أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي لهروشي - نداء تاريخي للدعوة لتأسيس الجبهة الثورية الديمقراطية الأمازيغية بالمغرب لإنقاد ما يمكن إنقاذه















المزيد.....



نداء تاريخي للدعوة لتأسيس الجبهة الثورية الديمقراطية الأمازيغية بالمغرب لإنقاد ما يمكن إنقاذه


علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)


الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 11:26
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ياجماهيرنا الأمازيغية المناضلة
لقد عاش الشعب الأمازيغي على أرض وطنه بشمال إفريقيا منذ ألوف السنين ، وهو الشعب العريق بالمنطقة ، وقد حافظ على وجوده بها رغم ما لحقه من حروب ، وغزوات عديدة التي تعرض لها شمال إفريقيا لكونه البوابة لعبور كل الطامعيين من المحتليين نحو إفريقيا ، ورغم ذلك ظل الشعب الأمازيغي صامدا ، عنيدا ، محاربا ، متمسكا بأرضه وتواجده التاريخي عليها ، متشبتا بموطنه في تحدي لا مثيل له لكل المأسي والكوارث ، والويلات التي لحقته خلال تاريخيه العريق ، كما ساهم هذا الشعب الأصيل في بناء حضارات المنطقة ، و الإنسانية ، و التأقلم مع مختلف العقائد و الأديان ، ومنها الديانة اللإسلامية التي خدمها العلماء الكبار من الأمازيغ ، كما شارك الأمازيغ في مختلف الحروب التي عرفها العالم ، كما حارب الغزاة و المعتدين ، وسجل التاريخ بالحبر الصيني ، وفي الذاكرة الإنسانية بطولات هذا الشعب الذي لا يقهر، كما رحب شعبه بباقي مختلف الإثنيات و العرقيات ، و القبائل كالعرب ، والمسلمين و الأفارقة ، و المسيح من الغربين ، واليهود ، وقد خُدع الشعب الأمازيغي ، وتم استغلال كرمه من قبل العرب ، و المسلمين من الذين استولوا على حكم الأمازيغ بالغدر ، والخيانة ، و الدسائس ، و المؤامرات ، و التصفيات ، والإغتيالات التي أفضت إلى فرض الحماية الفرنسية ، والإسبانية عليه في بداية القرن العشرين ، وتجريد القبائل الأمازيغية من أسلحتها ، وهو ما أعطى قوة ، ودعما ومساندة كي يتمكن العرب من الحكم و التحكم في المغرب الأقصى عبر القبيلة العلوية ، التي لا تزال تعيث في المغرب فسادا ... فكيف تخلى الشعب الأمازيغي عن الكفاح و المقاومة التي استمرت بكل الوسائل المتاحة حتى بداية الستينات من القرن العشرين ؟؟ وهل يستسلم هذا الشعب لحكم القضاء ، والقدر في انتظار الحل الذي يأتي ولا يأتي ؟ وهل يقبل بالعيش تحت الإحتلال حتى نهاية لا نهاية لها ؟ كيف تقبل العيش عيشة الذل محكوما من قبل أقلية تعد برؤوس الأصابع وهي لا تمثل حتى نسبة واد في المائة من الشعب المغربي ؟ وما هو المخرج الحقيقي و المطلوب من هذا الوضع المستفز لكل أمازيغي حر وحقيقي ؟
أمام هذا الوضع ، و شعورا بالمسؤولية التاريخية ، وبالخطورة التي تحدق بمستقبل الأمازيغ و الأمازيغية ، ووعيا بقضية هذا الشعب لاسترجاع الوطن المغرب إلى حضيرة الأمازيغ ، وادراكا لمستلزمات النضال الظافرة لحشد وتحشيد أوسع طاقات وإمكانيات شعبنا الأمازيغي المحتل ، أدعو وبكل مسؤولية وشجاعة كل الفاعلين ، والمهتمين ، والناشطين والمنتمين للأحزاب الأمازيغية و للجمعيات و المنظمات العلنية منها و السرية ، للاجتماع الفوري ، وتكسير الطوق ، و الحصار النفسي ، وتجاوز عقد الضعف ، والخوف ، و التردد ، وتجميد الخلاف و الإختلاف للعمل على التدارس الجدي ، و الفعال ، و المثمر ، لتوحيد سبل العمل ، والكفاح ضد الفاشية العربية الممثلة في القبيلة العلوية المستعمرة ، رغبة في التوصل إلى قرار تاريخي مجسد في تأسيس الجبهة الثورية الديمقراطية الأمازيغية المناضلة ، كأداة لتوحيد كل مجهودات الأمازيغ ، وقواهم وقبائلهم ، ومؤسساتهم ، للضغط على الديكتاتورية المحتلة ، ومجابهة ارهابها الشامل ضد الشعب المغربي عامة والأمازيغ خاصة ، حيث تلجأ تلك الديكتاتورية العلوية إلى كل مختلف وسائل المنع ، وتشويه التحركات الأمازيغية و صولا إلى منع مؤتمراتها ، وأنشطاتها الجادة المستقلة عن الدعم الخفي ، و العلني لبعض مستغلي القضية الأمازيغية الذين سيصنفهم التاريخ القريب أو البعيد من ضمن الخونة ، و المجرمين المتآمرين على قضيتهم الأم ، من الذين انساقوا مع سياسة الديكتاتورية الهادفة إلى طمس هوية هذا الشعب عبر الإهمال الفظيع ، والتجويع المؤدي إلى الموت كما هو شأن الحدث الذي هز كل مشاعر