|
لبنان ليس هو الحريري ، والحريري ليس هو لبنان فمن ينقذ شعب لبنان من هذا الربط الخاطئ ، و الخطير ؟؟
علي لهروشي
كاتب
(Ali Lahrouchi)
الحوار المتمدن-العدد: 1833 - 2007 / 2 / 21 - 08:28
المحور:
الصحافة والاعلام
عاش الحريري ! مات الحريري! هل يغير هذا الشعار شيئا من لبنان ، ومن أحوال شعب لبنان ... ؟ لقد خسيء كل من يعتقد أن لبنان وشعب لبنان سيستفيد شيئا من لعبة قتل أو عيش رفيق الحريري ، لقد كان الهدف واضحا للعيان ، وهو استهداف المقاومة اللبنانية و السورية الباسلة ، وإبعاد كل الوطنيين المخلصين الصادقين عن ساحة الفعل الجاد ، و المسؤول في صراعهم مع الكيان الصهيوني الغاشم من جهة ، ومع الامبريالية المتسلطة من جهة ثانية ، ودعمهم للقضية الفليسطينية العادلة من جهة ثالثة ، وهذا هو الهدف من حبك سيناريوا تحت عنوان : قتل الحريري لخلق البلبلة وتقسيم لبنان ، والتوغل في مشاكله الداخلية لاستثمارها لصالح الكيان الصهيوني المنهزم ، و العمل على إجهاض المسار الديمقراطي الذي كان يتجه فيه هذا البلد ، ليصبح أول مجتمع عربي ديمقراطي يضرب به المثال في ذلك ، فكانت حسابات الصهيونية التي لا تنام دقيقة ، وهادفة ، ومستهدفة لذلك ، حيث من مصلحتها العمل على إجهاض ذلك الحلم ، وقتل الجنين الديمقراطي داخل رحم لبنان قبل ولادته ، حتى يمكن للعالم الخاريجي غير العربي أن يتقبل فكرة مفادها " إن العرب و المسلمين ليسوا في مستوى الديمقراطية ، والحرية ، والحقوق ، لأنهم لم يتربوا عليها من قبل ، وبالتالي فلابد من تطبيق الحجر عليهم كاليتامى غير الراشدين" وهو بالفعل ما تمارسه إسرائيل على العرب و المسلمين من خلال استخدامها لأمريكا ، ولحلفائها من الأوروبيين الخاضعين ، فكانت التخطيطات ، و الأفكار ، والتوقعات ، والدراسات التي تقام في النهار ، وفي جنح الليل بمكاتب ، وسراديب أجهزت المخابرات كالموساد وغيره ، تعكف على إيجاد منفد لا يثير الشبهات ، ويكون إحتمال نجاح الخطة من خلال تنفيذه مؤكدا بما ليس فيه الشك ، وبما أن كل الإحتمالات كانت مطروحة ، فقد كانت الغلبة تتجه لاحتمال مقتل الحريري ، ومن خلاله خلق بلبلة داخل لبنان ، وعندما تتصاعد منه أعمدة الدخان من خلال نيران تلك البلبلة، لما يحترق فيه الأخضر و اليابس ، يكون حينها من السهل القبض عليه ، وإخضاعه للإرادة الصهيونية كما هو حال سبيل باقي الدول العربية ، و الإسلامية ، من المحيط إلى الخليج ، وقد تحقق الهدف في نصفه الأول والباقية أتية لا ريب فيها ، إن لم يتدارك الشعب اللبناني خطورة المصيدة التي وقع في قبضتها ، ويأخذ زمام المبادرة لطرد كل الخونة ممن ينهش لحم الحريري ، مستغلا حدث مقتله ليحقق أغراضا شخصية ، وسياسية ، وحزبية بعقلية خسيسة ، ويبقى السؤال لماذا وقع الإختيار على مقتل الحريري بالضبط ؟ وماذا سيجني الكيان الصهيوني من ذلك ؟ لقد تم تنفيذ سيناريوا مقتل الحريري لاعتبارات عديدة منها على سبيل المثال :1 كونه من المقربين للأمراء من آل سعود ممن تلطخت أياديهم بكل أشكال الفساد المالي و الأخلاقي ، و الإجرامي ، وبالتالي فالحريري يعد واحدا من أفراد هذه الزمرة الفاسدة ...2 محاولاته العديدة لانتقاد ورفض الوصاية السورية ، وتدخلها في شؤون لبنان الداخلية ... 3 الشبوهات المالية التي تحوم حوله ، ومن أين له بكل تلك الثروة الفرعونية التي أوصلته ليتربع على كرسي الوزارة ...4 طموحاته المالية و السياسية و الإقتصادية التي لا تعرف حدا ، حيث يرغب في تحقيق كل شيء ، ووضع لبنان وشعبه في بطنه، كما تفعل الأفعى للضفضع ساعة الجوع... 