتى لا تهيمن عليها البلدان الأخرى من الخارج كالمغرب أو ليبيا أو السعودية أو إيران ، لكن الأمور فلتت من يد الجمعية وتجاوزتها ، نظرا لقلة كوادر الجمعية التي لم تعد قادرة على التحكم في تلك المساجد ، فحصلت جمعية الأباء على مساعدات من البلديات الهولندية ، ومن الشيوخ الأغنياء من الذين يتوافدون على زيارة الجالية الإسلامية من دول الخليج ، ومعهم الأموال لاستكمال بناء المساجد التي تحولت إلى كتائب لتعليم القرآن و الدين والإسلام لأطفال الجالية ...
سؤال : كما هو معرف في خوض أي صراع أو نضال ، فإن تاريخ هذا العمل قد يؤرخ للإيجابيات و السلبيات فهل لك أن تتطرق إلى سلبيات وإيجابيات جمعية العمال المغاربة بهولندا ؟
جواب : عملنا الجمعوي كان بمثابة تجربة غنية ورائدة حققت مكتسبات لا تعد و لا تحصى ، لكنها للأسف لم تتمكن من تحصين تلك المكتسبات ، لأن طموحات المسؤولين بالجمعية كانت أسرع و أكبر بكثير من السير البطيء للجالية ووعيها المحدود مما جعلنا نحرق المراحل ، وتحولنا في التسعينات إلى مجرد أناس يتسابقون خلف الحدث وعدم القدرة على ضبط تلك الأحداث كما يجيب ، أضف أن الانفرادية بالقرار و النفعية ، والإتكالية هي بمثابة الأمراض التي ورثها الإنسان المغربي بوعي منه أو بغير وعي عما يجرى بوطنه الأصلي ، وبالتالي من الصعب أن يتغير المغربي الذي ترعرع وسط محيط لا ديمقراطي ، ويصبح فجأة وبسرعة البرق إنسانا ديمقراطيا في محيط الوطن المستضيف بالمهجر ، وبسبب اللاديمقراطية السائدة بالجمعية ضاعت منا فرص كثيرة لجلب المزيد من المنافع و المكتسبات للجالية ، فإذا كنا قد نجحنا في الجانب التحريضي لإثارة القضايا وأخذ زمام المبادرة ، فإننا لم نكن ديمقراطيين بالمطلق إلا على مستوى الشعار ، كما كانت تقدميتنا محدودة الأفق ، وفي الأخير قضت علينا الأنانية وحب الذات و التفرقة ، وتحول بذلك الليث فينا إلى مجرد شاة تتخاطفها الذئاب ، و ها نحن الآن تسائل من جديد أي إطار تنظيمي يمكنه أن يخرجنا من هذه الورطة ، بعدما ضاع منا كل شيء ورجعت بنا الأمور إلى الوراء حيث نقطة الصفر.
سؤال : لقد علمت كما علم غيري من المتتبعين على أن مؤسسي الجمعيات المغربية بهولندا لا غرض لهم بالعمل الجمعوي و إنما الغرض هو الاستفادة الشخصية من أموال الدعم الذي يتسلمونها من البلديات والجهات الخاصة لذلك ، وقدا انتشر غسيل هذه الجمعيات بين المهاجرين وفضائحهم وكان لجمعية العمال المغاربة نصيب كبير في التلاعب بمال الدعم وهو ما جعل الهولنديين يديرون ظهرهم للجمعيات المغربية بقط الدعم المالي عنها وعدم الثقة فيها ، فما هو قولك في هذا ؟
جواب : أنت واحد من المناضلين اليساريين المغاربة ، وأنت تعرف المغاربة ربما أكثر مني، وتعرف أنه في غياب المحاسبة والمراقبة والشفافية والوضوح ، والديمقراطية داخل أي حزب أو جمعية أو مؤسسة أو غيرها فإن كل شيء ممكن ، وقد يحصل أي شيء يضر بالعمل النضالي ، لأن الذي يمكنه منع وقوع هذا الشيء المضر للإطار غير موجود وهو الديمقراطية ثم الديمقراطية بما تحمله من معنى وعلى رأسها الشفافية والوضوح وهو ما لم يتعلمه المغاربة بعد بدءا مني . انتهى الحوار.