الغيورين عن الإنسانية ، إذ كان من حظه أن ينفضح للعالم عبر القنوات الفضائية التي تناقلت مأساة الموت الجماعي لأطفال في مقتبل العمر بمنطقة " اخنيفرة " وهو الحدث الذيث سنخصص له حيزا هاما بهذا النداء التاريخي ، ناهيك عن كل أشكال الإبادة المجسدة في التهميش ، والإقصاء ، و التعريب... و المطلوب حاليا وبدون تأجيل من الجميع العمل كل من موقعه لاشاعة الأمل الكبير الذي سيبعثه انبثاق الجبهة الثورية الديمقراطية الأمازيغية ، تأكيدا على أن الجبهة سلاح مجرب وحازم لردع الأنظمة القمعية واسقاطها، كما أن الجبهة ليست في أية شروط مجرد حاصل جمع لقوى الأطراف الثورية المشتركة فيها ، بل إنها أكبر من ذلك بكثير باعتبارها تعبر عن طموحات الشعب الحر الأصيل كالشعب الأمازيغي ، وعن مصالحه الأساسية ، كما تعد الأرضية المناسبة التي تفجر الطاقات الإبداعية ، التي لم تسمح ظروف التشتت بظهورها ، كما أن الروح الجبهوية الحقة قادرة على سد الثغرات التي تحاول الديكتاتورية المجسدة في القبيلة العلويةاستغلالها ، في كل لحظة وحين لنشر التفرقة ، وتشجيع الميز ، و العنصرية بين الأمازيغ أنفسهم حتى لا يتسنى لهم التوحد ، فتلك القبيلة هي التي سربت إلى الشعب فكرة تقسيم الأمازيغ إلى كل من : ريافة ، والشلوح ، واسواسة ، وهي سياسة " فرق تسود " التي ما فتئت اعتمدتها القبيلة العلوية المحتلة للمغرب على مدى قرو من الزمن ، لتمرير مخططاتها الإجرامية، بل وصل الأمر بجواسيسها إلى نشر اساطير ، وحكايات ، وخرافات تعمل على تخويف المغاربة من الحرب الأهلية في حالة قضائهم على الملكية المستبدة ، وكأنه لا يوجد ديمقراطي واحد من ضمن الشعب المغربي كله ، وهذا احتقار للشعب بكامله ، بل هناك من يروج الأعمال الإجرامية التي ترتكب هنا وهناك من قبل المغاربة خاصة بالخارج ، وربطها باستغلالهم للحرية ، وبالتالي فالشعب المغربي حسب الطغمة الحاكم قد لا يستحق الحرية ، والكل يتجاهل ان الأمازيغ عبر العصور عاشوا أحرارا متضامنين ، متجانسين ، موحدين ، ديمقراطيين قبل الفتوحات الإسلامية التي سفكت دمائهم ، وأخرجتهم من النور إلى الظلمة ، ومن الوعي بقضاياهم إلى جهلها... وقبل كل شيء فالكفاح الجبهوي في الظروف الراهنة ، هو الشكل الأمثل ، القادر على تجسيد وحدة الحركة التحررية الأمازيغية في الداخل ، و الخارج، واظهار صوتها الموحد وقوتها الحقيقية أمام العالم ، يأتي هذا النداء في وقت تتصاعد فيه الحملة الشرسة للديكتاتورية المساندة من قبل الصهيونية العالمية ، على الشعب المغربي تحت شعار " القضاء على الإرهاب " فيبقى السؤال معلقا في ما يلي : من هو الإرهابي الحقيقي ياترى ؟هل هم أفراد الشعب ، أو جماعاته ممن لا يملكون إلا أفكارهم ، وعزيمتهم ، ونضالهم ، أم الديكتاتورية التي تمتلك كل وسائل الردع من سجون ، وجيش وشرطة وقوى حزبية ، ومؤسسات مالية؟؟ وبذلك فمن يرهب من ؟ ألم يتم ذلك لغرض تنفيذ الديكتاتورية العلوية المحتلة للمغرب نهجها الشوفيني النازي الرامي إلى تركيع المغاربة وتعريبهم بالقوة ، والقضاء على اللغة و الهوية ، والثرات ، والثقافة الأمازيغية ، حيث تجري حاليا عملية استقطاب الأمازيغ الضعفاء ، وتوريطهم في مؤسسات صورية ، كما سمي بالمجلس الملكي للأمازيغية ، وهي إجراءات شوفينية من قبل كل من يشارك ، أو يساند ، أو يؤسس هذه المؤسسات الصهيونية ، التي تندرج في النهج العام للامبريالية العالمية الهادفة إلى مأسسة كل شيء ، لأفراغ القضايا من مضمونها ، وتجريد الأمر من جوهره ، وتحريف الهدف عن طريقه ... ويبقى من الضروري التصدي الشجاع و الحازم ، و السريع للحكم الديكتاتوري العلوي الإرهابي ، و اجراءاته ، ولتحقيق ذلك الهدف فإن المرحلة تفرض وتحتم توحيد كفاح فصائل كل الحركة التحررية الأمازيغية ، في جبهة أمازيغية ثورية ديمقراطية تتوج بتسطير ، و الاتفاق على ميثاق ونظام داخلي يحددان مهام ، و أهداف ، وطموحات هذا العمل الجبهوي الثوري ، يكون في مقدمة مهام هذا الميثاق العمل على تهيئة الأرضية المناسبة لاقامة الجبهة ، وتوعية الأمازيغ بضرورة قيامها كوعاء يجمعم ، ويوحدهم ، ويشعرهم بالمسؤليات التاريخيةالملقاة على أكتافهم ، كما يشعرهم بمهام هذه الجبهة الهادفة إلى تحرير المغرب من الغطرسة العلوية ، وتنظيم طاقات الشعب المغربي بكافة قومياته ، وطوائفه ، وقواه الوطنية المناضلة ضد الديكتاتورية العلوية الفاشية ، من أجل اسقاط الملكية ، وإقامة حكومة ائتلافية وطنية وديمقراطية، تؤمن حقوق الشعب المغربي ، وتضن حرياته الديمقراطية ، كما هو متعارف ومتعامل به في الدول الغربية المتقدمة ، وتضمن كافة الحقوق القومية ، و العقائدية المشروعة للشعب الأمازيغي ، الذي حرم لقرون من ممارسة حقه المشروع في تداوله للغته الأمازيغية الأم ، لأن تقدم أي شعب لا يتم إلا بلغته ألأم ، التي يتقنها ويفكر بها ، ويتداولها في كل المجالات