5 أشياء سرية تدخل في حياته الشخصية قد يعرفها لايعرففها سوى المقربون إليه كالدسائس ،و المؤامرات، والفسق ، والزينة ... وهي الأشياء التي تحرك شهوات الملوك و الحكام العرب. ومن هاته الأبواب تمكن الصهاينة من وضع سيناريو مقتله من أفضل ، وأقوى السيناريوهات في تحقيق الأهداف الصهيونية المتوخات من ذلك ، لإبعاد الشبوهات عليهم من جهة ، وتحريض الرأي العالمي ضد سوريا من جهة ثانية لفصل علاقتها مع لبنان ، وخلق توتر بينهما ، ومن خلال ذلك القضاء على المقاومة اللبنانية التي يقودها حزبالله ، وبعد ذلك ترك البلد يعاني من الفقر و الجوع ، و البؤس ، والحرمان ، كما هو الأمر بالأراضي المحتلة الفلسطينة ، لتكسر رؤوس العرب ، وتكريس تبعيتهم للكيان الصهيوني ، ولتحقيق كل أهداف الخطة كان لابد من مقتل الحريري ، وفرز ورثته السياسية كقوة انتهازية عنيدة ، لا تفكر سوى في الثآر ، ورد الصفعة لمن توجه له أصابع الإتهام كسوريا مثلا أو المقاومة اللبنانية ، ومن هنا ينشب صراع داخلي ما أحوج الصهيونية إلية ، وهو ما يقع الآن على أرض لبنان ، فقد يطلع أحد اللبنانين من المغرر بهم من قبل ورثة الحريري ، وقد يعتقد مني ، ومن خلال أسلوبي التحريري لهذا المقال أنني أساند قوة دون أخرى من منطلق ايديولوجي معين ، لأن من أخطاء العرب أنهم يعيشون بالتأويلات المقلوبة رأسا على عقب ، وينجرون بعاطفة عمياء وراء حدث لا يحسبون له حسابا ، ولهؤلاء أقول رغم أنني غير ملزم بهذا القول على أنني جمهوري ، اشتراكي ، ديمقراطي ، شيوعي الفكر و الايديولوجية حتى النخاع لكنني أستحيي أن تجمعني نفس المنطلقات ، والأفكار مع المدعو : جنبلاط الذي لا يشرفني أن أصافحه لما يخفيه ، ويكنه قلبه ، وعقله ، وشعوره وإحساسه من حقد وكراهية ، ومكر وخداع للأخرين ، وبالخصوص لسوريا وللمقاومين ، فمن أين جئتم بمثل أولئك الأشخاص الحاقدين أيها اللبنانيون الأحرار ، وهل ستقبلون الذل و الهوان وأنتم ترضون بعد للعيش تحت حكومة فؤاد السنيورة التي استغلت عاطفتكم ، وإنسانياتكم ، وعزائكم في مقتل الحريري الذي ستفضح خيوط مسلسل تصفيته من قبل قاتليه من الصهاينة أنفسهم في التاريخ القريب أو المتوسط ، عندها ستتأكدون أن الحكومة الحالية قد ينطبق عليها قول : يقتلون القتيل و يمشون في جنازته . فهل سينضم رجالكم ونسائكم للمعارضة لإسقاط حكومة نصبتها خدع وحيل الأعداء عليكم ؟ أم ستظلون أوفياء للأشباح ولرجال من الثلج قد يذوبون في أي وقت ؟؟؟
#علي_لهروشي (هاشتاغ)
Ali_Lahrouchi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نداء تاريخي للدعوة لتأسيس الجبهة الثورية الديمقراطية الأمازي
...
المزيد.....
-
إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد
...
-
3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم
...
-
فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و
...
-
خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا
...
-
مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في
...
-
بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
-
انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
-
مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
-
أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
-
-روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية
المزيد.....
-
مكونات الاتصال والتحول الرقمي
/ الدكتور سلطان عدوان
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
المزيد.....
|