إذن كانت هذه هي التجربة التي عملت على خلق جمعيات للمغاربة ، وللأتراك هنا وهناك ، أسفر ذلك التحرك في الأخير عن ظهور جمعية العمال المغاربة بهولندا كإطار يدعي الاستقلالية تحت الشعارات الأربعة : التقدمية ، و الجماهيرية ، و الديمقراطية ، والإستقلالية.. للنضال ضد كل من القنصلية المغربية التي تعرقل في مسألة منحها جوازات السفر للمغاربة بالخارج التي تراهم لا يخدمون مصلحة الملكية الديكتاتورية بوطنهم الأصلي المغرب ، ثم النضال ضد قوانين هولندا المتعسفة ، والمعرقلة لمستقبل استمرار بقاء الجالية على أرض هولندا ، حيث تعرضها للإقصاء و التهميش ، ورغم ما لحق بتلك الإطارات من تجاوزات داخلية وصلت حد نهب ، واختلاس أموال الجمعيات ، ناهيك عن الصراعات الداخلية المستفحلة بفضل تدخل الملكية المغربية عبر جواسيسها كالشيطان في كل عمل يجمع المغاربة ، ورغم ذلك فإن تلك الجمعية تمكنت من تحقيق بعض المطالب للجالية ، منتزعة لبعض الحقوق في حدها الأدنى ، واستطاعت عقد لقاءات ، وتنظيم ندوات ومواسم ، فكان مؤتمرها الأول و الثاني خلال حقبة تاريخية امتدت من التأسيس سنة 1975 حتى سنة 1985 ، وقد عرفت تلك المرحلة تحركات للجالية ولمسانديها ضد سياسة هولندا التي تبنت صعوبة دخول المزيد من اليد العاملة للمملكة الهولندية، و الإقامة بها ، بعدما تم التوقيف الرسمي لاستيراد العمال من الدول الأجنبية في منتصف السبعينات، ثم تبنيها لخطة إعادة وعودة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية.
وبما أن الفيالق الأولى للجالية المغربية بهولندا لم تجدراحتها بوطنا الأصلي ، فإنها اضطرت بذلك إلى تغيير نظرتها المتمثلة في العودة للمغرب ، حيث طمحت إلى الاستقرار ، وحق الحصول على المواطنة ، مما ساعد أفرادها على جلب أقاربهم ، و عوائلهم ، فلم يعد أغلب الملحقين الجدد بأبائهم يعانون من الأمية كما هو شأن الأوائل، بل تلقوا تعليما في مختف الأسلاك الدراسية بوطنهم الأصلي ، بفضل نفقات أبائهم التي كانت تصلهم كتحويلات مالية من الخارج ، هذ ما أثر إيجابيا على العمل النضالي للجالية بالخارج ، حيث تطورت مطالب جمعية العمال المغاربة بهولندا إلى حلم الاستقرار بالبلد المسضيف ، إذ صارت الجالية تشكل جزءا لا يتجزأ من المجتمع الهولندي ، بسلبياتها ، وأيجابياتها ، لذا سطرت المرحلة الممتدة من 1986 وما فوق من نضال جمعية العمال المغاربة بهولندا مخططا يرتكز حول مشكل التعليم ، ، والشباب، و النساء و الثقافة ، و المساواة في الحقوق، ومحاربة العنصرية ، واستكمال أهداف ومطالب الجمعية انطلاقا من منظور واقعي ، وارتباطا بالهموم و المشاكل الملموسة للجالية المغربية ومطالبها ، إلا أن الجزأ الكبير من هذا الحلم لم يتحقق لأسباب متعلقة أولا لكون هذه النخبة التي تدعي تمثيليتها