إن هذه الجبهة ستناضل من أجل إنهاء كل أشكال البؤس ، و الحزن الناتجين عن الميز و العنصرية والإقصاء ، والتهميش ، والحرمان ، الذي يعاني منه الأمازيغ بشكل خاص ، و المغاربة الكادحين ، والمقهورين منهم بشكل عام ، والقضاء النهائي على التجويع ، والخوف ، الذي فرضته الطغمة الفاشية المهيمنة على الحكم بالمغرب ، إن الظرف الحالي يفرض على الجميع تكثيف الجهود ، و استغلال الفرصة لخلق وحدة أمازيغية ، وطنية ، و تاريخية داخل هذه الجبهة الثورية ، قبل فواة الآوان ، لأن الطغمة الديكتاتورية الفاشية المسيطرة على الحكم بلغة العصا لمن عصى ، إلى جانب وسائل الإعلام المسخرة من قبلها ، و الامبريالية المتواطئة معها ، الكل منهم يسعى إلى طمس قضية الشعب الأمازيغي العادلة ، و التغطية عليها بمختلف أشكال المؤمرات ، و الإحباطات ، وزرع سياسة اليأس و التيئيس ، ونشر الدسائس ، وإعتماد الاستقطابات من صفوف الأمازيغ ، بل التهرب من تداول القضية الأمازيغية بمبررات واهية، كالحرب مع البوليزاريو في الجنوب المغربي ، في حين أن الحرب الشوفنية ضد الشعب الأمازيغي أقدم من التواجد العلوي القبلي بالمغرب نفسه ، ويظل الحل الثوري الوحيد و المبدئي ، والحقيقي للقضية الأمازيغية هو استعادة البلاد من يد الطغمة العلوية الحاكمة ، بكل السبل المتاحة و الممكنة ، إذ لا يعقل أن يحكم الشعب الأمازيغي المغربي ، وهو صاحب المشروعية من قبل طغمة تعد على رؤوس الأصابيع ، لكونها لا تمثل حتى نسبة واحد في المائة من المغاربة ، لكون هذا الشعب أمازيغي الجذور ، و الأصول ، و الإنتماء ، إلا من يريد نكران ذلك ، لأنه لا توجد عائلة مغربية تحمل نسبا أو لقبا ، أو تربطها أواصر القرابة و العائلة ، و ألنسب ، و الأصول مع العرب بالشرق الأوسط ، ماعدا العلويين الذي لا يزالون يؤكدون ذلك بأفواههم ، متشدقيين بكونهم من سلالة الرسول " محمد" ، وهو من الشرق الأوسط ، وبذلك فمغربيتهم تظل غير أصيلة ، وبالتالي فعلى هؤلاء العرب الانضباط للأغلبية الأمازيغية طبقا للمبدأ الديمقراطي ، أو الرحيل إلى حيث جاؤوا، لأنه لم يحدث في العالم ، ولا في أية تجربة ديمقراطية ما يحدث في المغرب ، حيث تحكم الأقلية الأغلبية ، ومهما سيدعي البعض من دعاة نسبهم ،وانتسابهم للعروبة ، والعروبية ، فإن حتى التركيبة الفزيولوجية ، وملامح وجه المغربي تقر بعكس ذلك، و لا تظهر أولئك عربا ، كما يدعون ، وبالتالي فهم ليسوا سوى محرفي النسب الإحصائية ، والتاريخ المغربي ، عندما يدعون أن العرب متواجدين بالمغرب بأكثرية ، فقد نجد مغاربة من أصول إفريقية من خلال بشرتهم السوداء ، أو الداكنة ، أما العرب فلا وجود لهم خارج القبيلة العلوية المهيمنة على الحكم ، وبالتالي فإما أن تكون مغربيا أمازيغيا حسب ما تحدده تركيبك الفزيولوجية ، وثقافتك ولسانك اللغوي ، وملامح وجهك ، و إما أن تكون عربيا منتميا للقبيلة العلوية ، أو من أصول إفريقيا من النازحين إلى المغرب في سنوات الرق و العبودية المباشرة حسب ما يحدده لون وجهك الداكن أو الأسود ، وهذا لا يدخل في باب الميز العنصري ، كما سيستغله البعض ، وإنما للبحث عن أصول المغاربة ممن لا يعرفون أصولهم ، أي من التائهين ما بين عروبتهم ، أو أمازيغيتهم ، أو غير ذلك ، فلا يعقل أن يظل هؤلاء تائهين كاللقطاء ، لا يعرفون شيئا عن أصولهم ، وادراكا للشروط التي يفرضها التاريخ على الجميع ، فإن هذه الجبهة الثورية تظل مهامها هي النضال من أجل إقرار حق الأمازيغ ، في استعادة هويتهم الكاملة، إلى جانب الحكم المغتصب منهم لقرون من الزمن ببلادهم الأصلي المغرب ، و تمكينهم من ممارستهم لكافة الحقوق القومية المشروعة وفق الظروف الملموسة، لإزالة الإضطهاد القومي ، و العرقي ، و القبلي ضد الشعب الأمازيغي ، و إلغاء كافة أشكال و أنواع سياسة التمييز القومي ، و الديني ، و الطائفي ، لأنه من مهام الجبهة الثورية الأمازيغية الديمقراطية النضال الحازم من أجل إشاعة الديمقراطية في حياة المجتمع المغربي في كافة المجالات ، وعلى جميع المستويات ، لإطلاق أوسع الحريات العامة ، لأنها تعي كل الوعي أن الديمقراطية الحقيقية تتنافى مع وجود الملكية ، وبالتالي فالديمقراطية المنتظرة من قبل المنبطحيين للوضع، لا تخرج بين عشية وضحاها من أفواه الملوك الديكتاتوريين ، كما أنه لا يمكن انتظار من الملكية أن تمنح الحريات ، والحق و العدل ، والإنصاف للشعب ، إذا كانت هي أساسا مبنية على غير ذلك ، ففاقد الشيء لا يعطيه
إن الإجراءت الإرهابية التي تمارسها القبيلة العلوية على المغاربة عامة ، وعلى الأمازيغ خاصة نابع من الايديولوجية الشوفينية و العقائدية ، حيث فرض على المغاربة التكلم باللغة العربية، وتدريسها لكونها لغة القرآن ، بالرغم من كونها غير لغتهم الأم ، وعدم قبول تلك الديكتاتورية إطلاق أسماء أمازيغية على أبنائهم ، فيما تهتم القبيلة العلوية باللغات الحية ، وبعث أبنائها بإسم البعثات للدول الغربية ، لتعلم أشياء أخرى حرم من تعلمها أبناء الكادحيين من المغاربة الأمازيغ ، من الملقى بهم في أعلى الجبال ، و الواحات الوعرة ، وهم بعيدون كل البعد عن الحضارة الإنسانية ، حيث يتم عمدا تهميشهم ، وتجويعهم ، ومنعهم من التعلم ، والوعي ، حتى يتسنى للقبيلة العلوية استخدامهم كأجهزة قمعية في أرذل الرتب في الجيش ، و القوات المساعدة ، والشرطة ، والسيمي ، وكل قوات الردع ، و القمع ، و التدخل السريع لفظ أي تظاهرة أو احتجاج طلابي ، أو عمالي ، وبالتالي صار هؤلاء الأمازيغ عبئا على ذويهم ، تمارس بهم الملكية سياسة فرق تسود ، ومن هنا يتوجب على الجبهة توعية هؤلاء لترك مناصبهم ، أوتحويل أسلحتهم ، واستدارتها إلى الخلف ، حيث يكمن مشكل المغاربة ، لأن القضاء على الملكية كعدو هوانتصار عظيم، و تحول تاريخي ، و اقتصادي ، واجتماعي هام ، من شأنه أن يضع المغرب و المغاربة في حاضرة وحضيرة الدول الأوروبية المتقدمة ، وقد يصبح عضوا من بين أعضاء الإتحاد الأوروبي ، لكون الملكية وايديولوجيتها العقائدية والسياسية المتخلفة بمثابة عائق ، وحاجز أمام أي تقدم ، فالمغاربة لا يشعرون بالأمن ، و الحس الوطني في ظل الملكية ، لأن كل مجهوداتهم تذهب سدى ، فيما نشرته تلك الملكية من فساد على جميع المستويات ، و الأصعدة ، و المجالات ، وبالتالي كيف للمغربي أن يفتخر بمغربيته ، التي تظهره مجرد عبد مستبد ، ومستغل ، ومتخلف في نظر باقي ساكنة العالم؟؟؟ وهذا لا يشعر به مباشرة سوى المهاجريين عندما يختلطون مع الشعوب الأخرى من هذا العالم، لكن يجب على الجميع إدراك أن المغاربة تحت الحكم الملكي الديكتاتوري الملطلق لا يساوون بصلة بفقرائهم وأغنيائهم ،إن هم تواجدوا إلى جانب ، و وسط شعوب من جنسيات أخرى ، وبذلك على الجميع أن يستلهم من هذه التراجيديا المؤلمة الأهمية القصوى للنضال من أجل الحرية، ومن أجل الديمقراطية بأوسع مجالاتها، لأن الحكام من الطغاة لا يجرؤوا على استعباد ، وقهر ، وقمع الشعوب ، إلا في غياب الحرية ، و الحقوق ، و الديمقراطية ، لأن الحرية تفرض على الشعوب تجسيد ارادتها في كافة شؤون حياتها ، فهل سيعي الشعب الأمازيغي ذلك ، ليتحرك بكل السبل ، كل من موقعه ، لاستعادة تاريخه ، وأمجاده ، ولغته ، وثقافته المغتصبة من قبل الطغمة الحاكمة ؟
كما يتوجب على هذه الجبهة الثورية أن تناضل ، من أجل انهاء كل أشكال التوتر مع الجارتين الجزائر و اسبانيا ، ومعاقبة الديكتاتورية التي تستغل تلك الصراعات ، و النزاعات مع الجيران لتصدير أزمتها الداخلية نحو الصراعات الخارجية الهامشية ، التي لا يذهب ضحيتها سوى أبناء الشعب المغربي ، و أمواله ، و أرضه ، في الوقت الذي كان من المفروض احترام علاقات حسن الجوار ، وتعزيز التضامن بين الشعوب المحبة للسلام عامة ، و المجاورة للمغرب خاصة ، للنضال ضد الإمبريالية ، و الصهيونية والرجعية، وضمان حرية الشعب المغربي في اختياره للنظام السياسي ، والاجتماعي الذي يريده ، وفق ارادته الحرة ، و احترام سيادة البلدان في اطار الدفاع عن كل المناطق المحتلة بالعالم ، وتبني قضايا الشعوب التواقة للتحرر ، و الانعتاق مهما كانت أصولها ، أو عقيدتها ، أو ايديولوجيتها ، أو موقعها الجغرافي على سطح هذا الكون فيا أبناء الشعب الأمازيغي العظيم نساءا ورجالا ومن كل الفيئات!!!