للجالية ، هي بنفسها لم تنمو في واقع ديمقراطي كي تكرسه في مسيرتها النضالية ، ولم تتعود على أساليب الحوار ، و التواصل الجاد و المسؤول ، كما أنها لا تعي معنى الأمانة ، و الإخلاص ، لتكون كذلك إذ أن ممارستها شابتها عيوب خطيرة ، ومع ذلك استعملت مهتمة في خطاباتها السياسية المتعلقة سواءا بوضعية هولندا كبلد مستضيف ، أو حول البلد الأصلي المغرب ، حيث غياب الديقراطية ، وحقوق الإنسان ، المتنافية أساسا مع تركيبة نظامه الفاسد المستبد ... ثانيا إرسال الملكية بالمغرب لجواسيسها وعملائها الممثلين في الوداديات التي تدعي الدفاع عن الجالية ، فيما أنها لا تخدم سوى مخططات الديكتاتورية بالمغرب، و مطاردة المهاجرين أينما حلو و ارتحلوأ ، ثالثا كون النخبة التي تدعي المعرفة قد هيمنت على جمعية العمال المغاربة بشكل بيوقراطي لا يخلو من الممارسات الديكتاتورية ، و الأساليب القمعية كلما ظهر للمهيمنين عليها من الذين يحسبون أنفسهم مع الأسف الشديد على اليسار المغربي ، أن من يطالبهم بالمحاسبة ، منافسا إياهم بشكل ديمقراطي قد يشكل خطرا على بقائهم في قمة تسييرهم للجمعية ، بعقلية ميزاجية لا تختلف عن عقلية السلطة القمعية المهيمنة على المغرب و المغاربة ، ونظرا لتلك الممارسات المشينة للعمل الجمعوي ، فقد تم تجميد هيئات الجمعية العمالية تلك ، التي لم تغير قيادتها ، ومكتبها المسير لمدة تجاوزت عشرون سنة، كما أنها لم تحسن اختيارها للشخص الجذاب المحاور الذي بإمكانه التكلم بإسم الجالية ، وهي الأسباب التي أدت إلى عرقلة وتعطيل عمل الجمعية ، وعدم تحقيقها للحلم الذي أنشئت من أجله ، وهو ما فسح المجال لبعض الإنتهازيين من المغاربة ممن يبحثون منهم على الوظائف المشبوهة هنا وهناك ، في خلقهم للمؤسسات و للجمعيات للبحث عبرها عن التعويضات من هنا وهناك ، للإغتناء بالتستر وراء شعارات جوفاء كالإهتمام بشؤون الجالية من مختلف الأعمار، و الأجناس ، مدعيين في ذلك رغبتهم المساهمة في القضاء على كل أنواع الإنحراف ، و الجريمة المستفحلة في صفوف الجالية المغربية هنا بهولندا، وهو ما أدى في الأخير إلى إنسحاب جماعي لبعض أمازيغي الشمال المغربي الذين عملوا على تفريخ جمعياتهم يستغلون من خلالها ذلك العمل النبيل لحسابهم الشخصي ، مستفدين بشتى الطرق من الدعم المالي الممنوح للجمعيات من قبل الجهات الهولندية ، كما إنفرد البعض الأخر من غير الأمازيغيين ، مما تبقى منهم كهياكل عظمية من جمعية العمال المغاربة بهولندا ، مختفون بمؤسسات تدعي تقديم يد العون و المساعدة للمحتاجين من المغاربة في إطار محاولة محاربة الهجرة السرية ، والتظاهر برغبتهم التخفيف من معانات أولئك الفقراء ، في الوقت الذي يحولون الملايين من تلك الأموال المخصصة لتلك المساعدات لحسابهم الخاص ...