إن أنتصارالقضيةالأمازيغية كباقي القضايا التي تناضل من أجلها الشعوب ، وتفوقها مجسد في وحدة كل مكونتها ، ونبذ كل أشكال التمويه و التفرقة ، والخوف ، فكل العالم من ألانصار والمناضلين الشجعان المخلصيين لقضايا الشعوب في التحرر، و الانعتاق سيزيدون من استلهام عزمهم من تلك الوحدة ، وعدالة تلك القضية المبنية على الكفاح ، وعلى الثقة الراسخة بالطاقات ، و الأمكانات الخلاقة ، التي ستحتضنها هذه الجبهة الثورية الديمقراطية الأمازيغية ، لتحرير الجماهير الشعبية الغفيرة ، المكتوية بنار الغلاء ، والميز ، و الفقر ، والإقصاء ، والأضطهاد السياسي ، والأجتماعي ، و التمييز القومي ، و الطبقي ، و القبلي ، سواءا ضد الشعب الأمازيغي كأغلبية مطلقة ، أوضد الأقليات القومية الإفريقية ، أوضد حتى تلك التي تحسب نفسها عن العروبة ، و العروبية ، فإنكم أيها الجماهير الأمازيغية المعين الوحيد ، الذي يقوي الجبهة ، ويعطيها نوعا من الرسوخ ، و الصمود والشموخ ، و فرض الذات ، لأنها ستعبر بلا شك عن طموحاتكم المشروعة ، و العادلة ، في الحرية ، و الخلاص ، و التخلص من الجحيم العلوي الفاشي.. . فيا جماهير الجبال ، و القرى ، و الأرياف إن تفكيركم ، وعملكم على إنشاء جبهتكم الثورية المناضلة المخلصة لقضاياكم ، يدعوكم إلى الإلتفاف حول رايتها الأمازيغية ، وهدفها التحريري التحرري ، الثوري وذلك هو الطريق لمجابهة الإرهاب الذي تمارسه الطغمة الحاكمة ضدكم ، فالنضال و الدفاع عن الهوية الأمازيغية هو الحل لتذليل الظروف القاسية في حياتكم ، وحياة أبنائكم ، وانتزاع حقوقكم ، واسترجاع وطنكم الذي سلب منكم من قبل القبيلة العلوية المسلطة بلغة الدين و العقيدة ، هو الهدف الأمازيغي الأسمى ، الذي سيضحي الجميع من أجله بالغالي والنفيس ، أما لعبة إقحام الدين في السياسة التي يتوجب عليكم رفضها ، ونبذها ، واعتبارها مجرد سياسة الأساطير الضامنة لبقاء الملكية تاجا يحرق رؤوسكم ، فهبوا للمقاومة ضد هذه القبيلة التي استغلتكم ، واستبدتكم بشتى الوسائل ، سواءا بحرمانكم من حقوقكم وحرياتكم ، أو بانتزاع هويتكم ، ومجدكم ، بإسم الإسلام الذي يدعون من خلاله أنهم أهله ، وهم من أخرجوكم به من الظلمات إلى النور ، ألم يكن العكس هو الحاصل ، لما رمت بكم القبيلة العلوية من النور إلى الظلمات ؟؟ انضبطوا ، وانضموا إلى الجبهة الثورية الأمازيغية الديمقراطية ، وتحويل هذا الجنين من مجرد حلم إلى واقع ملموس ، هو المفتاح الوحيد للقضاء على الطغمة الفاشية الحاكمة التي استغلتكم ، واستعبدتكم رغم أن أمهاتكم قد ولدتكم أحرارا ، تلك الطغمة الفاشية التي لم تحترم في الأم أمومتها ، ولا في الطفل طفولته ، ولا في المعاق إعاقته ، وهي تقمع ، مستعبدة للجميع ، و لا قدسية لذيها للعقل كمنبع لتقدم البحث و العلم ، وتفجر المواهب ، و الإبداع ، حين وضعت كل العراقيل أمام إزدهار شخصية الإنسان ، مهينة لكرامته حيث القمع ، والإعتقال و الإختطاف ، والمحاكمات الصورية ، المتتالية ، بإسم قانون وضعته تلك الطغمة الفاشية لحماية تواجدها ، فاعلموا أن مستقبلكم لن يحميه القانون أكثر مما يحميه العدل و الإنصاف، وهو ما لا تعرفه الطغمة الفاشية المتدرعة بتطبيقها لذلك القانون المصطنع ، فيا أيها العسكريون وكل أفراد القوات المسلحة ، أيها المغرر بهم من كافة التشكيلات السلطوية العاملة ، والمستعملة ، و المستعبدة من قبل القبيلة العلوية المحتلة للمغرب ، إن الجبهة الثورية الديمقراطية الأمازيغية ستعمل من أجل تحريركم وعوائلكم من موقع العبيد إلى أسياد على أنفسكم ، تقديرا منها لشخصياتكم ، وإنسانياتكم ، وستخرجكم من الجحيم الذي أنتم فيه كعملاء ، تنفذون أوامر القبية العلوية الطاغية ، متنكريين لجذوركم ، وأصولكم ، وأوضاعكم الإجتماعية ، و الطبقية ، المتردية بسبب سياسة الطاغي الذي ينعم في النعيم على حساب قواتكم ، ومجهوداتكم لحراسته ليلا و نهارا ، وأنتم رابطين أمام أبواب قصوره الفرعونية كالكلاب المدربة على ذلك ، فاليوم أو غذا قد تناشدكم الجبهة الثورية الأمازيغية الديمقراطية إلى التفكير في مدى أخطائكم التي اقترفتموها بتبريرات واهية ، كضرورة العمل ، و الانتماء لتلك القوات من اجل انقاذ الذات من الضياع و التشرد ، متجاهلين سياسة الطاغي الحاكم المبنية على فكرة " جوع كلبك يتبعك " التي يواجهكم ، ويعاملكم بها ، فاين هو صبركم ووعيكم بقضيتكم الأمازيغية؟؟ أين هي إرادتكم في تحرير بلادكم من يد الذخلاء؟؟ فالجبهة ستدعوكم إلى توجيه ما في أيديكم من سلاح إلى صدر القبيلة العلوية التي تستعبدكم ، ثم انضمامكم إلى خندق الجبهة الذي هو خندق الشعب ، وذلك لأجل أن تعودوا إلى حياتكم الآمنة وتتمتعوا بحق الحياة في ظل الحرية ، حتى تزول عنكم لعنة الإرهاب الذي ترتدونه على أجسادكم من خلال البذلة التي وضعها الطاغي فوق ظهوركم كالبهائم ، و الكل يرى فيكم رجالا للقمع ، والذل ، و الإرهاب ، و الترهيب ، و التهديد ، و الوعيد ، و التخويف ، وليس كما ترون أنتم أنفسكم ، فهذه الجبهة الثورية الكفاحية تستدعي توحيد كل القوى التواقة للتغيير ، و الحالمة بقيادة الحركة الأمازيغية التحررية في النضال من أجل التحرر القومي ، والخلاص من الاضطهاد ، و الابادة ، ومأسي الاحتقار ، والظلم ، والذل، و القمع ، الذي تعرض ولا يزال يتعرض له الأمازيغ ، وخلاص هذا الشعب الأصيل من التعريب ومحو ملامحه القومية ، ومن أجل الحرية و التقدم الاجتماعي ، ولهذه الأغراض النبيلة والتاريخية أدعو الجميع للالتفاف حول إخراج هذه الجبهة من الحلم إلى الواقع اليوم وليس غذا، و العمل على احتضانها بكل الإمكانيات و الطاقات ، والتضامن ، وذلك هو الشرط الأساسي الذي لا بد منه من أجل نصر و انتصار الأرادة الأمازيغية ، فهيا إلى المشاركة الجادة و الواسعة في مختلف أساليب الكفاح في سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل ، الذي هو استعادة البلاد أرضا وشعبا لأهلها، إن هذه الجبهة هي تعبير صادق ومخلص عن طموحات الشعب الأمازيغي ، الذي ظل لقرون من الزمن مغبون ، ومحروم من حقوقه الإنسانية و الديمقراطية ، وكم ناضل بالسبل المتاحة له من أجل الإعتراف بحقه في التواجد على أرضه حرا مستقلا ، أسوة بباقي شعوب العالم ، فيكون الرد الذي يتلقاه في كل تحركاته من قبل القبيلة العلوية المستبدة ، وعملائها الأشرار هو القمع ، والاعتقال و القتل و النفي ، والإقصاء ، و التهميش ، والحرمان ، وكل أشكال البطش و الإبادة ، التي لا ينجو منها كبير ولا صغير ، ولذلك فإن هذه الجبهة لابد لها أن تنبثق من معاناة وألام الشعب الأمازيغي المضطهد ، ومن نضاله وصموده البطولي عبر قرون من الزمن، الذي لم يتزحزح رغم قوة المحن ، والضربات التي لحقت به ، و إن الدفاع الأن عن طموحان هذا الشعب يستدعي تظافر الجهود من قبل الجميع لمساندة هذه القضية ، وتوسيع حملة الاحتجاجات على جرائم الطاغية بحق الشعب المغربي ، ولا يفوتني أن أذكر الجميع بمقولة " تموت الحرة و لا ترضع من ثديها " وهي المقولة التي جعلتني أوجه هذا النداء إلى كل الأمازيغ الأحرار من أجل التحرك كل من موقعه ، ومن مسؤولياته قصد توعية الجميع بما يحدق بالأمازيغ من خطورة من جراء الإقصاء ، و التهميش ، و الحرمان ، الذي طالهم ، و الذي أدى إلى قتل الأطفال جماعة من جراء الجوع ، و التجويع الممارس على الأمازيغ ، وفي هذه الواقعة عبرة لمن لا يزال يعلق أمله في الطغمة الحاكمة ، وفي كل من يدور في فلكها من أحزاب، ونقابات وجمعيات ، مسخرة لتخذير الشعب المغربي لتجاهل قضاياه الحقيقية ، وعدم انتفاضتهم ضد الظم ، والطغيان الذي يمارس على المغاربة في السر العلن من قبل الطغمة الحاكمة المجسدة في الملكية ، وأحزابه الذيلية التي تتوارت الحكم فيما بين أفرادها ، حيث إذا كان الملك يرث كرسي العرش عن أبيه فإن إبن الوزير قد يرث هو كذلك كرسي الوزارة عن أبيه ، وهي الحالة الشاذة التي تمارس في المغرب ، وكأن ما تبقى من الشعب المغربي عاقر، ليس بإمكانه أن ينتج أبناءا وبنات بإمكانهم أن يصبحوا وزراء ، ورؤساء ، وحكام ، وهذه الحالة الشاذة هي التي كرست ميز ، وعنصرية المغرب النافع ، و المغرب غير النافع الذي استحضر منه هذه الواقعة المؤلمة ، التي تتطلب منا التحرك النضالي الجاد و المسؤول ، وفي هذا الصدد قد علمت بأسى الحزن و الألم بوفاة سبعة وعشرون طفلا مرة واحدة خلال منتصف شهر يناير، من مطلع هذه السنة 2007 ، وأعمارهم لا تتجاوز الرابعة عشر سنة ، بالسعال المؤدي إلى تدفق الدم من الفم و الأنف، حيث يليه الموت الذي أودى بحياة هذا العدد من الأطفال في يوم واحد، من جراء اصابتهم الجماعية بداء اضطرت الجهات العاملة لدى الديكتاتورية