وتبقى بذلك البيروقراطية ، واللاديمقراطية هي الأسباب و الدوافع التي شردت الملايين من المغاربة بمختلف بقع العالم ، سواءا بالداخل أو بالخارج ، كما دفعت بالملايين الأخرى إلى البطالة القاتلة ، وتعاطي سموم المخدرات و التهريب، والسرقة ، والإجرام ، ومغامرة ركوب أمواج البحر عبر قوارب الموت التي حصدت أرواحا لم تحصدها الألة العسكرية الإسرائلية بالأراضي الفليسطينية ، ولا الألة العسكرية الأمريكية بأفغانستان .. وهي نفس البيروقراطية التي عرقلت حتى المساعدات ، والتضامن الإجتماعي الحقيقي كما هو الشأن بمدينة العرائش بالمغرب ، التي تعرضت فيها أموال المشروع المخصصة لبناء حوالي 130 مسكن للعائلات الفقيرة للتلاعبات و الإختلاس من قبل المغاربة المنحدرين من هولندا ، المسؤولين المباشري عن ذلك المشروع الممول من قبل – أرسطونERSTON - مؤسسة الأورو متوسطي للهجرة بمبلغ مالي يتجاوز مليوني درهم ، وقد انطلقت الإستعدادات بعين المكان ، وكان مبرمجا للمشرع أن يتم في مدة زمنية أقصاها سنتين ، و الذي يتضمن شقين في هدفه ، الشق الأول هو تشغيل أفراد الجالية المغربية المتواجدين بهولندا ، بوطنهم الأصلي المغرب لمدة قد تتغير ربما أساليبهم ، وممارساتهم العنيفة التي يتصفون بها بهولندا ، وقبولهم للشغل ، بعدما سيأخذون العبرة من شقاء و طنهم الأصلي المغرب، و الشق الثاني هو مساعدة العائلات ، وإسعاد الأطفال ، و الشيوخ و الأسر الفقيرة الغارقة في منازل والأكواخ المبنية من القصب ، و القصدير ، و الطين ، وإنقادها من الأوبئة ، والأمراض الفتاكة ، و الذين يعانون من كل النواحي ، حيث أن المنطقة تنعدم فيها الشروط الإنسانية، و العيش الكريم ، ومع كل مجهودات المتطوعين، و المتحمسين لذلك المشرع الإنساني ، فإن الأمر ظل عالقا ، ولم يتم تحقيق الهدف ، و الإلتزام ، وذلك راجع دائما بلأساس للبيروقراطية المغربية ، حيث تم تبرير ذلك الفشل الذي لحق هذا المشروع الإنساني من قبل أفراد الجالية بهولندا من المسؤولين عن إنجازه ، على أن السكان بالمغرب ممن سيستفدون من هذا المشروع قد تم حرمانهم من الإعتراف بتعاونيتهم التي وضعو ملفها على مكاتب المسؤولين سواءا بمنطقة العرئش أو بالرباط العاصمة مقر القرار ، رغم أن هذا القرار قد كان بيد المحسوب على صف اليسار الإشتراكي المدعو- محمد اليازغي - بوصفه أنذاك وزيرا للإسكان ، وقد تم التماطل في الإعتراف بهذه التعاونية السكنية ، بالرغم من أن المسؤولين على دراية ومعرفة كاملة على أن العقد المتفق عليه لانجاز هذا المشروع الإنساني مدته محددة في سنتين ، و بالتالي فذلك لا يحتمل التأخير، ناهيك على كون هذه التعاونية بمثابة الطرف الثالث في الأتفاقية، بعد ما يسمى بوكالة تنمية الأقاليم الشمالية، لإنجاز هذا المشروع، ونظرا للممارسات الديكتاتورية ، والبيروقراطية فإن ذلك المشروع قد فشل إنجازه ـ وتعرضت أمواله للتلاعب و الإختلاس ، و النهب من كلا الطرفين ، الطرف الخارجي الممثل في