اخفاء حقيقته ، ربما خوفا من تعرض مجال السياحة للكساد والموت النهائي ، بعدما تعرض للشلل بسبب التصرفات المسيئة للسائح ، وبذلك قد يتم توقف دخول العملة الصعبة للخزينة التي لا يستفيد منها سوى مافيا الأقوياء من الحاكمين، كانت الواقعة كما عرضتها قناة الجزيرة من قرية " ألفكو" المهمشة من كل النواحي ، حيث تنعدم فيها شروط العيش الانساني ، أو حتى الحيواني ، لعدم وجود أي شيء يجعل من يسكنها يشعر حقا أنه انسان بمعنى الانسانية ، فلا حول ولا قوة لهذا المخلوق الذي لا يعرف للصحة ، ولا للتعليم ، و لا للتأمين ، ولا للأمن ، ولا للتدريس معنى أو وجود ، قرية لا تتوفر إلا على منفذ واحد ، قد يغلق بين حين وأخر ، من قبل حدوث كارثة طبيعية ناجمة عن تساقط الثلج ، أو الفياضانات من جراء الامطار الغزيرة ، ناهيك عن انتشار حراس الغابة معززين بأنواع الأسلحة ، لمنع هؤلاء السكان من الاستفاذة من أخشاب الغابة لتدفئة عظامهم ، وأجسادهم الجامدة ، المجمدة بالجوع و البرد القارس ،الناتج عن علو المنطقة ، وعن تساقط الثلج بها، ومن جراء هذا الحصار المخزني القمعي من جهة، وحصار الطبيعة الغاضبة من جه ثانية قد تنقطع الصيلة بين هؤلاء السكان الأمازيغ ، وبين العالم الخارجي ، كما انقطعت منذ القدم علاقتها بالنظام الديكتاتوري المغتصب للبلاد ، ولحقوق العباد، خاصة الأمازيغ ممن حاربوه أبا عن جد ، لا لشيء إلا لرغبتهم في بناء وطنهم ودولتهم الأمازيغية ، وهي المناطق المعروفة بالمقاومة الشرسة ، و الصادقة ، لكن عندما فلحت الديكتاتورية بتحكمها في البلاد بقبضة من حديد، بفضل تعاونها مع الخونة والعملاء من المغاربة ، إلى جانب الحماية الفرنسية، والاسبانية ، والصهيونية العالمية التي وجدت الطريق لتحقيق مصالحها في دعمها، ومساندتها لبقاء الديكتاتورية العلوية رمزا لتلك الصهيونية ، وحاكما على الشعب المغربي الأصيل ، بلغة العصا لمن عصى، فإن ذلك الشعب قد وجد نفسه محاصرا بعدما انغلقت عليه كل المنافذ ، وتحولت بذلك مقاومته الكفاحية التي كانت مجسدة في الكفاح المسلح ، لمواجهة هذا الثلاثي المتكون من: العلويين والخونة ، والحماية ، إلى مواجهة الحياة وظروفها الصعبة ، وما يفرضه الغلاء ، والبطالة و التهميش والحرمان ، والاقصاء الناتج عن السياسة الخبيثة لتلك الديكتاتورية العلوية ، التي تنتقم بشكل عام من كل رافض لها في الماضي أو الحاضر من المغاربة، وبشكل خاص من الشعب الأمازيغي الأصيل ، وذلك بممارستها للعقاب الجماعي أبا عن جد ، المعتمد على التهديد، والتهميش، والأقصاء ، والقمع الظاهر منه والخفي ، وقد شاء التطور الإعلامي أن يفضح إحدى جرائم الديكتاتورية العلوية تلك ، التي راح ضحيتها سبعة وعشرون طفلا مرة واحدة ، محملين على أكتاف ذويهم إلى المقابر في جنازة واحدة غاضبة ، من جراء التهميش والاقصاء ، رافقتها مظاهرة صاخبة لسكان القرية الفاقدين لأبنائهم ولاقربائهم في جو مأساوي ، حزين ، ومع ذلك يحاول عملاء الديكتاتورية، وعبيدهم ممن يمثل مؤسساتهم المصطنعة ، الكذب عن العالم، والتخفيف من ثقل الجريمة ، والتقليل من أثرها ، بإدعائهم موت إحدى عشر طفلا فقط ، بالرغم من تمكن الاعلام الدولي تصوير وإلتقاطه لعدد الجثت المحصورة إلى حدود الأن في عدد سبعة وعشرون ، فيما لا تزال أكثر من ثلاثة ألف من سكان تلك القرية وحدها مهددين بالموت في أية لحظة ، وهم يبكون أوجاعهم من جهة ، وفقدانهم لإطفالهم من جهة ثانية ، ورغم أن المصيبة عظيمة والخطب جسيم ، وأعراض المرض واضحة، ومجسدة في السعال المستمر إلى درجة تقيء الدم من الفم و الانف ، يليه الموت في مشهد درامي ، من جراء البرد القارس ، والجوع ، وفقر الدم ، وانعدام مراقبة صحة المياه ، أو لما لا قد تنتج الكارثة عن انتشار انفلوزا الطيور بالمنطقة ؟ وتظل حسابات العصابة المستولية على الحكم تتهرب من التصريح بالحقائق ، كي لا تفقد العملة من جراء تهرب السياح ، وتوقفهم عن التوجه للمغرب ؟؟ كلها اسئلة مشروعة مادام ما يسمى بوزارة الصحة التي يرأسها صحراوي لا علم له إلا بمرض الناقة، والإبل ، إلى جانب باقي المصالح التابعة للديكتاتورية العلوية لم تتحرك بالمستوى المطلوب ، إلا لقمع المظاهرة ، وكتمان سر سبب الفاجعة ، و التمادي في الكذب و الافتراء على العالم ، لكون المصابين مجرد أمازيغ ما فتؤوا يواجهونها بكل السبل من اجل تنحيتها ، وتحرير البلاد ، لأنقاد العباد ، من مثل هذه الكوارث الفتاكة ، وبالتالي فالديكتاتورية العلوية الحاكمة ، المغتصبة للبلاد قد تسعد بانقراض الامازيغ ، كي يتسع لها المجال للتحكم النهائي في البلاد ، إنها الجريمة التي ستسجلها الذاكرة العالمية ، وكل المهتمين ، والمدافعين بجدية ، وليس كما يدعي البعض ، عن حقوق المغاربة عامة و الأمازيغ منهم خاصة ، بمنطقة الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود، لكونها منطقة غارقة بين الجبال الشاهقة المحيطة لمنطقة "أميلشيل" المعروف عالميا باحتضانه لموسم الزواج ، ثم لمنطقة "تونفيت" التابعة في حدودها الجغرافية لمنطقة : "اخنيفرة " هذه المنطقة التي يحلو للبعض أن ينعتها بالمدينة ، وقد استحي ان اسمع اسم المدينة مقارنة مع مدن أوروبا أو امريكا ، وحشى أن يطلق اسم" المدينة " على منطقة غارقة في الوحل الاحمر ، والمهمشة ، يخترقها نهر يدعى أم الربيع ، وهو نهر يجمع بضفافه كل أنواع القرورات ، والأكياس المختلفة الألوان و الأحجام ، وكل أنواع الورق و أشكاله، وكل ما بإمكان الرياح أن تحمله من مختلف الأحياء المكونة لذاك التجمع السكاني ، لترمي به على ضفاف ذاك النهر الذي ينفث كل الروائح الكريهة ، مما يجعل زائر المنطقة لا يتذكر منها سوى أزبالها ، و ذبابها وحشراتها، إلى جانب تواضع سكانها وكرمهم ، وإنسانيتهم ، وقد يظهر على وجوههم العياء ، والملل ، من خلال التجاعيد الغارقة التي تتقاسم تلك الوجوه البريئة، التي لا تستطيع التعبير عن رغباتها، وارادتها في استرجاعها ، واستعادتها لامجادها المجسدة في اللغة ، والثقافة ، والتعاون ، والتضامن ، والارض ، والشرف الأمازيغي المغتصب من قبل المحتل العربي ، الذي تمثله القبيلة العلوية ، المغتصبة لكل حقوق هذا الشعب الأصيل باسم الدين و الملة ، والانتماء لسلالة الرسول ، فهل يتحرك الأمازيغ لينتفضوا ، ويثوروا على هذه الايديولوجية المعتمدة على سياسة الاساطير، التي لا تعمل سوى على غرس التخلف ، وتأخير المغرب وشعبه الأمازيغي الأصيل عن الركب الحضاري؟؟ والجبهة الثورية الأمازيغية الديمقراطية ، هو البديل الوحيد لإنقاذ ما تبقى من هذا الشعب الأصيل قبل فوات الأوان حيث لا ينفع النذم ... فلا يعقل أن نظل مكتوفي الأيدي ، جامديين، سلبيين ، منعدمي الحركة و الفعل ، ونحن نرى الأطفال الأمازيغ يموتون جوعا جماعات وأفرادا ، كما نرى العوائل الأمازيغية تفر من الجنوب المغربي بأجسادها وأرواحها رجالا ، ونساءا ، وأطفالا ، وشبابا نازحين بشكل جماعي لتخطي الحدود الجنوبية هاربين ، من بطش الجوع ، والإهمال ، والإقصاء الذي لحقهم من قبل الطغمة الحاكمة على المغرب و المغاربة ، مستنجدين بإخوانهم الجزائريين بشكل محزن مأساوي ، فيما نرى الأعداد الغفيرة من المغاربة من مختلف الأعمار و الأجناس يموتون في البحر بالشمال المغربي ، بعدما يفشلون في تخطى خطورة البحر ، وعبوره نحو الضفة الأوروبية ، وقد يلقي بهم البحر أمواتا على الضفة المغربية ، أو بالضفة الأخرى ، ناهيك عن الناجيين من ذلك الموت المحقق ، ومع ذلك تستغل الطغمة الحاكمة تلك المأسي لابتزاز المنتظم الدولي كي تزيد غناءا وثراءا ، فما موقعنا كمغاربة أمازيغ إن لم نستطيع حتى توحيد صفوفنا في تأسيس هذه الجبهة الثورية الأمازيغية الديمقراطية التي ستضع لكل شيء حده؟؟؟



#علي_لهروشي (هاشتاغ)       Ali_Lahrouchi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل: ...
- انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
- شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل
- بالفيديو.. طالبة توبخ رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف ...
- بعد إجراءات تأديبية مثيرة للجدل بحق طلاب مؤيدين لفلسطين.. رئ ...
- بيستوريوس: روسيا ستظل أخطر تهديد للأمن الأوروبي
- البنتاغون يعلق على إعلان روسيا إطلاق مناورات باستخدام الأسلح ...
- فوائد وأضرار نبات الخزامى
- الألعاب النارية احتفالا بعيد النصر
- ميقاتي يبحث مع هنية آخر التطورات والمستجدات السياسية والميدا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي لهروشي - نداء تاريخي للدعوة لتأسيس الجبهة الثورية الديمقراطية الأمازيغية بالمغرب لإنقاد ما يمكن إنقاذه