المهاجرين المغاربة الذين وليت لهم المسؤولية المباشرة للسهر على إنجاز المشروع ، و الطرف الداخلي الممثل في سلطات الإستبداد و الديكتاتورية ، مما جعل خمسة متطوعين من أبناء الجالية المغربية بهولندا ينسحبون عائدين إلى حال سبيلهم لدولة المهجر ، بعدما ترسخت نتيجة واضحة في عقولهم مفادها ، أنه من المستحيل ، بل من المعجزات أن يتغير الوضع المغربي عن حاله الفاسد ، والسيء ، مهما تغير الأشخاص ، لأن القرار الشجاع ، و الإردة الصادقة ، و الإيمان القوي بالوطنية ، و المواطنة ، و الفهم العميق لمعنى المسؤولية لن يتجسد عبر شعارا ت كاذبة ، كالعهد الجديد ، و المفهوم الجديد للسلطة ، وملك الفقراء ، وما إلى ذلك من التشدق بالحداثة ، العدل ، و الديمقراطية ، و الحرية وحقوق الإنسان ... ماهي في واقع الحال سوى شعارات جوفاء ، فارغة ، خاوية أمام ما يعكسه الواقع اليومي المغربي ، و الممارسات الإدارية ، و القضائية ، و الأمنية ، و الجمروكية ، وغيرها من تجاوزات ، وخروقات لا تعمل سوى على المزيد من إبعاد المغاربة بعضهم عن البعض ، وفقدانهم الثقة في وطنهم الأصلي ، وقتل روح التضامن ، و التعاون ، و الإخاء في نفوسهم ، وهذا ما يريده أتباع الديكتاتورية بالمغرب ، مخافة من المحاسبة ، و المساءلة ، و المحاكمة ، والعقاب كلما توحد الشعب المغربي ، ووقف في صف واحد ضد الفاسدين و المفسدين أينما كانوا ، و كيف ما كانوا ، لما أسدوه من ضربات موجعة للوطن ، و للمواطن داخله ، وخارجه ...
وحسب المعطيات المقدمة في مائدة مستديرة للمغاربة في أوروبا تحت شعار – واقع و أفاق – التي انعقدت بمدينة طنجة أيام 27 و 28 و 29 شتنبر 1996 فإن الأسرة المغربية بهولندا تعرف تفككا و انحلالا من جراء الإصطدام الثقافي الذي يذهب ضحيته كل من الأباء ، و الأبناء على حد سواء فالطفل بمجرد بلوغه سن الرابعة عشرة من عمره يعلوالفصام هويته ، ولغته وسلوكه، وقيمه مما جعل السلطات الهولندية بأمستردام تفكر في خلق مؤسسات – دارنا - للفتيان ، ومؤسسة – دارها – الفتيات لإعادة التربية لهم قصد دمجهم في المجتمع الهولندي ، وتحريرهم من سلطة الأب و الأسرة ، وحسب الإحصائيات المشار إليها في تلك الندوة فإن المرأة المغربية بهولندا تعاني من الجهل و الأمية ، فيما أن الواقع يؤكد عدم نجاة الرجل هنا من تلك الأمية كذلك ، وحسب تقرير هولندي لوضع الأقليات المنجز سنة 1995 الذي يثبت أن 64% من المغربيات أميات ، فيما تتوزع النسبة المتبقية على الشكل التالي 15% منهن يتوفرن على شهادة إبتدائية قد لا تمكنهم لا ن إتقان الكتابة و لا القراءة ، و 3% منهن يتفوفرن على التكوين المهني الأولي و 0% تعليم ثانوي ، و 1% تعليم عالي ، كما أن الوضع القانوني المعقد بين القوانين العادلة الهولندية ، والقوانين غير العادلة المغربية قد إنعكس على وضع أكثر من 4000إمرأة مغربية من الحاصلات منهن على الطلاق الهولندي ، ولكنهن لا يستطعن الحصول على الطلاق المغربي بهذهالسهولة نظرا للتعقيدات المرتبطة بالعقيدة الإسلامية وما تفرضه على المرأة من قيود رجعية ، وبذلك يظل وضع الأبناء هو المزري أكثر حيث يصعب انسجامهم التام مع الرجل الجديد لذي يتوفر مع أمهم على عقد قران هولندي ، أو ترابطهما عبر مجرد علاقة غرامية أو نفعية متبادلة ،وعلى كل حال يظل هذا الرجل مزيفا في نظرالأبناء ، وهو الذي يحل محل والدهم الحقيقي بيولوجيا ، و الذي لا يزال في بعض الحالات يتوفر على عقد قران مغربي يربطه مع هذه الأم ، أو لزوجة ، ولقد تمت الإشارة إلى هذا التقرير اذي مرت عليه سنوات لإظهار مدى عمق لمشاكل التي تبلورت حاليا من تلك التناقظات ، التي أنتجت جيل مزدوج الشخصية ، متخبط ما بين ثقافة الأباء المبنية على الجهل و الأمية والخرافة ، و المعتمدة على التقديس ، و الإيمان بالأساطير والمعتقدات ، و الخطير في الأمرأن ذلك لم يترسخ في عقولهم عبرالوعي ، و المعرفة، بل ترسخ كل شيء في أذهانهم عن طريق السمع و الطاعة العمياء ، والحكي، وتقليد الأشخاص ، مدعيين إمتلاكهم للحقيقة و ضرورة تلقينها لأبنائهم لإنقاذهم من الضياع ، وسط الثقافة الفاسدة حسب إعتقادهم لوطن المهجر، الأمر الذي يراه الأبناء تدخلا صارخا من قبل الأباء في شؤونهم كشباب أنجب وسط ثقافة يؤمن بها، ويمارسها بحرية وطلاقة بالمدرسة و الشارع ، فيما يرى أن أباءه هم الذين ليسوا من هذه الثقافة ، ومن هنا يفترض على الشباب من متختلف الأجناس، و الأعمار أن يلعبوا دورين متناقضين في حياتهم ، دورتقليدي رجعي محافظ يرضي أبائهم ، ودور تحرري ، عصري حداثي للإنسجام مع متطلبات الشارع و الأصدقاء، و المدرسة ، لكن عواقب هذا الوضع المتناقض قد ينعكس سلبا على مجموعة من الشباب المنحدرين من الأصول المهاجرة ، حيث يفقدون البوصلة في طريق حياتهم ، فينقطعون مبكرا عن الدراسة ، ممتنعين عن العمل ، متفرغين إما للإجرام كالسطو ، والسرقة ، و المخدرات ، و الشذود ، والدعارة التي لا تخلو من جرائم القتل و التصفية الجسدية ، ومنهم من يتلاعب الفقهاء السفهاء بعقولهم ، و استغلال ضعفهم ، و عدم وعيهم ، و إنفصام شخصيتهم لتجنيدهم كقنابل انتحارية تنفجر في أية لحظة... يتابع



#علي_لهروشي (هاشتاغ)       Ali_Lahrouchi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلسات الاستماع لضحايا الاعتقال السياسي بالمغرب مجرد دعايات ت ...
- البيعة قمة الاستبداد بالمغرب
- المغرب وسياسة الأبارتايد
- الصحراء الغربية بين طموحات الشعب الصحراوي وتخاذل النظام المل ...
- المغرب مجرد تجمع بشري لا علاقة له بمفهوم الدولة
- أسباب ظهور الخلايا الجهادية حاليا ، و الحركات الثورية مستقبل ...
- لبنان ليس هو الحريري ، والحريري ليس هو لبنان فمن ينقذ شعب لب ...
- نداء تاريخي للدعوة لتأسيس الجبهة الثورية الديمقراطية الأمازي ...


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي لهروشي - ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية؟الجزء الأول